fbpx

11 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمّدًا عبد ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وبارك وعظم وأمدنا الله بمدده ونفعنا ببركاته وثبتنا على حبه ورزقنا شفاعته صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين. الانفاق في سبيل الله عزّ وجلّ يساعد الإنسان على الاستعداد للآخرة أما بعد إخواني وأخواتي في الله أعانكم الله على صيام والقيام وتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال من نصائح وإرشادات مولانا الشيخ عبد الله رضي الله عنه وأرضاه قال:”الإنفاق في سبيل الله عزّ وجلّ يساعد الإنسان على الاستعداد للآخرة“. هذا الكلام معناه أن الذي يقدم ماله في سبيل الله عزّ وجلّ ويعطي ويتصدق ويساعد ويدفع في المصالح الإسلامية للفقراء للأيتام للأرامل للمهجرين للمنكوبين للمشردين فهذا ذخر وثواب ونور وبركة يهيئ هذا الأجر لقبره يهيئ لآخرته وبهذا العمل قد يطير فوق الصراط وبهذا العمل قد يوسع عليه القبر وبهذا العمل قد ينجو ولا يعذب بالمرة لا في القبر ولا في مواقف القيامة ولا يدخل النار لأن المسلم بأي حسنة من الحسنات قد يغفر له والرسول صلى الله عليه وسلم:”اتقوا النار ولو بشق تمرة”. ونحن في رمضان ينبغي أن نكثر من الجود والسخاء والعطاء والبذل في البر والخير ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو أجود خلق الله أجود الناس أجود العالمين و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليهما السلام يكون أجود من الخير من الريح المرسلة كان صلى الله عليه وسلم يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر وقد سئل عليه الصلاة والسلام غنمًا بين جبلين في مكة فأعطاه للسائل فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:”هذا الغنم لك” فأخذه ساق هذا الغنم ومشى ثم ذهب إلى قومه ذهب إلى أهله وقال لهم أسلموا إن محمّدًا يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر فأسلموا وهذا بأخلاق رسول الله هذا من كرم وجود سيد العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فيا أخواني ويا إخواتي رمضان شهر الخيرات رمضان شهر العطاء والجود والإحسان والإنفاق والبذل في سبيل الله رمضان شهر عظيم تُغلق فيه أبواب النيران وتُفتح فيه أبواب الجنان رمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرءان رمضان فيه ليلة هي خير من ألف شهر رمضان شهر فيه قد تعتق من النار وفيه يعتق الله خلقًا كثيرين من النار رمضان شهر تعليم النفس الصبر وتعويد النفس على العطاء ومساعدة الغير. في رمضان تذكروا الفقراء في رمضان ساعدوا الأيتام في رمضان تذكروا أن الفقراء في كل السنة ربما كانوا كأنهم في رمضان من حيث القلة من حيث الامتناع عن الطعام وأما أنتم أو الكثير من الناس فيأكلون في كل يوم بل ربما أكلوا في الشهر الواحد كما يأكل الفقير في كل السنة. فيا إخواني رمضان ليس موسمًا للتلذذ والتوسع في الطعام والشراب والتفنن في ذلك رمضان ليس موسمًا لتجربة كل أنواع الطبخ في الدنيا ليس موسمًا لتجرب كل أنواع العصيرات والحلواء رمضان ليس موسمًا لتدخر لنفسك وزوجتك وأولادك فقط لا. بل رمضان فرصة العمر التي قد لا تكرر. وكان مولانا الشيخ رحمه الله جوادًا سخيًا كريمًا ينفق في كل السنة ويُعطي في كل الأوقات لكنه في رمضان يضعاف ذلك يكثر من الجود والعطاء بل وكان يسألنا أحيانًا من منكم يعرف فلان يسأل عن بعض كبار السن الذين كان يعرفهم من عشرات السنين من يعرف فلانة عن امرأة كبيرة مريضة أو أرملة أو لها أيتام أو وما شابه بعضنا يقول أنا فيعطيه شيئًا فيقول: اذهب به إليه أو إليها أو إليهم يعطي هنا وهناك وقد حصل معي مرة سأل عن امرأة أهلها وأخوها كانوا من جماعة الشيخ وأخوها من المشايخ قلت له أنا أعرف بيت هذه المرأة قال: اذهب إليهم وأعطها هذا المال وكان قد وضعه ولفه في ورقة حتى لا يظهر ما هو هذا الشىء ذهبت إلى بيت هؤلاء الناس ضربت الباب هذه المرأة هي التي فتحت الباب وجدتها عند الباب يعني ما أن ضربت الباب فتحت رأيتها تبكي قلت لها ما بك يا فلانة قالت أنا مريضة وأريد أن أذهب إلى الطبيب وليس عندي مال فقلت لها: هذا من الشيخ نظرت المرأة تعجبت ورفعت يديها وصارت تدعو للشيخ رحمه الله عندما رجعت إليه وأخبرته بذلك فرح فرحًا عظيمًا لماذا؟ لأن هذا المال وقع في موقعه وقع في محله في يد محتاجة. لذلك يا إخواني ينبغي في رمضان أن نكثر من العطاء وأن تسألوا عن الفقراء أن تسألوا عن هذا المحتاج وذاك الفقير وهذا المريض وهؤلاء الأيتام وهذه الأرملة لا تقتصروا على أبنائكم لا تقتصروا على أولادكم بل ما تصرفونه على بيوتكم في كل الشهر اصرفوه على عشرة بيوت مع بيتكم أدخلوا بيوت الفقراء وكل من يحتاج للطعام والشراب والنفقة هذا ثواب ونور وذخر الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:”اتقوا النار ولو بشق تمرة”. إذا كان بشق تمرة قد تعتق من النار هذا القدر شق تمرة إن كان من حلال وتصدقت به لله تعالى أخلصت لله بهذا قد تعتق من النار قد تعتق من جهنم فكيف بما هو أكبر من ذلك كيف بما هو طعام لعائلة لأسرة كيف بما هو مساعدة عشرة فقراء مثلا أو أيتام أو أرامل لا تبخلوا المال مال الله والرزاق هو الله أعطوا ونفوسكم تكون طيبة مع الإخلاص والصدق. إذًا قال عليه الصلاة والسلام:”اتقوا النار ولو بشق تمرة” وقد روى مسلم وأحمد رضي الله عنهما أن السيدة عائشة رضي الله عنها جاءت إليها إمرأة فقيرة ومعها بعض البنات الصغيرات ثم السيدة عائشة نظرت فإذا عندها ثلاث تمرات فأعطت للأم واحدة ولبناتها لكل واحدة ثم كل من البنات أكلت التمرة التي معها وكانوا في حالة الجوع كن جائعات الأم شقت التمرة وأرادت أن تأكلها فبكتا عليها فنظرت الأم أشفقت عليهما رحمتهما قدمتهما على نفسها آثارتهما قدمت هذا الأمر لما فيه من الأجر والثواب ثم مع الرحمة والشفقة فأعطت لهذه شق ولهذه شق فأكلتا ثم قالت عائشة رضي الله عنها عجبنا لما صنعت عجبنا لما فعلت يعني بهذا الأمر والأم جائعة محتاجة فقيرة لكن آثارت هذا العمل العظيم آثارت أن تعطي هذه التمرة لمن لهذه البنت الصغير ولأختها قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حكت له أخبرته بما حصل بما رأت من هذه المرأة فقال صلى الله عليه وسلم: أعتقت نفسها من النار بهما” بشقي التمرة وفي رواية وجبت لها الجنة بهما وجبت يعني ثبتت. انظروا يا إخواني ويا أخواتي إذًا مولانا الشيخ يعلمنا أن نجود وأن نعطي وأن ننفق وأن نساعد وأن هذا ينور القبر ويساعد للفوز يوم القيامة وتكثير الحسنات في الميزان في الآخرة وربما تكون هذه الصدقة سببًا في نجاتكم من العذاب ربما تكونون في ظل صدقتكم يوم القيامة فتحفظون من العذاب وتحفظون من النيران لذلك ينبغي أن لا نبخل ينبغي أن لا نقصر هذا الشهر فرصة العمر التي قد لا تتكرر فجودوا وأعطوا وأنفقوا. روى الإمام أحمد رحمه الله: “أن امرأة كان لها زوج في الحصاد في أرض لهم يعملون فيها بالزراعة فأرادت أن تخرج بغدائه بطعامه قبل أن تخرج إليه تصدقت برغيف على فقير ثم ذهبت وصلت إلى أرضهم إلى روضة لهم وجدت أن السبع قد أمسك ابنها يريد أن يفترسه رأت أن يدًا امتدت ولطمت السبع ثم سمعت صوتًا يقول لها: خذي ولدك فقد جزيت لقمة بلقمة. انظروا سر هذه الصدقة انظروا إلى بركة هذه الصدقة الله حفظ ولدها ونجا لها ولدها من أين؟ من أنياب ومن مخالب ومن فم السبع الصدقة شأنها عظيم وقد ورد في الحديث:”صدقة السر تقي مصارع السوء” وفي لفظ “صنائع المعروف تقي مصارع السوء” “داووا مرضاكم بالصدقة” كم من هم وغم ومرض وبلاء وفقر ومصائب كم من بلايا وأحزان تندفع وترتفع ببركة الصدقة بإذن الله عزّ وجلّ قدموا ابذلوا هذا المال في سبيل الله فهذا يدل على قوة التوكل على الله وعلى الاستعداد للآخرة رزقني الله وإيّاكم أن نكون من هؤلاء المتصدقين الذين يقدمون لقبورهم ينفقون في الليل والنهار سرًا وعلانية هؤلاء لهم أجر عظيم وخير كبير كونوا منهم. ختم الله لنا ولكم بكامل الإيمان والحمد لله وربّ العالمين.