fbpx

الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة الليل

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة اللَّيل بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين. سنتكلم في تفسير سورة اللَّيل. أعوذُ بالله من الشَيطانِ الرَّجيم بِسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى﴾ أقسَمَ الله عزَّ وجلَّ بالليل ومعنى يَغشى أي يُغطّي ما بين السَّماء والأَرضِ فيستره بظُلمَته. ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ أي انكشَفَ وظَهَرَ وبان بضوئِه عن ظُلمة اللَّيل. ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى﴾ أي والَّذي خَلَقَ الذَّكر والأُنثى وهو الله سُبحانه وتعالى فيكون الله قد أَقسمَ بنفسِهِ عزَّ وجلّ. ﴿إِنَّ سَعيَكُم لَشَتَّى﴾ هذا جوابُ القَسم، السَعي العَمَل أي إن أعمالَ العِباد مختلفة. ﴿فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى﴾ فأما من أعطى حقَّ الله واتَّقَى الله تعالى ﴿وَصَدَّقَ بالحُسنى﴾ أي صَدّقَ بلا إله إلا الله وقيلَ بالجنّة. ﴿فَسَنُيَسّرُهُ لِليُسرَى﴾ أي نُرشِدهُ لأسباب الخير والصَّلاح ونهيّئه للجنة. ﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاستَغنَى﴾ أي وأما من بخِل بحقّ الله عزَّ وجلّ وأعرضَ عن الإيمان ﴿وَكَذَّبَ بِالحُسنَى﴾ أي كَذَبَ بلا إله إلا الله أو كذب بالجنَّة ﴿فَسَنُيَسّرُهُ لِلعُسرَى﴾ أي نهيئه للنَّار. ثم قال الله عزَّ وجلّ ﴿وَمَا يُغنِي عَنهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾ أي إنَّ مال الكافِر الذي بخِل به عن فعلِ الخير لا ينفعُه في الآخرة إذا تردّى، أي تردّى في جهنَّم وسَقَط فيها. ﴿إِنَّ عَلَينَا لَلهُدَى﴾ أي إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد بيّنَ طريق الهدى من طريقِ الضّلالة ﴿وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى﴾ أي ثوابَ الدُنيا والآخرة، وهو كقوله تعالى ﴿من كان يريدُ ثوابَ الدُنيا فعِندَ الله ثوابُ الدُنيا والآخِرة وكانَ الله سَميعًا بَصيرًا﴾ أي فَمَن طَلَبَهُما من غيرِ مالِكِهما فقد أَخطأَ الطَّريق ﴿فَأَنذَرتُكُم نَارًا تَلَظَّى﴾ أي حذَّرتُكم وخوَّفتُكم يا أَهلَ مكَّةَ نارًا تَتَوَقَّد وتَتَوَهَّج ﴿لا يَصلاهَا إِلاَّ الأَشقَى﴾ أي لايدخُلَها خالِدًا فيها إلا الشَّقي ﴿الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ كذَّب النَبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتولّى أي أعرَضَ عن الإيمان بالله ورسولهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى﴾ أي يُبعَدُ عَنها التّقِي ﴿الَّذِي يُؤتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾ أي يَطلبُ أن يكون مالُه عند الله زاكِيا، أي ناميًا يتصدّقُ به مبتغيًا به وجهَ الله ولا يطلبُ الرّياءَ ولا السُّمعة وهذا نزَل في الصّديق رضي الله تعالى عنه لما اشترى بلالًا المعذّبَ على إيمانه، كان بلال يُعَذّبُ على إيمانه فاشتراه سيّدُنا أبو بكرٍ رضي الله عنه وأعتقه. فقال الكفار إنما فعل أبو بكر ذلك ليدٍ كانت لبلال عنده، فأنزل الله عزَّ وجلَّ ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نّعمَةٍ تُجزَى﴾ أي لم يفعل ذلك مجازاةً ليدٍ أُسدِيَت إليه ﴿إِلا ابتِغَاء وَجهِ رَبّهِ الأَعلَى﴾ أي لكن فعلَ ذلِك ابتغاء الثَّواب من الله ﴿وَلَسَوفَ يَرضَى﴾ أي بما يُعطاهُ من الثَّوابِ في الجنَّة. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.