بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة النّجم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19)} أَفَرَأَيْتُمُ معناه أخبروني والمراد بذلك الإنكار على عبدة الأصنام في عبادة اللات والعزى ومناة الله سبحانه وتعالى أنكر عليهم ذلك {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} أخبروني عن هذه الأصنام التي تعبدونها هذه الأصنام لا تستطيع أن تفعل شيئًا هذه الأصنام لا تخلق شيئًا {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى}.
{وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)} ومناة أيضًا صنم كانوا يعبدونه ونلاحظ هنا تأنيث التسميات التي كانوا يسمونها لهذه الأصنام اللات والعزى ومناة وقول الله عزّ وجلّ: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)} أيضًا هذا ذم لهذه الأصنام ولا سيما هذا الصنم ومعنى {لأُخْرَى} أي الوضيعة المقدار هذه الأصنام كيف تستحق العبادة إنها لا تخلق شيئًا لا تقدر على شىء ثم قال الله عزّ وجلّ: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى} كانوا يقولون والعياذ بالله الملائكة بنات الله وكان الواحد منهم إذا أُخبر بأنه ولدت له بنت ترى الحزن في وجهه ترى الكآبة والغم يظهران عليه بل وصل الأمر ببعضهم إلى أنه كان يأد بنته نسأل الله السلامة. هم يحبون أن يكون لهم الذكور ويقولون والعياذ بالله الله له بنات قالوا الملائكة بنات الله فقال الله عزّ وجلّ: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21)}.
{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)} هذه قسمة جائرة إن من نسب إلى الله عزّ جلّ الولد من قال الله عزّ وجلّ له ولد هذا كفر هذا شرك هذا ظلم وهذه القسمة التي كانوا يقسمونها يقولون الله عزّ جلّ له بنات ويحبون لأنفسهم الذكور هذا ظلم وجَور منهم فإن الله سبحانه وتعالى منزه عن الولد نسبوا إلى الله عزّ وجلّ ما لا يحبونه لأنفسهم والعياذ بالله.
{إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءابَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ} هذه الأصنام التي يسمونها آلهة ويعبدونها الله عزّ وجلّ بيّن بأن هذه الأسماء هي أسماء هم أطلقوها على هذه الأصنام هم قالوا هذه آلهة {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءابَآؤُكُم} هم فعلوا ذلك وكذلك آبائهم فعلوا ذلك { مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ} لا حجة لهم على ذلك ولا دليل لهم على ذلك.
{إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ} هم ما يتبعون بذلك إلا الظن لا دليل لهم على صحة ما يعبدونه من دون الله وكذلك يتبعون ما تهوى الأنفس أنفسهم كانت تميل تهوى هذه الأصنام نسأل الله السلامة.
{وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)} لَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرءان جاءهم بالآيات جاءهم بالمعجزات بيّن لهم الحقّ أمرهم بالمعروف نهاهم عن المنكر بيّن لهم الأدلة على بطلان عبادة هذه الأصنام ولكن من لم يوفقه الله عزّ وجلّ للإيمان مهما كُلم ومهما رأى لن يرجع عما هو عليه.
نسأل الله عزّ وجلّ التوفيق والله أعلم وأحكم.