بسمِ اللهِ الرحمنِ الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين صلوات الله البرّ الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد خاتم النبيين وأشرف المرسلين وعلى سائر إخوانه النّبيين والمرسلين وآل كل والصالحين.
أما بعد أيها الأحبة الكرام يسرني أن التقي بكم في شهر رمضان الكريم مع القرءان العظيم نتلو شيئًا من ءاياته ونبين بعض الأحكام ونستعين بالله سبحانه وتعالى ونسأله حُسن النية والقول والعمل ونسأله العفو والعافية وحُسن الختام.
وفي هذه الحلقة إن شاء الله نقرأ شيئًا من رواية هشام عن عبد الله بن عامر الشامي وهي تخالف رواية حفص في بعض الكلمات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)}. صدق الله العظيم سورة البقرة.
إخوة الإيمان يظهر لنا في لفظ إبراهيم وإبراهام وكذلك بغيره من الألفاظ فأُمْتعه فَأُمَتِّعُهُ وكذلك في قوله تعالى وأوصى بدل وَوَصَّى.
كما بينا سيدنا عثمان أمر زيدًا أن يجمع المصحف بما يوافق الروايات المختلفة والقراءات عن النّبي عليه الصلاة والسلام فبينا أنه كتب عدة مصاحف كُتبت عدة مصاحف مصحف مكي أُرسل إلى مكة ومصحف مصري وكوفيّ وشامي ومدني في المصحف المدني والمصحف الشامي وأوصى بزيادة ألف بين الواوين وبدون تشديد الصاد أمّا ببقية المصاحف وَوَصَّى وهذا يبين لنا ما يذكره العلماء من أن من أنكر حرفًا مجمعًا عليه من القرءان أو زاد حرفًا فيه مجمعًا على نفيه معتقدًا أنه منه عنادًا يعني بعد أن يعلم ليس كمن يخطئ مثلا في التلاوة ينسى فيزيد أو يُنقص لا إنما عن عمد الذي يزيد أو يُنقص حرفًا مجمعًا عليه من القرءان فهذا كافر.
أما الحروف التي اختُلف فيها فللمسلم أن يقرأ بأي وجه من الوجوه التي صح سندها إلى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكذلك في هذه الآيات يظهر لنا أنّ سيدَنا إبراهيم دعا هو وإسماعيل: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} منقادين لأحكامك” سيدنا إبراهيم كما بين الله عزّ جلّ في موضع ءاخر{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} سيدنا إبراهيم وإسماعيل وكذلك سيدنا إسحاق ويعقوب الذي اسمه إسرائيل والأنبياء الذين كانوا من ذريته من أبناء سيدنا بنيامين الذي هو أخو يوسف الشقيق أو من ذرية إخوته البقية، أولاد يعقوب لا تصح النبوة لمن عملوا أعمالا فاحشةً شنيعة خسيسة حاولوا قتل يوسف وكذلك تكلموا مع أبيهم بكلام فيه نقص وقلة أدب فهؤلاء لا تصح لكم النبوة وهم من سِوى بنيامين إخوة يوسف من أبيه وليس من أمه وأبيه أخوه الشقيق بنيامين من كان من ذريته أو من ذرية إخوته من أبيه هؤلاء كان فيهم أنبياء يقال لهم أنبياء بني إسرائيل الذي هو سيدنا يعقوب كلهم كل الأنبياء قبل سيدنا إبراهيم سيدنا نوح وإدريس وشيث وآدم وكذلك من جاء بعد سيدنا إبراهيم كلهم مؤمنون بالله عزّ وجلّ موحدون لله لا يشركون بالله طرفة عين وهم منزهون عن الكبائر منزهون عما يُنقص من مراتب نبوتهم يقول الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا} فهو من أفضل الناس أفضل الناس أنبياء الله أفضلهم سيدنا محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم نوح.
ونحن لا نفرق بين أحد من رسله نؤمن بكل الرسل نعظمهم ونحترمهم ونعتقد أنّ الذي يشتمهم لا يكون مؤمنًا إنما يكون كافرًا بالله عزّ وجلّ ورسله.
سيدنا إبراهيم قال له ربُّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه وكذلك يعقوب وصى بنيه أن يثبتوا على دين الإسلام إن الله اصطفى لكم الدّين وأنتم مسلمون مؤمنون بالله عزّ وجلّ موحدون له.
المبدأ الجامع لجميع أهل الإسلام من أمة محمد عليه الصلاة والسلام من أمة سيدنا عيسى من أمة سيدنا موسى من أمة سيدنا إبراهيم ومن أمة سيدنا نوح يجمع كل المؤمنين اعتقاد أنه لا إله إلا الله الإيمان بالله عزّ وجلّ والإيمان بما جاء به أنبياء الله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الإيمان وأن يختم لنا به إنه سميع مجيب والحمد لله ربّ العالمين.