بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الطاهر الأمين وعلى سائر إخوانه النّبيين والمرسلين وءال كل والصالحين.
أما بعد، أيها الأحبة نسأل الله سبحانه وتعالى حُسن النية والقول والعمل ونسأله العفو والعافية وحسن الختام لنا ولكم ولسائر إخواننا وأحبابنا المسلمين.
ونبدأ كما عاودناكم بتلاوة شئ من كتاب الله عزّ وجلّ ثم ببيان أحكام تتعلق بعلوم القرءان العظيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)} سورة المزمل. صدق الله العظيم.
الله عزّ وجلّ أمر نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن يرتل القرءان نسمع بين قُراء القرءان عبارات الترتيل والتجويد الترتيل الذي أُمرنا به بقراءة القرءان يراد منه أن نقرأ قراءة جيدة وأن تكون على مكث بتمهل هو القرءان الكريم له مراتب في القراءة يقرأ بقراءة بسرعة يقال لها الحذر إذا قرأ الإنسان قراءة سريعة كأن يقرأ مثلا:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} هذه القراءة السريعة يقال لها الحذر أما القراءة البطيئة التي تُسمع من القُراء من المشاهير القراءة البطيئة هذه يقال لها تحقيق أو يقال لها تدقيق وبين الحدر وبين التحقيق قراءة يقال لها التدوير كيفما كانت القراءة إن كانت سريعة أو كانت بطيئة لا بد أن تكون جيدة مجودة ببيان الحروف ببيان مخارجها وبيان صفاتها وبيان حركاتها بوضوح تام حتى تظهر الكلمة ولا يكون فيها إشكال وعلماء التجويد ذكروا بينوا أحكامًا أحكامًا للمدود أحكامًا لمخارج الحروف ولصفاتها للإدغام وغير ذلك لأحكام الوقف والابتداء بينوا أحكامًا ينبغي لمن أراد أن يقرأ القرءان أن يتعلمها.
وليعلم عباد الله أن القرءان أُنزل ليُتلى وليعمل بأحكامه ليُتلى حتى نتلوا ينبغي أن نتعلم أحكام التلاوة لتكون قراءتنا صحيحة وليُعمل بأحكامه لا بد من الفهم قد يكون التالي من غير العرب يقرأ له ثواب في قراءته ما دامت قراءته جيدة وإن كان لا يفهم المعاني لأنه ليس من العرب لا يعرف بعض من يحفظ القرءان تقول له ما اسمك لا يعرف إنما يحفظ القرءان له ثواب في قراءته وبتعلم أحكامه بتعلم اللغة العربية لغير العرب حتى يكون قصدهم فهم القرءان لهم ثواب وإذا كان الإنسان يقرأ ويفهم ويعمل بما أمر الله عزّ وجلّ به فهذا له درجة أعلى من الذي يقتصر على مجرد التلاوة.
ثم القرءان سُنة متبعة جرت عادة القراء وعلماء المسلمين أن يبينوا أن القراءة سُنة متبعة كان القرءان في البداية غيرَ منقوط ولا مشكول يعني إذا قرأ الإنسان مثلا والله يقص الحق والله يقضي الحق وهو خير الفاصلين يقص ويقضي أو بكلمة غير يقص ويقضي مثل فتثبتوا فتبينوا لم يكن نقط على الفاء ولا على التاء ولا على الباء أو الثاء هذه بعض الكلمات مثلا مثل الباء فتثبتوا أو فتبينوا فتبينـوا الباء التي بعد التاء يحتمل أن يكون هذا الشكل يحتمل أن يكون نقطة فوقه فتكون نونًا أو نقطة تحته فيكون باء أو نقطتين من فوق أو من تحت أو بثلاث نقط لا بد من التلقي ومن السماع هذا التلقي.
الآن نسمع أُناسًا في رمضان يقولون نحن قرأنا القرءان وختمنا ثم إذا قلنا لهم اقرأوا فيقرأون أمام قارئ يعني يعرف القراءة يقول لهم أنتم تقرؤون خطأ فيقولون نحن لا يظهر لنا إذا قرأنا لا نرى أننا أخطأنا هذا أمر طبيعي لأنه لا يوجد من يردهم ويرشدهم إلى الصواب. القرءان سنة متبعة يأخذها اللاحق عن السابق مما يكون له سند حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي المحافظة على قراءة القرءان وينبغي تعلم أحكام التلاوة وينبغي أن يقرأ الإنسان باتباع الأئمة السابقين يقرأ على أي رواية وعلى أي قراءة كانت لكن بشرط أن يتحمل هذه القراءة أن يتلقاها عمن يصل سنده إلى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ونبينا عليه الصلاة والسلام نزل عليه:{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ}سورة النمل، كما علمه سيدنا جبريل وكما سمع سيدنا جبريل كما بينا من صوت خلقه الله سبحانه وتعالى كان ينزل يأخذ من اللوح المحفوظ ما أُمر بإنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع هذا المكتوب بصوت خلقه الله سبحانه تعالى والله عزّ وجلّ يتكلم بلا حرف ولا صوت وكلامه لا يشبه كلام المخلوقين إنما ما نزل على الأنبياء إنما هو عبارة عن كلام الله الذاتي الأزلي الأبدي.
نسأل الله عزّ وجلّ التوفيق والسداد والله أعلم وأحكم والحمد لله ربّ العالمين.