الشيخ رمزي شاتيلا
تفسير سورة الفيل
بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلمُ إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الفيل.
أعوذُ باللهِ من الشَّيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحَابِ الفِيل﴾ أَلَم تَر أَي أَلم تَعلم يا محمَّد كيف فَعَلَ ربُّك بأصحابِ الفيل، وفي ذلك إشارة إلى قِصَّتِهِم وهي أنَّ أَبرهَة بنَ الصَبَّاح الأَشرَم خرج ليَهدِم الكعبة وكان معه الفيل ثمَّ لما أصبحَ مُتهيّئًا للدُخول، بَرَكَ الفيل وقعَدَ فبعثوُه فأبى فضربوه فأبى فوجَّهوهُ إلى اليَمَن راجِعًا فَقامَ يُهَروِل ووَجَّهوهُ إلى الشَّام فَفَعَل مِثلَ ذَلِك وإلى المشرِق فَفعَل مِثلَ ذَلِك فَوَجَّهوهُ إلى الحَرم فأبى. فأرسلَ الله طيرًا مع كُلّ طائرٍ ثلاثةُ أَحجار حَجرانِ في رِجليه وحجر في مِنقاره، وكان كلُّ حجر فوق حبَّة العَدس ودونَ حبَّةِ الحِمَّص مكتوبٌ على كلّ حجرٍ اسمُ مَرميّه ينزلُ على رأسِه فيخرِقه ويقعُ في دِماغِه فَهَلكوا ولم يَدخُلوا الحَرم.
ثمَّ قالَ الله عزَّ وجلّ ﴿أَلَم يَجعَل كَيدَهُم في تَضلِيل﴾ فكيدُهُم هُوَ ما أَرادوا من تَخريب الكعبةِ وهدمِها. ومعنى في تضليل أي في إبطالٍ وتَضييع.
ثمَّ قالَ الله عزَّ وجلّ ﴿وَأَرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أَبَابِيل﴾ أي مُتَتابِعةً مُجتَمِعة.
﴿تَرمِيِهِم بِحِجَارَةٍ مِن سِجِيل﴾ ومَعنى مِن سِجيل أي من طينٍ وحِجارة.
﴿فَجَعَلَهم كَعصفٍ مَأكُول﴾ ومعنى كعَصفٍ مَأكول أي كَوَرَقِ الزَّرعِ إذا أَكَلَتهُ الدّوابُ فَرَمَت بهِ مِن أسفَل. شَبَّه الله تَقَطُعَ أَوصالِهِم بِتَفَرُّقِ أَجزاءِ الزَّرعِ. والله سُبحانَه وتعالى أعلمُ وأَحكَم.