بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة القمر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} وهذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر الله عزّ وجلّ حال المعاندين المكذبين الذين مهما رأوا من الآيات لا يؤمنون ومهما سمعوا من المواعظ لا يتعظون خاطب حبيبه محمّدًا صلى الله عليه وسلم بقوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي أعرض عنهم يا محمد.
{يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَىْءٍ نُّكُرٍ (6)} وهذا هو يوم القيامة يوم يدعو الداع الداعي هو إسرافيل عليه السلام حين ينفخ في البوق ويخرج الناس من القبور وبماذا وصف الله عزّ وجلّ هذا الأمر قال عزّ وجلّ: {يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَىْءٍ نُّكُرٍ} إلى شىء لم تعهده النفوس إلى شىء هو أهوال القيامة لم يعرفوا مثله من قبل لم يروا مثل هذا من قبل نسأل الله عزّ وجلّ أن يحُسن ختامنا جميعًا وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7)} وصفهم الله عزّ وجلّ وصف الله عزذ وجلّ الكافرين عندما يخرجون من قبورهم فقال عزّ وجلّ: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} أي ذليلة أبصارهم يظهر الذل في أعينهم في وجوههم يخرجون من الأجداث أي من القبور كأنهم جراد منتشر شبهوا بالجراد كأنهم جراد في كثرتهم كأنهم جراد في تفرقهم في كل جهة.
ثم قال الله عزّ وجلّ: {مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} أي مسرعين إلى إسرافيل الداع أي الداعي هو إسرافيل عليه السلام يأتونه مسرعين من كل ناحية يخرجون منها من قبورهم نسأل الله السلامة.
{يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)} يقول الكافرون هذا يوم عسر هذا يوم صعب هذا يوم شديد. نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
فالكفار يوم القيامة يخرجون والذل يظهر في أعينهم يخرجون من قبورهم خائفين في ذل وهوان مسرعين إلى إسرافيل عليه السلام كما قال الله عزّ وجلّ: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا} نسأل الله عزّ وجلّ السلامة. وكما قال الله عزّ وجلّ في وصفهم: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} تغاشهم ذلة يغاشهم الذل والهوان نسأل الله عزّ وجلّ أن يحُسن ختامنا جميعًا.
أما الأنبياء والأولياء فإنهم يوم القيامة لا يحصل لهم هذا الفزع الذي يحصل للكافرين كما قال الله عزّ وجلّ:{لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ}.
نسأل الله عزّ وجلّ أن يحسن ختامنا جميعًا والله أعلم وأحكم