قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين والعالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّم وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين.
الذي يذهب لمجلس علم ليتعلم فيه ءاية
أما بعد، إخواني وأخواتي في الله قال مولانا الإمام المرشد الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله ورضي الله عنه ونفعنا ببركاته وجمعنا به في أعلى عليين الذي يذهب إلى مجلس علم ليتعلم فيه ءاية من كتاب الله ليأخذ معناها ويتعلم قراءة هذه الآية له من الأجر والثواب عند الله تعالى أكثر من مائة ركعة من صلاة نافلة مائة ركعة من صلاة السنة لو أراد الواحد منّا أن يقوم بها كم يحتاج من الوقت والجهد والتعب والقيام إن كان في الليل أو في النهار في السلف كان يوجد من يصلي مائة ركعة في اليوم بكثرة هذا كان كثيرًا وإلى خمسمائة ركعة أربعمائة ركعة في اليوم وبعضهم إلى ألف ركعة هذا أقل لكن أما من حيث الثواب والأجر فالذي يغدو إلى مجلس يذهب إلى مجلس ليتعلم قراءة ءاية من كتاب الله ويفهم معناها يتعلم معنى هذه الآية يحصل من الثواب والأجر بهذه الخمس دقائق أو العشر دقائق ربما يحصل من الثواب والأجر أكثر من صلاة مائة ركعة من صلاة السنة صلاة النفل يعني غير الفريضة وهذا له دليل في قوله صلى الله عليه وسلم:”يا أبا ذر لئن تغدو فتتعلم ءاية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة” ونحن عملا بهذه الفائدة العظيمة وبهذا الحديث الشريف المبارك سنذكر في هذا المجلس إن شاء الله تعالى ءايات ونبين معناها عند أهل الحق ونحذّر مما يقولوه الجهلاء فمن الآيات الكريمة قول الله عزّ وجلّ:{اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} (سورة النور) أولا يجب أن يُعتقد أن الله تعالى ليس ضوءًا الله هو خالق الأضواء وخالق الأنوار الكبيرة والصغيرة البيضاء والحمراء والصفراء والخضراء وغير ذلك كل الأنوار كل الأضواء الله هو خالقها ضوء الشمس وضوء القمر وضوء النجوم هذا الضوء ضوء مخلوق له بداية وله نهاية ويتغير ويضعف ويقوى ويختفي وهذا كله مستحيل على الله لأن الله لو كان ضوءًا لكان مخلوقًا لو كان ضوءًا لكان حادثًا لو كان ضوءًا لكان محتاجًا إلى من يغيره وهناك ضوء أكبر من ضوء الشمس والقمر وهو نور الجنة هذا النور الذي خلقه الله في الجنة أكبر بكثير من نور الشمس والقمر الشمس الله ما أعطها قوة أن تضيء لكل الأرض في وقت واحد في بعض البلاد الآن نهار في بعض البلاد الآن أول النهار في بعض البلاد آخر النهار في بعض البلاد الان ليل.
إذًا لو كانت الشمس تستطيع أن تضيء كل الأرض في وقت واحد لم يكن ليل ونهار في وقت واحد في بلاد مختلفة لكان كل البلاد في وقت النهار هنا لكان نهارًا هناك لكن الله ما أعطها هذه القوة كذلك القمر لا يضيء كل الدنيا والأرض في وقت واحد. أما الجنة فأكبر من الأرض بكثير الجنة أوسع من هذه الأرض بكثير إذا كان أقل مسلم له كهذه الدنيا على عشر مرات وكيف الأتقياء كيف الأولياء كيف الأنبياء كيف الرسل كم إذن تكون مساحة الجنة وكلها مضاءة ليس فيها موضع شبر يكون مظلمًا لا يوجد ظلام في الجنة ولا حتى في موضع شبر لا يوجد فيها موضع ذراع يكون مظلمًا لا بل كلها أنوار.
هنا هذه الأرض فيها الكثير من البقع والمساحات تكون مظلمة كالبراري والغابات والسهول والجبال والوديان والبحار انظروا الأماكن المضاءة من الدنيا هي أقل.
أما الجنة كلها أنوار وهي أوسع من هذه الأرض بمرات كثيرة إذا كان أقل مسلم له في الجنة كهذه الدنيا على عشر أمثالها والرسول عليه السلام ماذا يقول:”هل مشمر للجنة فهي وربِّ الكعبة نور يتلألأ”. الرسول عليه السلام يقسم يقول والله وربِّ الكعبة يعني كأنه قال والله هذا قسم الرسول عليه السلام يحلف بالله يقسم بالله أن الجنة نور يتلألأ يعني ليس فيها ظلام فإذًا هذا دليل أن الجنة نورها أكبر وأعظم من نور الشمس والقمر.
إذًا نور الجنة ونور الشمس ونور القمر والنجوم والصباح ونور الكهرباء في كل الأرض ونور الشمعة كل هذا أقل بكثير من نور الجنة كل الذي سميناه ما دون نور الجنة كل هذا أقل بكثير من نور الجنة ومع ذلك الله لا يشبه شيئًا منها لا كضوء الجنة ولا كنور الجنة ولا كنور الشمس ولا كنور القمر ولا حتى كنور الشمعة حاشى وكذلك يوجد حشرات صغيرة تكون في الليل المظلمة بين الحشائش لها لمعان خفيف.
أنظروا كل هذه الأنوار وهذه الأضواء بإختلاف أحجامها بإختلاف ألوانها بإختلاف صفاتها لأن من الأنوار ما يكون حارًا ومن الأنوار ما يكون باردًا فهذا كله حادث مخلوق متغير له من أوجده وهو الله فلا يشبهه يجب الاعتقاد بأن الله ليس ضوءًا بالمرة وأن الله لا شبيه له بالمرة إذًا ما معنى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} قال ابن عباس رضي الله عنهما هادي سكان السموات وهم الملائكة لنور الإيمان وهادي المؤمنين في الأرض من الإنس والجن لنور الإيمان هذا معنى {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يعني الله هدى سكان السموات للإيمان والتقوى وجعلهم أولياء وهدى المؤمنين في الأرض من الإنس والجن لنور الإيمان وليس معناه أن الله ضوء في السماء وضوء في الأرض أو أن الله تعالى كضوء الشمس والقمر من اعتقد ذلك فليس من المسلمين لأنه شبه الله بخلقه ثم الله ماذا قال في القرءان {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} الله يهدي لنور الإيمان من شاء الله له الاهتداء ثم إن هذه الآية لها تفسير آخر عند علماء أهل السنة التفسير الذي قلناه عن عبد الله بن عباس رواه البيهقي وغير البيهقي رواه يعني بعض الحفاظ والمفسيرين أيضًا عن عبد الله بن عباس هذا التفسير الأول هو الأفضل وهو الأحسن لكن هناك تفسير آخر لهذه الآية وهو الله منور السموات والأرض بنور الشمس والقمر والنجوم وبنور يخلقه الله هذا تفسير آخر للآية:{اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} منور السموات ومنور الأرض بنور الشمس والقمر وبالأنوار التي خلقها الله هذا معنى الآية على التفسير الثاني للآية وعلى كلا التفسيرين الله لا شبيه له الله لا مثيل لو كان ضوءًا لكان مخلوقًا له بداية وتجوز عليه النهاية وماذا قال الفقيه الحنفي الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي رحمه الله هذا كان من العلماء الصالحين وكان محدثًا وكان فقيهًا ماذا يقول في كتابه الفتح الرباني يقول:”من أعتقد أن الله ضوء ملأ السموات الأرض فهو كافر بربّه وهو غير مسلم وإن زعم أنه مسلم” يقول:” من اعتقد أن الله جسم قاعد فوق العرش أو أنه ضوء ملأ السموات والأرض فهو كافر بربّه وإن زعم أنه مسلم” يعني هذا ليس من المسلمين.
إذًا فلنتنبه انظروا ما معنى الآية الكريمة كما شرحنا وماذا يقول بعض الكفار والمشبهة والمجسمة والجهلاء يقولون الله ضوء وبعضهم يعتقد أن هذه الشمس هي الله أو هذا القمر هو الله أو أن الله في النجوم هؤلاء أشركوا بربهم وكفروا بخالقهم ثم إن من الناس إذا رأى البرق بعضهم يعتقد أن هذا والعياذ بالله انفصل من الله أو أنه أجزاء من الله وهذا كفر وضلال ثم الآية الكريمة الله نور السموات والأرض ما ورد أننا نقرأها عند حصول البرق والرعد لا نقرأها في هذا الموضع لماذا لأجل أن لا يتوهم الجاهل أن هذا البرق الذي ظهر هذا اللمعان الذي حصل لأجل أن لا يظن الجهال أنها اجزاء من الله أو هي قطع أنفصلت عن الله تنزه الله عن ذلك حاشى لله ليس كمثله شىء فلا تضربوا لله الأمثال.
إذًا لا نقرأ هذه الآية عند حصول البرق والرعد إنما نقرأ ما ورد في الحديث مثلا إذا سمعنا صوت الرعد نقرأ {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} وإذا رأينا هذا البرق نقول اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ومن الكفر المنتشر بين بعض الجهال في المولد الشريف يقرأون كلمات كفرية يقولون الله كتلة نورانية قبض قبضة من نور وجهه فقال لها كوني محمّدًا فكانت محمّدًا هذا معناه أن الله جسم ومحمد قطعة منه وهذا تكذيب للآية: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} (سورة النحل) والله قال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} (سورة الشورى) ورد الله تعالى على المشركين الذي جعلوا لله ولدًا وجعلوا له أجزاءًا قال في ذمهم في الرد عليهم:{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} (سورة الزخرف) إذًا هذه عقيدة الكفار أما عقيدة الأنبياء والأولياء والملائكة والصحابة وآل البيت وكل المسلمين السلف والخلف الله ليس ضوءًا ليس جسمًا لا يتجزأ لا يسكن السماء ولا العرش ولا الفضاء ولا الأرض موجود أزلا وأبدًا بلا مكان مهما تصورت بباله فالله لا يشبه ذلك والحمد لله ربّ العالمين.