الشيخ رمزي شاتيلا
تفسير سورة المسد
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطّاهرين، سَنَتَكَلَّمُ إن شاءَ اللَّه تعالى في تَفسير سورة المسد
أَعوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
﴿تَبَّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب﴾ التباب هو الخُسران والمعنى أي خسرت يداه واستمرت في الخُسران والمراد جملته أي إنّ أبا لهب في خُسران وأبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال الله عزّ وجلّ فيه ﴿مَا أَغنَى عَنهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ أي إن ماله لا يغني عنه شيئًا يوم القيامة وما كسبه من الجاه أو ما كسبه من الولد كل ذلك لا يغني عنه شيئًا يوم القيامة نسأل الله السلامة.
﴿سَيَصلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ أَي ذَاتَ تَلَهُّبٍ وَاشتِعَالٍ.
﴿وَامرَأَتُهُ حَمَّالَة الحَطَبِ﴾ أمرأته هي أُمُّ جَمِيلٍ العَورَاء بِنتُ حَربٍ أُختُ أَبِي سُفيَانَ بنِ حَربٍ وَالِدِ مُعَاوِيَةَ، وقوله تعالى: ﴿حَمَّالَةَ الحَطَبِ﴾ أي إنها كانت تمشي بالنميمة كانت امرأة أبي لهبٍ تَنُمّ على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأَصحابه إلى المشركين فكانَت تُوقِدُ بينَهم العَداوة فكنّى عن ذلك بحملِها الحَطَب وقيل غيرُ ذلك في تفسير هذه الآية.
﴿فِي جِيدِهَا حَبلٌ من مسَدٍ﴾ أي يوم القيامة يكون في عُنقِها سِلسِلَة من حديدٍ ذَرعُهَا سَبعُونَ ذِرَاعًا سُميَت مَسَدًا لِأَنَّهَا مَمسُودَةٌ أَي مَفتُولَةٌ نسأل الله السلامة والله أعلم وأحكم.