fbpx

الدرة البهية – الدرس 21

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال المؤلف رحمه الله: وَالأَمنُ والإِيَاسُ يَنقُلانِ عَن مِلَّةِ الإِسلامِ وسَبِيلُ الحَقّ بَينَهُمَا لأهلِ القِبلَةِ. الشرح أن الأمنَ من مكر الله والإياسَ من رحمة الله كلٌّ منهما يُخرج الإنسان من دين الله هذا على تفسير الحنفية فعندهم يعتبرونهما كفرًا، أما عند الشافعية فإنهم يعتبرون هذين من الكبائر ولا يعتبرونهما من الكفريات. وتفسير الأمن من مكر الله أن الذي نفى عذابَ الله للعصاة فهذا أَمِنَ مَكرَ الله وكان من الكافرين، وأما الآيسُ من رحمة الله فهو الذي يعتقد أن الله لا يغفر الذنب للمسلم التائب فهو كافر، وهذا تفسيرهما عند الحنفية، وأما الأمن من مكر الله عند الشافعية المعدود من الكبائر فهو أن يسترسل في المعاصي اتكالًا على رحمة الله، وأما اليأس من رحمة الله عندهم فهو أن يَجزِم الشخصُ أن الله لا يرحمُهُ لذنوبه بل يعذبُهُ فهو أيضًا عندهم كبيرة وليسا عندهم من نوع الردة، وعلى هذا المعنى عدَّهما كثير من الشافعية في كتاب الشهادة من الكبائر التي تمنع قبول الشهادة. وسبيل الحق بين الأمن والإياس نقول إن مِتنا ونحن بحالة التوبة نجونا من عذاب الله في القبر وفي الآخرة وإلا فيجوز أن يُسامحَنا الله ولا يُعذبَنا بذنوبنا ويجوز أن يعذبنا بها. قال المؤلف رحمه الله: وَلا يَخرُجُ العَبدُ مِنَ الإِيمانِ إلا بِجحُودِ مَا أَدخَلَهُ فِيهِ. الشرح أن العبدَ لا يخرج من الإيمان بالذنب إلا أن يُنكرَ ما أدخله في الإيمان وهو التكذيب بدين الله صريحًا أو ضِمنًا، فإذا قال قولًا يكون تكذيبًا لشرع الله بعبارة صريحة هذا نعتبره خارجًا من دين الله، وإذا فعل فعلًا هو في معنى التكذيب هذا أيضًا نعتبره خارجًا من الإيمان، وكذا إن اعتقد اعتقادًا يخالف عقيدة الإسلام. قال المؤلف رحمه الله: والإِيمانُ هُوَ الإِقرَارُ بِاللسَانِ وَالتَّصديقُ بِالجَنَانِ. الشرح أن الإيمانَ هو الإقرار بالشهادتين مع التصديق القلبي، قال النووي: «من صدّق بقلبه ولم يَنطِق بلسانه فهو كافر مخلد في النار بالإجماع». قال المؤلف رحمه الله: وَجَمِيعُ مَا صَحَّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّرعِ وَالبَيَانِ كُلُّهُ حَقّ. الشرح أنه لَمَّا ثبت أن القرءان مُنزَلٌ من عند الله وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله صادقٌ ثبت أن جميعَ ما في القرءان وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الشرع حقٌّ لأنه معصوم عن الكذب، قال الشيخ أحمد المرزوقي: [رجز] وكُلُّ ما أتى بِهِ الرَّسولُ فحَقُّه التسليمُ والقَبُولُ قال المؤلف رحمه الله: وَالإِيمانُ وَاحدٌ وَأهلُهُ في أَصلِهِ سَوَاءٌ والتَّفاضُلُ بَينَهُم بِالخَشيَةِ والتُّقى ومُخَالَفَةِ الهَوَى وَمُلازَمَةِ الأَولى. الشرح أن الإيمانَ باعتبار أصله شىءٌ واحدٌ بين المؤمنين كلّهم لا يَفضُل هذا على هذا لكن باعتبار صفته يكون التفاضل، فمن كان خاشيًا لله تعالى تقيًّا مخالفًا لهواه ملازمًا للأَولَى أي سالكًا مَسلك الورع هذا يزيدُ على غيره أي يزيدُ إيمانه على إيمان غيره من حيث الوصف أما من حيث الأصلُ فلا يزيد إيمانٌ على إيمانٍ.