fbpx

الدرة البهية – الدرس 11

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال المؤلف رحمه الله: وَهُوَ مُتَعَالٍ عن الأضدادِ وَالأندادِ. الشرح أن الله تبارك وتعالى منزهٌ عن أن يكون له أنداد أي أمثال وأضداد أي مضادون له، ومعنى المضاد من يتصرف تصرفًا يريد أن يغلِبَ الله به على زعمه فالله تبارك وتعالى ليس له مغالب لأن كلَّ شىء في قبضته وكل شىء ملكه، فلا يكون له أضداد أي يتصرفون على خلاف إرادته. والأنداد جمع نِدّ وهو المِثْلُ، والأضداد جمع ضد. قال المؤلف رحمه الله: لا رَادَّ لِقَضَائِهِ. الشرح أنه لا أحد يردُّ قضاءَ الله تبارك وتعالى، والقضاء هو على قول بعض الفقهاء من أهل السنة إرادةُ الله المتعلّقةُ بالحادثات، وهو عند بعضهم خلقُ الله للأشياء أي إبرازُه إياها من العدم قال تعالى {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [سورة فصلت] ، فالتفسير الأول للقضاء هو مشهور عند الأشاعرة، قال قائلهم: إرادةُ الله مَعَ التَّعَلُّقِ في أزلٍ قضاؤه فَحَقّقِ قال المؤلف رحمه الله: وَلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَلا غَالِبَ لأمرِهِ. الشرح أنه لا معقّب لحكم الله تبارك وتعالى أي لا أحد يجعله باطلًا هذا إن أُريد بالحكم الخطاب التكليفي للعباد فهذا تفسيرُه، وإن أُريد بالحكم الحكمُ التكويني كان المعنى أنه لا أحد يستطيع أن يمنعَ نفاذ إرادة الله فما أراده تمَّ لا محالة أي نفذ. وقوله «ولا غالبَ لأمره» أي لا يغلِبُ أمرَ الله غالب. قال المؤلف رحمه الله: ءامَنَّا بِذَلِكَ كُلّهِ وَأَيقَنَّا أَنَّ كُلًّا مِن عِندِهِ. الشرح أننا صدقنا وأيقنا أن كُلًّا من عنده، أي أن كل شىء دخل في الوجود فإنما حصل بعلم الله الأزلي وتقديره وقضائه. قال المؤلف رحمه الله: ءامَنَّا بِذَلِكَ كُلّهِ وَأَيقَنَّا أَنَّ كُلًّا مِن عِندِهِ. الشرح أننا صدقنا وأيقنا أن كُلًّا من عنده، أي أن كل شىء دخل في الوجود فإنما حصل بعلم الله الأزلي وتقديره وقضائه. الشرح أنَّ المصطفى والمجتبى معناهما واحد، وفيهما زيادة مدح على المرتضى، فيجب الإيمان بأنه صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله، وأنه ءاخر الأنبياء وأفضلهم. وقوله «خَاتَمُ» يقال بالفتح ويقال بالكسر والمعنى واحدٌ أي ءاخر النبيين قال تعالى {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ} [سورة الأحزاب] ، وقد تأوَّل القاديانية الخاتم بمعنى الزينة وذلك لأن رئيسهم غلام أحمد ادعى أنه نبي رسول وهذا كفر وضلال. وقوله «إمامُ الأتقياء» أي أنه يكون مقدَّمهم يوم القيامة. وقوله «سيّدُ المُرسَلين» أي أفضلهم. وقوله «حَبيبُ رَب العَالَمِينَ» أي محبوبه. قال المؤلف رحمه الله: وَكُلُّ دَعوَى نُبُوَّةٍ بَعدَ نُبُوَّتِهِ فَغَيٌّ وَهَوًى. الشرح أن من ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم فدعواه باطلة لقوله صلى الله عليه وسلم «لا نبي بعدي» رواه البخاري والحاكم في المستدرك، وهذا حديث ثابت، فالقاديانية يقولون {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [سورة الحج] ، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} فعل مضارع فيقال لهم يصطفي فعل مضارع وُضع موضع الماضي بالنسبة للمُصطَفَيْن أما بالنسبة لله تعالى فالفعل يتجرد عن الزمان الماضي والمضارع والحال لأن فعلَه أزلي لا محالة ولا يقال عن الأزلي مضى وانقطع، ويقال لهم ولذلك نظائر كثيرة في القرءان كقوله تعالى {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [سورة البقرة] أي قتلتم.