fbpx

حلية البشر – الدرس 19

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج حلية البشر للشيخ طارق اللحام اسم المادة: حلية البشر الرقم: 0019 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم وجزاكم عنّا كلَّ خير. ادعوا لي لا تنسوني من الدعاء، أخلصوا النية وادعوا الله لمن علمنا دائمًا الواحد لا ينسى أهل الفضل، كأهله، ووالديه ومن قدَّم لك شيء من الخير. ومن أفضل ما يُقدَّم لك علم الدين. لذلك دائمًا الواحد منّا يدعو لمن علمه، الله تعالى يجزيهم عنا كلَّ خير. بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وصلنا في كتاب حلية البشر طباعة دار المشاريع إلى باب الدعاء لقضاء الدَين، من عنده دَين هذا شيء يشعر به بثقلٍ. هذا يا أحباب واظبوا عليه وهو دعاء مجرَّب لقضاء الدَين بإذن الله، روى الترمذيُّ والحاكم أنَّ عليّ رضي الله عنه قال لرجل: “ألا أعَلِّمُك كلمات علّمنيهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبلٍ -يعني مثل جبل أُحد أو غيره من الجبال- من الدَّين لأداه الله عز وجل عنك” يعني لقضاه لك، رزقك فقضى عنك هذا الدين أو أسقط صاحب الدين عنك الدين، قال: “قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمَّن سواك” الله الله و هذا فيه شدَّة التوكل على الله، “أغنني بفضلك عمَّن سواك” لا تحوجني لأحد من خلقك أغنني بفضلك عمن سواك. قال الحافظ ابن حجر حديث حسن غريب. وروى الطبراني وابن أبي شيبة وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها التي يعود نسب النبي من طريقها إلى النبي، هذا استثناء فقط للنبي، أن يعود النسب من طريق ابنته وليس من طريق الذكور هذا جعله الله للنبي عليه الصلاة والسلام، قال لها قولي: “اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا رب كل شيءٍ مُنزل التورات والإنجيل القرآن العظيم أنت الأول فليس قبلك شيء” الله لا بداية له، فكلُّ العالم له بداية هذا رد على الفلاسفة وعلى ابن تيمية الذين اِدعوا أزلية العالم، الله وحده الأول بهذا المعنى. “وأنت الآخر فليس بعدك شيء” لا يموت لا ينتهي، “وأنت الظاهر فليس فوقك شيء” شرحناها يعني العالم يدل على وجوده، “وأنت الباطن فليس دونك شيء”، الباطن يعني لا يتصور في الأذهان، “اقضِ عنّا الدَين”، انتبهوا لا تقل اقضي لا نقول اللهم صلي يتغير المعنى قل اللهم صلِّ على محمد لام كسرة، ضاد تحتها كسرة ما في ياء، “وأغننا من الفقر”. باب الدعاء عند لقاء العدو رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم مُنزل الكتاب”، لما يقال الكتاب يراد به القرآن وإلا الكتب السماوية مائة وأربعة كتب، 50 كتابًا أنزل على شيث، 30 كتابًا على إدريس، 10 كتب على إبراهيم، 10 كتب على موسى غير التوراة، التوراة على موسى، الزبور على داود، الإنجيل الصحيح على عيسى، والقرآن على نبينا خاتمهم صلى الله عليهم أجمعين، فالله مُنزل الكتاب أي القرآن، “سريع الحساب ومجري السحاب هازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم” الله الله انظروا إلى التوكل يا أحباب ندعوا الله أن يهزمهم وورد يا أحباب هزم الأحزاب وحده، طيب نحن منعرف إنو صار في قتال، كان في صحابة عم يقاتلوا كيف منقول هزم الأحزاب وحده؟ لأن على الحقيقة خالق الهزيمة هو الله، خالق الأعمال هو الله، أنت تكسب العمل، النفس لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت، أمّا خالق العمل هو الله وخالق الكسب هو الله تبارك وتعالى، والله سريع الحساب معناه سريع المُجازاة، وهذا يدل أنَّ كلام الله تعالى ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغةً وإلا لو كان بحرف وصوت ولغة لأخذ وقت طويلاً حساب الناس، إلّا أنَّ الله تبارك وتعالى يحاسب الناس في وقت يسير. وروى أبو داود والترمذي والنَّسائي وغيرهم عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزى قال: “اللهم أنت عضدي وأنت نصيري وبك أقاتل”. “اللهم أنت عضدي” يعني أنت يا ربّي المعين. هذا العضد ليس معناه أنَّ الله يصير في يد محمد أعوذ بالله هذه عقيدة الحلول، أنت عضدي أنت معيني، وأنت نصيري أنت تنصرني هذا هو المراد، صلَّى الله عليك يا رسول الله، “وبك أقاتل” لولا وفقتني يا الله إلى هذا ما كنت اقاتل هذا معناه. والنبي كان يقاتل لله وفي الله ليس للدنيا صلى الله عليه وسلم. باب ما يقول اذا خاف قومًا إذا خفت من قومٍ يعني أذاهم ماذا تقول؟ روى أبو داود وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم عن عبد الله أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا، كما ذكرت لكم الخوف الطبيعي ليس الخوف الجبن خوف، الجبن الأنبياء معصومون عنه صلى الله عليهم أجمعين، قال: “اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم” النحر هذا موضع القلادة الجمع نحور وهنا المقصود به أننا نجعلك يا ربنا نطلب منك أن تعيننا عليهم هذا معنى نجعلك في نحورهم. وممّا يستعمل يا لأحباب أن يقرأ: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} قراءة صحيحة إذا خفت قومًا قل هذه الآية سبحان الله، و ممّا ينفع سورة قريش. الشيخ عبد الله رحمه الله علمنا أن نقرأها سبع مرات أو إحدى عشر مرة أو واحد وعشرين مرة هذا شيء مهم يا أحباب لدفع أذى من تخشى أذاهم، هذه السورة {لإِيلافِ قُرَيْشٍ} تقرؤها كلها مهم بإذن الله إذا خفت قومًا. باب القول عند الغضب الله الله. الغضب يا أحباب مفسدة، أنت تغضب لله أما من يغضب للدنيا هذا قد يسوء حاله وقد يعصي ربَّه. إذا غضب بعض الناس يكفرون بالله يعترضون على الله قد يقتلُ قد يزني قد يفعل. نسأل الله السلامة. روى مسلم وأبو داود وغيرهم عن سليمان أنه قال: استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، يعني صار من هذا سب و من هذا سب، فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، هذه الأوداج هنا على جانب العنق، بقولوا عنا بالعامية نفخت شرايينو من الغضب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعرف كلمةً لو قالها ذهب عنه الذي يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” الله أكبر، بتلاحظوا يا أحباب كثير من الناس لما يكونو غضبانين تقول له استعذ بالله استعذ بالله ما بيقدر الشيطان بكون متمكن منه تقول له صلِّ على الرسول بتلاقيه ما بتطلع منه بسهولة لذلك الواحد إذا غضب فليتوضأ الغضب من الشيطان والوضوء من ماء والشيطان من نار، الوضوء يطفئ الغضب، النار يطفئها الماء، فعليكم بالوضوء والصلاة إذا غضبتم، قولوا هذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومعنى الرجيم أي المرجوم يعني في الأصل من رجم بالحجارة، لكن هنا يراد به الملعون لأنَّه مطرود من رحمة الله تبارك وتعالى. باب الدعاء بتثبيت القلب على طاعة الله عزَّ وجل يا أحباب ما كل قلب ثبت، القلوب تتقلب، هو سُمِّيَ القلب قلبًا لكثرة تقبله. وقال سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام: “إنَّ القلب ليصدأ وجلاء صدئه الاستغفار” كيف بتجلي الصدأ عن الحديد؟ عم يعلمنا كيف نشيل أثر نرفع أثر المعاصي عن القلب بالتوبة، التوبة تمحو الاثر اللي حصل من سواد الذنوب الله يحفظنا. رواه مسلم وأحمد عن عبد الله بن عمرٍ رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك” هذه الرواية وعند غيرهما: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” هذا وهذا دعاءٌ بخير فقولوا هذا الذكر هذا لتثبيت القلب على الطاعة بإذن الله عز وجل. باب ما يقال عند وسوسة الصدر يا أحباب الوسواس هذا يقال عن الشيطان الذي يفعل الوسوسة، فالذي أصيب بهذا من الناس يقال عنه موسوس، أصيب بالوسواس يعني الوسواس أصابه، وسوسة الصدر هذا من الشيطان. قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} بالنسبة للبشر غير الأنبياء يدخل الشيطان خرطومه كما جاء في الأثر و يلقي في قلبك أشياء، أنت طالما هو خاطر لا تبالي ولا تقبله ولا يضرك ولو بقي الخاطر ألف سنة وأنت تكره هذا الخاطر الشيطاني لا يضرك عند الله لكن استعذ بالله واشغل نفسك بشيء آخر. قال شيخنا رحمه الله: “قله عنه بغيره” اشغل نفسك بشيء اخر، اقرأ قرآن، روح اعمل رياضة، امشي اذكر الله، قل الحوقلة، الاستغفار، هيك بتشغل حالك عن هذا الوسواس. أمّا الأنبياء فلا يستطيع الشيطان أن يدخل إلى أبدانهم ولا أن يدخل خرطومَهُ إلى بدن نبي، إنَّما قد يوسوس لنبيّ نعم، لكن الأنبياء لا يقعون لا في الكفر ولا في الكبيرة ولا في الصَّغائر التي فيها خسة ودناءة. كما جاء في القرآن عن آدم و حواء: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} وسوس لهما لكن يا أحباب هذا من غير دخول في جسد آدم صلى الله عليه وسلم. روى البخاري ومسلم وغيرُهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي العبدَ الشيطان -يعني الشيطان بيجي عند الإنسان- فيقول من خلق كذا وكذا” انتبه يسأل سؤال كفري فيقول: “من خلق كذا وكذا” حتى يعني بيوصل معو “حتى يقول له من خلق ربك عزَّ وجلّ”، الله تعالى هو الخالق و ليس مخلوق هيدا الجواب فورًا، ولكن النبي عم يعلمنا كيف نطرد الشيطان “فإذا بلغ ذلك” يعني الواحد إذا وصل لهل حالة “فليستعذ بالله عزَّ وجل” يعني يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثمَّ قال: “ولينته” الله أكبر يعني لا تنشغل بهذا الخاطر لا تسترسل مع هذا الخاطر. يا أحباب قال الشيخ عبد الله رحمه الله: “باب حكم من يقول من قال من فعل من اعتقد هذا كالبحر الذي لا شاطئ له” يعني يلي بيتبعو يهلك إلا من رحم الله فانشغل عن هذا بغيره. وروى مسلم وأبو داود وغيرهما عن أبي هريرة أيضًا أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس يتسألون حتى يقولوا هذا الله عزَّ وجلَّ خلق الخلق فمن خلق الله تعالى؟” وهذا السؤال كفريّ، انتبهوا هذا من الشيطان، يقول لك من خلق الله؟ فوراً قل الله الخالق وليس مخلوقًا، الذي يشك في هذا أو يسأل هذا السؤال هذا فيه والعياذ بالله خروج من الملَّة، “فإذا وجدَ أحدكم ذلك” يعني اذا صار معك أنَّ الخاطر ألقى على قلبك هذا السؤال، “فليقل آمنت بالله عز وجل” أي لطردها هذا ليس الجواب على السؤال، انتبهوا هذا لطرد هذا الخاطر. وعند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا فليقل: “آمنت بالله عز وجل و برُسُله” فإذًا هناك روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم لطرد الوسواس. باب ما يقول عند رؤية المبتلى إذا رأيت إنسانًا ابتلاه الله عزَّ وجلَّ علَّمَنا الرسول كيف نتعامل مع هذا المبتلى من غير أن نكسر قلبه ونؤذيه وماذا أتصرف روى الطبراني عن عمر رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلى هذا به وفضلني عليه وعلى كثيرٍ ممَّن خلق تفضيلا” فضَّلني عليه ليس بالدرجات، فضلني عليه أي لم يبتليني بما ابتلاه به، ولكن الفضل عند الله بالتقوى. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الذي يقول هذا عند رؤية المبتلى عافاه الله عزَّ وجلَّ من ذلك البلاء كائنًا ما كان. فعندما ترون مبتلى قولوا هذه الكلمات. الله تعالى يعافينا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ويوفقنا لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.