fbpx

حلية البشر – الدرس 5

شارك هذا الدرس مع أحبائك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما زلنا في هذه السلسلة المباركة بذكر الأوراد والأذكار التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. أذكر نفسي وأذكركم بإخلاص النية لله وأحثكم على السماع ونشر هذا الدرس، لكم الأجر إن شاء الله تبارك وتعالى. بسم الله والحمد لله وصلى اللهُ وسلّمَ على رسولِ الله. نبدأ في باب في فضل التسبيح والتحميد التسبيح قول سبحان الله والتحميد قول الحمد لله روى مسلمٌ وغيرُهُ عن أبي ذرٍ رضي اللهُ عنهُ أنَّه قال، هذا أبو ذرٍّ كان من كبار الصحابة رضي الله عنه وأرضاه، كان من أولياء وعلماء الصحابة نفعنا الله به، قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ الكلامِ أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؟ قال: “ما اصطفاهُ اللهُ تعالى لنفسِهِ سبحانَ اللهِ وبحمْدِهِ“. قالَ العلماءُ أي بعدَ لا إله إلا الله، يدُلُ على هذا عدةُ أحاديث من ذلك “أحسنُ الحسنات لا إله إلا الله”، فشرعُ النبِّي ﷺ واحدٌ، كل الأحاديث كأنها جملةٌ واحدةٌ هذا يُكمِّلُ هذا، هذا شأنُ العلماء يجمعونَ بينَ الأحاديثِ وبينَ ما جاءَ في القرءانِ لأنَّ الشرعَ لا يتعارض. فإذًا سبحان الله فيها تنزيهٌ للهِ أسبِحُ اللهَ تسبيحًا أُنزهُهُ تنزيهًا، الله تعالى لا أصِفَهُ بصفاتِ الخلقِ، إذا قيلَ لكَ كيفَ نعرفُ ما لا يليقُ باللهِ؟ قُل كلُّ ما كانَ من صفاتِ المخلوقينَ هو نقصٌ في حقِّ الخالقِ تبارك وتعالى لذلك قال العلماءُ الأعراضُ، صفاتُ المخلوقينَ، هي نحو الأربعينَ كلُها لا تليقُ باللهِ: جلوس قعود حركة سكون إتصال إنفصال طعم لون رائحة جوع عطش استقرار اتصال انفصال كلُ هذا من صفات الأحجامِ الأجسامِ المخلوقين اللهُ ليس كمثلِهِ شىء. ومعنى سبحانَ اللهِ وبحمدِهِ أُنزِهُ اللهَ وأنا حامِدٌ له أنزِهُ اللهَ وأنا مادِحٌ له. وروى النَّسائيُّ في “عملِ اليومِ والليلة”، هذا كتاب، وأحمدُ، أحمد بن حنبل وغيرُهما عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ وأبي هريرةَ رضي الله عنهما أنَّهما قالا: قال رسولُ اللهِ ﷺ: “إنَّ الله عزَّ وجلًّ اصطفى من الكلامِ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإذا قالَ العبدُ سبحانَ اللهِ كتبَ اللهُ تعالى له عشرينَ حسنةً، وإذا قال لا إله إلا الله مثل ذلك، وإذا قال اللهُ أكبرُ فمِثلَ ذلك، وإذا قال العبدُ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين مًن قِبَلِ نفسِهِ كُتِبت له ثلاثونَ حسنة وحُطَّت عنهُ ثلاثونَ سيئة“. انظروا إلى هذا الفضل إلى هذا الثواب العظيم. “ذهب أهلُ الدثورِ بالأجورِ” هكذا قالَ بعضُ الصحابةِ الفقراء لنبِّينا عليه الصلاةُ والسلامُ. جاءَ إليهِ بعضُ الفقراءِ من الصحابةِ قالوا : “يا رسولَ اللهِ ذهبَ أهلُ الدثور بالأموالِ بالأجورِ فإنهم يُصلونَ كما نصلي ويصومونَ كما نصومُ لكن معهم مال هم يتصدقونَ ونحن ليس معنا” فَعَلَّمَهُم الرسولُ أنهُ جعلَ اللهُ لهم بكلِ تسبيحةٍ حسنة وبكلِ تحميدةٍ حسنة وبالتهليلةِ حسنة وبالأمر بالمعروفِ والنهيِّ عن المنكرِ حسنة، ليس المالُ يا أحباب فقط ما تستطيع أنْ تعملَ به وإنَّما قال رسولُ الله ﷺ: “لن تَسَعوا النَّاسَ بأموالِكم ولكن تَسَعوهُم بأخلاقِكم“، نعم لن تستطيع أنْ تكفيَ النَّاسَ بالمالِ انْفِق لله، ولكنْ هناكَ الخُلُقْ الحسن وهناك أوراد وأعمال كثيرة حثَّنا عليها الشرع “سبحان الله الحمد لله ولا إله إلا الله الله أكبر” . ومعنى اللهُ أكبر، أكبرُ من كُلِّ كبيرٍ قدرًا لا حجمًا، الحجم صغُرَ أم كبُرَ من صفاتِ الخلقِ اللهُ ليس حجمًا، فإذا قالها سبحان الله كتبَ اللهُ له عشرين حسنة وانتبهوا مش “سبحان اللا” لا تحرفوا اسمَ الله “سبحان الله” هكذا كذلك لا نقول ” الحمد للا” نقول “الحمدُ لله” لا نقول كما يقولُ بعضُ الجهالِ “لإلها إلا الا” “لإلها إلا الا” هذا فيه مد لآ للنفي أما بطريقتهم هذه جعلوها متصلة فتصير للتوكيد، يتغير المعنى كأنهم يقولون يوجدُ إلهٌ معَ اللهِ ثم لا أقول (إلاهاا) ليس هكذا! “لا إله إلا الله” قلها مرةً واحدة بلفظٍ صحيح بنيةٍ حسنةٍ أفضل من أن تقولها ألفَ مرة وفيها تحريفٌ. نعم يا أحباب، وإذا قالَ “الله أكبر” فلهُ عِشرون حسنة وإذا قال “الحمدُ لله ربِّ العالمين” من قِبَلِ نفسِهِ يعني مخلِصًا للهِ، زادَ ربّ العالمين هذا فيه زيادةُ ثناء، فيه زيادةُ مدحٍ للهِ، فيكون له ثلاثونَ حسنة ويُرفع عنه ثلاثون سيئة. وروى البخاريُّ والترمذي والطبرانيُّ وغيرُهم عن أبي هريرةَ رضي الله عنهُ أنهُ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: “منْ قالَ سبحانَ الله وبحمدِهِ في يومٍ مائةَ مرة حُطتْ خطاياهُ وإنْ كانت مثلَ زبَدِ البحرِ” الله الله هذا الزَبد الشيء الذي يجتمعُ كالرغوة ثمّ بعد ذلك يلفظُهُ البحر ويجمد، هذا الزبد شيءٌ كثير يكونُ على الشواطىءِ ويُرى أحيانًا على سطحِ المياه في البحرِ، هذا شىءٌ عظيمٌ من قال هذا في اليومِ مائةَ مرة كانت له هذهِ الحسنات حُطَّت خطاياهُ. قال بعضُ العلماءِ يُرْفَعُ عنْهُ بعضُ الكبائرِ كذلك ليس فقط الصغائر، ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ يعني كالرغوةِ هذهِ التي تكونُ على البحرِ. وروى البخاريُ ومسلم والترمذيُ وغيرُهم عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ أنَّهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: “كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ” لا يأخذ معك وقت وجهد، إنَّما هذا خفيف “ثقيلتان في الميزانِ” يعني ثوابهما، معناه ثوابهما في الميزان عظيم “حبيبتانِ إلى الرّحمنِ” هذه من الأعمال التي يحبها الله تبارك وتعالى “سبحانَ اللهِ وبحمدِهِ سبحانَ الله العظيم” فواظبوا عليها. وروى مسلمٌ والنسائيُ وغيرُهما عن سعدٍ رضي الله عنهُ أنَّهُ قال: قال رسول الله ﷺ: “أيعجِزُ أحدُكم أنْ يَكسِبَ في اليومِ ألفَ حسنة؟” قالوا: “ومن يطيقُ ذلك؟” من يقدر على ذلك؟ قالَ “يُسَبِحُ مائةَ تسبيحةٍ فيُكتَبُ لهُ ألفُ حسنة ويُحَطُّ عنهُ ألفُ سَيِّئة”. ولكن انتبهوا ليس كما يفعلُ بعضُ المصلينَ يقول سبحان اللّا سبحان اللّا هذا تحريف ليسَ هكذا “سبحانَ الله” هكذا باللفظِ الصحيحِ. باب ما جاء في الجوامعِ من التسبيحِ يعني لفظٌ جامعٌ في تسبيحِ الله تباركَ وتعالى. روى مسلمٌ وابنُ ماجه وغيرُهما عن جُوَيْريَةَ رضي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ مَرَّ بها حين صلى الغداةَ أو بعدما صلّى الغداةَ، يعني الصبحَ بعد أنْ صلى الصبحَ مرَّ بها أو بعد أنْ صلى، وهي تذكرُ اللهَ عزَّ وجلَّ حتى ارتفع النَّهارُ وهي كذلك، يعني حتى طلعت الشمسُ وهي على هذه الحال، فقالَ: “لقد قلتُ منذُ قُمْتُ عندَكِ كلماتٍ ثلاثَ مراتٍ هُنَّ أكثرُ أو أرجحُ أو أوزنُ” يعني في الميزان ثواب هذه الكلمات الثلاثة أعظم ممّا أنت فعلت هذا الوقت. وهنا أحبابي، الرسول يحثُّها صلى الله عليه وسلم أن تفعل ما فيه ثواب أعظم، قال عليه الصلاةو السلام: “سبحانَ اللهِ عددَ خلقِهِ، سبحانَ اللهِ رضى نفسِهِ، سبحانَ اللهِ زِنَةَ عرشِهِ، سبحانَ اللهِ مِدادَ كلماتِهِ”. أعيدوها معي: “سبحانَ اللهِ عددَ خلقِهِ، سبحانَ اللهِ رضى نفسِهِ، سبحانَ اللهِ زِنَةَ عرشِهِ، سبحانَ اللهِ مِدادَ كلماتِهِ” ومعنى سبحان الله عددَ خلقِهِ أي أُنزِهِ اللهَ وأسبّحُ اللهَ بعدَدِ ما خلقَ اللهِ، سبحان الله رضى نفسِهِ يعني أسبِحُ اللهَ تسبيحًا يليقُ بالله تبارك وتعالى يعني كما يُحِبُ الله هذا معناهُ يعني أسبحُهُ تسبيحًا يُحِبُهُ، أنَزٍهُه تنزيهًا يرضاهُ، سبحان الله زِنَةَ عرشِهِ، العرشُ وزْنُهُ لا يعلمُهُ إلا الله معناهُ أنا أسبِّحُ اللهَ بوزنِ العرشِ، بقدرِ وزنِ عرشِهِ، قال سبحانَ الله مِدادَ كلماتِهِ معناهُ أسبِّحُ اللهَ تسبيحًا يليقُ بعظيمِ كلامِ اللهِ. وفائدةٌ أخيرةٌ كلامُ اللهِ ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغةً، كلامُ الله واحدٌ ليس مُتجَزِّئًا، كلام الله أزليٌ أبديٌ لا ككلامِنا. فواظبوا على هذا الخير رحمني اللهُ وإياكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته