برنامج حلية البشر للشيخ طارق اللحام
اسم المادة: حلية البشر
الرقم: 0011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله عنا كل خير. لا تنسوا إخلاص النية لله. هذا كتاب المبارك سبحان الله بذكر النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام الذين رووا هذه الأحاديث عنه، تنزل البركات والرحمات، يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم. أخلصوا النوايا لله ولا تنسوا أن من ينشر مثل هذا يكون له ثوابه، يعني مثل ثوابه، فالدال على الخير كفاعله، دائمًا تذكروا هذا لله.
بسم الله والحمد لله وصلى اللهُ وسلّمَ على رسولِ الله
بابُ ما يقولُ بعد التشهدِ الأخير
يعني عندما أقرأ: “التّحياتُ المباركاتُ والصّلواتُ والطيباتُ لله، إلى آخرها، ماذا أقول بعدها وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل السلام، ماذا نقول؟ روى مسلمٌ في صحيحِه عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله ﷺ: “إِذا فَرغَ أَحَدُكم مِن التشَهُّدِ الآخِر فليتعوَّذْ باللهِ من أَربعٍ” يعني أتعوذ بالله أَقول: أَعُوذُ بالله، أَستَجِيرُ بالله “مِن عذابِ جَهنم، ومن عَذابِ القبر، ومن فِتنةِ المحيا والممات، ومِن شرِّ المسيحِ الدجال” وهذا مما استعاذَ منهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
أَحبابي، الاستِعاذة من هذه الأَشياء تدُلُّ على أُمور: أَوَّلًا نستعيذُ من عذابِ جَهنّم، فهذا يدُلُّ على أَنَّ اللهَ لا يُحبُّها، لوْ كانت جَهنّم يُحبُّها الله ما استعذنا منها، فإذًا جهنمُ نكرهُها لا نحبُّها لكن لا نقولُ عنها كلامًا يُعارِضُ القرءانَ، لا نقولُ عنها تفنى، لا نقولُ عنها لا يتعذب الكفارُ فيها ونحو ذلك من العبارات تُحذَر.
ومن عذابِ القبر، هذا مما جاء فِي عذابِ القبر وقد ذكر الحافظُ السيوطيّ رحمه الله أنَّ عذابَ القبر تواترت الأحادِيثُ التي تدلُّ عليه. فإذًا عذابُ القبر هذا إنكارُهُ تكذِيبٌ للدين. فاحذروا يا أحباب من هؤلاء حزبِ التحرير الذين يُنكِرونَ عذابَ القبر. نسأل اللهَ السلامة.
والنبيُّ ﷺ علَّمنا أَن نستعيذَ من فتنةِ المحيا والممات. فِتنةُ الدنيا كثيرة، فِتنُ الدنيا عظيمة، اللهُ يُجِيرُنا. ومنها المال وسُمِّيَ المالُ مالًا لأَنَّ النَّفسَ تميلُ إليهِ.
ومن شَرِّ المسيحِ الدّجال: هذا الأَعوَر يُقالُ لهُ ويُقالُ لَه الدجّال لأَنّهُ كذّاب، قيل فيه المسيح، هذا الدجال (وُصِفَ بذلك) لأنّه يدور الأرض بِوقتٍ قصير، هذا فتنة، جعلهُ الله يدّعِي الأُلوهِيةَ والعياذ بالله وأمّا رسولُ الله عيسى ابنُ مريم صلى الله عليه وعلى نبيِّنا وسلّم سُميَ المسيح لأنه كان يمسحُ على الأعمى فيُشفى بإذنَ الله تعالى وسُميَ المسيح لأَنّه كانُ يُكثِرُ من السِّياحة للدعوةِ إلى الله، السياحةُ في الأرض يعني يمشي كثيرًا في الأرض، يدعو الناسَ للإسلام، لعِبادَةِ اللهِ وَحدَه.
وروى البخارِيُّ ومسلم في الصحيح وغيرُهما عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يدعو في الصلاة: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ” هذه وردَت لكن المأثم، يعني الإثم، يعني الذنب، أعُوذُ بِكَ أَن أَقَعَ فِي الذنب. والمغرم معناهُ أعُوذُ بِكَ يا ربِّ أَن أَصيرَ من الغارمين، يعني الذينَ لا يستطيعون وفاءَ الدُّيون.
وروى مسلمٌ في صحيحِهِ وأحمد في مسندِه وابنُ حبانَ في صحيحِه عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قال: كانَ رسولُ الله ﷺ إِذا قامَ إلى الصّلاة ءاخِرَ ما يقولُ بين التّشهدِ والتسليم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي -أَسرفَ، يُسرِفُ يعني تجاوزَ الحدَّ المأذونُ له ُبهِ في الشّرع هذا معنى الإسراف- أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ – الله يُنزلُ الأشياءَ منازلِها فلا يُعترَضُ عليه– لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ”.
وروى البخارِيُّ ومسلم في الصحيحِ والترمذيُ والنسائيّ ُوابنُ ماجه في السنن وأحمد وغيرُهم عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأمدنا بأمداده ءامين، قال: يا رَسولَ اللَّه، عَلِّمني دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاتي، قَالَ ﷺ: “قُلْ: اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيم”.
وفي روايةٍ “كبيرا” بالباء وهذا معناهُ يقول: “اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا” رواية ظلما كثيرًا، رواية ظلما كبيرًا.
بابُ ما يقال في دُبرِ الصّلاة المكتوبة بعدَ السّلام
يعني عقِبَ الصلاة، المكتوبة أي المفروضة واللهُ تعالى ما فَرضَ علينا منَ الصلاة غير هذه الخمس. كُلّ الباقي من السنن: الوتر، التراويح، الضحى ونحوها كل هذا من السنن، أما الصلوات الخمس وحدها المكتوبات يعني المفروضات. وأما الجمعة فهذه تكون بدل الظهر من المكتوبات لكن لا تعد كل يوم، لذلك يقال خمس.
رَوى مُسلمٌ في صحيحِه وابن ماجه في السنن عن ثَوبانَ رضي الله عنه مَوْلى رسولِ الله ﷺ، يعني كانَ عَبدًا مملوكًا، قالَ: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا انْصَرَفَ من صلاتِه استغفرَ ثلاثًا، هذا الذي ذكرت لكم في حلقة سابقة بأن النبي كان النبي يقول: أَستغفرُ الله، كما روى مسلِمٌ وذكرَ ذلك الأوْزاعِيُّ رضي الله عنه وأرضاه، وَقالَ عليه الصلاة والسلام بعد الاستغفار: “اللَّهم أَنتَ السّلامُ ومِنكَ السَّلام تَباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ“. يا سلام، “اللَّهم أَنتَ السلامُ “السالمُ من كُلِّ نقصٍ وعَيب، لذلك لا يقال: “يسْلملي ربّك”، هذا لَفظٌ ممنوع فِي لغة العرب، فاسد المعنى لأَنَّهُ يكون الذي يَسلَم تُصِيبُهُ ءافات واللهُ السّالم مِن كُلِّ نقصٍ وعَيب. السّلام من أسماءِ اللهِ تعالى. وأُحذِّرُ أَيضًا من كلمةٍ انتشرت فِي حلب وبعضِ النواحي يقولون: أبوس ربَّك. أقول بالعاميّة: الذي يبوس وينباس هذا جسم. الله تعالى ليسَ جسمًا لذلك أحبابي حذّروا الناسَ من هذا اللفظ. من يفهمُ المعنى كذَّبَ الشرعَ، كذبَ القرءان. اللهُ ليسَ كمثلِه شىء، فَتَنَبَّهوا. الإنسان محاسَب على ما يتكلّم به.
“ومنكَ السَّلام“، ما معنى ومنك السلام؟ أنتَ تُعطي يا ربّي السلامَةَ. يعني من عَصمهُ اللهُ من النّقائص، هذا بِتسليمِ اللهِ له. هذا معناه.
وروى البخاريُّ ومسلم في الصحيح والطبرانيُّ في الدعاء وغيرُهم عن المغيرةِ بن شُعبَة رضي الله عنه أَن رسولَ الله ﷺ كان إِذا فرغَ من الصلاة وسلَّمَ، يعني بعد الصلاة بعد التسليم، قال: “لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ وهو على كل شىءٍ قديرٌ -لا يعجزه شيء- اللهمَّ لا مانِـعَ لما أَعطيتَ، ولا مُعْطِيَ لما مَنعتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منكَ الجدُّ“ هذا مر معنا معناه لا ينفع عند الله الغِنى صاحِبَ الغِنَى. هذا المال ليسَ هو الذي يُعْلِي قدركَ عندَ الله.
وروى مُسلمٌ في صحيحه وأبو داود والنسائي في السنن وغيرهم عن عبدِ الله بن الزُّبير رضي الله عنهما، هذا ابن أسماء بنت أبي بكر، يعني خالَتُهُ عائشة. النبيُّ سماهُ عبدَ الله وكَنّى عائشة خالَتَهُ: أُمَّ عبدِ الله. هذا عبدُ الله بنِ الزبير شأنُه عالٍ. كان إذا صلّى كأنّهُ شجرةٌ مغروسةٌ في الأرضِ من ثباتِه وتَمَكُّنِهِ فِي الطاعةِ رضي الله عنه كسَبَ جُرأةً من حادثة. مَرَّةً النبيُّ ﷺ عُملَ لَهُ الحِجامة فهذا الدّم الذي يخرُج قالَ لِعبدِ الله: “غَيِّبْهُ يا عبدَ الله”، يعني ضَعهُ فِي مكانٍ لا يراه أحد، فَشرِبَهُ. دمُ النبي وفضلاتُهُ طاهرة، ليسَ كباقي البشر. فقالَ له النبيّ: “غَيَّبْتَهُ؟” قالَ: “نعم في أَغيبِ مكان”، معناه لا يراهُ أحدٌ من البشر، فبعد ذلك كسَبَ جُرأةً عجيبة، سبحان الله. النبيُّ كُلُّه بركة قال سيدنا عبد الله بن الزبير: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ إذا سلَّمَ من الصّلاة :“لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شىءٍ قديرٌ، لا حَولَ ولا قُوةَ إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نَعبُدُ إلا إِيّاهُ، لهُ النِّعمةُ والفضلُ، ولهُ الثناءُ الحسنُ – يعني نمدحه ونصفه وصفًا يليقُ به- لا إله إلا الله مخلصينَ لهُ الدّينَ ولوْ كَرِهَ الكافِرون. لو عادانا الكافرون، فلا نعبدُ إلا الله، هذا معنى مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
وروى مسلمٌ في صحيحِهِ عن كَعبِ بن عُجْرةَ رضي الله عنه عنْ رسولِ الله ﷺ قال: “مُعَقّبَاتٌ لا يَخيبُ قائِلهُنَّ أو فاعِلُهنَّ دُبُر كلِّ صَلاة مكتوبةٍ”، “مُعَقّبَاتٌ” شىءٌ تقولُهُ عقِبَ الصلاة. يعني قائِلُ هذا يفُوز، يربح، لا يخسر، دبر كل صلاة، عقب كل صلاة مكتوبة، “ثلاثًا وثلاثينَ تَسبيحةً -سبحان الله- وثلاثًا وثلاثين تحميدةً -الحمد لله- وثلاثًا وثلاثينَ تكبيرةً” الله أكبر. وكما حذَّرت سابقًا، كثيرٌ من المصلّينَ اليوم في المساجِد إذا قالَ لهم الإمام سبحان الله ليقولوا ثلاثَ والثلاثين ترى بعضهم يقول ويحرك على أصابعه بزعمه انه انتهى من قولِها 33 مرة وهذا تحريف، يحرفون، فليقلها مرة بلفظٍ صحيح، بنيةٍ حسنة له ثواب.
وفي حديثٍ ءاخر لمسلمٍ عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه عن رسولِ الله ﷺ أَنّ من فَعلَ ذلك أي ٣٣ مرة سبحان الله، ٣٣ مرة الحمد لله، ٣٣ مرة الله أكبر ويزيد تمام المائة وَقالَ تمامَ المائة: “لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، لهُ الملكُ ولَه الحمدُ وهو على كلِّ شىءٍ قَدير، غُفِرَت ذُنوبُه وإن كانت مثلَ زَبَدِ البَحر“. مهما كانت كثيرة، الله تعالى يغفرُ له
وروى البخاري في الصحيح عن سَعدِ بن أَبي وَقّاصٍ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذُ دُبُرَ الصلاةِ بهؤلاءِ الكَلمات: “اللهمَ إني أعوذُ بك من الجُبْنِ” الجُبنُ بِعكسِ الشّجاعة. هي صفةٌ مذمومة. يعني الواحدُ منا لا يصفُ النبيّ بالجبن ولا يعني أنه قد يحصل من النبي الجبنُ. واحدٌ عل المنبر والعياذ بالله سبَّ نبيَّ اللهِ موسى، قال: أمّا محمدٌ فشُجاع وأما موسى فجبان! هذا كأنّهُ سبَّ محمدًا صلى الله على نبينا وعلى موسى. كلُّ الأنبياء شجعان صلى الله عليهم أجمعين. ” اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذُ بك أن أُردَّ إلى أَرذَلِ العُمُرِ” هذا “أرذل العمر” يعني الخرف، ما يسمى الآن الزهايمر. هذا حالٌ علمنا النبي ﷺ أن نستعيذ منه والأنبياء لا يُصابون به. انتبهوا: كلُّ مرض يُنفِّرُ الناس من الأنبياء لا يحصل للأنبياء، كخروج الدُود. ما حصلَ لِنبيِّ اللهِ أَيوب. الخَرَف، ضيعان العقل، الجنون لا يحصل لنبيٍّ من الأنبياء. ” وأعوذُ بك من فتنةِ الدنيا”. “فتنة الدنيا” كالمالِ والنساءِ والحكم، ما يسمى عندنا الكرسيّ. هؤلاء يقتلون آباءَهم لأجل الحكم، لأَجلِ الملك. “وأعوذ بك من عذابِ القبر”
وروى أبو داودَ والنَّسائي في السنن وأحمدُ في مسندِه عن مُعاذٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله ﷺ أَخذَ بيدِه وقال، اسمعوا يا احباب. هذا الحديث عُرِفَ من الأحادِيث المسَلسَلة وكان كُلّ راوٍ يفعل كما فعل النبي ﷺ مع معاذ. سبحان الله، إلى أيامنا، من عاداتِ العلماء وطلاب العلم يتبعون هذه الخصلة الطيبة: يأخُذُ بِيَدِ المريد كما أخذَ النبي ﷺ بيدِ معاذ ويقول لهُ، وقال النبي: “يا مُعاذُ واللهِ إِني لأُحِبُّكَ” فيقول الشيخ لتلميذه، أي الذي يُعطيهِ الحَدِيث، يقول: “واللهِ إِني لأُحِبُّكَ “ ثم قال: “أُوصيك يا مُعاذ لا تَدَعَنَّ في دُبُر كُلِ صلاةٍ أَن تقول: اللهمَّ أَعنّي على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسْنِ عِبادتِكَ“. فأنتم أحبابي وأنا، نُواظِب على هذا الذكر. انظروا إلى قِصَرِهِ لا تتركوهُ دبُر كلِّ صلاة بعد السلام تقولون: “اللهمَّ أعنّي على ذكركَ وشُكركَ وحُسنِ عِبادتِكَ“.
وروى ابنُ السني والنسائي وأحمد وغيرهم بإسنادٍ حسن عن أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقولُ في دُبرِ الصلاة: “اللهم إنّي أعوذُ بكِ من الكُفر والفَقرِ وعذابِ القَبر”. “أعوذُ بكِ من الكُفر” الذي هُوَ أَشدُّ الذنوب والأنبياء لا يحصُلُ منهم هذا. “والفقر” ليسَ معناهُ كُل الفقرِ مذموم، انتبهوا. ليسَ معناهُ كُل الفقرِ يكون مذمومًا، لا وإنما هناك فقرٌ ممدوح كَفقرِ الأنبياء. أكثرُ الأنبياء والأولياء كانوا فقراء. هذا ردٌّ على هذا مُدرِّس الدجاج الذي كان يقولُ والعياذ بالله: الفقير كافر على طوؤَين لأنه ما دفع زكاة وما راح عالحجّ! أعوذ بالله! كَفَّرَ الفقراء! والنبيُّ قال ﷺ : “يدخُلُ فقراءُ المهاجرينَ الجَنّة قبلَ أَغنيائِهم بِخمسمائة عام“. وقالَ في حديثِ المعراج عليه الصلاة والسلام: “دَخَلتُ الجَنَّةَ فرأيتُ أَكثر أهلِها الفقراء“. هذا كَفَّرَ الفقير! وواحِدٌ هنا أيضًا قريب منا، أَنا سمِعتُهُ، سمِعْتُ صَوْتَهُ بالمسجّل لكن شيخنا سمع منه هذا وبعض من كانَ فِي المجلس وأنا رأيتُها في كتابٍ لَهُ يقول: لا يجتمعُ فقرٌ وإسلام!! كَفَّرَ الفقراء، أعوذ بالله! قالَ: المجتَمع الذي فيه فقر لا يكون مجتمعًا إسلاميًّا! أينَ ذهبوا بهذه الأحاديث؟؟ أسأل الله السلامة.
وروى مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن حبانَ والبيهقي وغيرهم عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّ النبيَ ﷺ إذا سلّم، أي من الصلاةِ، قال: “اللهم اغفر لي ما قَدمتُ وما أَخَّرتُ وما أَسرَرتُ وما أَعلَنتُ وما أَنت أَعلمُ به مِني، أَنتَ المقدم وأَنتَ المؤخِّر، لا إله إِلا أنت”.
الله يُوفِّقُنِي وإياكم أن نُواظِبَ على هذه السنن والأوراد والأذكار، ءامين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.