الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة القارعة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة القارِعة بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلمُ إن شاء الله تعالى في تفسير سورة القارِعة. أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿القَارِعَةُ﴾ أَي القِيَامَةُ وسميَت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَقرَعُ قُلُوبَ الكُفَّارِ بِأَهوَالِهَا نَسأَلُ اللهَ السَّلامَةَ. ﴿مَا القَارِعَةُ﴾ هَذَا استِفهَامٌ المرَادُ بِهِ التَّهوِيلُ. ﴿وَمَا أَدرَاكَ مَا القَارِعَةُ﴾ وَهَذَا استِفهَامٌ عَلَى جِهَةِ التَّعظِيمِ وَالتَّفخِيمِ لِشَأنِ القِيَامَةِ. ﴿يَومَ يَكُونُ النَّاسُ كَالفَرَاشِ المَبثُوثِ﴾ أَي تَكُونُ القَارِعَةُ يَومَ يَكُونُ النَّاسُ كَالفَرَاشِ المبثُوثِ، وَمَعنَى المبثُوثِ: المتَفَرّق المنتَشِرُ. ﴿وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالعِهنِ المَنفُوشِ﴾ شَبَّهَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الجِبَالَ بِالعِهنِ المنفُوشِ العِهن هُوَ الصُّوفُ المصبُوغُ أَلوَانًا فَشُبّهَت الجِبَالُ بِهِ لِأَنَّهَا أَلوانٌ وشُبّهَت بِالمنفُوشِ مِن الصُّوفِ لِتَفَرُّقِ أَجزَائِهَا يَومَ القِيَامَةِ. ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ﴾ بِأَن رَجَحَت كَفَّةُ حَسَنَاتِهِ عَلَى سَيّئَاتِهِ. ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ أَي فِي عِيشَةٍ مَرضِيَّةٍ، وَالمرَادُ فِي الجَنَّةِ. ﴿وَأَمَّا مَن خَفَّت مَوَازِينُهُ﴾ المرَادُ بِهِ الكَافِرُ، فَالكَافِرُ لَيسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ حَسَنَات. اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم أَعمَالُهُم كَرَمَادٍ اشتَدَّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عَاصِفٍ﴾ ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ أَي مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ فَهُوَ يَهوِي فِي جَهَنَّمَ مَع بُعدِ قَعرِهَا، وَأُمُّه مُستَقَرُّهُ وَمَسكَنُهُ إِذ لا مَأوَى وَلا مَسكَنَ لَهُ غَير النَّارِ. ﴿وَمَا أَدرَاكَ مَا هِيَه﴾ ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ أَي هِيَ نَارٌ حَامِيَةٌ شَدِيدَةُ الحَرارَةِ بَلَغَت النّهَايَةَ فِي الحَرارَةِ أَجَارَنَا اللهُ جَمِيعًا مِنهَا. وَاللهُ سُبحَانَهُ وتَعَالى أَعلَمُ وأَحكَم