fbpx

حلية البشر – الدرس 4

شارك هذا الدرس مع أحبائك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم. أذكركم بإخلاص النية لله تبارك وتعالى وأذكر نفسي الإخلاص إكسير العمل، لذلك دائمًا نذكر بعضنا البعض بهذا الشيء الحسن بابُ في فضلِ لا إلهَ إلا الله بسم اللهِ والحمدُ للهِ وصلى اللهُ وسلم على رسول الله. أحبابي، أفضلُ الذكر “لا إلهَ إلا الله”، أفضلُ الحسنات “لا إله إلا الله”، هذه الكلمةُ الطيبة تُدافعُ عن صاحبِها يومَ القيامة. روى الطبراني عن مُعاذِ بنِ جبل رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله ﷺ:”من ماتَ وفي قلبهِ لا إله إلا الله موقِنًا دخلَ الجنة“. الله الله. من ماتَ على هذه الكلمة الطيبة التي قالها كلُّ النّـبِـينَ هذا يدخلُ الجنة يعني موقِنًا مُصَدِقًا لم يقُلْها فقط باللسانِ، فلا يكفي النُطقُ بها مِنْ غيرِ اعتقاد، ولا يكفي اعتقاد من غيرِ نُطق، لا بُدَّ أنْ يجتمعا. وهنا فائدة ٌكذلك تُقْرِنُ بها الشهادةُ الثانية فلا يَصِحُ للدخولِ في الإسلامِ أنْ تَنْطِقَ بالشهادةِ الأولى فقط، لا بُدَّ أن يُتْبِعَها الشخصُ بالشهادة الثانية. وروى البخاري ومسلم وغيرُهُما عن عُبَادةَ بنِ الصامتِ رضي اللهُ عنهُ أنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: “مَنْ شَهِدَ أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله وأنَّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وابنُ أمَتِه وكلِمتُهُ ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وأنَّ الجنَّةَ حقّ وأنَّ النَّارَ حقّ أدخلَهُ اللهُ الجنَّةَ على ما كانَ منَ العملِ“. هذا اللفظُ عُرِفَ بالشهادةِ الخاصةَ وفيهِ ذكرُ عيس عليهِ الصلاةُ والسلامُ إضافةً إلى ذِكرِ نبـيّنا ﷺ وفيها أَنَّك تشهد أنَّ اللهَ هو المعبودَ بحقٍ وأنًّ محمدًا مُرسَلٌ مِنْ عندِ اللهِ صادقٌ فيما يُبَلِّغُهُ عنِ اللهِ وأنَّ عيسى ابنَ مريم ليسَ ابنًا للهِ إنما هو عبدُ اللهِ، رسولُ اللهِ وهو ابنُ أمتِهِ مريم عليها السّلام التي هي أفضلُ نِساءِ العالمينَ، اللهُ قال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَآء الْعَالَمِينَ} رضي اللهُ عنها ليست نبِّية إنما وليَّةٌ صالحةٌ، أفضلُ النساءِ على الإطلاق، لا يوجد بينَ النساءِ نبِّيات، وخُلِقَ عيسى من غيرِ أبٍ لذلكَ نُسِبَ إلى أُمِّهِ “عيسى بن مريم” ليس له أب ﷺ هذا أمرٌ عجيب ولكن الأعجب آدم عليه السلام خُلِقَ منْ غيرِ أبٍ ومن غيرِ أمٍ. وعيسى كلمةُ اللهِ التي ألقاها إلى مريمَ هو البِشارة التي بشّرَتِ الملائكةُ بها مريمَ عليه السلام جبريلُ عليه السلام وبشرها بأنَّها ستحملُ بعيسى عليهٍ السلام هذا معنى كلمةُ اللهِ التي ألقاها إلى مريم، معنى مريم أي العابدة، هذا الاسم ليس عربيًا مريم العابدة رضي اللهُ عنها. “وروحٌ منهُ” يعني سيدُنا عيسى روحٌ مشرفٌ عند اللهِ ليس معناهُ جزءٌ منَ اللهِ، اللهُ لا يَتَجزأ اللهُ ليس له أصلٌ ولا فرعٌ، اللهُ تعالى ليس جسمًا مُركَبًا ليسَ حجمًا بالمرّة.ِ “وأنَّ الجّنَّةَ حقٌ” نؤمِنُ بها مخلوقةٌ الآن فوقَ السماءِ السابعةِ “وأنَّ النَّارَ حقٌ” هي تحتَ الأرضِ السابعةِ نؤمِنُ بها ونُصَدِقُ بِها، “أدْخَلَهُ اللهُ الجَّنَةَ على ما كان منَ العملِ” منْ واظَبَ عليها كُلَّ يومٍ مرة، وإذا قُلْتَها صباحًا ومساءً هذا خيرٌ عظيم بنيةٍ حسنةٍ بلفظٍ صحيحٍ يُوَفَّقُ لِعملِ الخيراتِ هكذا قال العلماءُ لذلكَ قال أدخَلهُ اللهُ الجَنَّةَ على ما كان من العملِ. وروى الترمذي وابنُ حبانَ وغيرُهما عن جابِرِ بن عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهُ أنَّهُ قال سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: “أفضَلُ الكلامٍ لا إلهَ إلا اللهُ وأفضلُ الذِكرِ الحمدُ لله“. قالَ الحافظُ ابنُ حجر هذا حديثٌ حسن. أفضلُ الكلام على الإطلاق لا إله إلا الله أحْسَنُ الحسنات، هذهِ الكلمة تدافعُ عنْ صاحِبِها في القبرِ والآخرة، لا يُخَلَّدُ في النَّارِ من ماتَ عليها وأفضلُ الذكرِ على الإطلاق لا إله إلا الله ثمّ يلي هذا اللفظ أذكار منها الحمدُ للهِ، سبحانَ الله، اللهُ أكبر، ومعنى الحمدُ للهِ أُثني على اللهِ، أنا امْدحُ اللهَ تبارك وتعالى الذي تفضلَ عليَّ من غيرِ وجوبٍ عليهِ لأنَّ اللهَ ليس عليهِ شىء يجب تبارك وتعالى. فأكثروا منَ الحمدلة ومن التهليلة لا إله إلا الله الحمدُ لله. بابُ فضل قول لا حول ولا قوّة إلا بالله. هذهِ الكلمةُ قيلَ عنها كَنزٌ من كنوزِ الجنَّة تحت العرش كنزٌ من كنوزِ الرّحمٰن لا حولَ ولا قوّة إلا بالله، روى أحمدُ وغيرُه عن أبي أيوبَ الأنصاري هذا ابو أيوب رضي اللهُ عنهُ الذي أوّل ما نزلَ النبِّيُ ﷺ في المدينةِ نزلَ عِنْدَهُ في بيتِهِ رضي اللهُ عنهُ ابو أيوب الأنصاري. عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ ليلةَ أُسرِيَ بهِ مَرَّ على إبراهيم، اللهُ تعالى جعلَ بعضَ الأنبياءِ يَسبِقونَ نبيَّنا إلى السّمواتِ ثُمَّ يُرحبونَ برسولِ اللهِ في كلِّ سماءٍ التقى بنبِّيٍ، في السماءِ السابعة إلتقى بإبراهيمَ وهو أَشْبَهُ النَّاسِ بنبِّيِنا ﷺ وهو أفضلُ الأنبِّياء بَعْدَ نبِّينا محمد صلّى الله عليهما وسلّم، فقال له إبراهيمُ (قال إبراهيم لنبِّينا) مُرّ أمتَكَ فليُكْثِروا من غِراسِ الجنَّة[1] قالَ لهُ امُرْ أُمَتَّكَ فليكثروا مِنْ غِراسِ الجنَّة فإنَّ تُربَتَها طيبة وأرضُها واسعة، الجنَّةُ أكبرُ مخلوقٌ خلَقَه اللهُ تعالى من حيثُ الحجم بعد العرش، أكبَرُ من جهنمَ بكثير، جهنمُ أمامَ الجنَّة كبقعةٍ صغيرة لذلك الجنَّةُ أوسعُ المخلوقاتِ حجمًا، سَقْفُها عرشُ الرّحمٰن أوسعُ منها، فإن ثاني أكبر مخلوقاتِ اللهِ حجمًا الجنَّة، اللهُ يُدْخِلُنَا الجنَّة بسلام. قالَ “وما غِراسُ الجنَّة” قال: “لا حولَ ولا قوة إلا بالله” قال الحافظُ ابنُ حجرٍ حديثٌ حسنٌ. وروى البخاريُ ومسلمٌ عن أبي موسى رضي اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ الله ﷺ قال لهُ: “يا عبدَ اللهِ بنَ قيس ألا أَدُلُكَ على كلمةٍ من كنوزِ الجنَّة قُل لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ”. وجاءَ في أحاديثَ أخرى عن رسولِ الله ﷺ فيها زيادة لفظِ العليِّ العظيم وفي أحاديث زيادة العزيزِ الحكيم ولكنْ تنَبَهوا البعض يقولُها بطريقةٍ فاسدةٍ يتغيرُ المعنى يقولونه: “لا حولَ الله من أمرِ اللهِ” لا يُقال هذا، معناها كأنَّهُ يقولُ لا قوةَ للهِ، أو بعضهم يقول مستَخِفًا بها “لا حولَ ولا عرجة ولا إشبَها شي، يستخِفونَ بالحوقلةِ وهذا ذكرٌ مشهورٌ بينَ المسلمين فلذلكَ مَنْ استَخَفَّ بهِ كذَّبَ الدين. قالَ العلماءُ النُطقُ بها سُنَّةٌ وأمَّا إعتِقادُ معناها فرضٌ من معاني لا إله إلا الله. كانَ سيدُنا عبدُ اللهِ بنُ مسعود مع نبِّينا ﷺ فقالَ سيدُنا عبدُ اللهِ لا حول ولا قوةَ إلا باللهِ قال عليه الصلاةُ والسلام: “أتدري ما معناها” فقال اللهُ ورسولُه أعلمْ فقال لهُ: “لا حولَ عن معصيَةِ اللهِ إلا بعِصمَةِ اللهِ ولا قوةَ على طاعةِ اللهِ إلا بعونِ اللهِ” لا تستطيعُ أنْ تبتعدَ عن الحرامِ إلا إذا أعانكَ اللهُ حفِظَكَ اللهُ عَصَمَكَ اللهُ من هذا الحرام، ولا قوةَ تجعلُكَ تُطيعُ اللهَ إلا إذا خَلَقَ اللهُ فيكَ القدرةَ والعَوْنَ على طاعتَهِ، هذا معناهُ، وهذا من معاني لا إلهَ إلا الله. وفائدةٌ أخيرة: الحَوْقَلَةُ مَنْ واظَبَ عليها وردَ في الحديثِ: “فيها شفاء من تسعة وتسعين داءً أقَلُّها الهم” مَنْ منَّا ليس عندَهُ هم؟! تسمع بالهمّ والغمّ، هذا يا أحباب إنْ أكْثَرتَ من الحوقلة بإذنِ اللهِ يذهبُ عنكَ، وكذلكَ الذي أصيبَ بالوسواس يُكْثِر مِنْ الحوقلةِ، وأقلُ الإكثار ثلاثمائة مرة، أكثروا وكذلكَ الإستغفار فقد قال عليه الصلاة والسلام: “مَنْ لَزِمَ الاسْتِغفار جعلَ اللهُ بها منْ كُلِّ ضيقٍ مخرَجًا ورَزَقَهُ اللهُ منْ حيثُ لا يحتَسِبْ” فأكثِروا من الاستغفار ومنَ الحوقلةِ للهِ تعالى. [1] سماها غراسَ الجنَّة لأن الذي يقولُ هذه الكلمة الطيبة لا حول ولا قوة إلا باللهِ تُغْرَسُ له شجرةٌ في الجنَّة ساقُها من ذهب، في كُلِّ مرةٍ تقولُها بِنِيةٍ حسنةٍ بلفظٍ صحيحٍ