بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الطور.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (25)} هنا هذه الآية فيها الإخبار عن شىء يحصل في الجنة {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} المؤمنون يقبل بعضهم على بعض يتسائلون يسأل بعضهم بعضًا يسأل هذا هذا وهذا يسأل هذا في الجنة يجلسون معًا ويتكلمون: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ(26)} يخبرونا بأنهم كانوا في الدنيا خائفين من الوقوع في الكفر.
{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)} يخبرون بأن الله عزّ وجلّ منّ عليهم بالإيمان وبالموت على الإيمان ووقاهم الله عزّ وجلّ عذاب السموم عذاب السموم هو عذاب جهنم وإنما وصفت بذلك لأن عذابها لأن حرها يدخل مسام الجلد كما أن هناك ريح هي ريح السموم سميت بذلك لأنها تدخل المسام أي حرها يدخل مسام الجلد نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
{إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} يخبرون بأنهم كانوا في الدنيا يدعون الله عزّ وجلّ يسألون الله عزّ وجلّ الثبات على الإيمان يسألون الله عزّ وجلّ أن يدخلهم الجنة يسألون الله عزّ وجلّ أن يجيرهم من النار {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} أي في الدنيا.
{إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)} هو البر الرحيم هو المتفضل على عباده سبحانه وتعالى وهو الذي يرحم المؤمنين في الآخرة أما الكفار فإن الله عزّ وجلّ لا يرحمهم في الآخرة الله سبحانه تعالى قال:{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} فالكافر لا يكون له حسنات في الآخرة لا ثواب له في الآخرة لا نصيب له في الآخرة ثبتني الله وإياكم على الحق والإيمان والله أعلم وأحكم