fbpx

24 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

محبة الخير للغير الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله فما أجمل المؤمن حينما يحب للناس ما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكره لها إنه يصبح محبوبًا بينهم يذكرونه بكل خير ويفرحون حين ملاقاته ويشعرون بالوحشة حين مفارقته ويشاركهم آلامهم وقضاياهم ويسعى في خدمتهم وفي قضاء حوائجهم ولينظر المرء في معاملاته التي يجريها مع الناس في يومه وفي ليلته ليرى هل هو قريبٌ منهم يعاشرهم بالمعروف أو لا؟ فلا ينبغي أن نتعامل مع الناس بطريقة الإيهام التي تلحق الضرر بالآخر كالتاجر الذي يوهم المشتري أنه لا يربح عليه الكثير وهو يربح الكثير في البيع هذه خصلةٌ قبيحة إن أراد أن يربح الكثير يصارحه يقول له أنا سعري زائد فإما أن يدخل معه وإما أن يترك معاملته لأنه بعد ذلك إن عرف أنه ربح عليه الكثير لا يندم لأنه دخل معه على الصراحة أما إذا أوهمه فظن أنه لا يربح عليه إلا قليلًا ثم تبين له أنه ربح عليه كثيرًا قلبه يستوحش وهذا يدخل في الغش يقول هذا صاحب سوء صاحب شر يكرهه قلبه فالتورية التي فيها اضرارٌ بالمسلم هذه بئس الخصلة. ويدخل في محبة الغير لأخيه المؤمن أن يحذره مما يضره في دينه أو دنياه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”المؤمن يألم لأهل الإيمان كما يألم الرأس في الجسد” لذلك كان بعض الأنصار من أهل المدينة المنورة يتنازل عن قسمٍ من ماله للمهاجر الذي هاجر من مكة إلى المدينة ترك مكة وهاجر إلى المدينة وحتى إن بعضهم تنازل عن إحدى إمرأتيه فطلقها ليتزوجها المهاجر. فتعالوا معي لنستمع إلى هذه القصة في محبة الخير للغير، يحكى أن رجلًا عابدًا كان في مسجدٍ يدعو الله وكان من جملة دعائه اللهم ارزقني طعامًا بصفة كذا وكذا بلون كذا وكذا بطعم كذا وكذا ثم نام وكان في المسجد تاجرٌ سمعه فقال في نفسه:”إنه يدعو حتى أحضر له أنا هذا الطعام فوالله لن أحضر له هذا الطعام يعني ظن أنه يرفع صوته في الدعاء حتى يذهب ليشتري له هذا الطعام قال: “فوالله لن أحضر له هذا الطعام” فبعد قليل إذا برجلٍ يدخل من باب المسجد ومعه الطعام بالصفة التي دعا بها العابد فيضع الطعام أمام العابد ويريد أن يخرج فأمسكه التاجر وقال له “بالله عليك ألا أخبرتني قصة هذا الطعام ؟ ” الآن هذا الرجل دعا والآن حضر له الطعام فقال الرجل “أنا حمال ومنذ سنة امرأتي تطلب هذا الطعام ولا أستطيع أن أشتريه اليوم حملت لرجلٍ يعطيني شيئًا من الذهب فاشتريت به الطعام وبينما زوجتي تعده لي نمت فرأيت بالمنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي أن في المسجد وليًا من أولياء الله تبارك وتعالى إن أخذت له هذا الطعام جعل الله لك البركة في طعامك وإني أضمن لك الجنة قال فانتبهت من نومي فأخذت الطعام وأحضرته إلى هذا العابد” فقال التاجر: “أعطيك عشر أضعاف الطعام وتعطيني الثواب؟ فقال: لا قال: عشرين ضعفًا قال: لا قال: أربعين ضعفًا قال: لا ولو بالدنيا كلها لا أعطيك ما ضمن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قولٍ أو عمل والله أعلم وأحكم.