fbpx

الدرة البهية – الدرس 27

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال المؤلف رحمه الله: وَبُغضُهُم كُفرٌ ونِفَاقٌ وَطُغيَانٌ. الشرح المراد بهذا بغض جميعهم فمن أبغض جميع الصحابة فهو كافر، ولا يعني بذلك أن من أبغض واحدًا يكون كافرًا ولا سيما إن كان بغضه لبعضٍ لسبب شرعي. قال المؤلف رحمه الله: وَنُثبِتُ الخِلافَةَ بَعدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَوَّلا لأَبي بَكرٍ الصّدِيقِ رَضِيَ الله عَنهُ تَفضِيلًا لَهُ وَتَقدِيمًا عَلَى جَمِيع الأُمَّةِ ثُمَّ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنهُ ثُمَّ لِعُثمَانَ رَضيَ الله عَنهُ ثُمَّ لِـعَليّ بنِ أَبِي طَالبٍ رَضِيَ الله عَنهُ وَهُمُ الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَالأَئِمَّةُ المُـهتَدُونَ. الشرح أنه يُعلم من هذه العبارة أن أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، أما تفضيل أبي بكر وعمر على من بعدهما فبإجماع أهل الحق، وأما تفضيل عثمان على عليّ فهو ما عليه أكثر أهل السنة، وقد خالف بعض أهل السنة في ذلك فقال لا نفضل هذا على هذا ولا هذا على هذا. وقوله « الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ» ليس معناه حصرَ الخلافة الراشدة في الأربعة بل الحسنُ بن علي داخلٌ في الخلافة الراشدة وكذلك عمرُ بن عبد العزيز يسمى خليفةً راشدًا. قال المؤلف رحمه الله: وَإِنَّ العَشَرَةَ الذينَ سَمَّاهُم رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَبَشَّرَهُم بِالجَنَّةِ نَشهَدُ لَـهُم بِالجَنَّةِ عَلَى مَا شَهدَ لَـهُم رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَولُهُ الحَقُّ وَهُم أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَعُثمَانُ وَعليٌّ وَطَلحَةُ والزُّبَيرُ وَسَعدٌ وَسَعِيدٌ وَعَبدُ الرَّحمـنِ بنُ عَوفٍ وأَبُو عُبَيدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وَهُوَ أَمِينُ هذِهِ الأُمَّةِ رَضِيَ الله عَنهُم أَجمَعِينَ. الشرح أننا نشهد بالجنة للعشرة الذين بشَّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره وسعدُ ابن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك، وأما سعيد فهو سعيد ابن زيد، وأما أبو عبيدة فاسمه عامر. قال المؤلف رحمه الله: وَمَن أَحسَنَ القَولَ في أَصحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَزوَاجِهِ الطَّاهِراتِ مِن كُل دَنَسٍ وَذُرّيّاتِهِ المقَدَّسِينَ مِن كُلّ رِجسٍ فَقَد بَرِىءَ مِنَ النِـّفاقِ. الشرح أن أزواجَ النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي فُزنَ بِعِشرَتِهِ يجب تعظيمهن ومحبتهن كما يجب محبة الصحابة. والرّجسُ المذكور في قوله تعالى {لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيترِ} [سورة الأحزاب] هو الشرك، والتقديس التطهير. وهذا الفضل شامل لأهل بيته عليّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ والعباسِ ونحوِهم، ولا يُتوهم أن أهل البيت خاصٌّ بالذكور بدليل قوله تعالى {قَالُوا أَتَعجَبِينَ مِن أَمرِ اللَّهِ رَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ} [سورة هود] والخطاب في هذه الآية إلى زوجة إبراهيم. قال المؤلف رحمه الله: وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ وَمَن بَعدَهُم مِنَ التَّابِعِينَ أَهلُ الخَيرِ والأَثَرِ وَأَهلُ الفِقهِ وَالنَّظَرِ لا يُذكَرُونَ إلا بِالجَمِيلِ وَمَن ذَكَرَهُم بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى غَيرِ السَّبِيلِ. الشرح ذلك لأن تعظيمَ هؤلاء وتوقيرَهم من تعظيم دين الله وهم خلفاء الرسول في تبليغ الشريعة إلى الناس فوجب توقيرُهم وتعظيمُهم واتباعهُم، ولأن الله نَدَبنا إلى الدعاء والاستغفار لهم بقوله {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلَّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [سورة الحشر] الآية، فهذا هو سبيل المؤمنين أن يواليَ بعضُهم بعضًا لحق الإيمان الذي جمعهم وقد قال الله تعالى {وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ} [سورة التوبة]، فمن ذكرهم بسوء فقد عدل عن سبيل الموالاة الدينية وذلك من علامات النفاق والخِذلان وذلك لأنهم بصلاحهم صاروا أحبابَ الله. قال المؤلف رحمه الله: ولا نُفَضّلُ أَحَدًا مِنَ الأَولِيَاءِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الأَنبِيَاءِ عَلَيهِمُ السَّلامُ وَنَقُولُ نَبِيٌّ وَاحِدٌ أَفضَلُ مِن جَميعِ الأَولِيَاءِ. الشرح وذلك لقوله تعالى {وَكُلَّا فَضَّلنَا عَلَى العَالَمِينَ} [سورة الأنعام] أي أنّ كلًّا من الأنبياء الذين ذُكروا فضلناه على العالمين وذلك بمرتبة النبوة فيشاركهم في ذلك غيرُ المذكورين لأن الصفة التي فُضلوا من أجلها موجودةٌ في الجميع وهي النبوة. ولا يجوز تأويل الآية بأن المرادَ عَالَمُو زمانِ أولئك المذكورين لأن هذا تأويل بلا دليل وهو ممنوع.