بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد
على ءاله وصحبه الطيبين اطاهرين
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة النجم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيـم: {وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7)} هذه الآية المراد بها جبريل عليه السلام حين رأه الرسول صلى الله عليه وسلم كان جبريل بالأفق الأعلى كان في ناحية مطلع الشمس كما قال الله عزّ وجلّ {وَلَقَدْ رَءاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}.
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)} ثم دنا جبريل عليه من الرسول صلى الله عليه وسلم صار يقترب من الرسول صلى الله عليه وسلم تدلى زاد في القرب التدلي هو النزول بقرب الشىء {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} اقترب جبريل من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى صار قريبًا من النبي عليه الصلاة والسلام بمسافة قوسين القوس العربية معروفة ومن العلماء من فسر القوس هنا بالذراع فقالوا اقترب جبريل عليه السلام من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى صار قريبًا منه مسافة ذراعين الله عزّ وجلّ قال: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} الله عزّ وجلّ لا يخفى عليه شىء يعلم كل شىء سبحانه وتعالى ولكن المراد هنا {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} لو نظر ناظر إلى جبريل حين اقترب من النبي صلى الله عليه وسلم لقال إن جبريل اقترب من الرسول صلى الله عليه وسلم مقدار ذراعين أو أقل وهذا على طريقة العرب في كلامهم { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} وفي هذا الوقت كان جبريل كما قلنا ظهر على صورته التي خلقها الله عليها عندما رأه النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال الله عزّ وجلّ: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} أوحى الله عزّ وجلّ إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى
{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} معناه فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم عندما رأى محمد جبريل عليه السلام صدّق ذلك ما قال قلبه ما عرفته إنما عرفه قلبه عندما رأه فؤاده ما رأيته { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11}.
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)} أتجادلونه على ما يخبر بأنه رأى { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى}.
{وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} أي رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله عليها على صورته الأصلية الحقيقية الأصلية مرة ثانية.
{عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} هذه المرة الثانية التي رأى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الأصلية عند سدرة المنتهى هي شجرة سدر عظيمة جدًا أصلها في السماء في السادسة وتمتد إلى السماء السابعة وإلى ما شاء الله عزّ وجلّ وصفها الله عز وجلّ بقوله: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} أي عند سدرة المنتهى جنة المأوى الجنة التي تأوي إليها ومن العلماء من قال أي الجنة التي يأوي إليها الأتقياء.
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} هذه الآية تدل على وصف عجيب لهذه الشجرة يحيط بها ما لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ فقد غشي هذه الشجرة وأحاط بها من الأوصاف والجمال ما لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ حتى إن الرائي إذا نظر إليها لا يستطيع أن يصف كل جمالها.
ثم قال الله عزّ وجلّ:{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)} هذه الآية في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ما زاغ بصر محمد ما عدل بصر محمد عما أُمر بالنظر إليه وما طغى أي ما تجاوز النظر إلى غير ما أُمر به عليه الصلاة والسلام وهذا من أدبه عليه الصلاة والسلام إنما كان ينظر إلى حيث أمره الله عزّ وجلّ في ليلة المعراج
{لَقَدْ رَأَى مِنْ ءايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات العظيمة التي شاء الله له أن يراها وهذا في ليلة المعراج {لَقَدْ رَأَى مِنْ ءايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ومن ذلك سدرة المنتهى التي ذكرها الله عزّ وجلّ في هذه السورة.
ونسأل الله عزّ وجلّ أن يُحسن ختامنا جميعًا والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.