fbpx

21 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

هل صِرت بطيء الغضب؟ الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله تكلَّمنا في الحلقة الماضية عن ترك الغضب ونزيد اليوم إن شاء الله تعالى بعض ما وَرَد في التأكيد وفي الحثِّ على ذلك، و قد ورد أن رجلا في أيام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسمه جَبَلَةُ بنُ الأَيْهَم، هذا الرجل كان ملِكا ثم أسلم بعد أن أسلم كان يطوف حول الكعبة فأزعجه رجلٌ فغضب، فماذا فعل؟ فلطمه، فشكاه هذا الذي ضُرِبَ، شكا جَبَلَةَ إلى سيدنا عمر رضي الله عنه، فقال له عمر:”خُذ حقَّك منه” فغضب ذاك الرجل فقال:”أنا ملك وهذا من الرعية، كيف يقول له عمر خذ حقك منه” فغضب، فكفر وهرب والعياذ بالله تعالى، لماذا كفر، من أجل الغضب، بسبب الغضب كفر، الغضب جرَّه إلى الكفر والعياذ بالله تعالى، فالإنسان مطلوب منه ألا يغلبه الغضب، بل المطلوب أن يغلب الغضب، أن يُمسك نفسه عن الغضب، فمن ملَك نفسه عند الاستشعار بالغضب، فسلِمَ ونجا من الهلاك، لأن الغضب يُسبِبُ في بعض الأحيان، كثير من الناس يكفرون عند الغضب والعياذ بالله، يسُبُّون خالقهم أو يسُبُّون شعائر الإسلام كالصلاة ونحو ذلك، وقد يبْعَثُهُم الغضب إلى القتل أحيانًا ظُلمًا، إلى قتل شخص ظلمًا وإلى قطيعة الرحِم وإلى غير ذلك من المفاسد. ثم الشخص المسلم إذا غضِب فكفر و العياذ بالله تعالى حَبِطَتْ كل حسناته لأن الله تعالى قال:{وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} فإيّاك والغضب في غير محله، إيّاك والغضب في غير محله. وعن سُليمان بنِ صُرَد رضي الله عنه أنه قال:” كُنتُ جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستَبَّان وأحدهما قد أحمرَّ وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إني أعلمُ كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ذهب عنه ما يجد” فقالوا له:” إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”تَعَوَّذ بالله من الشيطان الرجيم” لذلك وردَ أن إذا غضِب أحدكم فليتوضأ، لماذا؟ لأن الغضب في غير محله من الشيطان والشيطان ممَ خُلِقَ؟ خُلِقَ من النار، وما الذي يُطفِئ النار؟ الماء، إذا غضِب أحدكم فليتوضأ. لنذكر قصة قصيرة في أخلاق الإمام الشافعي رضي الله عنه وكيف كان يترك الغضب، يُروى أن خيّاطًا خاط للشافعي رضي الله عنه ثوبًا فجعل كُمًّا واسعًا وآخر ضيِّقًا جعَل كُمًّا واسعًا وآخر ضيِّقًا ليختبر أخلاق الإمام الشافعي رضي الله عنه، فلما استلمه الإمام الشافعي ماذا فعل؟ تخيَّل لو حصل هذا في زماننا مع أحد الناس ماذا كان ليفعل، أما الشافعي رضي الله عنه لما استلم الثوب لم يُعنِّفه، لم يُعَنِّف الخياط، بل قال:”نضع في واحد الكتب وفي الآخر الأقلام” الله أكبر، انظروا، لم يُعَنِّف الخياط، كيف عامل الخياط وماذا قال له، هكذا كان الإمام الشافعي رضي الله عنه الذي قال:”من تَعلَّم القرءان زادت قيمته ومن تعلّم السُنَّة قَوِيَتْ حُجَتُه ومن تعلَّم الأدبَ رقَّ طبعه” جميل هذا القول، نعيده، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:”من تَعلَّم القرءان زادت قيمته ومن تعلّم السُنَّة قَوِيَتْ حُجَتُه ومن تعلَّم الأدبَ رقَّ طبعه” نسأل الله تعالى أن يرزقنا ذلك إنه على ما يشاء قديرٌ و بعباده لطيف خبير.