fbpx

حلية البشر – الدرس 8

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج حلية البشر للشيخ طارق اللحام اسم المادة: حلية البشر الرقم: 0008 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلا ومرحبًا، نسأل الله تعالى أن يوفقنا للإخلاص، لا تنسوا النية الطيبة. وصلنا إلى هذا الباب، بابُ ما يقولُ إذا توجَّهَ إلى المسجدِ بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. روى مسلمٌ وغيرُهُ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، هذا ابنُ عباس هو عبدُ اللهِ والعباس عَمُّ النبي ﷺ له عشرُ أولاد آخرُهم كان تمامًا، هذا تمام أتَمَّ اللهُ تعالى به تعالى به العشرة، هؤلاءِ أولادُ العبّاس، النبي دعا لهم صلى الله عليه وسلم وصارت معجزة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، صارت تأمن أسقفة البي، تقول ءامين يعني اللهم استجب، النبي يدعو وهذه أسقفة البيت تقول ءامين. فابن عباس رضي الله عنهما يقول: رَقَدْتُ عِنْدَ النبيّ ﷺ فذكرَ الحديثَ في صلاةِ النبي ﷺ بالليل، كان يُرَاقِبُهُ، كان إذا كان دورُ السيدةِ ميمونة وهي خالة سيدِنا ابنِ عبّاس زوجِ النبيِ ﷺ لما تكون لَيلَتُها ينامُ عندها حتى يراقبَ النبيَّ ﷺ، وقراءتِهِ الآيات من آخِرِ سورة آل عمران، قال: فأذَّنَ المؤذنُ، يعني لصلاة الصبح، فخرج، أي النبيّ ﷺ، إلى الصلاة وهو يقول: “اللهم اجعلْ في قلبي نورًا” والمرادُ هنا الهداية، النورُ يأتي أحيانًا بمعنى القرءان وأحيانًا يأتي بمعنى الهُدى هنا زيادةُ النور زيادةُ الهداية في قلب الإنسان، ” اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا واجعل في سمعي نورًا واجعل في بصري نورًا واجعل مِن خلفي نورًا ومن أمامي نورًا واجعل من فوقي نورًا ومن تحتي نورًا اللهم أعطني نورًا“، فالمقصودُ هنا النورُ المعنوي لا الحسّي يعني ليس الضوء. وهنا أحبابي فائدة عظيمة إذا أُضيفَ النور إلى النبيّ قيلَ فيه نور يُرادُ به من يهدي النَّاس فهو سببٌ للهداية، وإذا قيل عن اللهِ تعالى النّور فهو الهادي، ليس معنى النّور في حقِّ اللهِ ضوء، الضوء والظلام مخلوقانِ وأمَّا اللهُ تعالى ليسَ ضوءً ولا ظلامًا، اللهُ نورُ السّمواتِ والأرض، عبدُ الله ابنُ عباس رضي اللهُ عنهُما يقول: “اللهُ هادي أهلِ السمواتِ والأرض أي هَدى الملائكة َسكانَ السّمواتِ لنورِ الإسلام وبعضَ أهلِ الأرضِ لنورِ الإيمان”. وروى أحمدُ في مُسنَدِهِ وابنُ مَاجَه في سُنَنِهِ والبيهقيُ في الدعواتِ الكبير وغيرُهم عن أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه أنَّهُ قال: قال رسول الله ﷺ: “إذا خَرَجَ الرجُلُ من بيتِهِ إلى الصلاةِ فقالَ: “اللهُمَّ إني أسألكَ بحقِ السائلينَ عليكَ وبحقِ ممشايَ هذا فإني لم أخرجْ أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سُمعةً خرجتُ إتقاءَ سَخَطِكَ وإبتِغاءَ مرضاتِك أسْألُكَ أن تُنْقِذُني من النَّار وأنْ تغفِرَ لي ذنوبي إنَّه لا يغفِرَ الذنوبَ إلا أنت“. ماذا له من الثواب؟ “وكَلَّ اللهُ به سبعِينَ ألف مَلَكٍ يستغفرونَ له”. اللهُ أكبر. الواحدُ منَّا إن قيلَ لهُ هنا وليٌ يذهبُ إليه مُسرِعًا حتى يطلُبَ منهُ الدعاء فكيفَ هؤلاء، سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يعني كلُهم أولياء، الملائكةُ أولياءُ الرّحمٰن، فإذا قُلْتَ هذا الدعاء وأنتَ ذاهبٌ من بَيْتِكَ مثلاً إلى المسجدِ تقولُ هذا الدعاء لكَ هذ الأجر، يستغفرُ لك سبعونَ ألفَ ملَك فلا تُفَوِتوا هذا الخير. وهذا الحديث قال فيه الحافظ ابن حجر رحمهُ الله العسقلاني في تخريج الأذكار “هذا حديثٌ حسن” والحسَنُ أخُ الصحيح فلذلك هذا يُسْتَدَلُ به. وهنا فائدةٌ عظيمةُ النفعِ ردٌ على من يُحرِمُ علينا أن نسألَ اللهَ بحقِ النبيِّ أو بحقِّ الوليِّ الفلاني يُرَدُ عليهم بهذا: الرسولُﷺ علمنا أن نسألَ اللهَ بحقَّ السائلينَ عليهِ، طَيِّب الذينَ يسألون الله كلُهم أولياء؟ لا، كلهم أنبياء؟ لا، زيادةً “وبحقِ ممشايَ هذا” الممشى إلى الصلاة هذه طاعة، فإذا جاز أن تسألَ الله بهذه الطاعة وهي مخلوقة، فكيف بسيدِ المخلوقين ﷺ هذا رَدٌ على من يحرمُ علينا التوسُلَ او أن نسألَ الله بحقِ فلان أو حقِ فلان يقولون هذا شرك، وبعضهم ينسُبُ إلى سيدنا أبو حنيفة رضي الله عنه وأرضاه أنه حرمَ التوسل! كذبوا. سيِّدُنا ابو حنيفةَ يُحكى عنهُ شىِء مهمٌ فَهْمَهُ إنْ ثَبَتَ كانَ يكرَهُ أنْ يقولَ الشخصُ أسألُكَ يا ربي بحقِ فلان قال لأنه “ليس على اللهِ شىءٌ يَجِبْ” لكن من هم كبارُ الحنفيةِ في مذْهَبِهِ فَهِموا مِنها هذا إنْ كانَ ما يوهِمُ ذلك وإلا ليسَ حرامًا ثُمَّ هو ما حَرَّمَ التوسُلَ هذا، اللفظ بالتحديد علّقَ عليه لكن جمهورُ الأمةِ ليس على ما قالَهُ أو نُسِبَ إلى الإمام أبي حنيفة النعمان نفعنا به آمين فالمُجَسِمةُ نُفاةُ التوسل ياخذونَ قولَ هذا ويقولون أبو حنيفةَ حَرًّمَ التوسل نقول لهم لا وإنما هذا رَدٌ عليهم وهذا سَنَدُهُ حسن تسألُ اللهَ بحقِ الممشى إلى الصلاة إلى المسجد فإذًا السؤالُ بحقِ كذا ليس شيئًأ واجبًا على الله وإنما كما جاء في القراءن: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} معناه وعدٌ مِنَ اللهِ أن يَنْصُرَ المؤمنين، ليس واجبًا فإن الله ليس عليهِ شىءٌ يجب. بابُ ما يقول إذا أرادَ دخول المسجد وعند الخروج من المسجد روى مسلمٌ في صحيحه وأبو داوودَ والنَسائي وابنً ماجه وغيرُهم واللفظُ لمسلم عن أبي حُمَيْدٍ أو أبي أُسَيْد أنَّهُ قال: قال رسول الله ﷺ: “إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجدَ فليقُلْ: “اللهُّمَّ افتحْ لي أبوابَ رحمّتك وإذا خرجَ فليقل: “اللهَّم إني أسألُكَ مِن فضلِكَ” فإذا أردنا دخولَ المسجد ندخُلُ بالرِّجلِ اليُمنى وإذا أردنا الخروجَ من المسجد نخرجُ بالرّجلِ اليُسرى بعكسِ الخلاء. بابُ القول عند الإنتهاء إلى الصف يعني إذا دخلت المسجد إلى صف الجماعة ماذا تفعل؟ ماذا تقول؟ روى النّسائي في السُننِ وعملِ اليومِ والليلة والطبرانيُّ في الدّعواتِ والحاكمُ في المستدرك عن سَعدٍ رضي اللهُ عنه أَنَّ رجلاً جاءَ إلى الصَّفِ ورسولُ الله ﷺ يصلي بنا يعني كانَ قد بدأ النبيُّ بالصلاة فقال حينَ انتهى إلى الصف هذا الرجل الصحابي: “اللَّهٌمَّ ءاتني أفضلَ ما تُؤتي عِبَادَك الصّالحين” فلما قضى أي انتهى رسولُ الله ﷺ الصلاةَ يعني لما أنهى الجماعةَ وسلَّم قال: “من المتكلم” يعني آنِفًا من قال هذه الكلمات “اللهم ءاتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين” فقال أنا يا رسول الله، فقالَ عليه الصلاة والسلام: “إذًا يُعْقَرُ جوادك” “وتُسْتَشْهَدُ في سبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ“. يُعقرُ جوادك يعني الحصان الذي يُرْكَبُ في المعركةِ يُقتل يعقر الجواد وتستشهد يعني تنال الشهادة انظروا يا أحباب الواحدُ منّا كم من المهم أن يواظب على الأدعية وعلى هذه الأذكار يعني كم يأخذ منا وقتًا قبل أن يدخل في الصلاة نقول هذه الكلمات: اللَّهم ءاتني أفضلَ ما تؤتي عبادَكَ الصالحين أي من أفضل الشهادة ليست أعلى رُتبة من الولاية، الولايةُ أعلى رُتبةً منَ الشهادة ولكن إنْ نِلْتَ الشهادةَ فهذا يُغفر لك، كل إنسان مسلم نالَ أي نوع من أنواع الشهادة يُغْفَرُ له.الله يرزُقنَا الشهادة في سبيله ووفاةً في بَلدِ حبيبهِ على كاملِ الإيمان. قال الحافظُ ابنُ حجر: هذا حديثٌ حسنٌ وقال الحاكمُ صحيحٌ على شرطِ مسلم. بابُ ما يقولُ إذا سَمِعَ الأذان أو الإقامة روى مسلمٌ في صحيحِه عن عبدِ الله بنِ عمروٍ رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: “إذا سمِعْتُم المؤذن فقولوا مِثْلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ فإنَّهُ مَنْ صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثمّ سَلُوا اللهَ ليَ الوسيلةَ، فإنها منزلةٌ في الجنَّةِ لا تَنبَغي إلا لعبدٍ مِن عبادِ اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمَن سألَ ليَ الوسيلةَ حلَّتْ له الشَّفاعةُ” يا سلام هذا الحديث أنظروا كم وَرَدَ فيه يا أحباب أولاً إذا سمعتم المؤذن نُنْصِتْ لا نتكلم لا نُكمِلْ الكلام إلا لضرورة فقولوا مثل ما يقول يعني إذا قالَ اللهُ أكبر اللهُ أكبر نقولُ مِثْلَهُ إلا في الحيعلتين “حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح” نقول “لا حول ولا قوة إلا بالله” وعند الصبحِ إذا قال المؤذنُ في أذانِهِ “الصّلاةُ خيرٌ من النوم” نقولُ “صدقتَ وَبَرِرْتَ” معنى ذلك أني موافقٌ لما قُلْتَ، أصدّقُكَ وهذا كلامُكَ حقّ، إذًا نُردِّدُ خلفَ المؤذن هذا سُنَّة، وبعدها قال ﷺ ثم صلوا عليَّ هذا ردٌ على من يُحَرِّمْ على المؤذنِ أن يصلي على رسول الله ﷺ بَعْدَ الأذان، يقولون هذه بدعة هذه شرك، نقول لهم بدعةٌ حسنة، “البدعةُ ضربان” كما قالَ الإمامُ الشافعي رضي اللهُ عنه ثم هذا داخلٌ تحت الحديث ثم صلوا عليَّ يقولون لكَ: أنت زدتَ في الأذانِ شيئًا، نقول لهم متى صلى على النبي المؤذن ضِمْنَ الأذان أما بعد أنْ انتَهى من الأذان أو بطريقةٍ أخرى نقول لهم متى ينتهي الأذان؟ يقولونَ لكَ عِنْدَ قولِ المؤذن اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إلهَ إلاَّ الله، طيّبْ أنتم قُلتم إنتهى الأذان هنا هو متى قالَ الصلاةَ على النبِّي؟ بعدَ أَنْ انتهى الأذان! إذًا لا بأسَ من الأذان إنما قالها بعد أن انتهى وهذا لا بأسَ به، والنبيُّ قال ثمّ صلوا عليَّ ما قالَ إلا المؤذن، فهو داخلٌ تحتَ قولِهِ عليهِ الصلاة والسلام: “صلوا عليَّ فإنَّهُ من صلى عليَّ صلاةً صلى اللهُ عليهِ بها عشرة ثُمَّ سلُوا اللهَ ليَ الوسيلةَ“، الوسيلةُ منزلةٌ في الجَّنةِ النبِّيُ قالَ: “لا تنبغي إلا لعبدٍ واحد من عبادِ اللهِ قال: “أرجو أن أكونَ أنا”، فنَحنُ ندعو اللهَ تعالى أنْ يرزقَ نبيَّنا هذه الرُتبة المرتبةَ التي لا تكونُ إلا لعبدٍ واحد فمن سألَ له الوسيلة حَلَّتْ لهُ الشفاعة، وانتبهوا معنى حلَّت له الشفاعة يعني استحقَّ الشفاعة، هذا وعدٌ مِنَ النبِّي عليه الصلاةُ والسلام، اللهم شفعهُ فينا يا أرحمَ الراحمين. وفائدةٌ ثانية وعظيمة النَفْعِ انتبهوا في روايةٍ ستأتي معنًا فيها لفظ المقامَ المحمود أنَّ النبيَّ أعطاهُ اللهُ المقامَ المحمود هذا المقام المحمود هو رُتَبَةٌ عاليةٌ للنبِّي ﷺ كما نقول “خليلُ اللهِ” الخُلَّةُ مقامٌ عالٍ ما نالَهُ إلا إثنان إبراهيم ومحمد، النبيُّ عليه الصلاة والسلام علمنا أن ندعوَ له بالمقامِ، المحمود يُفْتَرى على النبِّي ﷺ وعلى الله وعلى بعض الصحابة، بعضُهم يقولُ ابنُ عباس وبعضهم يقول ابن مسعود يقولونَ بزعمهم فسّروا المقامَ المحمود بأنَّ اللهَ يُجْلِسُ مُحَمَّدًا أمامَهُ على العرشِ والعياذُ باللهِ تعالى، اللهُ منزهٌ عنِ سُكْنى العرش، العرشُ خَلَقَهُ اللهُ إظهارًا لقدرتِه ولم يتّخِذهُ مكانًا لذاتِه الذي يكونُ على العرشِ هذا إما أنْ يكونَ بقدْرِ العرش أو أكبر أو أصغر كُلُّ هذا يعني حجم والذي لهُ حجم احتاجَ لمن خَصَّصَهُ بهذا الحجم دونَ غيرِهِ من الأحجامِ والمحتاج ألى غيرِهِ عاجز والعاجزُ لا يكونُ إلهًا، فهذا ابنُ تيمية هو الذي قال :” إنَّ اللهَ يجلِسُ على العرشِ وقد تَرَكَ أربعةَ أصابِع يُجْلِسُ محمدًا جَنْبَهُ أو أمامَهُ على الكرسيَّ” والعياذُ بالله كما في كتابه الفتاوى وغيره. وابنُ القَيِّم تِلمِذُه الذي هو صدى لإبنِ تيمية يعني كانَ يُعيدُ كلامَ ابنِ تيمية الفاسد قال من جملةِ ما قالَ: “لا تنكروا عليَّ أنهُ قاعدٌ” يعني الله بزعمِه قاعدٌ “ولا تنكروا أنه يُقعِدُهُ” أي أنَّ اللهَ يُقعدُ بزعمهِ محمدًا أمامهُ” فهذا من أفسدِ الفسادِ في العقائد لذلكَ نقولُ عن ابن تيمية مجسم، مشبه، وما عرفَ اللهَ، منْ شَبَّهَ اللهَ، نسألُ اللهَ تعالى أنْ يعصِمَنا من الزللِ. وروى مسلمٌ في صحيحِه وغيرُه عن سعدِ بنِ أبي وقاصٍ رضيَ اللهُ عنه عن رسولِ اللهِ ﷺ قال: “منْ قالَ حين يسمَعُ المؤذن: “أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنًّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه رضيتُ باللهِ ربًا وبمحمدٍ ﷺ رسولاً وبالإسلامِ دينًا غُفِرَ له ذنبُهُ“. اللهُ اللهُ فإذًا انظروا هذهِ لا تأخذ معك دقيقة لكن قُلْهَا بلفظٍ صحيحٍ من غير تحريف بنيةٍ حسنةٍ. وروى البخاري في صحيحه وغيرُهُ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: “منْ قالَ حين يسمع النداء” النداء يعني الأذان “اللهُّمَ ربَّ هذِه الدعوةِ التَّامَّة والصّلاةِ القائِمةِ ءاتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ وابعثهُ مقامًا محمودًا الذي وعدْته حَلَّتْ لهُ شفاعتي يومَ القيامةِ” اللهُ أكبر! هذا متى يُقال؟ بينَ الآذانِ والإقامةِ اشتُهِرَ عند النًّاس يقولونَهُ بعدَ الإقامة قبل الدخول في الصلاة، هو ليس حرامًا ليس ممنوعًا إنَّما الوارد بعدَ الأذان، يعني بين الأذان والإقامة، وأمَّا قبلَ الدخولِ في الصلاة فَقُلْ “اللهمَ ءاتني أفضلَ ما تؤتي عبادَك الصالحين” أقَرَّها الرسولُ صلى الله عليه وسلم وأمَّا معنى اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التَّامة يعني استجب يا ربِّ هذه الدعوة أي الكاملة أي دعوة؟ الدعوة إلى الصلاة، والصلاةِ القائمة طيب بعدُ ما دخلنا في الصلاة، هذا في لغةِ العرب جائز هذا معناه سَتُقام كما نقول قد قامتِ الصلاة قد قامتِ الصلاة في الإقامة وبعدُ ما أقمنا فإن هذا معناه سَتُقام هذا ليسَ ممنوعًا، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة وابعَثْهُ مقامًا محمودًا المقامُ المحمود هو الشفاعةُ العُظمى، الشفاعةُ الكبرى التي خُصَّ بها نبيُّنا ﷺ وهو أنَّه عليه الصلاة والسلام يأتيهِ النَّاس على أرضِ المحشر وقد جاؤوا إلى إبراهيم ونوح وأنبياء كلُهم يقولون لستُ لها يعني لم نُعطى هذا النوع من الشفاعة، هم يشفعون لكن هذهِ الشفاعة على أرضِ المحشرْ لم تُعطى لنبّيٍ غيرِ نبيّنا عليه الصلاة والسلام وعليهم، فلما يأتي النَّاسُ إلى نبيِّنا ﷺ فلما يأتي النَّاسُ إلى نبيِّنا ويطلبونَ منهُ الشفاعة يقولُ: “أنا لها أنا لها أُمتي أُمتي” هذا الرّحيم ﷺ الشَفوق الرحيم الرؤوف ﷺ فهذا الدعاء إذا قلناه بين الأذانِ والإقامة وجبت لكَ شفاعةُ النبيَ ﷺ وعدٌ من النبيِّن ﷺ. وروى أبو داوود في سُنَنِه وغيرُهُ عنْ سهلِ بنِ سعدٍ رضي اللهُ عنهُ أنَّهُ قال قال رسولُ اللهِ ﷺ:” ثِنْتَانِ لا تُردانِ الدعاءُ عِنْدَ النداء[1] وعندَ البأسِ[2] حين يُلْجمُ بعضهم بعضًا”[3] وقال الإمام الشافعي رضي اللهُ عنه في كتابِ الأم: “وقد حَفِظْتُ عن غيرِ واحدٍ طَلَبَ الإجابةَ عندَ نزولِ الغَيْثِ وإقامةِ الصلاة”. أولُ ما ينزلُ المطر ادعوا لله انظروا ماذا سُمي المطر؟ غيثًا وفي روايةٍ عن النبِّي عليه الصلاة والسلام “غيثًا مُغيثًا” إذا كان المطر يجوزُ أن تقولَ فيهِ مُغيث فكيفَ النبِّي الأعظم ﷺ وعندَ إقامةِ الصلاة؟ أحبابي واظبوا على هذه الفضائل هذه فضائلُ أعمال لا تتركوها لعلك بسببها تٌعتق من النار اللهم اغفر لنا يا أرحم الراحمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [1] أي عند الأذان [2] يعني شدّة القتال عند اشتداد القتال [3] كانَ في الماضي هكذا يصيروا إلتحام بين الجيوش فعند اشتداد البأس يعني شدة القتالِ الدعاء مستجاب وعند النداء فلا تتركوا مِثلَ هذا.