اللين والتسامح
الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله محمد
فأما بعد،
الله تعالى قال:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} الله تعالى قال: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ليعم من كان بهذه الصفة، أن يكون رحيما بالمؤمنين ورسول الله عليه الصلاة والسلام كان رحيما بالمؤمنين وهو رسول الله وهو خير من يقتدى به ﷺ خير من يقتدى به لتطبيق هذه الصفة التي ذكرها الله تعالى أن حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام كان رحيما بالمؤمنين وكان يحب المساكين ويدنيهم منه وقد أوصى ذلك صاحبه أبا ذر الغفاريّ رضي الله عنه حيث قال أبو ذر:”أوصاني خليلي” أي أوصاه رسول الله، “بخصال من الخير، أوصاني بحب المساكين، والدنوّ منهم “أي الاقتراب منهم. ما كان يبعدهم عنه، بل كان يدنيهم منه على خلاف ما يفعلوا اليوم كثير من الناس يبتعدون عن المساكين و يتجنبون أن يقعدوا مع المساكين أما رسول الله، أما حبيب الله، كان يدنو المسلمين منه هو كان رسول الله ﷺ من شدة شفقته ورحمته بالمؤمنين اذا لم ير بعض أصحابه برهة من الزمن يتفقدهم يذهب اليهم يزورهم عليه الصلاة والسلام. حتى إنه قيل انه مرة عن رجل غريب مؤمن فقير سأل عنه رسول الله قالوا له :” إنه توفي يا رسول الله” فماذا فعل رسول الله؟ ماذا فعل عندما سمع رجلا مؤمنا فقيرا غريبا مات؟ ماذا فعل نبيّنا محمد ﷺ فذهب إلى قبره، وصلى عليه هناك عند القبر هذا رسول الله إلى هذا الحد كان نبيّنا محمد يحب المساكين ويعتني بهم. وقد روى الحاكم أيضا، بإسناد عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله تعالى:”إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ“. اي رحيم القلب ليس أواه الذي يذكر بآه، آه، كما يظن البعض. أي أن إبراهيم عليه السلام كان رحيما. بعض الناس الذين لم يتعلموا علم الدين ولم يتعلموا تفسير القرءان الكريم يظنون أن كلمة أواه أنه بذكر الله بآه، وآه ليس اسما من أسماء الله تعالى لأن آه كلمة تدل على التوجع والشكاية كما ذكر ذلك الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في ” اتحاف السادة المتقين” فآه لا تدل على كمال و أسماء الله تعالى كلها على كمال اليس الله تعالى قال:”وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”. الحسنى معناها الدالة على الكمال كل أسماء الله تعالى تدل على كمال ليس في أسماء الله ما يدل على نقصان، آه تدل على التوجع والشكاية فإذا لا تدل على كمال، فإذا آه ليس اسما من أسماء الله تعالى. ثم خليل بن أحمد الفراهيدي شيخ سيبيوي رضي الله عنه كان يقول:”لا يجوز أن يذكر الله الا كما ورد في القرءان الكريم“، فمن أراد الذكر الصحيح فليذكر بلفظ صحيح فليقل “الله، الله” ولا يقل “آه،آه” هذا اللفظ ليس اسما من أسماء الله تعالى. نعود إلى كلامنا أبو ذر الغفاريّ رضي الله عنه الذي قال:”أوصاني خليلي بحب المساكين والدنو منهم“.وأوصاه بشيء آخر أيضا له علاقة بالكلام في حلقتنا السابقة قال:” وأوصاني بأن أكثر بقول لا حول ولا قوة الا بالله ” نفعها عظيم تنفع لتسعين داءً أقلها الهم كما جاء كذلك في الحديث الذي رواه الحاكم:”فأكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله ” وورد في ثوابها أنها كنز تحت العرش ثواب كبير يجعله الله تعالى لمن يقول هذه الكلمة:”لا حول ولا قوة الا بالله.” واما عن معناها توحيد، لا حول عن معصية الله الا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله تبارك وتعالى فلا تنس أن تكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله وأقل الأكثار ٣٠٠ مرة نعود إلى كلامنا فمن القواعد الأساسية في معاملة الناس والدخول إلى قلوبهم والتأثير فيهم استعمال اللين والرفق إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف استعمال الرفق واللين والتسامح معهم والصبر على آذاهم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير عند الله من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم فمن وجد طريقا إلى القلوب فتحت له أبواب السماع وأن يقنع بما رزقه الله تعالى فقد قال النبيّ ﷺ:”من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا” رواه الترمذيّ. وهكذا ننهي حلقتنا اليوم لنلتقي بكم بحلقة قادمة بإذن الله تعالى كونوا معنا
المنشور:
1 – الله تعالى قال:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} سورة الفتح.
2 – قال الله تعالى:{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} سورة الأعراف.