ما حكم رؤية الطبيب لعورة المريض؟
الجواب عن هذا السؤال ينبغي أولًا أن يُعرف وأن يُفهم أنّ المرأة بالنسبة لغير الزوج عورتها كل الجسد إلا الوجه والكفين ثمَّ بالنسبة للمحارم يعني الأب، الأخ، العم، الخال، الجد، الأبناء تستر ما بين السرة والركبة أمامهم يعني حرام عليها حتَّى أمام الأب، حتّى أمام الأبناء، حتّى أمام البنات حرام عليها أن تكشف ما بين السرة والركبة حرام فأمام الطبيب ماذا تفعل؟ ماذا تكشف من جسدها؟ الجواب عن ذلك أنَّ الداء، العلة، المرض إذا كان مثلًا في ظهر الكفّ لا يجوز لها أن تكشف شيئًا من عورتها لأن ظهر الكفّ ليس عورة فتُريه ينظر ولا تحتاج إلى أن تكشف شيئًا من عورتها أمّا إذا كانت العلّة في موضع العورة مثلًا في رقبتها أو في كتفها لا يجوز لها أن تكشف كل جسدها من فوق لايجوز لها أن ترفع الخمار الحجاب يعني اليوم بالعاميّة يقولون لهذا الخمار الذي هو المنديل يعني تغطي رأسها وتغطي صفحة العنق والعنق والرقبة بالمنديل بالخمار أو بالإشارب مثلّا إذا كانت العلَّة في الكتف أو في العنق لا يجوز أن تكشف شعرها ورأسها لا يجوز أن تكشف جسمها كله من فوق هذا حرام لا يجوز ولو كان عند الطبيب ثمّ قبل أن تذهب إلى الطبيب تسأل عن الطبيبة الماهرة تسأل عن الطبيبة الماهرة فتذهب إليها فإن لم تجد أو كانت ليست ماهرة تؤذيها تضرّها تُلحِق بها أذًى فتذهب إلى الطبيب وتكشف موضع العلَّة فقط تكشف موضع العلَّة فقط وهذا للضرورة للحاجة ولا تكون وحدها مع الطبيبب إنَّما تأخذ زوجها معها أو تأخذ مثلًا ولد من أولادها مثلّا أو أخ من إخوتها هنا هذا الموضع أو في العنق أو في الكتف أو في الرقبة أو في الظهر يجوز لها أن تكشف هذا أمام الأخ والإبن فتأخذه معها عند الطبيب لأجل أن لا تختلي بالطبيب وحده يعني حتّى أن لا يكون هناك خلوة محرمة بينها وبين الطبيب طيب إذا كان موضع العلاج والمرض بين السرّة والركبة قلنا هذا لا تكشفه أمام أخيها ولا أمام ابنها فتأخذ الزوج، أمام الزوج تستطيع أن تكشف الموضع الذي هو بين السرة والركبة وبالنسبة للطبيب لا تكشف كلَّ الفخذ أو كل ما بين السرة والركبة لا إنما تكشف فقط موضع المرض موضع العلة الذي لا بدَّ من أن يراه الطبيب لأجل العلاج لأجل أن لا يزداد المرض ولا ينتشر ولا يلحقها ضرر وهلاك فإذا لا بد أن تُراعي المرأة أنّها أمام الطبيب لا تستطيع أن تكشف عن أكثر من موضع الحاجة إذا كان في موضع العورة أما قلنا ظهر الكفّ ليس عورة يراه، لكن اللمس لا تمكّنه من اللمس إلا إذا كان لحاجة وإذا كان بيقدر يلبس كفوف لا تمكّنه من اللمس والإمساك بيدها بدون قفازات يعني بدون كفوف أمّا إذا كان لا بد من ذلك ومع القفاز لا يستطيع إنّما قد يحصل ضرر في الجراحة مثلًا هذا موضوع آخر أمّا ما لم يكن ضرورة للمس ما لم يكن ضرورة للامساك بيدها بيده بدون حائل ما لم يكن ضرورة لا تمكّنه أمّا إن كان للضرورة فللضرورة أحكام. أليست المرأة أحيانًا قد تذهب لأجل الولادة عند الطبيب يعني كأن لا توجد امرأة مسلمة طبيبة ماهرة لا توجد في البلد أو لا يوجد صبي ماهر عُرف واختُبِر لا يوجد إذًا يوجد طبيب مسلم وإن لم يساعدها في الولادة تهلك فهنا للضرورة تكشف أمامه موضع الحاجة يعني تغطي الجسد من فوق وتحاول أن تلبس شيء أو تغطي بشرشف مثلًا أو رداء وتكشف موضع الحاجة اليوم بعض النساء المستهترات المتهاونات المتسرّعات المُتهتكات تكون علَتها في كتفها فتخلع كل ثيابها عند الدكتور هذا حرام هذا لا يجوز تكون علّتها باصبعها فتخلع ثيابها هذا حرام يعني تكشف عورتها لا يجوز عصت الله تعالى إذًا يُمكّن الطبيب من النظر لموضع العلّة ليس أكثر وتكشِف موضع العلّة وليس أكثر وتُراعي أن لا تختلي به، كم من مصيبة حصلت في هذا العصر من أطباء خبثاء ملاعين اعتدَوا على مريضات تكون المريضة شابة وجميلة فيحبّها أو تميل نفسه الخبيثة إليها يعطيها منوّم فيزني بها يزني بها أو يلعب بها ليس شرطًا إلى حدّ الزنى مع أنّه قد حصل في بيروت حصل في بعلبك حصل وخارج لبنان حصل في بعض بلاد الغرب واحد أمسكته الدولة اعترف أنه زنى بعشرين امرأة بهذه الطريقة وهو دكتور وهو دكتور وهنا في بيروت حصل فإذا قد يعطيها منوّم لنصف ساعة لثلث ساعة وقد يزني بها أو يعمل مقدمات الزنى معها وهي نائمة قد يعمل مقدمات الزنى معها وهي نائمة فإذًا لا تذهب وحدها تذهب مع زوج أو مع محرم وتُراعي الأحكام التي شرحناها أمّا لغير ضرورة لغير حاجة ليس لها أن تكشف عورتها أمام الطبيب ولا حتّى أمام الطبيبة إذا كان بين السرة والركبة حتّى الطبيبة المرأة لا يجوز للمريضة أن تكشف ما بين السرة والركبة لغير حاجة لغير ضرورة إنّما تشرح لها تصف لها وتعطيها العلاج لأن ما في حاجة ما في ضرورة فاليوم بعض النساء تعودن أن تكشف عورتها أمام الطبيب لغير ضرورة لغير حاجة أو تكشف أكثر من موضع العلة تكشف أكثر من موضع الحاجة والرسول صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلُح أن يُرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى الوجه وإلى كفيه صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث صححه الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه الأحاديث الصحاح أو المختارة، له اسمين يعني الكتاب، هذه بعض الأحكام على وجه السرعة المتعلقة بكشف العورة وهناك أحكام ومسائل كثيرة لكن قبل الآن قلت لكم هذا البرنامج هو سؤال وجواب ليس شرح باسهاب وتوسّع وليس مناظرة واستحضار الأدلة إنما هو باسلوب سؤال وجواب ومع ذلك أحيانًا نتوسّع أو نزيد للحاجة أو للفائدة فإذا ينبغي على النساء أن تنتبه لأن المراة التي تتهاون بهذا الأمر يُخشى عليها من مفسدة عظيمة ويُخشى عليها من ضرر كبير وهنا قد يؤدي إلى مقتلة بين الأهل بين الزوج والطبيب أو ما شابه إن حصل واعتدى عليها والعياذ بالله فلتتق الله المرأة ولتحفظ نفسها وتحافظ على جسدها وعلى بدنها ولا تكشف إلا ما تدعو الضرورة والحاجة إليه مع وجود الزوج أو المحرم وبلا خلوة وكما قلنا حسب الموضع على التفصيل الذي شرحناه والحمد لله ربّ العالمين.
