حلية البشر – الدرس 18

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج حلية البشر للشيخ طارق اللحام اسم المادة: حلية البشر الرقم: 0018 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم وأحسنَ إليكم. وصلنا إلى ما يقال عند تلقين الميّت أو عندَ التَّعزية بإنسان أو نحو ذلك أو عند المصيبة، الله تعالى يحفظني وإيّاكم ويرزقُنا الصَّبر. الصَّبر ضياء. الصَّبرُ بأنواعِه ضياءٌ للقلوب ومن تركَ الصبرَ يهلِك. الله يجعلنا من الصابرين ءامين. أخلصوا النوايا لله. بسم الله والحمدُ لله وصلّى الله وسلَّمَ على رسولِ الله. كذلك عبرة سبحانَ الله، تكلَّمنا عمَّن تزوج ماذا يقول، والآن نتكلَّم عمَّن ماتَ ماذا يُقالُ له، هكذا الدنيا، ناس تموت ناس بتعيش، هذا بيتزوج هذا بيمرض هذا بيفقر هذا يغنى، سبحان الله الذي يغيّر ولا يتغيَّر. روى مسلم والترمذي وغيرُهما عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضيَ الله عنه قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم: “لقِّنوا موتاكُم لا إله إلّا الله”. كلُّ نبيٍّ كانَ يقولها. المسلم أيام عيسى كان يقول لا إله إلا الله عيسى رسول الله. المسلمُ أيام موسى كانَ يقولُ لا إله إلّا الله موسى رسول الله، وهكذا كل النَّبيّين. كان المسلم في زمان كلِّ نبيٍّ يؤمنُ بالله ربًّا ويؤمنُ بنبيّ زمانِهِ. ونحن نقول لا إله إلّا الله محمدٌ رسول الله هذه المسألة علموها. كنت أنا والحاج سمير الكعكيّ الذي يؤذِّن في مسجد برج أبي حيدر حفظه الله، دخلنا عشرات الأماكن فيها عزاءات، كنّا إذا تكلَّمنا بهذه المسألة نرى كثيرين يظنّون أنَّ عيسى على غير الإسلام والعياذ بالله أو أنَّ موسى ما جاءَ بالإسلام، هذه المسألة علِّمُوها، كلُّ الأنبياء مسلمون. فالرَّسولُ قال: “لقِّنُوا موتاكم”. والموتى يا أحباب، يشمَل المحتضر يعني الذي ما فارق بعد الحياة ويشمل الذين فارقتهم الحياة وبعد لم يدفنوا والذين هم من أهلِ القبور، فنحن نلقِّنُ موتانا عند الاحتضار وكذلك إذا أدخلناهُ في القبر نقول بسم الله وعلى مِلَّةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّمَ. وروى مسلمٌ والبيهقيُّ وأحمدُ وغيرُهم عن أمِّ سلمةَ أنَّها قالت: دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ على أبي سلمة وقد شُقَّ بصرُه، يعني كان قد ماتَ وبصرُه مفتوحًا، وهذا أحباب لأنَّ الروحَ إذا قبض تبعَهُ البصر، شو عمل الرسول؟ أغمضه يعني سكر له عيناه، ثمَّ قال: “إنَّ الروحَ إذا قُبضَ تبعه البصر” فصاح ناسٌ من أهله، بكوا وصرخوا، فقال: “لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإنَّ الملائكةَ يؤَمِّنون على ما تقولون” علَّمهم أن لا يدعوَ الواحد منا على نفسه دعاءً بلا خير دعاءً في شر إياك لا على نفسك ولا على مسلم بغير حق. ثمَّ قال عليه الصَّلاة والسَّلام: “اللهمَّ اغفر لأبي سلمةَ وارفع درجته في المهديين واخلفهُ في عقبه في الغابرين” يعني احفظ ذرِّيَّتَهُ في المستقبل واغفر لنا وله يا ربَّ العالمين. فالنبي عليه الصَّلاة والسَّلام دعا لأبي سلمة قال: “اللهم افسح له في قبره” يعني وَسِّع له قبرَه. القبر إما أن يكون روضةً من رياض الجنة أو حفرةً من حفر النيران. أصلحوا أعمالكم، أصلحوا أقوالَكم، أصلحوا نيّاتِكم لله تبارك وتعالى. ودعا له قال: “ونَوِّر له فيه” لأنَّ القبر، قبورَ بعضِ الناس تُنَوَّر بنورٍ يشبه نورَ القمر ليلةَ البدر. بابُ ما يقال في تدليةِ الميت في قبره، يعني عند إدخال الميت في القبر، إنزالِه في القبر ماذا نقول روى الطبرانيُّ وغيره عن ابن عمر رضيَ الله عنهما أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا وضعتُم موتاكُم في قبورِهم فقولوا بسم الله وعلى سُنةِ رسولِ الله” صلى الله عليه وسلَّم، يعني نتَّبعُ سُنةَ النبي بما فعل عليه الصلاة والسلام. ويا أحبابي، الواحدُ إذا سمعَ كلمة سُنة أحياناً يراد بها الشريعة والأحكام العقيدة التي كانَ عليها وأحيانًا يراد بها الطريقة التي كان عليها، وتستعمل كلمة سُنة على معنى أنَّها غير الفرض، يعني في فعلِها ثواب ومَن تركَها ليس عليه عقاب. هنا معناهُ على طريقةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم. ولا شكَّ أنَّ الميت يا أحباب يوضع على جنبه الأيمن، صدره إلى القبلة، هذا واجب أن يكونَ صدرُه إلى القبلة، وأمّا على شقِّهِ الأيمن فهذا من السُّنَّة. وكذلك أيضًا بالنِّسبةِ لهذا الميت إذا وُضِعَ في القبر لا نضع عليه التراب مباشرةً، وإنَّما يكونُ عليه مثل البلاط أو الحجر فاصل ثمَّ يوضع بعد ذلك التُّراب. ثمَّ باب الاسترجاع عند المصيبة، يعني إذا أصابتكَ مصيبة ماذا تقول. والاسترجاع أي قول إنَّا لله، نحن مُلك لله والله يفعل فينا ما يشاء، وإنَّا إليه راجعون، معناه نحن نعودُ إلى الله تعالى للحساب، يبعثُنا للحساب. الله يختم لنا بالحسنى. روى مسلم والطَّبرانيُّ في الكبير عن أمِّ سلمةَ رضيَ الله عنها أنَّها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول: “ما من عبدٍ تصيبُه مصيبة فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون اللَّهم أجُرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها إلا وأجره الله في مصيبته وأخلفه خيرًا منها” وقالتها أمُّ سلمة بعد وفاةِ أبي سلمة فكانت تقول في نفسها: “ومن يكونُ خيرًا من أبي سلمة؟” ما خطرَ ببالها النبي صلى الله عليه وسلم. ثمَّ بعد مدةٍ تزوجَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها خيرُ الناس عليه الصلاة والسلام. بابُ ما يُقال عند زيارةِ القبور روى مسلمٌ وابن ماجه وأحمد وغيرهم عن بريدةَ رضي الله عنه أنَّه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلَّمَ يعلمُهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلُهم يقول: “السَّلامُ على أهلِ الديار من المؤمنينَ والمسلمين وإنّا إن شاءَ الله للاحقون” هذه رواية. “السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين” معناه ساكنيها، ساكني هذه المقابر. وهنا يا أحباب أهل القبور يسمعون طالما هناك عظامٌ كبيرة أو الجسد ما زالَ في القبر إذا سلَّمتَ على الميت يسمعُكَ ويرد ُّعليكَ، لكن نحن من حيثُ العادة لا نسمعُ ردَّ السَّلام، فإذا دخلنا المقابر من السُّنةِ أن نسلِّمَ على أهلِ القبور ونقول: “السلامُ عليكم أهلَ الديار” أو نقول: “السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين أنتم السابقون ونحن في الأثر” أو “أنتم السابقون ونحن اللّاحقون”. وروى مسلمٌ والطَّبراني عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم أتى المقبرةَ فقال: “السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين وإنّا إن شاءَ الله بكم للاحقون” معناه يا أحباب هذا كان يحصلُ من النبي، يعني كان يزورُ المقابر، فعلينا بزيارةِ القبور، فيها بإذن الله انشراحُ الصُّدور. نعم، لأنَّك تتذكَّر الآخرة ويرقُّ قلبك، تتذكَّر التوبة إلى الله عزَّ وجلَّ. ويجوزُ زيارة القبور في الأعياد ويوم الجمعة وفي أي يوم وفي أي وقت ولا نحرِّمُ على الناس زيارة القبور. أمّا النساء، فقال بعضُ العلماء مكروهٌ أن تخرجَ المرأة إلى المقابر وليس حرامًا، ولم يحرِّم هذا إلّا مجسمةُ العصر المشبهة في أيامنا، محرومون من البركات، سبحان الخالق العظيم. الله يصلح حالهم. فالحاصل، زيارة القبور للنساء جائزة وللرجال جائزة لكن المرأة هل لها ثواب أم لا؟ يعني بزيارة القبر هذا فيه خلافٌ عند أهل السنة والجماعة، لكن لا نحرِّمُ على النساء أن يزرنَ المقابر، وأمّا الرجال فلا شكَّ هذا خير. وهنا مسألة مهمة، هؤلاء يحرمونَ علينا زيارة قبور الصَّالحين والأولياء ويقولون أنتم قبوريّون ويقولون هذه زيارة شركيَّة، أعوذ بالله، نحن تبرَّكُ بالصّالحين، ولا نعتقد فيهم أنَّهم يخلقونَ شيئًا. خالقُ المنافع وخالقُ المضارّ هو الله عزَّ وجلَّ. وروى مسلمٌ أيضًا والنَّسائيُّ وغيرُهما عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالت: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم: “السَّلامُ على أهلِ الديار من المؤمنين والمسلمين يرحمُ الله المستقدمينَ منّا والمستأخرين”، قال “منّا” ترحَّمَ على المسلمينَ الذين سبقونا والذين سيموتون بعدَنا “وإنا إن شاء الله للاحقون”. أمّا من علمنا منه أنَّه ماتَ على الكفر فلا يُترحَّم عليه ولا يستغفَر له لأنَّه أخبرَ الله عزَّ وجلَّ بأنَّ رحمته في الدنيا وسعت المؤمن والكافر، وأمّا في القبر والآخرة فلا ينال الكافرُ الرحمة لا يُرحَم الكافر لا في القبر ولا في الآخرة. وروى الترمذيُّ في سننِه عن ابنِ عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقبورِ المدينةِ فأقبلَ عليهم بوجهِه، يعني النبي عليه الصلاة والسلام استقبلهم بوجهه فقال: “السلامُ عليكم يا أهلَ القبور يغفرُ الله لنا ولكم أنتم سلفُنا ونحنُ بالأثر” يعني سبقتمونا ونحن نلحقكم، قال الترمذي حديثٌ حسنٌ غريب. بابُ الدعاء عند الكَرب والشدائد. الله يلطف بي وبكم، وهذه يا أحباب نحتاجها جميعًا ادعوا لنا وندعوا لكم، الله تعالى يخفِّف عنّا وعنكم بجاهِ كلِّ من له جاهٌ عند الله. أحبابي، تفكروا بهذا قل الحمد لله أن لم يجعل مصيبتي في ديني مهما اشتدَّ عليكَ البلاء اصبر لله، احتسب ولا تقُل إلا ما يُرضي الله، وبنفس الوقت تفكَّر بأنَّ هذا إن صبرتَ لك الأجر والله قادرٌ عليك أن يُنَزِّل عليك أشدّ من ذلك أليس كذلك؟ دفع عنك ما هو أعظم، إذًا اصبر وتوكَّل وقل هذه الأوراد بإذنِ الله تعالى يكن لك الأجر. روى ابن حبان وأحمد والطبراني عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أنَّه قال: لقَّنَني رسول الله، علمه يعني، لقنني قال له قل وهذا دليل لأهل الطرق الصوفية على جواز تلقين المريد الأوراد هذا من أدلَّةِ أهل السنة أنَّ الشيخَ يقول للمريد قل خلفي كذا وكذا وكذا أو قل صباحًا ومساءً. سيدُنا علي قال لقَّنَني رسول الله يعني أمرَه أن يقول، هذا جائزٌ ليس حرامًا. ما يفعله الصوفية الطيبون ويسمّى الطرق الصوفية هذا من البدع الحسنةِ الموافقةِ لما جاءَ به سيدُ العالمينَ محمد صلى الله عليه وسلَّم. قال لقَّنَني رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّمَ هؤلاء الكلمات وأمرَني إن نزلَ بي كربٌ أو شدَّةٌ أن أقولَهن: “لا إله إلا الله الكريمُ الحليم وسبحانَهُ وتباركَ ربُّ العرشِ العظيم والحمدُ لله ربِّ العالمين”. قولوا خلفي: “لا إله إلا الله الكريمُ الحليم وسبحانَهُ وتباركَ ربُّ العرشِ العظيم والحمدُ لله ربِّ العالمين”. نعم يا أحباب، الله لا معبودَ بحقٍّ سواه، كريمٌ وهو حليم، ما معنى الحليم من أسماءِ الله؟ ذو الصَّفحِ والأناه يعني الذي لا يستفزُّهُ غضب، لا يستفزه عصيان العصاة، الحليم يعني الصَّفوح يصفحُ مع القدرة على الانتقام. هكذا يا أحباب، هذا من أسماءِ الله تباركَ وتعالى. وروى الطبرانيُّ وابن أبي شيبة عن عليّ رضي الله عنه أنَّه قال: إذا طلبتَ حاجةً فأحببتَ أن تنجح فقل: “لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له العليُّ العظيم لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له الحليمُ الكريم” ثمَّ سل حاجتك، يعني تقول هذا ثمَّ من بعدها تقول يا الله أعطني كذا كذا ادفع عني كذا كذا وهكذا الدعاء ولو لأمور الدنيا من خير أو للآخرة. وهنا أحباب معنى اسم الله العليّ أي عالي القدر لا علوّ الجهة. الجهاتُ فوق، تحت، أمام، خلف، هذا كلُّه مخلوق. الجهات مخلوقة والله تعالى لا يحتاج إلى جهة. وروى مسلمٌ والنَّسائِي في عمل اليوم واللَّيلة وغيرُهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم كانَ إذا حزبَهُ أمر قال، ما معنى حزَبَهُ؟ يعني أصابه اشتدَّ عليه أمر قال: “لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم لا إله إلا الله ربُّ العرشِ الكريم لا إله إلا الله ربُّ السَّماوات وربُّ الأرض ربُّ العرشِ العظيم” ثمَّ يدعو يعني يقولُ هذا الذِّكر ثمَّ يدعو. وروى أبو داوود وابنُ ماجة وأحمد والطبراني وغيرُهم عن أسماءَ بنتِ عُمَيس رضي الله عنها، هذه كانت زوجة جعفر الطَّيّار، وبعد أن قتل سيدنا جعفر في مؤتة تزوَّجها أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، وبعد سيدنا أبي بكر تزوجها سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه، هنيئًا لها هذه أسماء بنتُ عُميس رضي الله عنها الصَّحابيّة الجليلة قالت: علَّمني رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّمَ كلماتٍ أقولهنَّ عندَ الكَرب: “الله الله ربّي لا أشركُ به شيئًا”. وألفتُ انتباهَكم لأمرٍ مهم، عندَ الذكر اخشع لله استحضر الخوف من الله، أنَّ الله قادرٌ عليك وأنَّه المنتقم وأنَّه يفعلُ بك ما يشاء، هكذا الإنسانُ منّا مع الذكر مع الخشوع فيه الثواب العظيم، أخلص النية واخشع في الذكر هذا أقرب إلى الإجابة. وروى النسائِي عن ثوبان رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلّى الله عليه وسلَّم كان إذا راعَهُ شيء، راعه يعني أحزنَهُ، كانَ إذا أحزنه شيءٌ قال: “الله ربّي لا أشركُ به شيئًا” هذا فيه هذا اللَّفظ. الأول “الله الله ربي لا أشرك به شيئًا”. وروى البخاريُّ ومسلم في الصَّحيح والنَّسائِيُّ في الكبرى عن ابنِ عبّاسٍ رضيَ الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلم كانَ يقولُ عند الكَرب: “لا إله إلا الله العظيمُ الحليم لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم لا إله إلا الله ربُّ السَّماوات وربُّ الأرض ربُّ العرش الكريم”. وروى أبو داوود في السُّنن والنسائِي في اليوم واللَّيلة وابن حبان وغيرُهم عن أبي بكرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم قال: “دعوات المكروب”، الله الله يا أحباب مين منا بهل دنيا ما عم يمرق عليه كرب، فلذلك علموها. الشيخ عبد الله رحمه الله كان دايمًا يذكر هذا، هذا الورد الآن كان يواظب عليه، فالواحد منا قد يحصل له حزن على أمر دنيوي نعم، لكن النبي كان يحزن على حال المسلمين وعلى حالِ ما يحصل من فساد، كذلك الشيخ رحمه الله كان يحزن لما يحصل من أضرار على الدعوة إلى الله أو من فسادٍ وكفرٍ وبدعٍ تنتشر بين الناس فاسدة. لذلك الرسولُ صلّى الله عليه وسلَّم علَّم هذه الكلمات، “دعواتُ المكروب اللَّهم رحمتَكَ أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفةَ عين أصلح لي شأني كلَّه لا إله إلا أنت”. سأعيد، “اللَّهمَّ رحمتكَ أرجو” يعني أطلبُ منك أن ترحمَني. “فلا تكلني إلى نفسي طرفةَ عين” يعني ولا رفَّة الأهداب، يعني لا تتركني بلا نصرة بلا تأييد، تولَّني برحمتك في كل آن. “أصلح لي شأني كله” حالي كلَّه “لا إله إلا أنت”. وروى النسائيُّ والحاكم وأحمدُ والبيهقي عن سعدِ بنِ أبي وقّاص رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: “دعوةُ ذي النّون التي دعا بها في بطنِ الحوت لا إله إلا أنتَ سبحانَك إنّي كنتُ منَ الظّالمين لم يدعو بها مسلمٌ في كُربةٍ إلا استجابَ الله له”. ذو النون يونس بن متى من أنبياءِ بني إسرائيل صلّى الله عليه وسلَّم، وذو النون يعني صاحبُ الحوت، بلعه الحوت، هذا ترك قومَهُ من غيرِ انتظار الوحي، هنا وقع في ذنب صغيرٍ ما فيه خسةٌ ودناءَة وتاب إلى الله والله قبل دعوته. قال العلماء بقي في بطن الحوت أربعين يومًا، وكان يسمع تسبيح الحوت في جوف الحوت. سبحان الله يسبح الله، وإن من شيء إلا يسبح بحمده، هذا العالم يدلُّ على وجود الخالق. فرَّجَ الله عنّي وعنكم الكُربات ءامين. والسَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.