fbpx

الدرة البهية – الدرس 23

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال المؤلف رحمه الله: وَلا نَرَى السَّيفَ عَلَـى أَحَدٍ مِن أمَّة مُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم إلا مَن وَجَبَ عَلَيهِ السَّيفُ. الشرح أنه لا يجوز قتل المسلم البَرّ والفاجر إلا مَن ثبت عليه القتل كالنفس بالنفس والثيّب الزاني، كذلك يجوز قتال البغاة حتى يرجِعوا إلى طاعة الخليفة. قال المؤلف رحمه الله: وَلا نَرى الخُروجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلاةِ أمُورِنَا وإن جَاروا. الشرح أنه يحرم الخروج على السلطان الذي انعقدت بيعته الشرعية ولا نحاربهم ولا نخلعهم من الخلافة وإن ظلموا، وإنما يُخرج عليهم إذا كفروا. قال المؤلف رحمه الله: وَلا نَدعُو عَلَيهم ولا نَنزِعُ يَدًا مِن طَاعَتِهِم. الشرح أنه لا ندعو عليهم دعاءً يؤدي إلى تحريك فتنة، «ولا نَنزِعُ يَدًا مِن طَاعَتِهِم» أي نطيعهم وإن كانوا جائرين فيما لا معصية فيه. قال المؤلف رحمه الله: ونَرى طَاعَتَهُم مِن طاعَة الله عَزَّ وَجَلَّ فَريضَةً مَا لَـم يأمُرُوا بِمَعصِيَةٍ. الشرح طاعة أولي الأمر فرض فَرَضَهُ الله تعالى والطاعة التي أمر الله بها المؤمنين لأُولي الأمرِ هي الطاعة في طاعة الله. قال المؤلف رحمه الله: وَنَدعُو لَـهُم بِالصَّلاَحِ والمُعَافَاةِ. الشرح أننا ندعو لهم أن يُصلحهم الله. وقوله «المُعَافَاةِ» أي أن يُزيل عنهم ما بهم من الجَور والظلم بأن يتوب عليهم. قال المؤلف رحمه الله: وَنَتبَعُ السُّنَّةَ والجَمَاعَةَ وَنَجتَنِبُ الشذُوذَ والخِلافَ والفُرقَةَ. الشرح أهلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ هم الذين يعتقدون عقيدةَ الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وإنما سُمُّوا أهلَ السنة لأنهم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم متبعون لأصحابه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باتباع ما كان عليه أصحابه، وأما تسميتهم بالجماعة فلأنهم لم يخرجوا عن جمهور الأمة في الاعتقاد الحق أما الشراذم المفترقة عنهم إلى اثنتين وسبعين فرقة فهذه خالفت اعتقاد الصحابة. ويعني بالشذوذ الخروجَ عن الإجماع في المسائل الاجتهادية التي اجتهد فيها أهل الاجتهاد، وبالخلاف مخالفةَ من خالف ذلك بفراقهم. قال المؤلف رحمه الله: وَنُحِبُّ أَهلَ العَدلِ وَالأَمَانَةِ وَنُبغِضُ أَهلَ الجَورِ والخِيَانَةِ. الشرح هذا يؤكد تضمنَ حرمةِ الخروج عن الإجماع. وأراد المؤلف بأهل العدل والأمانة أهلَ السنة المتمسكين بالعدل من ولاة الأمور، وأراد بأهل الجَور والخيانة أهلَ الخلاف والعصيان. قال المؤلف رحمه الله: وَنَقُولُ الله أَعلَمُ فِيمَا اشتَبَهَ عَلَينَا عِلمُهُ. الشرح أن الشىء الذي لا نعلمه نقول إننا نفوّض فيه العلم إلى الله، والمعنى أن الإنسان قَد يتشكك عندما يشتبه عليه الأمر، فعندئذ يلجأ إلى التفويض إلى الله ويعتقدُ الحقية في كل ما ثبت عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعرفُ يقينًا أن عقول الخلق قاصرة عن الحِكَم البشرية فكيف تُدرِك جميعَ الحكمِ الربوبية، كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: «يا أيها الناس اتهموا ءاراءكم وأحسِنوا الظن برسول الله فيما يُروى لكم عنه». قال المؤلف رحمه الله: وَنَرَى المسحَ عَلَى الخُفَّينِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ كما جَاءَ في الأَثَرِ. الشرح لا مخالِف في هذه المسئلة بين الصحابة ولا مَن بعدهم من أهل الحق، فحديث المسح على الخفين متواتر رواه عدد لا يُحصى من المحدثين في مؤلفاتهم عن سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المؤلف رحمه الله: وَالحَجُّ والجِهَادُ مَاضِيَان مَعَ أُولي الأَمرِ مِنَ المُسلِمِينَ بَرّهم وَفَاجِرِهِم إلى قِيامِ السَّاعَةِ لا يُبطلُهُمَا شَىءٌ وَلا يَنقُضُهُما. الشرح أنه يجب الجهاد مع الإمام البَر والفاجرِ، فإذا استنفر الإمام المسلمين للجهاد وجب عليهم طاعته إن كان برًّا وإن كان فاجرًا والمراد جهادُ الكفار، وكذلك يُطاع للحج أي يُقتدى به ولا يُتمردُ عليه لأنه أدرى بمصلحة العبادات كما هو أدرى بمصلحة الجهاد أي قتال الكفار. قال المؤلف رحمه الله: وَنُؤمِنُ بِالكِـرَامِ الكَاتِبينَ فَإنَّ الله قَد جَعَلَهُم عَلَينا حَافِظِينَ. الشرح الكرام الكاتبون هم الملائكة الذين أمرهم الله تعالى بكتابة أعمال العباد فإن الله جعلَهم علينا حافظين قال تعالى {وَإِنَّ عَلَيكُم لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعلَمُونَ مَا تَفعَلُونَ} [سورة الانفطار] . قال المؤلف رحمه الله: وَنُؤمِنُ بِمَلَكِ الموتِ المُوَكَّلِ بِقَبضِ أَروَاحِ العَالَمينَ. الشرح العالمون هم الإنس والجن، وملك الموت المراد به عَزرائيل وعند بعضهم عزرائيل وأعوانه، وقد جاء إسنادُ التوفي إلى الملائكة بلفظ الجمع وجاء بلفظ الإفراد، ففي الموضع الذي جاء اللفظ بالإفراد يكون المعنى أن الذي يقبض الأرواح مباشرة هو عزرائيل ثم يستلم منه الأرواحَ غيرُهُ من الملائكة الذين يكونون معه وهم قسمان ملائكةُ رحمة وملائكةُ عذاب، وحيث جاء بصيغة الجمع فالمراد عَزرائيلُ وأعوانهُ لأن كلًّا منهم له دخلٌ في قبض الروح. قال المؤلف رحمه الله: وَبعذابِ القبرِ لِـمَـن كَانَ لَهُ أَهلًا. الشرح يجب الإيمان بعذاب القبر للكفار وأهل الكبائر إلا من رحمه الله تعالى منهم أي من أهل الكبائر، ومن أكبر أسبابه تركُ الاستنزاه من البول والغيبةُ والنميمةُ. والدليل على وجود عذاب القبر قولُه تعالى {النَّارُ يُعرَضُونَ عَلَيهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذَابِ} [سورة غافر]، وأحاديثُ منها قوله عليه السلام «استنزهوا من البول فإن عامَّة عذاب القبر منه» رواه الدارقطني