قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله.
لا يقال عن الأمر الغريب معجزة
اللهم اغفر لنا وارحمنا واختم لنا بالهدى وبكامل الإيمان واعتق رقابنا من النار وأعنا على الصيام والقيام والإكثار من الطاعات والعبادات والحسنات في كل الأيام والأوقات إنك على كل شىء قدير.
أما بعد، إخواني وأخواتي في الله قال مولانا الشيخ المرشد الموجه المجدد الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف بن جامع الهرري رضي الله عنه وأرضاه:”لا يقال عن الأمر الغريب معجزة ولا يقال لمن أراد من آخر أن يعمل شيئًا سريعًا أريد منك أن تعمل لي معجزة“. هذا لا يصح لماذا لأن المعجزة هذا أمر أعطاه الله للأنبياء.
وتعريف المعجزة هو أمر خارق للعادة هذا الأمر الخارق للعادة يعني عادة هذا لا يحصل على أيدي آحاد الناس الأمر الخارق للعادة الذي خص الله به الأنبياء يقال له معجزات حتى كرامات الأولياء ليست معجزات لهم هي معجزات للأنبياء.
فإذًا النبي مؤيد بالمعجزة الله ماذا قال في القرءان:{أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَات} (سورة الحديد) البينات هنا في هذا الموضع المعجزات وفي لغة العرب البينات تأتي بعدة معاني والبيان أيضًا أما في هذه الآية {أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} يعني المعجزات الأمور الخارقة للعادة وعند العلماء ما هو تعريف المعجزة.
المعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يدي مدعي النبوة وانتبهوا معي هنا في تعريف المعجزة كلمة مدعي النبوة الصادق ليس المدعي الكذاب كمسيلمة الكذاب لا حاشى.
هنا مدعي من قال أنا نبي الله إليكم لتؤمنوا بي وهو صادق فمعنى مدعي النبوة هنا أي الصادق في قوله ليس معناه الكذّاب.
إذًا المعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يدي مدعي النبوة سالم من المعارضة بالمثل صالح للتحدي وكل معجزات الأنبياء يتحدون بها الكفار يعني الكفار لا يستطيعون لا يقدر الكافر لو كان معه مائة ألف إنسان من الكفار بل كان معه ملايين من الكفار لا يقدرون أن يأتوا بمثل ما أتى به النبي يعني النبي الله أعطاه هذه المعجزة هذا الأمر الخارق للعادة أعدائه لا يقدرون أن يأتوا بمثل ما أتى به مثلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الله أعطاه معجزة عظيمة وهي انشقاق القمر انشق القمر لإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إليه فنزل شق من القمر إلى تحت الجبل ثم الشق الآخر كان فوق الجبل وأشار إليه صلى الله عليه وسلم فالتئم الله قال:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} هل استطاع أعداؤه مع كثرتهم أن يأتوا بمثل هذا الأمر العظيم العجيب الخارق ما استطاعوا.
موسى عليه السلام الله أعطوه أمرًا عجيبًا وهو انفلاق البحر هل استطاع السحرة الذين كانوا في زمن فرعون ومع فرعون أن يأتوا بمثل ما أتى به موسى ما استطاعوا الله ماذا قال في القرءان:{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا ءالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} هذه معجزة عظيمة لموسى أعداؤه ما جاؤوا بمثل ذلك ولا يقدرون عليه مليون وستمائة ألف مقاتل كانوا مع فرعون لماذا خرجوا بزعمهم لقتل موسى لو كانوا بزعمهم يستطيعون يقدرون على أن يأتوا بمثل ما أظهره موسى فلماذا لم يفعلوا على زعمهم لا يستطيع أعداء النبي أن يتحدوا النبي لا يقدرون على ذلك بأن يأتوا بمثل ما أتى به وإلا يكون إضعافًا للنبي وانتصارًا لهؤلاء الكفار على النبي وهذا لا يكون هذا لا يحصل لذلك الله أيد أنبيائه بالمعجزات لتكون دالة على صدقهم.
ثم المعجزة في معناها تأييد من الله لهذا النبي تدل على صدقه في قوله أنه نبي الله في أن الله هو الذي أرسله وهذه المعجزة تأييد لهذا النبي على أعدائه كأن الله يقول صدق عبدي موسى فيما يبلغ عني كأن الله يقول صدق عبدي عيسى فيما يبلغ عني كأن الله يقول صدق عبدي إبراهيم فيما يبلغ عني كأن الله يقول صدق عبدي محمد فيما يبلغ عني هذا بمعنى المعجزة في المعنى تشير إلى ذلك تُعطي هذا التأييد تُعطي هذا المعنى تأييدًا لهذا النبي وإظهارًا لصدقه وكل الأنبياء لهم معجزات يجب الاعتقاد أن كل نبي له معجزة وإن كان القرءان لم يخبرنا عن معجزات كل الأنبياء وإن كان القرءان لم يفصل لنا معجزات كل الأنبياء لكن يجب علينا أن نعتقد أن كل نبي من الأنبياء له معجزة وأكثر الأنبياء معجزات هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى كل الأنبياء وسلم.
حتى قال بعض العلماء معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته بلغت ألف وخمسمائة معجزة وبعضهم قال إلى ثلاثة الأف وبعضهم قال أكثر وبعضهم قال أقل لكن معجزات الأنبياء لم تنقطع بوفاتهم لم تنقطع بموتهم بل بعد موتهم لهم معجزات وبعد موتهم البركة باقية فيهم ونفعهم للناس عظيم ومستمر ولهم تصرف بعد موتهم بإذن الله تعالى بدليل أن موسى عليه السلام ليلة المعراج قال لنبينا صلى الله عليه وسلم:”سل ربّك التخفيف فإني خبرت بني إسرائيل وبلوتهم قبلك وإن أمتك لا تطيق خمسين صلاة“. فكان سببًا عليه السلام بأن سأل صلى الله عليه وسلم ربه التخفيف إلى نزلت الصلاة في الفرضية من الخمسين إلى خمس من الذي كان يقول له سل ربك التخفيف هو موسى فموسى بعد موته بمئات السنين نفعنا نفع كل الأمة المحمدية وهذا نفع وتصرف موسى عليه الصلاة والسلام بعد موته بمدة مديدة وبزمن بعيد.
وهذا دليل أن الأنبياء لهم نفع وتصرف بعد موتهم بإذن الله كل شىء بمشيئة الله نحن عندما نقول النبي والولي ينفعان في حياتهما بمشيئة الله لأنه لو قال قائل النبي ينفع في حياته استقلالا عن مشيئة الله لكفر لأنه يكون جعل الله مغلوبًا كذلك بعد موت النبي أو الولي من قال إنه ينفع بغير مشيئة الله أيضًا يكفر.
فنحن أهل الحق أهل السنة والجماعة نعتقد أن الأنبياء والأولياء لهم نفع في حياتهم وبعد مماتهم بمشيئة الله تعالى كما أن المعجزات والنفع العظيم والخير الكبير والفوائد الكثيرة التي حصلت منهم في حياتهم بمشيئة الله كذلك النفع الذي يحصل منهم بعد موتهم بمشيئة الله هذه عقيدة كل المسلمين.
ذرة لا تتحرك في الكون والعالم إلا بمشيئة الله وخلقه وقضائه وقدره. والرسول عليه الصلاة والسلام هو قال فيما رواه عنه الطبراني وعدد من الحفاظ وهو حديث صححه بعض الحفاظ وحسنه بعض الحفاظ قال عليه الصلاة والسلام:”حياتي خير لكم ومماتي خير لكم في حياتي تُحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت عرضت عليّ أعمالكم فما كان من خير حمدت الله وما كان غير ذلك أستغفرت لكم“. انظروا هذا بعد موته وهذا نفع أم لا بلى وهذا قوله صلى الله عليه وسلم فماذا تقول المشبهة المجسمة على زعمهم النبي أشرك لأنه قال إنه ينفعنا بعد موته حاشى وكلا.
أليس الله يقول عن الشهداء {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (سورة آل عمران) يعني هذا في الشهداء فكيف الأنبياء.
فإذًا عقيدة كل المسلمين أن الأنبياء والأولياء فيهم بركة ونفع ولهم تصرف بعد موتهم بمشيئة الله بخلق الله عزّ وجلّ وليس استقلالا عن مشيئة الله كما كان نفعهم في حياتهم بمشيئة الله هذا بمشيئة الله وهذا بمشيئة الله.
فإذًا يجب الاعتقاد بأنه صلى الله عليه وسلم معجزاته ومعجزات الأنبياء مستمرة بعد وفاتهم ولم تنقطع بمماتهم ومن معجزات الأنبياء ما حصل لنوح عليه السلام في أمر السفينة أنه كان هو والذين ءامنوا معه في السفينة وأخذ من البهائم من كل زوجين اثنين ونبع الماء من الأرض ونزل من السماء وصار الماء أعلى من الجبال وطافت بهم حول الكعبة وعملت بهم مناسك الحج بقوا فيها ستة أشهر هذا من معجزات نوح عليه السلام.
ثم من معجزات إبراهيم أن جعل الله تعالى له نار النمرود بردًا وسلامًا التي كان من قوتها أن الطير إذا مر في جوها يقع مشويًا على الأرض إبراهيم عندما ألقي فيها وكان قد وثقه الكفار وربطوه بالحبال شعره لم يحترق لحمه لم يحترق ثوبه لم يحترق ثم الحبل هذا الوثاق الذي ربطه به الكفار هذا الذي احترق وخرج إبراهيم من تلك النار يمشي على قدمه لا أحرقته ولا أحرقت ثوبه.
ومن معجزات موسى عليه الصلاة والسلام انشقاق البحر دخل من مصر وخرج من الأردن بستمائة ألف إنسان كانوا معه دخلوا في بحر قلزوم الذي يقال له البحر الأحمر الله جعل لهم أرض البحر أرض يبس بحسب الظاهر والمياه مرتفعة كالجبال بقدرة الله هذه معجزة باهرة ومن معجزات عيسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يحيي الموتى بإذن الله وكان يمسح على الأكمه وهو الذي ولد أعمى أو الأبرص وهو المصاب بمرض البرص وهو مرض جلدي قبيح يمسح عليهما يقول بسم الله فيشفى هذا ويبصر ذاك.
ومن معجزات صالح عليه الصلاة والسلام أن أخرج لهم من صخرة صماء أي لقومه الذين طلبوا ذلك هذه الناقة العظيمة التي خرجت من الصخرة وليس لها ذكر كانت معه بل معجزة وكانت حامل وولدت وضعت فصيلها أمامهم وهم ينظرون وخرجت من تلك الصخرة وهي تقول لا إله إلا الله صالح رسول الله.
ومن معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تسبيح الطعام في يده تسبيح الحصى في يده انشقاق القمر لإشارته حنين الجذع إليه ومعجزات كثيرة جدًا جدًا جدًا.
هذا معنى المعجزة فلا يقال عن الأمور المكتشفة حديثًا أو ما يسمى التكنولوجيا أو الأمور الغريبة لا الطائرة ولا القطار ولا السفن والبواخر ولا الإنترنت ولا الفايسبوك ولا الواتس آب ولا الهاتف ولا هذا التلفزيون أو السينما أو الإيميل كل هذا لا يقال عنه معجزات شركة تعمل هذا تأتي شركة في مقابلها تعمل أقوى منها أو ما فيه مميزات أكثر فهذا ليس معجزة وهذا قد يعمله كفار فهل هذا يكون معجزة إذًا المعجزة أمر خاص بالأنبياء الله أعطاهم ذلك.
والحمد لله ربّ العالمين.