الشيخ رمزي شاتيلا
تفسير سورة التّين
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلم إن شاء الله تعالى في تفسير سورة التّين.
أعوذ بالله من الشيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
﴿وَالتّينِ وَالزَّيتُونِ﴾ أقسم الله عزَّ وجلّ بالتّين والزيتون كما أقسم باللَّيل والنَّهار والشمس والقمر وغير ذلك من مخلوقاته التي فيها نفع.
ثم قال الله عزَّ وجلّ ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ الطّور هو الجبل وسينين المبارك وهو سيناء ويقال سَيناء وهو الموضع الذي فيه طور سينين وهو الجبل الذي كلَّم الله تعالى موسى عليه فسمِع سيدنا موسى كلام الله عزَّ وجلّ الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغة.
﴿وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ﴾ أي مكَّة أقسم الله عزَّ وجلّ أيضًا بمكّة المكَرَّمة. جواب هذا القَسم ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسَانَ فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ﴾ أي في أحسن صورة في أحسن تعديل.
﴿ثُمَّ رَدَدنَاهُ أَسفَلَ سَافِلِينَ﴾ أي إن كثيرًا من النَّاس يردون يوم القيامة إلى النَّار، هذا معنى أسفل سافلين أي إلى النّار.
﴿إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ أي إن الَّذين آمنوا وعملوا الصالحات هؤلاء لا يردون إلى النار ﴿فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ﴾ أي غيرُ مَنقوص، لهم في الآخرة ثواب غير منقوص.
﴿فَمَا يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ﴾ أي إذا عرفتَ أيها الإنسان أنَّ الله خلَقَك، خلقك في أحسن تقويم وجعل لك عينين ولسانًا وشفتين وجعل لك يدين ورِجلين وأَنعم عليك بكلّ هذه النّعم أي شئٍ يحملُك على أن تُكذّب محمّدًا صلّى عليه وسلّم في ما أخبرك به من البَعث والجَزاء والحِساب فقال الله عزَّ وجلّ ﴿فَمَا يُكَذّبُكَ بَعدُ بِالدّينِ﴾.
﴿أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحكَمِ الحَاكِمِين﴾ أي أتقن الحاكمين صنعًا في كل ما خلق ومن العلماء من قال أقضى القاضين وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قالَ: “من قرأ منكم بالتّين والزيتون فانتهى إلى {أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحكَمِ الحاكِمِينَ} فليقُل بلى وأنا على ذلك من الشَّاهدين”. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.