قال الشيخ جميل حليم
من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد طه النبي الأمي الأمين والعالي القدر العظيم الجاه وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّم وعلى وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين ورضي الله عن كل الأولياء والصالحين.
كرامة الولي
أما بعد إخواني وأخواتي في الله رزقكم الله رؤية ليلة القدر وأعاننا وأيّاكم على الطاعات والعبادات وأكرمنا وإيّاكم برؤية سيد المخلوقين وسيد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم كنّا تحدثنا معكم في المجلس السابق عن تعريف الولي وبيّنا ما هي شروط الولاية والولي له كرامات وهذه الكرامات تكون خارقة للعادة الله يعطيه هذه الكرامات التي عادة لا تحصل مع الناس عادة لا تقع للإنسان إنما خارقة للعادة وهو لا يدعي النبوة حاشى لأنه لو ادعاها لصار كافرًا إنما خرق للعادة لهذا الولي بقدرة الله لتكون هذه الكرامة دالة على صدقه في اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم فكرامات الأولياء معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الكرامات حصلت بسبب اتباع هذا الولي للنبي صلى الله عليه وسلم وهذه الكرامات التي هي خرق للعادة ليس في كل لحظة يستطيع الولي أن يظهر الكرامة أحيانًا تظهر على يديه وأحيانًا قد لا تظهر ولا يشترط لحصول الولاية أن تظهر للولي كرامات يراها كل الناس أو أن يكون مشهورًا للناس بذلك هذا ليس شرطًا لأن من الأولياء من لا يعرفون أنفسهم بأنهم أولياء ومن الأولياء يعرفون أنفسهم أولياء عند الموت قبل ذلك كانوا لا يظنون في أنفسهم من الأولياء بل يظنون أنفسهم من العامة وهذا من شدة تواضعهم أما بعض الأولياء يعتقدون في أنفسهم الولاية ويعرفون أنهم أولياء لأن الله أعطاهم كرامات عجيبة وغريبة وظاهرة وشهد لهم الأولياء في عصرهم أو قالوا لهم أنتم أولياء أو أطبقت الأمة على ولايتهم كالغوث الرفاعي والجيلاني والبدوي وأبي مدين الغوث وهكذا وهم كثر ليس هؤلاء الذين ذكرتهم فقط بل هؤلاء الذين أطبقت الأمة على ولايتهم رضي الله عنهم كثر أولهم أبو بكر في هذه الأمة عمر عثمان علي وهكذا ثم إن الأولياء الله عزّ وجلّ يعطيهم هذه الأحوال العجيبة بعض الأولياء تظهر على أيديهم كرامات بكثرة وبعضهم شىء قليل مرة بعد مرة ومما يستدل به على الكرامات وعلى وجود الأولياء القرءان العظيم الذي هو أول مصدر من مصادر التشريع الإسلامي وهو الدليل القاطع فالقرءان الكريم أثبت وجود الأولياء وأثبت كرامات الأولياء مثلا الله عزّ وجلّ يقول في سورة يونس:{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} إذًا هؤلاء الأولياء الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وورد أنهم {الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} هؤلاء الأولياء الله تعالى أثبت وجودهم بهذه الآية: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ (جمع ولي أولياء جمع ولي ثم الآية أكدت )لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ (ليس عليهم خوف في المستقبل من العذاب في الآخرة) وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.بعد مفارقتهم الدنيا لا يحزنون عليها ولا على ما فات منها {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} هؤلاء لهم البشرى الله تعالى أكد لهم البشرى في الدنيا وفي الاخرة {الذين ءامنوا وكانوا يتقون} هذا شرط الولاية ومن الآيات التي تدل على وجود الأولياء أيضًا هذه الآية:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} أليس قلنا فيما سبق قال الغوث الرفاعي رضي الله عنه:” الاستقامة عين الكرامة” ولاحظوا ماذا قالت الآية الله عزّ وجلّ يقول في هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} هذا أيضًا دليل قرءاني على وجود الأولياء وأنهم عند الموت يعني قبل أن يخرجوا من الدنيا عند الموت تحضرهم ملائكة الرحمة وملائكة الرحمة وجوههم كالشموس يقعدون منهم وحولهم على مدى يراهم هذا الولي فيمتلىء فرحًا وجوههم تكون مضيئة إذا رآهم يفرح يعرف أن هذه الوجوه وجوه خير جاءته بالبشرى فيمتلىء سرورًا ويمتلىء أُنسًا وفرحًا بهم ثم يأتي عزرائيل ويسلم عليه ويقول له السلام عليك يا ولي الله.
وأحيانًا قد يقعد حول هذه الولي الذي هو من أولياء البشر خمسمائة ملك من ملائكة الرحمة.
فإذًا انظروا الملائكة يأتونه يحضرونه عند الوفاة {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}.
ومن الآيات التي تثبت وتدل على وجود الأولياء وعلى الكرامات وخرق العادات هذه الآية من سورة النمل في قصة آصف بن برخيا وهو صديق سليمان سليمان النبي عليه الصلاة والسلام وآصف كان من أولياء البشر كان تابعًا لسليمان وكان يعمل بتعاليم الإسلام كان مسلما مؤمنًا وليًّا صالحًا تقيًا وكان عالمًا يعني جمع بين العلم والولاية بعض الأولياء يكون تعلم الفرض العيني أدى الواجبات واجتنب المحرمات أكثر من النوافل صار وليًّا لكنه لم يكن متبحرًا في العلوم لم يكن وصل إلى مستوى مفتي وقاضي ومجتهد وإمام في العلم لأ. إنما تعلم الفرض العيني أدى الواجبات اجتنب المحرمات أكثر من النوافل صار وليًّا وبعضهم قد يكون متبحرًا حصّل الفرض العيني والفرض الكفائي يعني أكثر من الفرض العيني زيادة عليه وكان عالمًا كبيرًا كشيخ شيخنا الشيخ محمد عبد السلام هذا كان إمامًا في العلم كان يحفظ مكتبات ومجلدات ويستحضرها كان إمامًا في العلم رضي الله عنه وكان من كبار أولياء الله جده بشر به قبل أن يولد جده الشيخ خليل بشر به أنه سيولد له حفيد وعلامته إحدى أذنيه تكون أكبر من الثانية وكان كما وصف وطلع عالمًا كبيرًا مرة وقف على مكتبة كبيرة فيها مخطوطات ومطبوعات قال كل هذا على طرف لساني هذا الشيخ محمد عبد السلام كان شابًا صغيرًا كان وصل إلى مراتب علية في الولاية يعني كان رضي الله عنه جمع بين العلم وبين الولاية.
شيخنا الشيخ عبد الله هذا الإمام الكبير رحمة الله عليه ورضي الله عنه وعن شيخه وشيخ شيخه وعن كل الأولياء وعن كل الصالحين حكى لنا ماذا قال قال:” أنا في العلم لي مشايخ كثيرين أما في السلوك فلي شيخ واحد هو محمد عبد السلام” وهو الذي في مدينة ديردوا وقد زرناه أكرمنا الله تعالى بزيارته رضي الله عنه كان وصل إلى مراتب عليَّة في الولاية وكان شابًا كان جمع بين العلم وبين الولاية.
بعض الأولياء يكونون بحورًا في العلم كالإمام الشافعي الإمام الشافعي إمامٌ مجتهد علمه ملأ الدنيا كان من الصدقين في الولاية وكان إمامًا مجتهدًا في العلم وعلمه ملأ الأرض بل فيه فسر حديث الترمذي:” لا تسبوا قريشًا فإن عالمها يملأ طباق الأرض” وفي رواية لهذا الحديث “علمًا ونورًا” لاحظ ونورا إذًا الإمام الشافعي من هؤلاء من الطبقة العليا الكبيرة يعني كم تكلمنا عن محمد عبد السلام الشافعي أعلى بكثير وأعلى من الشافعي أيضًا الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه كان الخليفة الراشد وكان مجتهدًا في العلم وكان وليًّا صديقًا وكان يجتمع بالخضر يقظة.
إذًا من الأولياء علماء كبار مراجع في العلم بحور وبعضهم ليس كذلك إنما كما شرحنا في الحالة الأولى لكنه لا يصير وليًّا وهو جاهل بأمور الدين هذا لا يصير ما اتخذ الله وليًّا جاهلا إنما يتعلم القدر الذي لابد منه الفرض العيني ثم يلتزم يطبق يؤدي الواجبات يجتنب المحرمات يكثر من النوافل والطاعات فيصير وليًّا والطبقة الأعلى هي أن يكون جمع بين الولاية والعلم رضي الله عنهم جميعًا ونفعنا بهم.
فهذه الآية من سورة النمل {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} من هو ولي من الإنس من الإنس آصف بن برخيا صاحب سليمان لاحظوا الآية بماذا مدحته بالعلم وهو ولي كبير هو الذي أحضر عرش بلقيس من سبأ من اليمن إلى ديوان سليمان.
سليمان كان في ديوانه وديوانه على بعض ما قاله عدد من المؤرخين كان في فلسطين وقال البعض كان في تدمر كان في بادية تدمر من بلاد سوريا فأين فلسطين أو تدمر من سبأ من أرض اليمن مع ذلك سليمان عليه السلام وهو في ديوانه قال للذين عنده من الإنس والجن:”من منكم يحضر عرش بلقيس” أحد كبار الجن وهو عفريت كبير قوي قال له أنا أحضر لك عرش بلقيس قبل أن ينتهي هذا المجلس مجلس الحكم بين الناس كان سليمان يقعد يقضي بين الإنس والإنس وبين الجن والجن وبين الإنس والجن ومجلسه كان فيه ستمائة ألف كرسي معناه قبل أن ينتهي مجلس الحكم بين الناس قبل أن تقوم وينفض هذا المجلس أكون قد أحضرت لك عرش بلقيس من سبأ إلى مجلسك هذا من الذي عرض هذا العرض هو الجني هو عفريت من الجن.
أما الذي فعله آصف الإنسي أقوى واعظم وأكبر وأسرع ماذا عمل بلحظة خفيفة {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ (يعني آصف) أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} يعني إذا أطلقت نظرك هكذا إلى آخر الديوان آخر المجلس ثم أرجعت نظرك بهذه اللحظة كان أحضر عرش بلقيس وكان عرشًا كبيرًا ضخمًا من الذهب الصافي الخالص وكان ثقيلا جدًا وكبيرًا جدًا وعليه سبعة أبواب ما معنى عليه سبعة أبواب يعني عليه جيش وحراسة مشددة وعليه سبع قاعات لها أبواب تغلق على هذا العرش بهذه اللحظة كان أحضر عرش بلقيس إلى مجلس سليمان قال هذا من فضل ربي إذًا هذا يدل على كرامات الأولياء أيضًا قصة أهل الكهف أيضًا قصة مريم رضي الله عنها وما فيها من العجائب أنها حملت من غير زوج بقدرة الله تعالى وقصة الرطب التي صار يتساقط عليها من الشجرة التي كانت مقطوعة الرأس على قول بعض المفسرين وعلى قول بعضهم كانت جافة وليس فيها ثمر في لحظة خفيفة أورقت أخضرت ثم صار فيها هذا الرطب وعملت هكذا عليها (أشار بيده) هي إمرأة ضعيفة صغيرة هذه كرامات في قصة مريم كثيرة رضي الله عنهم ونفعنا بهم وأمدنا بممدهم والحمد لله ربّ العالمين.