fbpx

الصراط المستقيم – الدرس 25

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات ربي وسلامه على نبي الله محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين بعد أن كان ذكر المصنف شيخنا رحمة الله عليه وجزاه الله خيرًا في كتابه هذا أمر التوسل إنتقل استطرد إلى ذكر أمر التبرك لأن التبرك في حقيقته نوع من أنواع التوسل فاستطرد إلى ذكره رحمه الله. قال المؤلف رحمه الله: التَّبَركُ بآثارِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الشرح: صلى الله عليه وسلم هذا التبرك بذات النبي عليه الصلاة والسلام التبرك بما انفصل عنه والتبرك بما لابسه عليه الصلاة والسلام والتبرك بما لامسه كل هذا فعله السلف الصالح بل كل هذا فعله صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام لذلك درج المسلمون على فعل ذلك من أيام السلف إلى أيامنا إلى أن جاء هؤلاء الوهابية ظهر هؤلاء الوهابية فكان من شذوذهم أنهم منعوا أنواعا من التبرك وبعضهم منع التبرك رأسًا نعوذ بالله تبارك وتعالى من الفساد. قال المؤلف:اعْلَم أنَّ الصّحابةَ رضوانُ الله عليهم كانوا يتبَرَّكونَ بآثار النَّبي صلى الله عليه وسلم في حياتِه وبعدَ مَماتِه الشرح: هذا كان شأن الصحابة التبرك بآثار النبي عليه الصلاة والسلام في حياته وبعد مماته به وبآثاره قال المؤلف: ولا زالَ المسلمونَ بعدَهُم إلى يومِنا هذا على ذلكَ، الشرح: والمسلمون مستمرون على هذا إلى هذا اليوم قال المؤلف: وجوازُ هذا الأمرِ يُعرَفُ مِن فِعلِ النبيّ صلى الله عليه وسلم الشرح: مما يدل على هذا شىء فعله نبينا عليه الصلاة والسلام هو عليه الصلاة والسلام دل الناس على أن يتبركوا به قال المؤلف: وذلكَ أنّه صلى الله عليه وسلم قَسَمَ شَعَرهُ حينَ حَلَقَ في حَجَّةِ الودَاعِ وأظفَارَهُ. الشرح: النبي عليه الصلاة والسلام قسم شعره وقسم أظفاره معناه عندما حلق شعره قسمه بين الناس لماذا قسمه بين الناس حتى يأكلوه لأ إنما ليتبركوا به بل قسم أظفاره التي قصها بين الناس لأي شىء يقسم نبي الله عليه الصلاة والسلام أظفاره التي قصها بين الناس إلا ليتبركوا بها فهو عليه الصلاة والسلام علم الناس علم صحابته التبرك به وبآثاره هم علموه لمن جاء بعدهم ومن بعدهم لمن جاء بعدهم إلى أيامنا. قال المؤلف: أمّا اقتسَامُ الشَّعر فأخرجَهُ البخاريُّ ومسلِمٌ من حديثِ أنَسٍ، ففي لفظِ مسلمٍ أنهُ قال لمَّا رَمَى صلى الله عليه وسلم الجمْرَةَ ونَحَرَ نُسُكَهُ وحلَقَ ناولَ الحالِقَ شِقَّهُ الأيمنَ الشرح: يعني أشار أعطى الحالق شق رأسه الأيمن حتى يبدأ بحلق شقه الأيمن أولا قال المؤلف: فحلَقَ ثمَّ دَعَا أبا طلحةَ الأنصاريَّ فأعطاهُ الشرح: فأعطاه الشعر ليوزعه على الناس قال المؤلف: ثمَّ ناولَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ ( ناول الحالق الشق الأيسر) فقال: "احْلِق"، فحلَقَ فأعطاهُ أبا طلحةَ فقالَ: "اقسِمْهُ بينَ النَّاسِ". (ظاهر واضح) وفي روايةٍ لمسلم أيضًا "فبدأَ بالشّقّ الأيْمَنِ فوزَّعَهُ الشّعْرَةَ والشَّعرَتينِ بين النَّاسِ" الشرح: قسمه بين الناس هذا ناله شعره هذا ناله شعرتان وهكذا من هذا ومثله يوجد اليوم بين الناس بقايا من شعر النبي عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: ثم قالَ بالأيْسَرِ فصنَعَ مثلَ ذلكَ الشرح: ثم ناوله الشق الأيسر فصنع الحالق مثل ذلك قال المؤلف: ثم قال: "هاهُنا أبو طلحةَ" الشرح: سأل هل هنا أبو طلحة قال المؤلف: فدفعَهُ إلى أبي طلحةَ. وفي روايةٍ أُخرى لمسلمٍ أيضًا أنّه عليه الصلاةُ والسلامُ قال للحَلاقِ "ها"، وأشارَ بيدِهِ إلى الجانبِ الأيْمَنِ فقسَمَ شعَرَهُ بينَ مَن يليْهِ، الشرح: في رواية أنه هو أعطى شعره من يليه من هو قريب منه قال المؤلف: ثم أشارَ إلى الحلاقِ إلى الجانبِ الأيْسَرِ فحلَقَهُ فأعْطاهُ أُمَّ سُلَيْم، ( أم سليم زوجة أبي طلحة) فمعنَى الحديثِ أنّهُ وزَّعَ بنَفْسِه بَعْضًا بينَ النّاسِ الذينَ يَلُونَهُ الشرح: إذًا أعطى بعض الشعر للناس الذين يلونه قال المؤلف: وأعْطَى بعضًا لأبي طلحةَ ليوزّعَهُ في سائرِهم الشرح: وأعطى بعض الشعر لأبي طلحة قال المؤلف: وأعْطَى بعضًا أمّ سُلَيم الشرح: وأعطى بعضًا أم سُليم فإذًا هذه يدل عليه مجموع روايات في بعض الروايات أنه هو أعطى الناس الذين في قربه وفي بعض الروايات أنه أعطى أبا طلحة ليوزعه في بعض الروايات أنه هو أعطى أم سليم فيكون هو أعطى بعضًا لمن بقربه والباقي أعطاه لأبي طلحة وزوجته أم سليم ليوزعوها بين الناس قال المؤلف: ففيهِ التبَرُّكُ بآثارِ الرسولِ، فقد قَسمَ صلى الله عليه وسلم شعرَهُ ليتَبرَّكُوا به وليسْتَشفِعُوا إلى الله بما هو منهُ الشرح: لهذا قسم شعره صلى الله عليه وسلم بين الناس ليتبركوا به حتى يطلبوا البركة من الله بهذا حتى يكون هذا وسيلة لهم هذا معنى ليستشفعوا وسيلة لهم لينالوا مطلوبهم من الله تبارك وتعالى قال المؤلف: ويتقرَّبوا بذلكَ إليهِ، قسمَ بينَهُم ليكونَ برَكةً باقيةً بينَهُم وتَذْكِرَةً لهم. الشرح: أيضًا ليكون بركة باقية بينهم وتذكرة قال المؤلف: ثم تَبِعَ الصَّحابةَ في خُطَّتِهم في التبرّكِ بآثارِهِ صلى الله عليه وسلم من أَسْعَدَهُ الله الشرح: هؤلاء الذين أراد الله بهم خيرًا تبعوا الصحابة في خطتهم في طريقتهم في التبرك بآثار النبي عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: وتوارَدَ ذلكَ الخَلَفُ عن السَّلَفِ الشرح: توارد على ذلك الخلف عن السلف الخلف عن السلف فعلوا ذلك أخذوا ذلك. قال المؤلف: وأمَّا اقتِسامُ الأظْفارِ فأخرجَ الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قلَّمَ أظفَارَهُ وقسَمَها بينَ النّاس، الشرح: أيضًا هذا يدل على التبرك بما انفصل منه عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام قلم أظفاره ثم قسم هذه بين الناس ولم يفعل ذلك إلا ليتبركوا بها قال المؤلف: ومعلومٌ أنَّ ذلكَ لم يكن ليأكُلَها الناسُ بل ليتبرَّكُوا بها. الشرح: فإذًا هذا الذي مر يدل على جواز التبرك بما انفصل من النبي صلى الله عليه وسلم الشعر والأظفار ليس فقط بذاته بل ما انفصل من ذاته أيضًا قال المؤلف: أمّا جُبَّتُه صلى الله عليه وسلم الشرح: الجبة هو ثوب يكون له ظهارًا وبطانًا إن كان محشوًا أو لا لكن كثيرا ما يكون محشوًا حتى يُستعمل لتدفئة قال المؤلف: فقد أخْرَجَ مسلمٌ في الصّحيح عن مَوْلَى أسْماءَ بنتِ أبي بكرٍ (عن رجل كان عبدًا عند أسماء بنت أبي بكر) قال المؤلف: قال "أخرجَتْ إلينا جُبَّةً طيالِسَةً الشرح: أخرجت إلينا أسماء يعني جبة طيالسة مصنوعة من قماش يُعمل منه الطيلسان يعني غليظ كسروانية يعني نسبة إلى كسرى ملك الفرس يعني من صناعة العجم قال المؤلف: جُبَّةً طيالِسَةً كِسْروانيّة لها لَبِنَةُ دِيْبَاج الشرح: رقعة برقعة من حرير يعني من ديباج قال المؤلف: وفَرجَيهَا مكفُوفينِ، الشرح: فرجيها منصوب مفعول به لفعل مقدر أي ورأيت فرجيها مكفوفين يعني ثُني طرفها وخيط والفرج هو المكان الذي يكون مشقوقًا من الجبة قال المؤلف: وقالت هذهِ جُبَّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كانت عندَ عائشةَ، فلمّا قُبِضَتْ قَبضتُها وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلبَسُهَا فنحنُ نغسِلُها للمرضَى نَستَشْفِي بها"، الشرح: انظر يقول كانت هذه الجبة عند السيدة عائشة هي جبة النبي عليه الصلاة والسلام لما ماتت عائشة جعلتها ضمنتها أسماء جعلتها عندها فإذا مرض إنسان كانوا يغسلونها ثم يسقون هذا الماء أو يغسلون به المريض يرجون الشفاء بذلك. إذًا كانوا يتبركون بما لبسه عليه الصلاة والسلام ليس فقط بذاته ليس فقط بما انفصل من ذاته بل أيضًا بما لبسه وخالطه ولابسه عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: وفي روايةٍ "نغسِلُها للمريض مِنّا".وعن حنظلَةَ بنِ حَذْيَم قالَ "وفَدْتُ معَ جَدّي حَذْيَم إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ يا رسولَ الله إنَّ لي بنينَ ذوي لِحًى وغيرَهُم الشرح: يعني عندي من أولادي وأولاد أولادي كبار وصغار قال المؤلف: وهذا أصغرُهم الشرح: هذا حنظله أصغر واحد فيهم قال المؤلف: قال فأدْناني ( قربني منه أدناني قربني ) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومَسَحَ رأسي الشرح: وضع يده الشريفة على رأسه، قال المؤلف: وقال:" باركَ الله فيكَ"، الشرح: دعا له بالبركة عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: قال الذَّيَّالُ ( الذيّال هو الذي روى الحديث عن حنظلة) فلَقد رأيتُ حَنظلَةَ يُؤتَى بالرَّجلِ الوَارمِ وجهُهُ أو الشاةِ الوارمِ ضَرعُها فيقولُ بسمِ الله على مَوضعِ كفّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيمسَحُه فيذهبُ الورَمُ"، الشرح: كان حنظله يؤتى بالرجل الوارم وجهه المريض الذي تورم وجهه يضع حنظلة كفه على الموضع الذي وضع النبي عليه الصلاة والسلام كفه عليه من رأسه ويقول بسمه ثم يضعه على مكان المرض يضع كفه على مكان المرض فيذهب الورم بؤتى بالشاة الوارم ضرعها يفعل الشىء نفسه يضع يده على رأسه حيث مسه النبي عليه الصلاة والسلام مع قول بسم الله ثم يضع يده على هذا مكان الورم فيذهب الورم قال المؤلف: رواهُ الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ بنحوِه ، وأحمدُ في حديثٍ طويلٍ ورجالُ أحمدَ ثقاتٌ . الشرح: هذا الحديث صحيح رواه الإمام الطبراني والإمام أحمد وغيرهما وهذا الحديث فيه بيان جواز التبرك بالموضع الذي لامسه النبي عليه الصلاة والسلام ليس فقط بذاته ليس فقط بما انفصل منه ليس فقط بما لبسه ولابسه بل أيضًا ما وضع عليه جسده الشريف تبرك الصحابة به قال المؤلف: وعن ثابتٍ أنه قالَ الشرح: وهذا يشبه الذي قبله قال المؤلف: قال: "كنتُ إذا أتيتُ أنَسًا يُخبَرُ بمَكاني فأَدخلُ عليه الشرح: كان أنس يحب ثابتًا عندما يعلم أن ثابتًا البناني جاء إلى أنس ليدرس ليسمع منه ليتعلم منه يأمر أن يدخل عليه قال المؤلف: فأدخل عليه فآخذُ بيدَيه فأقبِلُهما وأقول الشرح: عندما أدخل آخذ يديه أقبلوا يديه قال المؤلف: وأقولُ بأبي هاتانِ اليَدانِ اللَّتانِ مسَّتا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الشرح: صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل على أنس أخذ بيديه فقبلهما لماذا لأنهما يدان مستا يدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: وأُقَبّلُ عَينيه وأقولُ بأبي هاتانِ العَيْنانِ اللّتانِ رأتا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم". الشرح: ويقبل عينيه ويقول لأن عينيه رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: رواه أبو يَعْلَى ورجالُه رجالُ الصّحيح غيرُ عبد الله بن أبي بكر المَقدِميّ وهو ثقةٌ الشرح: رجاله رجال صحيح معناه الرجال الإسناد روى عنهم أهل الصحيح البخاري ومسلم إلا هذا لم يرويا عنه لكنه ثقة فلا يضر في الإسناد معناه إسناده إسناد ثقات وهذا الحديث فيه أيضًا التبرك بما مس النبي عليه الصلاة والسلام . قال المؤلف: وعن داودَ بنِ أبي صالحٍ أنه قالَ "أقْبَلَ مَروانُ يومًا فوَجَد رَجُلا واضِعًا وجْهَه على القبرِ الشرح: أولا ما عرف من هذا الرجل رأى رجلا يضع وجهه خده على قبر النبي أو وجهه على قبر النبي عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: فقالَ أتَدْرِي ما تَصْنَعُ، الشرح: قال يا رجل تعرف نفسك ما تفعل تضع وجهك على القبر قال المؤلف: فأقْبَلَ عليهِ فإذَا هو أبو أيّوب الشرح: التفت إليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه هذا الرجل الذي كان واضعًا وجهه على القبر قال المؤلف: فقال نعم الشرح: قال نعم أعرف ماذا أصنع قال المؤلف: قال: جئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ولم ءاتِ الحَجر الشرح: ما جئت حجرًا ما أتيت الحجر جئت رسول الله أرجو البركة منه وهو في قبره الشريف قال المؤلف: سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ الشرح: ثم لم يكتف أبو أيوب بهذا بل أراد أن يوبخ مروان لأجل ما كان عليه مروان من مخالفة الحق في أحكامه. قال المؤلف: يقول: "لا تَبْكُوا على الدّيْنِ إذا ولِيَهُ أهْلُهُ ولكن ابكُوا عليهِ إذا ولِيَهُ غيرُ أَهْلِه" الشرح: معناه يا مروان أنت من غير أهله أنت لست أهلا للإمارة أنت أمير ولست أهلا للإمارة أنت تنكر عليّ ما أفعل هذا معناه أيّ مقام لك حتى تفعل هذا انا أعرف نفسي أنا تعلمت من النبي عليه الصلاة والسلام أما أنت تتولى الإمارة ولست أهلا لها قال المؤلف: رواه أحمدُ والطبرانيُّ في الكبيرِ والأوسطِ . الشرح: هو هذا يدل على التبرك بقبر النبي عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: وروى البيهقيُّ في دلائلِ النُّبوةِ والحاكمُ في مُستَدْرَكِهِ وغيرُهما بالإسنادِ أن خالدَ ابنَ الوليدِ فَقَدَ قَلَنْسُوَةً له يومَ اليَرْمُوكِ الشرح: في معركة اليرموك خالد كان على رأسه قلنسوة فقدها في القتال فقدها قال المؤلف: فقالَ اطلبُوها، فَلَم يجِدُوها، الشرح: قال فتشوا عنها اطلبوها ما وجدوها قال المؤلف: ثمَّ طلبُوها فوجَدُوها، الشرح: وجدوا أكثر وجدوا القلنسوة لما وجدوها وجدوها قديمة كثيرة الاستعمال قالوا يعني تشغلنا بطلب هذه فقدت هذه القلنسوة تشغلنا بطلبها تعجبوا تشغلنا بطلب هذه وهي قديمة وفي هذا القتال تعجبوا من ذلك قال المؤلف: فقال خالدٌ "اعتمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فحلَقَ رأسَهُ الشرح: في عمرة لنبي عليه الصلاة والسلام حلق رأسه قال المؤلف: فابتَدَرَ الناسُ جوانِبَ شَعَرِهِ الشرح: الناس ابتدروا جوانب شعره تسابقوا ليأخذوا من شعره عليه الصلاة والسلام قال المؤلف: قال: فسَبَقْتُهُم إلى نَاصيتِهِ الشرح: هم ابتدروا ليأخذوا شعر الجوانب أنا سبقت غيري إلى شعر الناصية الناصية مقدم الرأس. قال المؤلف: فجعَلْتُها في هذهِ القلَنسُوَةِ الشرح: هذا الشعر جعلته في هذه القلنسوة وضعته في هذه القلنسوة خفت عليه القلنسوة قال المؤلف: قال فلَمْ أشهدْ قِتالا وهي معي إلا رُزِقتُ النَّصْرَ". الشرح: فلم أشهد قتالا كل قتال كان هذا الشعر معي الله رزقني النصر فيه لذلك طلبتها هذا الطلب فيها شعر النبي عليه الصلاة والسلام وهذا أيضًا تبرك بشعره عليه الصلاة والسلام فكيف يمنع هؤلاء الوهابية التبرك بشعر النبي عليه الصلاة والسلام أو بالمواضع التي مسها النبي عليه الصلاة والسلام كيف وقد زار النبي صلى الله عليه وسلم مرة أحد الصحابة فطلب منه أن يصلي في موضع من البيت حتى يتخذه الرجل مصلى حتى يصلي في المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس ذلك إلا تبركًا بالموضع الذي مسه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف: وهذه القصةُ صحيحة كما ذكرَ ذلك الشيخُ حبيبُ الرحمن الأعظميّ في تعليقهِ على المطالبِ العاليةِ الشرح: والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي كان محدث الهند في زمانه وله رد على الألباني معروف قال المؤلف: فقال "قال البوصيري رواه أبو يعلى بسندٍ صحيحٍ الشرح: أي صححه الحافظ البوصيري والبوصيري حافظ معروف كبير قال المؤلف: وقال الهيثميُّ (أيضًا من حفاظ الحديث الهيثمي) رواهُ الطبرانيُّ وأبو يعلى بنحوهِ ورجالُهما رجالُ الصحيحِ" اهـ . فلا التفات بعد هذا إلى دعوى منكري التوسل. الشرح: بعد كل هذا لا ينبغي أن يُلتفت إلى ما يدعيه هؤلاء الذين ينكرون التوسل أو ينكرون التبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بآثاره أعذانا الله تعالى منهم ودفع عن الإسلام والمسلمين شرورهم قال المؤلف: فلا التفاتَ بعد هذا إلى دعوى مُنكري التوسلِ والتبركِ بآثارِهِ الشريفةِ صلى الله عليه وسلم. الشرح: فقد ظهر لذي عينين أن التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام جائز وأن التبرك بآثاره الشريفة جائز. نسأل الله تبارك وتعالى أن يمكننا من التبرك بآثاره وأن يجمع بيننا وبينه في الآخرة فيسقينا من حوضه المبارك ويجعلنا تحت لوائه الشريف يوم القيامة وسبحان الله والحمد لله والله تعالى أعلم.