كلمة السلام عليكم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
أما بعد،
السلام عليكم ما أجمل وأعظم هذه الكلمة اللطيفة حينما يعلنها المرء لمن يلقاه إنها إعلام وإعلان لحالة السلم والصلح والأمان والوئام بين الطرفين المتلاقيَن والبدء بالسلام سنة لم يختلف في ذلك علماء الإسلام ومن آداب السلام ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير فالقادم الزائر يبدأ بالسلام وإن سبقه المزور يرد الزائر عليه وإن كان الزائر لم يسلم نقول له مرحبا وإن سلم نرد عليه ثم نقول له مرحبا كلمة مرحبا في الأصل معناه جئت مكانا واسعا وقد جاء في الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:”والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم “كلمة السلام عليكم غذا نويت نية حسنة لك ثواب وإذا رددت السلام وقت وعليكم السلام بنية حسنة أيضا يكون لك ثواب عند الله تبارك وتعالى وكذلك كلمة مرحبا قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد أنه قال لعمار بن ياسر رضي الله عنه:”مرحبا بالطيب المطيَب” وقال للصحابية أم هانئ:”مرحبا بأم هانئ” فالحاصل الكلمة الطيبة صدقة فمن القى عليك السلام وقال لك السلام عليكم تقول وعليكم السلام والأحسن أن تزيد وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته هذا يكون الأحسن والرسول عليه الصلاة والسلام قال:”الكلمة الطيبة صدقة” معناه الكلام الحسن صدقة كل كلام حسن يتكلم به الشخص صدقة أي فيه ثواب كما أن الصدقة فيها ثواب وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”فاتقوا النار ولو بشق تمرة فلم يجد فبكلمة طيبة” الكلام صنفان كلام طيب وكلام خبيث فالكلام الذي يتكلم به الإنسان ما كان من طاعة لله ما كان من الحسنات فهو يقال له كلمة طيبة وما كان خبيثا يقال له كلمة خبيثة فكثيرة هي العبارات التي تجعل الشخص الآخر سعيدا يشعر بالتقدير والاحترام والأهمية تجعله يميل لحب القائل فإن أردت أن تطلب من شخص شيئا لو استعملت العبارات اللطيفة التي تحثه على أن يفعل هذا الفعل الذي يكون فيه خير هل تتفضل بان تفعل كذا إني أشكر لك فعلك كذا إذا فعل هذا الفعل الذي هو خير يعجبني فيك أنك تفعل كذا وكذا للفعل الذي عمله وكان فعلا من الحسنات لو تكرمت أن تفعل كذا وكذا ما تقوم به من خدمة الناس هذا عمل كذا وكذا من ما فيه تشجيع لهذا العمل فأن يختار الشخص منا العبارات التي تشجع على فعل الخير وعلى صنيع المعروف مع النية الحسنة مع النية الخالصة لأن عمل الخير لا يضيع عند الله سبحانه وتعالى ولو كان في نظر بعض الناس قليلا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:”إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى اللقمة التي تجعلها في فِي امرأتك” إنك لن تنفق نفقة أن أي نفقة تنفقها لوجه الله لك أجر عليها حتى النفقة التي تنفقها على أهلك على زوجتك حتى اللقمة إذا أطعمتها بيدك لقمة بنية حسنة لك أجر عند الله أما بلا نية لا ثواب لك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:“إنما الأعمال بالنيات“. فهذا العمل الخفيف عند الله تعالى لا يضيع أن تطعم زوجتك بيدك لقمة بنية حسنة حتى تدخل السرور إلى قلبها هذا العمل الخفيف عند الله تعالى لا يضيع لذلك هنيئا لمن تعلم وعرف أبواب الخير فينتفع بعمل الحسنات والطاعات إلى الله تعالى ونختم بذكر ما ورد أن بعض الصحابة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام ما يربونه من الدواب فقالوا له احملنا يا رسول الله أي أعطنا مركوبا نركبه فقال عليه الصلاة والسلام أحملكم على ولد الناقة قالوا يا رسول الله ولد الناقة ماذا يغنينا أي ماذا ينفعنا هل يقضي حاجاتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل يلد الإبل إلا النوق” معناه البعير الكبير ولد الناقة والبعير الصغير ولد الناقة عندما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيكم ولد الناقة هم ماذا خطر في بالهم أنه يعطيهم ولد الناقة الصغير فقالوا ماذا يغني ولد الناقة يعني لا يقضي حاجاتنا فقال عليه الصلاة والسلام: وهل تلد الإبل إلا النوق أي ولد الناقة الكبير وولد الناقة الصغير هو يكون من الناقة كل ولد الناقة فالرسول عليه الصلاة والسلام ما كذب مثل هذا المزح الذي ما فيه كذب ولا فيه إيذاء لمسلم يجوز على الرسول صلى الله عليه وسلم بل وفيه ثواب لأن في ذلك إدخال السرور على قلوب الصحابة فقال بعض أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام إنك لتداعبنا لما وجدوا منه من المزح اللطيف الذي ما فيه ضرر ولا كذب فرحوا بذلك فقالوا إنك لتداعبنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام: نعم ولا أقول إلا حق صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله والله تعالى أعلم وأحكم.