شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ سمير القاضي حفظه الله:
الحلقة: 0018
الحمد لله ربّ العالمين أحمده سبحانه وأُصلي وأُسلم على سيدي رسول الله محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
الله أسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعل نياتنا خالصة لوجهه نكمل إن شاء الله تعالى الكلام في كتاب شمائل النبي عليه الصلاة والسلام للحافظ أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى.
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله قال: باب ما جاء في صفة نوم النبي صلى الله عليه وسلم.
(صلى الله عليه وسلم هذا الباب يتحدث عن صفة نوم النبي عليه الصلاة والسلام كيف كان ينام ما هو مقدار نومه إلى غير ذلك)
قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ( المحدث المعروف المشهور الإمام المعروف الذي عمل الشافعي رضي الله عنه كتاب الرسالة لأجله).
قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه (أي لينام) وضع كفه اليُمنى تحت خده الأيمن (يكون على جنبه الأيمن ويضع خده الأيمن على كفه اليُمنى) وقال:" ربي قني عذابك يوم تبعث عبادك". (يدعو الله تعالى بهذا وفي هذا تعليم لنا كيف ينام الإنسان وماذا يقول قبل النوم)
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله مثله وقال:" يوم تجمع عبادك" (يوم تجمع عبادك الأول يوم تبعث عبادك الثاني يوم تجمع عبادك الروايتان بمعنى واحد).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا سفيان عن عبد الملك ابن عُمير عن ربعي بن فراس عن حذيفة أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال:"اللهم باسمك أموت وأحيا" (اللهم بإسمك أي مع ذكر اسمك واعتقاد تعظيمك وتفردك بالألوهية أنام أموت المراد به هنا أنام وأحيا أستيقظ من النوم) وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحينا بعدما أماتنا (المقصود الذي جعلنا نستيقظ بعد النوم وإنما عبر بالموت والحياة لأن النوم يشبه الموت ولأن الاستيقاظ يشبه البعث فعبر بهذا وفيه تذكير للإنسان بالموت وتذكير له بالبعث بعد الموت وأن يستعد الإنسان لهذا الوقت) وإليه النّشور (إليه النّشور إليه البعث بعد الموت فإذا استيقظ من النوم تذكر البعث الذي يكون يوم القيامة فيتحضر له ويعمل ما يناسبه).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا المفضل بن فضالة عن عقيل تُراه عن الزُهري (تراه أي أظن) عن عورة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما قل هو الله أحد (نفث وقرأ العطف بينهما بالواو والعطف بالواو لا يقتدي الترتيب يعني إذا قلت جاء زيد وعمرو قد يكون الإثنان جاءا معًا قد يكون زيد جاء أولا قد يكون عمرو جاء أولا فالعطف بالواو لا يقتدي الترتيب ليس كما في قولك جاء زيد ثم عمرو فإن ثم تقتدي الترتيب أن مجيء زيد قبل عمرو أما العطف بالواو لا يقتدي الترتيب فيكون المعنى أن النبي عليه السلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه لينام جمع كفيه ألصق كفه بالأخرى وقرأ فيهما ما سيأتي ذكره ثم بعد ذلك نفث أي أخرج الهواء من غير أن يكون معه ريق نفث في كفيه وذلك حتى يمر الهواء على المكان الذي قُرئ به القرءان فيكون فيه بركة تأتي إلى كفيه لأجل هذا كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا وهذا يدلك على أنه لا بأس شىء حسن بأن يُحل ما كتب من القرءان في الماء حتى ينال الماء بركة القرءان كما ينال الهواء بركة تلاوة القرءان باللسان وبالفم) وقرأ فيهما قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده ( هذا كان يفعله عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات يجمع كفيه يقرأ ثم ينفث ثم بعد ذلك يمسح وجهه ويمسح من جسده ثم مرة ثانية يقرأ وينفث ويمسح ثم مرة ثالثة يقرأ وينفث ويمسح كان يفعل ذلك ثلاث مرات إذا أراد أن ينام) يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده (يمسح على رأسه ووجهه وجسده من قُدام) يصنع ذلك ثلاث مرات (يصنع ذلك ثلاث مرات يعني جمع كفيه والقراءة والنفث والمسح يفعل كل ذلك مرة ثم مرة ثم مرة ثلاث مرات يقرأ الإخلاص والفلق والناس).
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كُهيل عن كُريب عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ (حتى نفخ يعني تنفس بحيث يُسمع منه صوت خروج النفس من الفم هذا معنى حتى نفخ وليس معناه الشخير لا إنما هذا خروج النفس من الفم يُسمع صوته وهذا عادة يكون إذا استغرق الإنسان في النوم) وكان إذا نام نفخ فآتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام وصلى ولم يتوضأ (قام عليه الصلاة والسلام وصلى ولم يتوضأ وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كانت تنام عيناه لكن لا ينام قلبه ولذلك لم يكن ينتقض وضوئه بالنوم يعني ما كان يُظن خروج ريح منه أو نحو ذلك إذا نام ليس كباقي البشر عليه الصلاة والسلام ولذلك قام فصلى ولم يتوضأ). وفي الحديث قصة (قصة تتعلق بمبيت عبد الله بن عباس عند النبي عليه الصلاة والسلام في حجرة خالته حتى يرى ماذا يفعل النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي إن شاء الله ).
وبه قال حدثنا إسحاق بن منصور قال أخبرنا عفان قال حدثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال:" الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا" (كفانا دفع عنّا شر خلقه هذا معنى كفانا حمانا دفع عنّا شر خلقه) وأوآنا (يعني يسر لنا المسكن الذي نؤي إليه) فكم ممن لا كافي له ولا مؤي ( كثير من خلق لا يكفون شر الأشرار كم ممن لا كافية له ولا مؤي ولا يجدون موءًا يؤون إليه يعرف الإنسان هذا فيعرف مقدار فضل الله تبارك وتعالى عليه أن لم يجعله الله عزّ وجلّ مثل من لا مسكن له ومثل من لا يُدفع الشر عنه).
وبه قال حدثنا الحسين بن محمد الجريري قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن حُميد عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن رابح عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرّس بالليل (يعني إذا نزل ليستريح في الليل وكان في السفر ووقف ليستريح يقال عرس إذا عرس بلليل أي وقف ليستريح بالليل) اضجع على شقه الأيمن ( كما هي عادته عليه الصلاة والسلام عند النوم) وإذا عرس قبيل الصبح (أما إذا كان تعريسه وقف ليرتاح قبل الصبح بوقت غير طويل) نصب ذراعه ووضع رأسه (نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه منصوبة وهذا فيه تعليم لنا أن الإنسان إذا نام على هذه الهيئة يكون أبعد عن الاستغراق في النوم وذلك لأن وقت الصبح يكون صار قريبًا حتى لا يستغرق في النوم فيفوته صلاة الصبح لذلك كان ينصب ذراعه عليه الصلاة والسلام ويضع رأسه على كفه صلى الله عليه وسلم).
باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى الله عليه وسلم كيف كانت عبادته عليه الصلاة والسلام
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد وبشر بن معاذ قال حدثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه (النفل قام يصلي التطوع عليه الصلاة والسلام حتى انتفخت قدماه من كثرة قيامه بحيث لا يضره ذلك) فقيل له أتتكلف هذا وقد غفر الله لك (تتكلف يا رسول الله تبذل هذا الجهد في طول القيام والله أخبر أنه غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم:" أفلا أكون عبدًا شكورا" (إذا كان الله غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ألا ينبغي أن أشكره بل أن اشتغل كثيرًا في شكره أن أكون من المبالغين في شكره فهذا من باب شكر الله تبارك وتعالى).
وبه قال حدثنا أبو عمار الحسين بن حرير قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تورم قدماه (تورم أي تتورم) فقيل له أتفعل هذا وقد جاءك أن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم:" أفلا أكون عبدًا شكورًا".
وبه قال حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي قال حدثنا عمي يحيى ابن عيسى الرملي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه فيقال له: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم:"أفلا أكون عبدًا شكورًا". بمعنى واحد هذه الأحاديث هذه الروايات.
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد أنه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت:"كان ينام أول الليل ( ينام أول الليل بعد صلاة العشاء ينام إلى نصف الليل) ثم يقوم ( يقوم عند انتصاف الليل إذا صاح الديك) فإذا كان من السحر أوتر يقوم (يقوم أي ثلث الليل يعني ينام أولا نصف الليل ثلاث أسادسه ثم يقوم ثلثه السدس الرابع والخامس ثم بعد ذلك أوتر ثم يأتي إلى فراشه) ثم أتى فراشه فإن كان له حاجة ألمى بأهله ( إذا أراد جماع أهله فعل ذلك ولاحظ كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤخر الجماع إلى آخر الليل إلى ما بعد قيام الليل حتى لا يثبطه ذلك عن قيام الليل حتى لا يؤخره ذلك عن قيام الليل تعليم لنا) إذا سمع الآذان وثب ( قام بهمة وقوة وثب بنهضة قام من النوم ) فإن كان جنبًا أفاض عليه من الماء (إذا كان جنبًا اغتسل) وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة (هكذا كانت كثير من لياله عليه الصلاة والسلام ينام نصف الليل ثم يقوم ثلثه بالصلاة ثم ينام سدسه إلى أن يؤذن المؤذن لصلاة الصبح).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس ح قال وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن عن مالك عن مقرمة بن سليمان عن قُريب عن ابن عباس أنه أخبره أنه بات عند ميمونه (ميمونة بنت الحارث وسبق أن ذكرنا أنها كانت خالته زوج النبي عليه الصلاة والسلام ام المؤمنين ) وهي خالته قال فاضجعت في عرض الوسادة (اضجعت في عرض الوسادة نمت بحيث أكون بعرض الوسادة الوسادة ما يوضع عليه الرأس عند النوم) واضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم (كما ذكرنا نام النبي عليه الصلاة والسلام إلى نصف الليل) فجعل يمسح النوم عن وجهه (أثر النوم يمسح النوم أي أثر النوم عن وجهه هذا فيه حذف المضاف) ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة عمران يعني من قوله تعالى:{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ...... } إلى أخره ) ثم قام إلى شن معلق ( إلى شن القِربة إذا كانت بالية قديمة يقال لها شن لتبريد الماء كانوا يعلقونه حفظه) ثم قام إلى شن معلق فتوضأ منها فأحسن وضوئه ثم قام يصلي قال عبد الله بن عباس فقمت إلى جنبه (عبد الله بن عباس بات عند ميمونة خالته لما كان دور رسول الله عليه الصلاة والسلام في المبيت عندهاحتى يرى ماذا يفعل النبي عليه الصلاة والسلام في الليل ليتعلم لما قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي قام عبد الله بن عباس ففعل مثله توضأ ثم قام بجانبه قام إلى يساره بجانبه من جهة يساره ) فوضع يده اليمنى على رأسي ثم أخذ بأُذني اليمنى ففتلها ( أزاحه جعله عن يمينه وإنما فتل أُذنه لتنبيهه أنه خالف السنة بقيامه عن اليسار) فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين قال معن ست مرات (ست مرات يعني ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ست مرات كرر ركعتين) ثم أوتر (بعد ذلك صلى الوتر) ثم اضجع حتى جاءه المؤذن فقام (وفي بعض الروايات فتتامت عند الشيخين فتتامت صلاته ثلاثة عشر ركعة إذا كان ركعتين ركعتين ركعتين ست مرات يكون المجموع كم أثنتي عشرة ركعة إذن حتى تتم ثلاثة عشر معناه أوتر بركعة إذن يجوز أن يكون الوتر بركعة واحدة ولا يشترط أن يكون ثلاث ركعات) ثم اضجع حتى جاءه المؤذن (اضجع بعد ذلك بالسدس الأخير من الليل فلما أذن المؤذن للصبح ) فقام فصلى ركعتين خفيفتين (هكذا تكون سنة الصبح القبلية يصلي ركعتين خفيفتين صلى ركعتين خفيفتين) ثم خرج فصلى الصبح.
وبه قال حدثنا أبو قُريب محمد بن العلاء قال حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاثة عشر ركعة وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن ذُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل بالليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه (لعذر إما غلبه النوم أو استيقظ غلبته عيناه الله تبارك وتعالى جعل النبي عليه الصلاة والسلام يحصل منه ذلك حتى يبين لنا ماذا نفعل إذا حصل منّا مثل ذلك وفي هذا أيضًا بيان لحاجة الإنسان إلى الله تبارك وتعالى وأنه لا يفعل من الطاعات إلا ما ييسر الله تبارك وتعالى له فعله حتى لو حرص على ذلك لا يكون إلا ما شاء الله له ولو كان نبي الله صلى الله عليه وسلم) صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة (كان يصلي النبي عليه الصلاة والسلام في النهار ثنتي عشر ركعة بدل ما فاته من قيام الليل).
وبه قال حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو أسامة عن هشام يعني بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين" ( إذا قام الإنسان ليصلي في الليل فليبدأ صلاته بركعتين خفيفتين لماذا لأنه إذا بدأ بركعتين خفيفتين ينشطه هذا لما بعدهما ولأنه إذا صلى ركعتين خفيفتين يكون هذا أسرع بحل عقدة الشيطان عنه لأن الشيطان يعقد على قافية الإنسان فإذا قام فصلى ركعتين أنحلت عقدة الشيطان فإذا كانت الركعتان خفيفتين كان انحلال العقدة أسرع ففي كون الركعتين خفيفتين أكثر من فائدة).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس ح قال وحدثنا إسحاق بن موسى قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجوهني أنه قال: قلت لأرُقن صلاة النبي صلى الله عليبه وسلم (لأرقبن صلاته) فتوسدت عتبته (في الليل أراد أن يتعلم فتودست جعلت عتبته مثل الوسادة) أو فسطادته (والأقرب أنه توسد مدخل فسطادته الفسطاد هو الخيمة التي تنّصب لأنه ما كان ليتوسد عتبة داره ونسائه عليه الصلاة والسلام في الداخل في الدار إنما كان توسد مدخل فسطاده حين كان عليه الصلاة والسلام في السفر) فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين (كما ذُكر قبل أنه كان يبتدأ قيام الليل بركعتين خفيفتين) ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتبن طويلتين (يعني يريد أن يبين أنهما طويلتين جدًا فأعاد طويلتين ثلاث مرات) ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ( أقل طولا من اللتين قبلهما) ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما (أقل طولا من اللتين قبلهما) ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما (كذلك أقل) ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما (فإذًا أولا صلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طوّل فيهما كثيرًا ثم صلى بعد ذلك ركعتين أقصر منهما ثم ركعتين أقصر من اللتين قبلهما ثم ركعتين أقصر من اللتين قبلهما ثم ركعتين أقصر من اللتين قبلهما ثم ركعتين أقصر من الأقصر من اللتين قبلهما حتى صلى اثنتي عشرة ركعة) ثم أوتر وذلك ثلاث عشر ركعة. (فيكون المجموع اثنتي عشر ركعة).
ونكتفي بهذا الآن ثم نكمل إن شاء الله تعالى أحاديث الباب بعد هذا والله تبارك وتعالى أعلم.