قال المؤلف رحمه الله: حيٌّ لا يَمُوتُ قَيُّومٌ لا يَنَامُ.
الشرح الحي في حق الله تعالى يُفسَّر بأنه المُتصف بالحياة التي هي أزلية أبدية، والقيوم معناه الدائم الذي لا يزول، وقيل القائم بتدبير خلقه لأن تدبير جميع الأشياء لا يكون إلا لله، أما الملائكة الذين وصفهم الله بقوله {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [سورة النازعات] فإنما يدبّرون في أمور خاصة كالمطر والريح والنبات وأشياءَ أخرى وليس في كل شىء، والتسمية بالقيُّوم لا تجوز إلا لله.
وَلْيُحْذَرْ من طائفة تنتسب للتصوف تسمى الشاذلية اليشرطية تقول القيوم معناه القائم فينا، فيقول أحدهم للآخر أنتَ الله وهذا الجدار الله، فَكُفْرُهم هذا من أشنع الكفر، وأما الشيخ علي نور الدين اليشرطي الذي ينتسبون إليه فهو بريء مما يقولون بل هو كان على التنزيه.
قال المؤلف رحمه الله: خَالِقٌ بِلا حَاجةٍ.
الشرح أنه خَلَقَ العالم وأحدثه من غير أن يكون له احتياج إليه لجلب منفعة لنفسه أَو دَفْع مضرة عن نفسه إنما خلقه إظهارًا لقدرته.
قال المؤلف رحمه الله: رَازِقٌ بِلا مُؤنَةٍ.
الشرح أنه تعالى يوصل إلى العباد أرزاقهم من غير أن تلحقه كُلفةٌ ومشقةٌ وذلك لكمال قدرته، فالله لا يفعل شيئًا بالمباشرة والحركة بل بمجرد تعلق إرادته الأزلية وتكوينه الأزلي يُوجَدُ الشىء.
قال المؤلف رحمه الله: مُمِيتٌ بِلا مَخَافَةٍ.
الشرح أن الله تعالى يُميت الأحياء من عباده بلا مخافة أي لا لخوف من أن يلحقه ضرر إنما يُميت مَن شاء منهم بمقتضى حكمته وإظهارًا لكمال قدرته كما قال تعالى {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}[سورة الشمس].