fbpx

23 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّم وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل صحب وسائر الأولياء والصالحين. من تكلم بالقرءان بغير علم أما بعد، إخواني وأخواتي في الله يقول الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} قال مولانا الشيخ المرشد المحدث الحافظ المجتهد المجدد الشيخ عبد الله الهرري رضي الله عنه وأرضاه في بيان أن من تكلم في القرءان بغير علم تكلم برأيه تكلم بهواه قال هذا يسجل عليه ويكتب ثم يعرض عليه يوم القيامة إن مات بلا توبة لماذا لأن الذي تكلم في القرءان برأيه إما كافر وإما فاسق وهذا وإن لم يصل إلى حال الكفر فهو مسلم فاسق يعني واقع في الذنب واقع في الحرج واقع في المعصية الكبيرة ثم إن مات بلا توبة هذا الذنب يستحق هذا الإنسان أن يعذب عليه يوم القيامة فهذا سجل عليه كتبه عليه الملك ويعرض عليه يوم القيامة فيحزنه ذلك هذا الأمر الذي هو الهجوم على التكلم في القرءان بالرأي والهوى شىء محزن وشىء مخوف يوم القيامة لأن هذا الإنسان صار من الفاسقين ومن الآيات التي يفسرها بعض الجهال برآئهم بغير علم ويحرفون معناها ويقعون فيما هو كفر وضلال وتكذيب للإسلام ما يقوله المشبهة المجسمة في قول الله تعالى:{كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} قالوا وجه حقيقي وقالوا وجه على الحقيقة وهذا تشبيه لله بخلقه لأنهم عند قولهم وجه حقيقي أو له وجه على الحقيقة معناه هذا العضو هذا الحجم هذا الشكل هذه الصورة والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه الذي هم ينتسبون إليه أي المشبهة المجسمة ينتسبون إليه كذبًا وزورًا هو سني منزه لا يقول بالتشبيه ولا بالتجسيم وهو بريء منهم هذا الإمام احمد يقول الله ليس له تخاطيط ويقول إن وجه الله ليس بجارحة أما هم عندما قالوا حقيقة يعني جلد وشكل وصورة وشعر وهيئة وأعضاء وتخطيط هذا معنى قول المشبهة المجسمة حقيقة أو على الحقيقة وهذه الكلمة على زعمهم حقيقة لا وجود لها لا في القرءان ولا في السنة النبوية ولا في إجماع الأمة الإسلامية. ويجب أن يعتقد أن الله ليس شكلا ليس صورة فكيف يكون له وجه حقيقة بزعمهم، أليس الله يقول في القرءان {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}لو كان شكلا لو كان صورة لو كان له وجه حقيقي كما للإنسان والجن والبهائم والملائكة لكان مصورًا لكان مخلوقًا أما هو ماذا قال:{الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} أما هم جعلوه مخلوقًا مبروءًا مصورًا وهذا تكذيب للقرءان وتكذيب للآية الكريمة. فإذًا الله تعالى ليس له شكل وليس له حجم ولا يشبه شيئًا من كل خلقه الذي له وجه حقيقي يعني مخلوق لأنه عندما يقال حقيقي يعني كهذا الوجه الذي هو مركب فينا وقد سبق هؤلاء المشبهة المجسمة الذين في عصرنا الآن سبقهم واحد من المشبهة كان في القرن الثاني الهجري وهو بيان بن سمعان التميمي ماذا قال والعياذ بالله من كفره قال الله شىء وله وجه وكله يفنى إلا هذا القدر قال كل شىء هالك إلا وجهه قال الله كله يفنى إلا هذا القدر منه جعل الله تعالى مخلوقًا وكمية وجسمًا وجسدًا وحجمًا ويفنى على زعمه قال إلا هذا القدر هذا كافر وهؤلاء الذين يقولون له وجه حقيقي كهذا جعلوه مخلوقًا. إذًا انتبهوا وافهموا جيدًا الآيات القرءانية لا تُحمل على الظاهر إن كانت من المتشابهات الآيات المتشابهات لها معنى يليق بالله يوافق الآيات المحكمات ولا تتضارب ولا تعارض بينها أما إذا قالوا حقيقة أو على الحقيقة فقد جعلوه جسدًا وجسمًا وشكلا وحجمًا ومخلوقًا وحادثًا ومحتاجًا ومتغيرًا ويجوز عليه الفناء لذلك وقع هذا الخبيث بيان بن سمعان التميمي فيما وقع فيه ومشبهة عصرنا مجسمة زماننا وإن لم يقولوا يفنى لكن عندما قالوا وجه حقيقي جوزوا الفناء جوزوا عليه الزوال والتغير والاحتياج والحدوث والله تعالى يقول:{فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ}. إذًا ما معنى الآية:{كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} إلا ذات الله تعالى يعني الله تعالى ذاته لا يفنى ذاته أزلي أبدي الله ماذا قال في القرءان اسمعوا هذه الآية:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} ويبقى وجه ربّك ذات ربك يعني ذات الله لا يفنى ذو الجلال والإكرام هذا نعت هذه فيها مدح وتعظيم لله والنعت يكون للذات يعني ذات موصوف بما ذكرت الآية ذو الجلال والإكرام الله تعالى ذات أزلي أبدي متصف بأنه متصف بالجلال والإكرام هذا معنى الآية ذات الله ليس معناه هذا العضو هذا الحجم هذا الشكل هذه الصورة المركبة في الإنس والجنّ والملائكة والبهائم ولو قالوا حجم أكبر من هذا الحجم ولو قالوا صورة أكبر من هذه الصورة كل هذا تكذيب للقرءان. فإذًا {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} إذا قالوا وجه حقيقي وقالوا كما قال بيان بن سمعان التميمي يعني قالوا يفنى ويبقى فقط هذا العضو بزعمهم هذا العضو المركب في الإنسان والجن والبهائم والملائكة وهذا لا يقوله إلا كافر. إذًا تعين أن تحمل الآية على معنى الذات وليس على معنى الجارحة والعضو والحجم وفي الآية الأخرى يقول الله تعالى:{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} ما معنى لوجه الله أي ابتغاء مرضاة الله ليس معناها أن الله جسم ونحن نطعم الناس لأجل أن نتقرب من هذا الجسم من هذا الحجم من هذا الشكل من هذه الصورة لا. {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} يعني تقربًا لله يعني ابتغاء مرضاة الله يعني لطلب الثواب والأجر من الله ليس معناها أنه جسم ونحن نتقرب إلى جسمه{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} هذا لا يقوله عاقل ولا يقوله مسلم إنما معنى الآية {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} يعني نتقرب بهذا الفعل الذي هو الإطعام نتقرب إلى الله هذا القرب المعنوي ليس معناه نتصل بذات الله أو نصل إلى جسم هو الله أو نصل إلى مكان الله فيه حاشى وتنزه الله ليس كمثله شىء. وهكذا في قول الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} سورة البقرة وجه الله هنا في الآية قبلة الله يعني إذا كنتم في السفر على الراحلة وأردتم أن تصلوا السنة صلاة النفل فهذه الوجهة هذا الاتجاه هذا المكان الذين أنتم متوجهون إليه هو قبلة لكم في صلاة النافلة في السفر على الراحلة لاحظوا الآية:{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي فهنالك قبلة الله أي هذا المكان الذي توجهتم إليه هو قبلة لكم في صلاة النافلة ليس في الطيارة كما يفعل بعض الجاهلين ليس في البيت وهو قادر على القيام فيصلي الفرض قاعدًا لا هذا ليس في الفرض وليس في الطائرة والسيارة هذا في النفل يعني السنة يعني على الدابة على الراحلة وأن يكون في السفر فهذه الوجه هي قبلة لكم {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فثم أي هنالكم أي هذا المكان هذه الوجهة هي قبلة لكم في الصلاة وليس معناه أن الله حال في هذه الجهة لأننا لو فرضنا مثلا مائة مسافر وكل واحد إلى جهة ووجهة لو كان على ما تقوله المشبهة حقيقة هو في هذه الجهة وفي هذا المكان وكما يقول بعض الضلال على الظاهر وبلا تأويل فإذا كان مائة سافر اتجهوا إلى مائة مكان في السفر في وقت واحد ماذا يقول المجسمة الله بذاته في هذه المائة جهة حاشى لله الله موجود بلا مكان ولا في مكان واحد ولا في كل الأماكن موجود بلا مكان لكن هؤلاء المائة أينما توجهوا في الصلاة كما شرحنا صلاة النافلة في السفر على الراحلة هذه الجهات هي قبلة لهم في الصلاة هذا معنى الآية: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قبلة الله فالذي يفسر الوجه إذا أُضيف إلى الله في القرءان أو في الحديث على معنى هذا الشكل أو العضو أو الجسم أو هذا القدر المركب في الإنس والجن والملائكة والبهائم أو قال حقيقي أو على الحقيقة فقد جعل الله مخلوقًا له بداية تجوز عليه النهاية إذًا انتبهوا إذا قرأتم أو سمعتم في القرءان أو في الحديث إضافة الوجه إلى الله فليس على الظاهر بل له معنى يليق بالله: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} كما شرحنا بعض الآيات بينا معناها وهناك ءايات أخرى تقولون أيضًا لها معنى يليق بالله وليست على الظاهر. والحمد لله ربّ العالمين