الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثنّاء الحسن صلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
أما بعد، نكمل الكلام عن أمور أخبر عنها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يجب علينا الإيمان بها.
قال المؤلف رحمه الله: الحساب
الشرح: يجب علينا أن نؤمن بأن الحساب حاصل يحصل حق يحاسب الناس على ما عملوا
قال المؤلف: والحساب حق وهو عرض أعمال العباد عليهم
الشرح: كل عبد تُعرض عليه أعماله العبد يوقف على أعماله يبين له ما عمل
قال المؤلف: ويكون بتكليم الله للعباد جميعهم
الشرح: الله تعالى يكلم كل العباد يسمعهم كلامه الذي ليس ككلامنا كما سبق أن شرحنا ليس حرفًا ولا صوتًا يسمعهم الله كلامه الذي لا يشبه كلامنا من الناس من يفهم ما يفرحه ومن الناس من يفهم ما يزعجه ويحزنه.
قال المؤلف: فيفهمون من كلام الله السؤال عما فعلوا بالنعم التي أعطاهم الله إياها
الشرح: نعم يفهمون أن الله تعالى يسألهم ماذا فعلت في كذا ماذا فعلت بكذا ماذا فعلت بكذا
قال المؤلف: فيسر المؤمن التقي ولا يسر الكافر لأنه لا حسنة له في الآخرة
الشرح: الكافر لأي شىء يسر ليس له حسنات في الآخرة
قال المؤلف: بل يكاد يغشاه الموت
الشرح: لو كان موت في الآخرة لمات من شدة ما يصيبه من الكمد والضيق
قال المؤلف: وقد ورد في الحديث الصحيح :"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربّه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان"
كل منهم يسمع كلام الله تبارك وتعالى ويفهم منه ما شاء الله له أن يفهم الله يخلق له فهمًا على حسب مشيئته عزّ وجلّ
قال المؤلف: رواه أحمد والترمذي الميزان
الشرح: أيضًا يجب الإيمان بالميزان
قال المؤلف: والميزان حق وهو كميزان الدنيا
الشرح: الميزان الذي توزن فيه الأعمال في الآخرة يشبه ميزان الدنيا كيف توزن الأعمال الأعمال ليست أجسامًا حتى توزن يعني صحائف الأعمال توزن أو يخلق الله من هذه الأعمال أجسامًا فتوزن ليس معناه أن الأعمال على ما هي توزن لأ.
قال المؤلف: وهو كميزان الدنيا له قصبة وعامود وكفتان
الشرح: قصبة وعامود عامود قصبة كفتان
قال المؤلف: كفة للحسنات وكفة للسيئات توزن به الأعمال يوم القيامة والذي يتَولَّى وزْنَها جِبْريلُ وميكَائيلُ، وما يُوزَنُ إنّما هوَ الصّحائِفُ التي كُتِب عليها الحسَناتُ والسَّيئاتُ،
الشرح: هكذا بعض العلماء الذي يوزن الصحائف صحائف الحسنات وصحائف السيئات وقال بعضهم غير ذلك ما ذكرناه أن الله يخلق من الأعمال أجسامًا توزن
قال المؤلف: فَمن رجَحَتْ حَسَناتُه على سَيّئاتِه فَهُو مِنَ أهْلِ النَّجاةِ، ومَنْ تسَاوَتْ حسَناتُه وسيّئاتُه فهوَ مِن أهل النَّجاةِ أيضًا ولكِنَّهُ أقَلُّ رُتْبةً من الطَّبَقةِ الأُولَى وأَرفَعُ من الثَّالِثَةِ،
الشرح: من رجحت حسناته نجى وفاز من تساوت كفة الحسنات وكفة السيئات عنده هذا ليس عليه عذاب لأن سيئاته لم ترجح على حسناته لكن يبقون هؤلاء مدة على سور الجنة ثم يدخلون الجنة وتكون درجتهم أقل من درجة الذين رجحت حسناتهم
قال المؤلف: ومن رجحت سيئاته على حسناته فهو تحت مشيئة الله
الشرح: أما من رجحت سيئاته على حسناته فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله عاقبه بعدله وإن شاء عفا عنه بفضله
قال المؤلف: إن شاء عذبه وإن شاء غفر له وأما الكافر فترجح كفة سيئاته لا غير
الشرح: أما الكافر كفة سيئاته راجحة لأنه ليس عنده شىء في كفة الحسنات
قال المؤلف: لأنه لا حسنات له في الآخرة لأنه أُطعم بحسناته في الدنيا
الشرح: هكذا الكافر يُطعم بحسناته في الدنيا الكافر ما يعمله من الأعمال الحسنة يطعمه الله ويسقيه بها في الدنيا أما في الآخرة فلا يجد من حسناته
قال المؤلف: الثواب والعقاب الثواب عند أهل الحق ليس بحق للطائعين واجب على الله
الشرح: الثواب يجب أن نؤمن بأن في الاخرة ثوابًا وبأن في الآخرة عقابًا يُجازى الإنسان على ما عمل قسم من الناس يُجازون بما يسؤوهم في الآخرة على أعمالهم الصالحة وهناك أيضًا عقاب في الآخرة على الأعمال التي هي محرمة هذا الثواب ليس حقًا واجبًا على الله إنما فضل يتفضل به ربّنا تبارك وتعالى إنما يحصل لا بد لأن الله وعد بذلك والله لا يكذب عزّ وجلّ لكنه ليس واجبًا على الله عزّ وجلّ ليس فرضًا عليه أن يثيب من أطاع.
قال المؤلف: وإنَّما هُو فَضْلٌ مِنهُ وهُو الجَزاءُ الذي يُجْزَى به المُؤْمِنُ مِمَّا يَسُرُّه في الآخِرَةِ
الشرح: يعني على حسناته.
قال المؤلف: والعِقَابُ لا يَجبُ علَى الله أيْضًا إيقَاعُه للعُصَاةِ،
الشرح: كذلك العقاب ليس واجبًا على الله أن يعاقب من عصاه لكن الله يفعل هذا بعدله وإنما يقع هذا لأن الله أخبر أنه يقع وخبر الله لا يدخله الكذب ولكن ليس لأنه واجب على الله أن يعقاب العصاة لو أن الله أدخل الكافرين الجنة لما كان هذا ظلمًا منه عزّ وجلّ كلنا ملك له وهو يفعل في ملكه ما يريد ليس له حاكم ولا آمر ولا ناهي لا يُسئل عم يفعل وهم يُسئلون
قال المؤلف: وإنما هو عدل منه وهو ما يسوء العبد يوم القيامة وهو على قسمين
الشرح: هذا العقاب على قسمين
قال المؤلف: أكبر وأصغر فالعقاب الأكبر هو دخول النار والعقاب الأصغر ما سوى ذلك
الشرح: العقاب الأكبر دخول النار أعذانا الله من ذلك هذا أكبر عقاب يكون في الآخرة نار جهنم والعقاب الأصغر هناك عقاب أصغر من دخول النار مثل أيش
قال المؤلف: كآذى حر الشمس يوم القيامة فإنّها تُسلط على الكفار فيعرقون حتى يصل عرق أحدهم إلى فيه
الشرح: الكفار مثلا يوم القيامة تقترب الشمس من رؤوس العباد الكافر ينزل منه العرق حتى يصل العرق إلى فمه إلى فيه ويكون عرقه لنفسه لا يتعدى عرقه إلى غيره كل إنسان ممن يعرق يكون له عرق لنفسه الكافر عرقه إلى فمه
قال المؤلف: ولا يتجاوز عرق هذا الشخص إلى شخص آخر بل يقتصر عليه حتى يقول الكافر من شدة ما يقاسي منها ربي أرحني ولو إلى النار
الشرح: من شدة ما يقاسي الكافر يقول ربي أرحني ولو إلى النار أنقلني من هذا العذاب ولو إلى النار والنار أشد
قال المؤلف: ويكون المؤمنون الأتقياء تلك الساعة تحت ظل العرش
الشرح: أما المؤمن التقي لا يصيبه حر الشمس لأنه يكون تحت ظل العرش في ذلك الوقت أما غير الأتقياء يصيبهم لكن ليس بالشدة التي يكون بها على الكفار بعض المؤمنين يكون عرقه إلى كعبه بعض المؤمنين إلى ركبته بعضهم إلى حقويه وغير ذلك لكن الكافر يلجمه العرق يصير كاللجام إلى فمه
قال المؤلف: وهذا معنى الحديث:" سبعة يظلهم الله في ظله" أي في ظل العرش
الشرح: أي ما ورد في الحديث:" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" أي في ظل عرشه في ظل الذي هو مشرف عنده ... سبحانه
قال المؤلف: الصراط
الشرح: وكذلك يجب الإيمان بالصراط
قال المؤلف: والصراط حق وهو جسر عريض مدود على جهنم
الشرح: فوق جهنم مدود على جهنم فوق جهنم
قال المؤلف: ترد عليه الخلائق
الشرح: يعبره الخلق أوله في الأرض المبدلة وآخره قبل الجنة وتحته النار يرد عليه الخلائق الكافر من الأول يقع في النار لا يمشي مدة ثم يقع من الأول
المسلمون العصاة بعضهم يمشي مدة ثم يقع وبعضهم ينجبه الله لا يقع في نار جهنم يقطعه بعد مقساة وشدة يقطعه أما الأتقياء بسرعة يعبرون الصراط
قال المؤلف: فمنهم من يرده ورود دخول وهم الكفار وبعض عصاة المسلمين
الشرح: بعضهم يرد هذا الصراط ورود دخول إلى النار أي يقع منه إلى النار الكفار كلهم وبعض عصاة المسلمين
قال المؤلف: أي يزلون منه إلى جهنم
الشرح: يزلقون يزلون
قال المؤلف: ومنهم من يرده ورود مرور في هوائه
الشرح: بعض الأتقياء لا يدسونه في هوائه يمرون
قال المؤلف: فمن هؤلاء من يمر كالبرق الخاطف ومنهم من يمر كطرفة عين
الشرح: بعضهم كطرفة عين بعضهم كالبرق على حسب أعمالهم
قال المؤلف: وهو محمول على ظاهره بغير تأويل
الشرح: وهذا الصراط جسر حقيقي هذا ليس معنى ليس جسمًا لا إنما هو جسم حقيقي ولا يؤول ذلك.
قال المؤلف: وأحد طرفيه في الأرض المبدلة والآخر فيما يلي الجنة
الشرح: قبل الجنة الطرف الآخر قبل الجنة
قال المؤلف: وقد ورد في صفته أنه دحض مذلة
الشرح: دحض مذلة يعني الدحض والمذلة بمعنى واحد يعني تذل عنه الأقدام إلى النار
قال المؤلف: ومما ورد أنه أحد من السيف وأدق من الشعرة كما روى مسلم عن أبي سعيد الخضري بلغني أنه أدق من الشعرة وأحد من السيف ولم يرد ذلك مرفوعا إلى رسول الله
الشرح: أبو سعيد الخضري روى عنه مسلم رضي الله عنه أنه قال:" بلغني أنه أدق من الشعرة وأحد من السيف" عن الصراط ولم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قال سمعت فلانًا ينقل عن رسول الله لكن لما يقول مثله بلغني هذا في الغالب يكون بلغه من غيره من الصحابة والصحابي لا يقول ذلك بالرأي هذا الشيء لا يدرك بالرأي لا بد أنه سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث كأنه كأنه قيل قال النبي عليه الصلاة والسلام إنه أحد من السيف وأدق من الشعرة وليس المقصود بذلك حقيقته لأنه ورد في بعض الآثار أنه عريض إنما المقصود أنه شديد الخطر المشي عليه كالمشي على شىء أدق من الشعره كالمشي على حد السيف هذا المقصود ليس المقصود أن عرض الصراط كحد السيف إنما المقصود بيان خطره
قال المؤلف: وليس المراد ظاهره بل هو عريض إنما المراد بذلك أن خطره عظيم فإن يسر الجواز عليه وعسره على قدر الطاعات والمعاصي ولا يعلم حدود ذلك إلا الله
الشرح: يعني يقطعه الإنسان بيسر أو بعسر على حسب أعماله والذي يعرف على الحقيقة ما للإنسان من طاعات ومعاصي هو الله.
قال المؤلف: فقد ورد في الصحيح أنه تجري بهم أعمالهم معناه أن أعمالهم تصير لهم قوة السير
الشرح: تجري بهم أعمالهم كلما كان عمله أحسن كلما كان أقوى على السير لذلك بعضهم يقطعه كلمح البصر بعضهم كالبرق على حسب أعمالهم أعمالهم تقويهم على قطعه
قال المؤلف: والحوض
الشرح: كذلك يجب على الإنسان
قال المؤلف: الحوض والحوض حق أعد الله فيه شرابًا لأهل الجنة
الشرح: بعد أن يمر المسلمون على الصراط يصلون إلى حوض النبي عليه الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام هذا هو الحوض مكان مجمع ماء كبير طوله شهر وعرضه شهر
قال المؤلف: أعد الله فيه شرابًا لأهل الجنة يشربون منه قبل دخول الجنة
الشرح: ينصب فيه من ماء الجنة قبل أن يدخل المؤمنون الجنة يشربون من الحوض
قال المؤلف: فيشربون منه قبل دخول الجنة وبعد مجاوزة الصراط فلنبينا حوض ترده أمته فقط لا ترده أمم غيره
الشرح: كل نبي له حوض تشرب منه أمته فنبينا عليه الصلاة والسلام له حوض تشرب منه أمته
قال المؤلف: طوله مسيرة شهر وعرضه كذلك آنيته كعدد نجوم السماء
الشرح: في آنية كثيرة كعدد نجوم السماء
قال المؤلف: شرابه أبيض من اللبن
الشرح: أشد بيضًا من الحليب
قال المؤلف: وأحلى من العسل
الشرح: أشد حلاوة من العسل
قال المؤلف: وأطيب من ريح المسك
الشرح: له رائحة أطيب من ريح المسك
قال المؤلف: وقد أعد الله لكل نبي حوضًا وأكبر الأحواض حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الشرح: لأن أمته أكبر الأمم أكثر الأمم عددًا حوضه أكبر الأحواض وهو أفضل الأنبياء صلى الله عليه وسلم
قال المؤلف: صفة الجنة
الشرح: أيضًا الجنة مما أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام فيجب علينا الإيمان بوجودها
قال المؤلف: والجنة حق فيجب الإيمان بها وأنها مخلوقة الان كما يفهم ذلك من القرءان والحديث الصحيح
الشرح: الله تعالى قال:{أعدت للمتقين} أعدت هيئت الآن هي معدة مهيئة الجنة موجودة أُعدت للمتقين وكذلك جاء في الحديث دخلت الجنة النبي عليه الصلاة والسلام قال: دخلت الجنة إذًا هي موجودة
قال المؤلف: وهي فوق السماء السابعة
الشرح: فوق السماء السابعة ليست متصلة بها بينها وبينها فراغ
قال المؤلف: ليست متصلة بها وسقفها عرش الرحمن
الشرح: أعلى الجنة الفردوس وفوق الفردوس سقف الفردوس العرش
قال المؤلف: وأهلها على صورة أبيهم آدم
الشرح: يعني من حيث حجمهم
قال المؤلف: ستون ذراعًا طولا في سبعة أذرع عرضًا
الشرح: كل واحد طوله ستون ذراعًا وعرضه سبعة أذرع
قال المؤلف: جميلو الصورة
الشرح: ليس فيهم بشع كلهم جميلو الصورة
قال المؤلف: جُرْدٌ مُرْدٌ
الشرح: ليس فيهم من له لحية ولا فيهم من على بدنه شعر جرد ليس على أبدانهم شعر مرد ليس لهم ليس لرجال لحية
قال المؤلف: في عُمرِ ثَلاثةٍ وثَلاثِيْنَ عَامًا
الشرح: كأنهم في سن ثلاث وثلاثين وهو مجتمع قوة الإنسان
قال المؤلف: خالِدُونَ فِيها لا يَخرجُونَ مِنها أبدًا.
الشرح: في نعيم دائم لا ينقطع لهم فيها ما يشتهون
قال المؤلف: وقد صحَّ الحديث بأنّ أهْلَ الجنّةِ على صُورةِ أبِيهِم ءادَمَ سِتّونَ ذِراعًا في السَّماءِ في سَبْعَةِ أذْرُعٍ عَرْضًا
الشرح: هكذا.
قال المؤلف: وقَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في وَصْفِها "هِيَ ورَبّ الكَعْبةِ
الشرح: يحلف بالله
قال المؤلف: نُورٌ يتَلأْلأُ
الشرح: فيها أنوار كثيرة لا يقاس بها نور الشمس والقمر
قال المؤلف: ورَيْحَانَةٌ تَهتَزُّ،
الشرح: فيها ريحانه الريحان النباتات ذات الرائحة الطيبة الجميلة ... خضراء نضرة
قال المؤلف: وقَصرٌ مَشِيدٌ
الشرح: فيها قصور مشيدة لا يُقاس بها نهور الدنيا
قال المؤلف: ونَهرٌ مُطَّرِدٌ،
الشرح: أنهار جارية وليس لها حافات أنهار الجنة إنما تجري على وجه الأرض
قال المؤلف: وفَاكهةٌ كثيرةٌ نَضِيجَةٌ،
الشرح: فاكهة كثير نضيجة ينالها الإنسان بلا تعب
قال المؤلف: وزَوجةٌ حَسناءُ جَميلةٌ،
الشرح: والرجل له زوجة حسناء جميلة ويفهم منه أن المراة لها زوج حسن جميل
قال المؤلف: وحُلَلٌ كثيرةٌ
الشرح: وحلل كثيرة ثياب كثيرة تتفق عنها شجرة يقال لها طوبة عنها تتفق ثياب أهل الجنة
قال المؤلف: في مُقَامٍ أبَديّ
الشرح: لا إنتهاء له باقيين في هذا النعيم إلى ما لا نهاية
قال المؤلف: في حَبْرَةٍ ونَضْرَةٍ"
الشرح: في سرور ونضارة كلهم يكونون كذلك
قال المؤلف: رواهُ ابنُ حبانَ . في مقام أبدي
الشرح: أي يبقون في الجنة إلى ما لا نهاية له
قال المؤلف: في حبرة ونضرة
الشرح: يبقون في سرور في الجنة حبرة في سرور وفي نضرة يكون على حال النضارة طول الوقت لا يصيبهم عجز ولا مرض ولا تعب ولا ما يشبه ذلك
قال المؤلف: رواه ابن حبان
الشرح:
قال المؤلف: صفةُ جهنَّمَ
الشرح: كذلك يجب علينا الإيمان أن جهنم موجودة
قال المؤلف: والنَّارُ حَقٌّ، فَيَجِبُ الإيْمانُ بها وبأنَّها مَخلُوقَةٌ الآنَ كَما يُفْهَم ذلِكَ منَ الآيَاتِ والأحادِيثِ الصّحيحةِ،
الشرح: الله تبارك وتعالى قال:{أُعدت للكافرين} والمعد يكون مخلوقًا أعدت هيئت إذًا هي مخلوقة ويفهم أيضًا من الأحاديث الصحيحة بأن النبي عليه الصلاة والسلام قال:"وأطلعت في النار" أي نظرت فيها إذا هي موجودة
قال المؤلف: وهيَ مَكانٌ أعَدَّهُ الله لِعَذابِ الكُفَّارِ الذي لا يَنْتَهي أبدًا وبَعْضِ عُصَاةِ المُسْلِمينَ،
الشرح: هي مكان للعذاب يعذب فيها الكفار ويعذب فيها قسم من عصاة المسلمين لكن يفترق عذاب الكفار عن عذاب عصاة المسلمين الكفار يُعذبون في قعر جهنم حيث أشد العذاب عذاب الكافر أشد بكثير من عذاب المسلم المسلم العاصي عذابه شديد لكنه لا يخلد في النار أما الكافر فهو خالد في نار جهنم إلى ما لا نهاية له الله يعيذنا من ذلك.
قال المؤلف: ومَكانُها تَحْتَ الأرْضِ السَّابعةِ
الشرح: منفصلة عن الأرض السابعة تحتها من غير أن تكون متصلة بها
قال المؤلف: مِن غَيرِ أن تَكُونَ مُتَّصِلةً بها.
الشرح: هذا هو
قال المؤلف: ويَزِيْدُ الله في حَجْمِ الكَافِر في النّارِ لِيَزْدَادَ عَذَابًا
الشرح: حتى يزداد عذابه الله يجعله أكبر حتى ورد ان ضرسة يكون كجبل أحد
قال المؤلف: حَتّى يكونَ ضِرْسُه كجبَلِ أُحُدٍ، وهوَ خَالِدٌ في النَّار أبدًا لا يَمُوتُ فِيْها ولا يَحْيا أي حَياةً فيها راحة،
الشرح: لا يموت فيها فيرتاح ولا يحيا أي لا يحيا حياة طيبة مريحة
قال المؤلف: لَيْسَ لَهُم فِيها طَعامٌ إلا مِن ضَرِيْعٍ، وشَرابُهُم منَ الماءِ الحارّ المُتنَاهي الحرارةِ.
الشرح: يأكلون فيها شيئًا بشع المنظر مر الطعم شديد الإزعاج ولا ينفع ليس لهم منه منفعة تنفع أبدانهم ويشربون الماء الحارة المتناهي الحرارة الذي يُقطع أمعائهم الله يعيذنا من ذلك
قال المؤلف: وأمَّا كَونُ الجَنَّةِ فَوقَ السَّماءِ السَّابعةِ فذَلِكَ ثابِتٌ فِيْمَا صَحَّ مِنَ الحديثِ وهو قوله صلى الله عليه وسلم "وفوقَه" يعني الفردوسَ"عرشُ الرحمن"،
الشرح: هذا في البخاري
قال المؤلف: وأمّا كَونُ جهَنّمَ تَحْتَ الأَرْضِ السَّابعةِ فقَد قالَ أبو عبدِ الله الحاكمُ في المُسْتَدرَكِ إنَّ ذلكَ جاءَت فيهِ رِواياتٌ صَحيحةٌ.
الشرح: والحاكم حافظ محدث متوسع
قال المؤلف: الشفاعة
الشرح: أيضًا يجب علينا الإيمان بالشفاعة
قال المؤلف: والشَّفَاعَةُ حَقٌّ وهي سُؤالُ الخَيرِ منَ الغَيْرِ لِلْغَيرِ
الشرح: هذا تعريفها الشفاعة سُؤالُ الخَيرِ منَ الغَيْرِ لِلْغَيرِ أن يسأل أن يطلب الإنسان من غيره خيرًا لغيره هذا معنى الشفاعة من حيث العموم أما الشفاعة األأُخروية التي تكون في الآخرة فمعناها طلب إسقاط العذاب عن بعض المؤمنين عن قسم من المؤمنين هذا معنى الشفاعة الأُخروية داخل تحت هذا هو نوع من أنواع الشفاعة بعمومها لأنه طلب خير من الغير من الله للغير لقسم من عصاة المؤمنين
قال المؤلف: فيَشْفَعُ النَّبيُّونَ والعُلَماءُ العَامِلُونَ والشُّهدَاءُ والملائكةُ،
الشرح: كل هؤلاء يشفعون وغيرهم يشفعون أيضًا
قال المؤلف: ويشفَعُ نبيُّنا لأهْلِ الكبَائرِ مِن أمَّتِه،
الشرح: هكذا يعني لقسم منهم ليس لكل بل قسم من أهل الكبائر لا بد أن يُعذبوا
قال المؤلف: فَقد جَاءَ في الحَديثِ الصَّحيحِ "شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكبَائرِ مِن أمَّتي" رَواهُ ابنُ حِبّانَ ،
الشرح: أي هؤلاء الذين يستحقون شفاعتي هؤلاء الذين تنصرف شفاعتي لهم لا أشفع للأتقياء لأن التقي لا يحتاج لشفاعة.
قال المؤلف: أي غَيرُ أهْلِ الكَبَائرِ لَيْسُوا بحَاجَةٍ للشَّفَاعةِ، وتَكُونُ لبَعْضِهم قبلَ دخولِهِمُ النّارَ
الشرح: بعض الناس يشفع لهم قبل دخولهم النار فلا يدخولونها
قال المؤلف: ولِبَعْضٍ بَعدَ دخُولِهمْ قَبْلَ أن تَمضِيَ المُدَّةُ التي يَسْتَحِقُّونَ بِمَعَاصِيْهِم،
الشرح: وبعض المؤمنين يشفع لهم بعد دخول النار فيخرجون منها قبل أن تمضي المدة التي يستحقونها من العذاب بمعاصيهم إذًا الشفاعة قد تكون قبل دخول النار حتى لا يدخل الإنسان النار أو بعد دخول النار حتى يخرج قبل أن تمضي المدة التي يستحق أن يبقى فيها في النار
قال المؤلف: ولا تكونُ للكُفَّارِ قَالَ الله تَعالى:"وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى" سورة الأنبياء،
الشرح: أي لمن ارتضى شهادة لا إله إلا الله فلا يشفعون لكافر
قال المؤلف: وأوَّلُ شَافِعٍ يَشْفَعُ هُوَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
الشرح: كما أخبر هو أنا أول شافع ومشفع أول إنسان يشفع هو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فإن أمته وإن كانت آخر الأمم فهي أول الأمم دخولا إلى الجنة
قال المؤلف: الرُّوْحُ
الشرح: يجب أن نؤمن بالروح
قال المؤلف: يَجبُ الإيمانُ بالرُّوحِ وهي جِسْمٌ لَطِيفٌ لا يَعلَمُ حَقِيقَتَهُ إلا الله،
الشرح: نعرف أنه جسم وأنه لطيف لأنه يدخل في داخل الجسم إذًا هو جسم له حجم لطيف لكن لا نعرف أكثر من ذلك هذا الذي نعرفه عن الروح ونعرف أنه بوجوده في البدن يكون الإنسان حيًا يكون الحيوان حيًا ونعرف أنه بوجوده في البدن يكون الحيوان حيا الإنسان وغيره
قال المؤلف: وقد أَجْرَى الله العَادَةَ أن تَسْتَمرَّ الحيَاةُ في أجْسَامِ الملائِكَةِ والإنسِ والجِنّ والبَهائمِ مَا دامَت تِلكَ الأجْسَامُ اللطيفَةُ مُجتَمِعةً معَها، وتُفَارِقَها إذَا فارَقَتْها تلكَ الأجْسَامُ،
الشرح: الله تبارك وتعالى جعل العادة أنه ما دامت الروح في الجسد الإنسان يكون حيًّا إذا فارقت الروح الجسد مات الإنسان وكذلك الملك وكذلك الجن وكذلك سائر الحيوانات
قال المؤلف:وهيَ حادِثةٌ لَيسَت قَديمَةً،
الشرح: بلا شك فإنها مخلوقة إذًا لوجودها إبتداء ليست قديمة ليست أزلية مع الله
قال المؤلف: فَمن قالَ إنَّها قَدِيمةٌ ليسَت مخلُوقَةً فقَد كَفَرَ،
الشرح: لأنه جعل شيئًا من العالم ليس مخلوقًا لله تعالى وجعل لله شريكًا في القِدم شريكًا في الأزلية شريكًا في الوجود بلا ابتداء على زعمه ليست بحاجة إلى الله نعوذ بالله من ذلك
قال المؤلف: وكذلكَ مَن قالَ البَهائمُ لا أَرْواحَ لهَا كمَا
الشرح: والبهائم لها أرواح ولا يجوز أن يعتقد إنسان أنه لا أرواح لها من أدعى أن البهائم لا أرواح لها كافر لأنه كذّب القرءان
قال المؤلف: وكذلكَ مَن قالَ البَهائمُ لا أَرْواحَ لهَا كمَا قالَ ذلكَ مُحمّدُ مُتَوَلّي الشَّعْراوِيُّ في كتابَيْه التفسير والفتاوى. وذَلِكَ تَكْذِيبٌ للقُرْءَانِ وإنكارٌ للعِيان
الشرح: أما إنكار العيان فكل واحد يحس ويعلم أن البهائم لها أرواح وأما تكذيب القرءان فإن الله تبارك وتعالى قال:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [سورة التكوير] ما معنى حشرت كل واحد يعلم أن معنى الحشر هو أن يعاد الجسد ثم يُجمع بعد إعادة هذه الأجساد هو أن يعاد الجسد وتعاد الروح إليه ثم بعد ذلك تجمع هذه الحيوانات هذا الحشر كل واحد يعرف أن هذا هو الحشر الذي هو مذكور في يوم القيامة في الآخرة فمن ادعى أن البهائم لا روح لها فقد كذب هذه الآية
قال المؤلف: قال تعالى:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} } وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَتُؤَدَّنَّ الحُقوقُ إلى أهْلِها يَومَ القِيامةِ
الشرح: كل صاحب حق يأخذ حقه يوم القيامة سوف تؤدى الحقوق لكن هذه اللام والنون اللام في أول الفعل والنون في آخره لتأكيد لتوّدنّ المعنى سوف تؤدى لكن مع التأكيد
قال المؤلف: حَتّى يُقادَ لِلشَّاةِ الجَلْحاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ" رَواهُ مُسْلِمٌ
الشرح: حتى يقتص حَتّى يُقادَ لِلشَّاةِ الجَلْحاءِ من الشاة القرناء يعني إذا كان في الدنيا شاة لها قرون نطحت شاة ليس لها قرون في الاخرة تعاد هذه وهذه والتي نطحت في الدنيا تنطح الأُخرى يوم القيامة ثم بعد ذلك يصيرون كلهم ترابًا هذه البهائم تصير كلها ترابًا لا تدخل بعد ذلك جنة ولا نار لكنها تعاد وتحشر ويُقتص لشاة الجلحاء من الشاة القرناء إظهارًا لعدل الله تبارك وتعالى لا أنها بعد ذلك تدخل جنة أو تدخل نارًا نسأل الله العظيم أن يجعلنا من الفائزين الناجين يوم القيامة
قال المؤلف: بيان. أنَّ رَحْمَةَ الله شَامِلَةٌ في الدُّنيا للمؤمنين والكَافرينَ خاصَّةٌ بالمُؤمنِينَ في الآخِرَةِ
الشرح: هذا موضوع مهم ليس بالطويل لكن مهم التعرض له لأن بعض الناس قد يظن أن غير المؤمن إذا أحسن إلى الناس في الدنيا أنه في الآخرة يثاب وهذا ضد القرءان رحمة الله في الآخرة خاصة بالمؤمنين لأن الكافر أهمل أن يؤدي أعظم حق لله على العبيد الذي هو توحيده تعالى فلا تناله رحمة الله تعالى في الآخرة
قال المؤلف: والله تَعالى يَرْحَمُ المُؤْمِنينَ والكَافِرينَ في الدُّنْيا وَسِعَتْ رَحمَتُه كُلا،
الشرح: يرحم الله المؤمن والكافر في الدنيا وسعت رحمته هذا وهذا
قال المؤلف: أَمّا في الآخرةِ فرَحمَتُه خَاصَّةٌ للمؤمنينَ
الشرح: أما في الآخرة فلا يرحم إلا المؤمنين
قال المؤلف: قالَ الله تعالى:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ
الشرح: هذا في الدنيا الله
فَسَأَكْتُبُهَا (أي في الآخرة) لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ (156)} سورة الأعراف.
الشرح: فسأكتبها للذين يتقون أي للذين يتقون الكفر أي للمؤمنين إذًا في الدنيا الله يرحم المؤمن والكافر أما في الآخرة فلا يرحم الله الكافر فرحمته خاصة بالمؤمن
قال المؤلف: أي وسِعَت في الدُّنيا كلَّ مُسْلمٍ وكَافِرٍ،{فَسَأَكْتُبُهَا (156)} أي في الآخِرةِ،{لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ (156)}، أي أخُصُّها لمن اتَّقَى الشّرْكَ وسَائِرَ أنْواعِ الكُفْرِ.
وقَالَ تَعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء}
الشرح: أعطونا من الماء الذي عندكم ينادي أصحاب النار أصحاب الجنة أعطونا من الماء الذي عندكم
{أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ}
الشرح: من الفاكهة التي تأكلونها وغير ذلك من الأطعمة
{قَالُواْ إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} سورة الأعراف]
الشرح: يجيبهم أهل الجنة إن الله حرمهما على الكافرين معناه هذا خاص هذه الرحمات خاصة بالمؤمنين في الآخرة لا ينال الكافر منها شيئًا
قال المؤلف: أي أنَّ الله حرَّمَ على الكَافِرينَ الرّزقَ النَّافِعَ والماءَ المُرْوِيَ في الآخِرَةِ، وذَلكَ لأنَّهُم أضَاعُوا أعْظَمَ حُقُوقِ الله الذي لا بدِيلَ لهُ وهوَ الإيمانُ بالله ورسولِه.
الشرح: كما شرحنا
قال المؤلف: ثمَّ إنَّ الله جَعلَ الدُّخُولَ في الإسْلامِ الذي هوَ أفضَلُ نِعَمِ الله سَهْلا
الشرح: ثم الدخول في الإسلام سهل الكافر لا يحتاج إلا أن يؤمن بقلبه بمعنى الشهادتين وينطق بهما بلسانه حتى يصير مسلمًا وما أسهل ذلك
قال المؤلف: وذَلِكَ بالنُّطقِ بالشَّهادَتينِ بَعْدَ مَعْرفةِ الله ورسُولِه، وجعَلَ الكفرَ سَهْلا
الشرح: لكن أيضا الكفر سهل
قال المؤلف: فكلِمةٌ واحدةٌ تَدُلُّ على الاسْتِخْفافِ بالله أو شَريعَتهِ تُخْرجُ قَائِلَها منَ الإيمانِ،
الشرح: إذا تكلم الإنسان بكلمة واحدة فيها استهزاء بالله أو ملائكة أو كتبه أو رسوله أو وعده أو وعيده أو أحكامه كلمة واحدة من مثل هذا يخرج من الإسلام أيضًا هذا سهل فينبغي على الإنسان أن يتنبه
قال المؤلف: تُخرج قائلها من الإيمان وتوقِعُهُ في الكفرِ الذي هو أسْوأُ الأحوالِ
الشرح: يصير بالكلمة الواحدة كافر واقعًا في الكفر الذي هو أسوأ حال يكون عليه الإنسان
قال المؤلف: حتّى يكونَ عنْدَ الله أحْقَرَ مِنَ الحَشَراتِ والوُحوشِ،
الشرح: نعم النبي عليه الصلاة والسلام قال:" لا تحلفوا بابائكم الذين ماتوا في الجاهلية يعني ماتوا على الكفر فوالذي نفس محمد بيده إن ما يدهده الجعل بأنفه ما يكبتله الجعل ما يجعله الجعل مثل الطابة مستديرًا الجعل هذه الحشرة الصغيرة التي تكون على أقذار الناس تُجمع القذر تتبكله إن ما يدهده الجعل بأنفه يعني هذا القذر خير من هؤلاء المشركين هذا القذر خير من المشركين إلى هذا القدر الكفر بالله تبارك وتعالى ينزل بقدر الإنسان
قال المؤلف: حتى يكون عند الله أحقر من الحشرات والوحوش سَواءٌ تكَلَّمَ بِها جَادًّا أو مَازِحًا أو غَضْبانَ،
الشرح: كيف ما تكلم بهذه الكلمة المكفرة طالما خرجت منه بإرادته ليس سبق لسان وليس مكرهًا فإنه يصير على هذه الحالة السيئة
قال المؤلف: وقَد شُرِحَ ذَلكَ في كتُبِ الفِقْهِ في المذَاهبِ المُعْتَبرَةِ
الشرح: كتب الفقه في المذاهب الأربعة شرحوا هذا
قال المؤلف: وحَكَمُوا أنّ المتلَفّظَ بها يكفرُ
الشرح: وبينوا أن من تلفظ بها يكفر هذا إعادة تاكيد من شيخنا رحمه الله على ما كان ذكره قبل بعد أن ذكر أحوال الاخرة وما يجب الإيمان به وأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن الجنة والنار وعن الصراط وعن الميزان وعن الحساب ونحو ذلك عاد إلى التذكير بأن الدخول في الإسلام سهل لا ينبغي أن يفوت الكافر ذلك ولكن الخروج من الإسلام أيضًا سهل فينبغي على الشخص أن يتنبه لذلك حتى يموت على الإيمان أن يجتنب ذلك حتى يموت على الإيمان حتى لا يكون من أهل الخسارة المستمرة الدائمة في الآخرة لذلك رجع إلى بيان هذا الأمر زيادة لتذكير وتأكيدًا.
قال المؤلف: قالَ الله تَعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (55)} سورة الأنفال
الشرح: الدواب جمع دابة والدابة في لغة العرب كل ما يدب على وجه الأرض ليس فقط البهيمة التي لها أربعة أرجل تمشي عليها لا إنما الدابة في أصل اللغة كل ما يدب على وجه الأرض فالإنسان أيضًا دابة أخبر ربنا عزّ وجلّ أن شر الدواب على الإطلاق هم الكفار الذين لا يؤمنون.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يحيينا ما حيينا مسلمين وأن يتوفانا مؤمنين وأن يحشرنا مع الصالحين وأسأله سبحانه وتعالى أن يجنبنا عذاب النار ويدخلنا الفردوس الأعلى برحمته بجاه النبي عليه الصلاة والسلام.
والله تعالى أعلم.