قال الشيخ جميل حليم حفظه الله:
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله
من كرامات الخلفاء الأربعة
أما بعد،
إخواني وأخواتي حفظكم الله ورعاكم كنّا قد تكلمنا عن الأولياء وعن صفات وشروط الولي وعن كرامات الأولياء وذكرنا شيئًا مما ذكره القرءان من كراماتهم ولا زلنا في الحديث عن كرامات الأولياء من هؤلاء الأولياء العظماء الصلحاء الأطهار الذين هم من أحباب الله تعالى ما أخبر الله تعالى عن وليه وعن حبيبه عزير الذي قال الله عنه في القرءان الكريم:{فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} عزير القول الصحيح فيه والقول المعتمد أنه من أولياء الله وعزير كان في بني إسرائيل وهو من الصلحاء الأولياء الذين كانوا على شريعة التوراة الأصلية وكان يعمل بشريعة موسى عليه الصلاة والسلام وكان يحفظ التوراة عن ظهر قلب وفي بني إسرائيل في أمة موسى عليه الصلاة والسلام يعني أتباع موسى ما كان فيهم من يحفظ التوراة عن ظهر قلب إلا عزير رضي الله عنه موسى لا شك يحفظها موسى عليه نزلت التوراة موسى كان يحفظ التوراة عن ظهر قلب موسى عليه السلام نبي رسول نحن نتكلم عن أمة موسى يعني الذين كانوا اتبعوه على الإسلام كانوا إذا أرادوا أن يقرأوا من التوراة أحضروها نشروها وقرأوا منها مباشرة أما عزير هو الوحيد من أتباع موسى صلى الله عليه وسلم الذي حفظ التوراة عن ظهر قلب.
وحصلت حوادث وفتن عظيمة وكبيرة وكان بلاء عظيم على المسلمين الكفار قتلوا عددًا كبيرًا من المسلمين وكان قد اضهدوا في الأرض وحصلت حادثة هي أن عزيرًا رضي الله عنه بعدما مات أماته الله تعالى مائة عام بعدما مات بمائة عام يعني كان قد مر على وفاته مائة عام مائة سنة الله تعالى أحياه وأعاد قراءة التوراة من حفظه على الناس فكتبوها لماذا لأنه كان قد جاء بختنصر من جهة العراق فقتل المسلمين في بيت المقدس وفي عدد من تلك النواحي وكان عددًا كبيرًا من العلماء المسلمين قد قتلوا وماتوا والتوراة الأصلية ما عادت موجودة بين أيدي الناس يعني نسخ التوراة الأصلية فُقدت بين أيدي الناس وكان الكفار قد حرفوا والعياذ بالله تعالى أولا حرفوا المعاني ثم حرفوا الألفاظ المباني الله ماذا قال في القرءان:{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} افتروا على الله حرفوا التوراة الأصلية وفُقد العلماء وفقدت النسخ الأصلية من بين الناس وكان قد مر على وفاة عزير مائة عام الله الذي لا يعجزه شىء الذي هو قادر على كل شىء أحيا لهم هذا الرجل الصالح أحيا عزيرًا رضي الله عنه فأعاد قراءة التوراة على الناس من حفظه فكتوبها وكان يحفظ التوراة الأصلية هو ولي صالح وكان يحفظ التوراة الأصلية وهذا من كراماته الله تعالى أعطاه هذه الكرامة وأحياه بعد موته وأعاد قراءة التوراة الأصلية فكتبها الناس وعرفوا الحق الذي جاء به موسى عليه السلام وهذه الآية في سورة البقرة :{فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ}.
ومن كرامات الأولياء ما حصل لأبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كان قبل وفاته له أرض وهبها لابنته السيدة عائشة رضي الله عنها وكان قد تزوج من امرأة غير أُم عائشة ثم قبل وفاته بمدة ألهمه الله تعالى أن زوجته هذه حامل ثم جاء إلى ابنته عائشة فقال لها إن الأرض التي وهبتك لو أرجعتها لتكون لأختك التي ما زالت حملا في بطن أمها عائشة تعجبت رضي الله عنها كيف عرف أنه يأتيه مولدة تكون أُنثى وهذا من باب الكشف وهو يغلب على ظنه هذا الله يلقيه في قلبه هذا الإلهام هذا النور هذا الكشف فعائشة ردت الأرض والأب والأم لهما أن يرجعا في الهبة إذا أعطيا ولدهما شيئًا لهما أن يرجعا في هذه الهبة الأم والأب والجد والجدة إذا وهبوا ولدهم أو حفيدهم شيئًا لهم أن يرجعوا في هذه الهبة وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه رأى أن هذه الطفلة التي ستولد ويكون هو ميت هي أحوج أن يكون لها شىء لتنتفع به من المال من الأرض من النفقة والسيدة عائشة رضي الله عنها حالها أحسن من حال هذه الطفلة فعائشة ردت تلك الأرض مع طيب نفس وهو أصلا له أن يرجع هنا موضع الشاهد أنه رضي الله عنه وأرضاه الله ألهمه وهذا من باب غلبة الظن قال أنثى قال أختك عين أنه يأتيه مولود بعد وفاته ويكون هذا المولود أنثى وكان كما قال أبو بكر وكما ألهمه الله وكما كشف له وأطلعه على هذا الأمر العظيم وهذا إكرام من الله تعالى لوليه الكبير لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه الذي هو رأس أولياء البشر وأبو بكر الصديق رضي الله عنه له كرامات كثيرة وعديدة وله بركات وفضائل لا يحصيها إلا الله لكن نحن الآن نعطي أمثلة.
ومن كرامات عمر رضي الله عنه وأرضاه أن نهر النيل في خلافته في خلافة عمر جف النهر ونشف الماء ثم كان لهم عادة قبيحة في الجاهلية كانوا يأتون ببنت بكر يزينونها ويجملونها ثم يلقونها في النهر يأكلها النهر يبلعها يأخذها ثم بعد ذلك يعود الماء كما كان يعني الماء يرجع كثيرًا كما كان قبل أن ينشف النهر وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أرسل عمرو بن العاص إلى مصر واليًا أو قائدًا على بعض جيوش المسلمين وهذا في زمن خلافة عمر رضي الله عنه حصلت هذه الحادثة وعمرو هناك فلم يرض معهم لم يقبل أن يأتوا بشابة وأن تُلقى في النهر كعادتهم في الجاهلية لم يرض قال حتى نرجع إلى أمير المؤمنين فكتب عمرو إلى عمر رضي الله عنه أخبره بالحادثة فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابًا بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب وفي بعض الروايات من أمير المؤمنين عمر إلى نهر نيل مصر إن كنت تجري بنفسك فلا نريدك أن تجري وإن كان الله هو الذي يجريك فاجري بإذن الله الواحد القهار ثم أمر عمرو إذا وصله الكتاب أن يُلقيه في النهر فعندما وصل كتاب عمر رضي الله عنه إليهم إلى مصر إلى القاهرة قرأه عمرو وعرف الناس ما فيه ثم ألقاه في النهر ففاض النهر ارتفع الماء وجرى أحسن مما كان ولم يعد بعد تلك المرة ينشف لم يعد بعد تلك المرة ينضب ماءه ويقل صار ماءً كثيرًا بإذن الله تعالى كرامة لهذا الرجل العظيم عمر رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته.
ومن كرامات عثمان رضي الله عنه وأرضاه أن رجلا في زمانه كان ماشيًا في الطريق فنظر نظرة محرمة يعني نظر إلى أمرأة لا تحل له لا هي زوجة ولا هي أمة وكانت نظرة بشهوة هذا المسلم نظر هذه النظرة المحرمة ثم وهو ماش في الطريق صُدم بجدار فرأسه ضُرب بهذا الجدار فتألم وجاء إلى مجلس عثمان رضي الله عنه وأرضاه عثمان في المجلس صار يتكلم ماذا قال بعض الناس يكون ماشيًا في الطريق فينظر بشهوة ثم يُصدم رأسه بالجدار فإذا صبر كان كفارة له لذنبه هذا الرجل تعجب هذا الرجل تفاجئ قال أوحي بعد رسول الله قال عثمان:”لا ولكنها فراسة المؤمن“. أليس ورد في الحديث:”اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله“.أي الإلهام الذي يلقيه الله في قلبه.
يعني عثمان رضي الله عنه وأرضاه هذا الرجل الذي تستحي منه الملائكة الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:”ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة” عثمان الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:”اللهم إني راض عن عثمان فارضى عنه” عثمان الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:” ما على عثمان ما أقبل أو أدبر بعد اليوم ” عثمان الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:”عثمان بن عفان في الجنة”. عثمان رضي الله عنه الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: “لو كان عندنا ثلاثة زوجناها عثمان” عثمان الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:” ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة” من شدة حيائه رضي الله عنه وأرضاه الملائكة يتواضعون له الملائكة يحبونه وله ذكر حسن في السماء وبين الملائكة وهو محبوب عند الملائكة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه الذي له من الفضائل ما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى.
ومن كرامات علي بن طالب رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاتهم جميعًا وأمدنا بمددهم وثبتنا على حبهم وحشرنا معهم تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حمل باب قلعة خيبر وحده وتترس به وقاتل الكفار هذا الباب الذي كان بابًا لقلعة خيبر وتعرفون عندما يقال باب القلعة كم يكون حجمه كم يكون وزنه جاء نحو ثمانية من الصحابة بعدما ألقاه علي من يده أرادوا أن يرفعوه ما استطاعوا أن يحركوه من مكانه تخيلوا أنتم هذا الباب الكبير الضخم الثقيل كان أخذه بيده اليسرى يتترس به ويقاتل باليمنى هذا من كرامات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنهم جميعًا نفعنا بهم.
والحمد لله ربّ العالمين.