قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّدًا عبد ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وبارك وعظّم وعلى ءادم ونوح وموسى وعيسى ومن بينهم من الأنبياء والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين.
الزكاة مطهرة
أما بعد إخواني وأخواتي في الله كنا تكلمنا عن عظيم ذنب الربا وعن شؤوم الربا وأنه خبث وملعنة وكنّا شرحنا من نصيحة شيخنا رضي الله عنه من إرشاداته قوله:”الربا خبث وملعنة والزكاة مطهرة”. سنتكلم اليوم إن شاء الله تعالى عن الزكاة.
الزكاة قال فيها شيخنا رضي الله عنه:”الزكاة مطهرة وبركة“. الزكاة فرض على من وجبت عليه يعني من ملك قدرًا معينًا يقال له النصاب من وجبت عليه هذه الزكاة فرض عليه أن يُخرج قدرًا معينًا عن هذا النصاب وهو نسبة قليلة يعني الذي هو يخرجه نسبة قليلة وهناك تفاصيل في قضية الزكاة مما تجب فيه الزكاة من الأموال والمواشي الغنم والبقر والإبل وأموال التجارة وكذلك زكاة الفطر الآن ليس محل تفصيل أنواع الزكوات إنما الكلام الآن عن حكم الزكاة على من وجبت عليه من وجبت عليه فرض عليه أن يخرجها كما أمر الشرع فإن امتنع صار ظالمًا إن امتنع صار فاسقًا إن امتنع صار مرتكبًا للكبيرة صار مجرمًا وحلّ عليه غضب الله وتُرفع البركة من ماله وترفع البركة من تجارته ماذا قلنا الزكاة مطهرة وبركة فإذا منع الزكاة حُرم هذه البركة ثم قد تسحق أمواله وليس ماله فقط بل هو قد يسحق فيهلك ويعجل له الانتقام في الدنيا قبل الآخرة تصوروا أنتم إذا منع هذا الفرض قد ينتقم منه في الدنيا قبل الآخرة والعاقل الكامل هو الذي يُسرع إلى تنفيذ أمر الله عزّ وجلّ يُسرع إلى أن يؤدي ما أوجب الله كالذي يُسرع إلى الصلاة المفروضة إلى كل أمر مفروض لا يقول أنا أزكي عن سنة واحدة وبعد ذلك لا أُخرج زكاة لا يقول أنا لا أُخرج كل ما طلع عليّ إنما أخرج يعني أدفع أقل من ذلك هذا الذي يخرج ما لا يكفي ما لا يجزئ أو أقل مما وجب عليه يخرج أقل مما وجب عليه مثلا وجب عليه أن يخرج على المليون دولار 25 ألف دولار هيدي على حساب نسبة تنين ونص بالمية فلو قلنا مثلا مليون دولار شو بيطلع عليه؟
25 ألف دولار ماذا عَمِل هذا الخبيث هذا البخيل شحيح النفس ماذا عَمِل دفع خمسة آلاف دولار هو كم القدر الواجب عليه على المليون 25 ألف دفع خمسة آلاف دولار هذا كأنه منعها يعني هو واقع في الكبيرة أخرج هذا الذي هو القليل مما وجب عليه أو أخر إخراج الزكاة عن وقتها بلا عذر أو أخرج ما لا يجزئ أو أعطاها لمن لا يستحق في هذه الأحوال يكون عاصيًا يكون ظالمًا يكون عرض نفسه لغضب الله.
وأما مسئلة الذي يقول أخرج لعام واحد ولا أخرج لكل عام.
فالجواب عن ذلك ما دام النصاب قائمًا يعني ماله موجود وفيه النصاب ولو إلى مائة سنة يجب عليه في كل سنة أن يخرج الزكاة بعض التجار اليوم ماذا يقول قاعدين بدون شغل كل سنة بدنا نطلع زكاة؟ نعم كل سنة هل العاقل يقول أنا مبارح صليت اليوم ما بصلي هل العاقل يقول أنا منذ عشر سنوات أصلي فالآن لا أصلي كذلك الزكاة ما دامت الشروط مكتملة والنصاب موجود قائمًا وأنت مكلف واجب عليك أن تخرج في كل عام إلى أن تموت أو أن يذهب المال أو أن ينقص عن النصاب الذي يجب عليك أن تزكي به أي بالنصاب إذا اكتمل طالما النصاب موجود سنة وتنين وعشرة وعشرين ثلاثين سنة فرض عليك في كل سنة أن تخرج الزكاة فإن امتنعت عن ذلك فأنت فاسق خبيث ملعون ثم الله تعالى ماذا قال في القرءان: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَءاتُواْ الزَّكَاةَ} (سورة البقرة) أمر من الله تعالى فالأغنياء والتجار وأصحاب الأموال الذين وجبت عليهم الزكاة فلا يخرجونها أو يخرجون أقل مما وجب عليهم أو يعطونها من لا يستحق أحيانًا بعض التجار ماذا يفعلون هيدي الزكوات التي وجبت عليه لا يعطيها للمستحقين بل يعطيها مثلا لزوجته أو بيعطيها معاشات للموظفين الذين عنده في المؤسسة هول فيهم أغنياء وفيهم المكتفي وفيهم الشريف المنسوب وفيهم الكافر هؤلاء لا يجزئ أن تُعطى لهم الزكاة إذًا ما زالت ذمته مطالبة ومشغولة بالزكاة يعني لم تبرأ ذمته هو مطالب بها لأنها مرتو لأن نفقة مرتوعليه نفقة زوجة هذا الرجل التاجر نفقتها عليه فلا يصح أن يعطيها الزكاة أمو وبي الفقيرين المسلمين هول هو بينفق عليهن يعتبر من أهل الكفاية بنفقته عليهما ما بجي بيعطيهم الزكاة لأنهم أولاده اللي هن دون البلوغ ما بيعطيهم الزكاة.
إذًا بعض التجار يقصر يمتنع لا يدفع بالمرة أو يدفع أقل مما وجب عليه أو يُعطي أقل من الواجب في كل عام ثم يحبس الباقي يقول أنا أعطيه مصاريف للفقراء سنويًا هذا أيضًا حرام وجبت عليك الآن كيف تحبسها إلى العام القابل أنت مانع للزكاة وبعض التجار شو بيعملوا المال اللي هو زكاة بدن يطلعوا بيحطوا بالبنوك بشغلوا قال وبصيروا يحسبوا للفقراء معاشات من مال الزكاة اللي حطوا بالبنك اختلط بمال الربا ثم في كل شهر بيجوا الفقراء بيوقفوا على أبوابهم وبيعطوهم معاشات شهرية هذا أيضًا حرام وفسق وفجور أولا أخر الزكاة ثانيا خلطها بالربا ضاعت الزكاة اختلطت بالربا ثم أخرها عن وقتها وصار يعطي بدل أن يخرجها اليوم يعطيها كل السنة كل شهر قدرًا معيّنًا للفقراء هذا أيضًا حرام كذلك التجار والأغنياء الذين يدفعون الزكوات لصناديق مؤسسات ينتفع منها الكفار والمسلمين والأغنياء والفقراء والمنسوب وغير المنسوب فيختلط هذا المال في كل المصاريف لكل هؤلاء الناس هذا أيضًا لا يجزئ أو يعطيها لمؤسسات وجمعيات وأحزاب يخلطونها بالربا أو بيستعملوها لمؤسسات بصرفوا هذا مال الزكاة على كراسي المكاتب للمدرا للمسئولين بيشتري مثلا كرسي المكتب بألف دولار وهذا الذي يقعد على الكرسي لا هو مضطر إليه وهو ربما غني بكون هو مدير المؤسسة أحيانًا وأحيانًا يبنون المدارس والمساجد والمستشفيات والأبار والجسور من مال الزكوات وهذا حرام ولا يجوز ولا يصح ولا تبرأ ذمتهم لماذا؟
لأن هذه الأشياء التي ذكرتها ينتفع منها المسلم والكافر الكافر بفوت على المستشفى وبيشرب من البير وبمشي على الجسر والمسلم الغني والمنسوب يدخل المسجد ينتفع من المسجد إذًا بدو يعرف كيف يدفع الزكوات فمانع الزكاة والذي يؤخر بلا عذر والذي يخرج أقل مما وجب عليه أو يُعطي ما لا يجزئ مثلا يخرج بضاعة فاسدة أو يُعطي من لا يستحقون في كل هذه الأحوال هو خبيث مرتكب للذنب الكبير منع حق الله تعالى {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَءاتُواْ الزَّكَاة} ثم في حديث بني الإسلام على خمس أليس عدّ فيها وإيتاء الزكاة هؤلاء الذين يمنعون الزكاة صاروا ظالمين مجرمين ثم إن اليوم في الأحوال والأوضاع التي نحن فيها زاد عدد الفقراء وكبر عدد الفقراء فهول الأغنياء مطلوب أن لا يقصروا ثم إذا لم تكف الزكوات يعني على الأغنياء والتجار وأصحاب الأموال الذين وجبت عليهم الزكوات إذا أخرجوا كل هذه الزكوات ولم تسد الحاجات بقيت الضرورات قائمة واجب على هؤلاء الأغنياء أن يدفعوا جزءًا من غير الزكاة يعني زيادة على الزكاة لينقذوا المضطرين من الهلاك فإن لم يفعلوا فهم هالكون عرضوا أنفسهم لسخط الله ولعذاب الله تعالى.
واسمعوا لعقوبة مانع الزكاة هذا الذي يمنع الزكاة من جملة عقوبته أن هذا المال الذي كان تحت يديه ووجبت عليه فيه الزكاة ومنع الزكاة إن كان ذهبًا أو فضة الله يعيدها يوم القيامة فتصير كالألواح ويُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم كما ورد في القرءان في سورة التوبة هذا بعض عذاب مانع الزكاة فإلى شىء تمنع الزكاة ما تشبع أنت في بحبوحة من الرزق والمال والطعام والنعم فأخرج هذا الحق الذي هو واجب عليك
إذا كانت الزكاة في الإبل والغنم والبقر فمنعها الله يعيد هذه المواشي يوم القيامة الغنم والإبل والبقر فتأتي إلى موقف القيامة وتضرب هذا الذي منع الزكاة بقوائمها بحوافرها تهجم عليه ثم تضربه وتذله تهينه فيجعله الله تعالى في موقف القيامة مهانًا معذبًا بين الخلائق على رؤوس الأشهاب لأنه منع حق الله في هذه الماشية هذا بعض ما لمانع الزكاة أضف إلى ذلك أن البركة ترفع من ماله وقد يُنتقم منه فتنزل عليه البلايا والمصائب والويلات قد والعياذ بالله تعالى تنزل عليه محن لا طاقة له بتحملها فلأي غرض يمنع الواحد الزكاة ما يعتبر الإنسان مما ينزل من المصائب والبلايا العامة على الناس والناس في أكثر أحوالهم في هم غم وضيق ومرض وبلاء وسقم مع الأوضاع العامة والخاصة فلنعتبر ولنتقي الله ولنسرع إلى تنفيذ ما أوجب الله علينا الإنسان يسرع في تنفيذ أوامر الله سواء عقل الحكمة من هذه الأوامر أو لم يعقل الحكمة يُعجل إلى تنفيذها قبل أن يكون من الهالكين في الدنيا والآخرة لأجل أن لا يصير عند الله ملعونًا فاسقًا الزكاة خير وبركة الزكاة مطهرة وأما منع الزكاة والتقصير والإهمال والتضيع وإخراج ما لا يجزئ أو أخرج أقل مما وجب عليه أو أعطاها من لا يستحقون كل هذا خبث وملعنة وفسق وفجور.
الزكاة مطهرة وبركة فحصلوا هذه البركة غفر الله لي ولكم والحمد لله ربّ العالمين.