fbpx

تفسير جزء الذاريات – الذاريات – الحلقة: 1

شارك هذا الدرس مع أحبائك

تفسير سورة الذاريات بسم الله الرحمن الرحيـم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. سنبدأ إن شاء الله تعالى في تفسير جزء الذاريات وسنبدأ في تفسير سورة الذاريات هذه السورة تبدأ بقسم من الله سبحانه وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}إذًا هذا قسم من الله عزّ وجلّ أقسم الله بالذّاريات وما هي الذّاريات الذّاريات هي الرياح وسميت بذلك لأنها تذروا التراب وغيره أي تطيره وتفرقه أنظروا معي في قول الله عزّ وجلّ في سورة الكهف: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} إذا الله عزّ وجلّ ماذا قال:{فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} أصبح يابسًا متكسرًا تفرقه الرياح إذا الذاريات هي الرياح أقسم الله عزّ وجلّ بها فقال:{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}. ثم قال الله عزّ وجلّ: {فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا} الحاملات هي السحب فهي تحمل المطر فالله سبحانه وتعالى وصف هذه السحب بأنها تحمل حملا هذا الحمل هو المطر كما قال الله عزّ وجلّ:{ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ (أي الرياح) سَحَابًا ثِقَالاً ( فهي تحمل المطر) سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} إذًا الذاريات الرياح الحاملات هنا أقسم الله عزّ وجلّ بالسحب فهي تحمل الأمطار. ثم قال الله عزّ وجلّ:{ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} هذا قسم من الله عزّ وجلّ بالجاريات الجاريات هي السفن السفن تجري جريانًا ذا يسر أي تجري جريانًا سهلا الله سبحانه وتعالى قال:{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا}. ثم قال عزّ وجلّ:{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} المراد بالمقسمات الملائكة فإنها تقسم الأمور كما أمرها الله سبحانه وتعالى كما قال الله عزّ وجلّ: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} فإذًا الملائكة تدبر الأمور بمشيئة الله سبحانه وتعالى تقسم الأمور بمشيئة الله سبحانه وتعالى تدبر الأمور التي أمرها الله عزّ وجلّ وشاء الله عزّ وجلّ أن تدبرها وكذلك تقسم الأمور كما أمرها الله وأذن الله عزّ وجلّ لها. إذًا هذا القسم جوابه:{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5)} أي إن الذي توعدون لواقع لكائن هو وعد صادق والمراد بذلك البعث. {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} كلمة الدين المراد بها هنا الجزاء نقرأ نحن الفاتحة {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} نرى كلمة الدين هنا في هذه الآية أيضًا فما معنى الدين الدين هو الجزاء فيوم الدين هو يوم الجزاء. فقول الله عزّ وجلّ {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} أي إن الجزاء لكائن لحاصل لا محالة. ثم قال الله عزّ وجلّ:{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} إذًا هذا قسم بالسماء بماذا وصفها الله عزّ وجلّ قال عزّ وجلّ:{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} أي ذات الخلق الحسن المستوي ننظر إلى السماء نرى ما جعل الله عزّ وجلّ فيها من الطرق التي تسير فيها الكواكب نرى الشمس نرى القمر ونرى الكثير من الآيات التي جعلها سبحانه وتعالى نرى هذه السماء ننظر فيها لا نرى فيها عوجًا لا نرى فيها شقوقًا كما قال الله عزّ وجلّ:{ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} أي أنظر إلى السماء هل ترى فيها من انشقاق وإعوجاج لا ترى ذلك. ثم قال الله عزّ وجل: { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } إنكم الخطاب هنا لمشركي مكة {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} لماذا قال الله عزّ وجلّ {قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} لأنهم كانوا يقولون أقوالا مختلفة في تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون محمد شاعر يقولون محمد كاهن يقولون محمد ساحر وغير ذلك من الأباطيل التي كانوا يرمون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفت أقوالهم فيما قالوه من الباطل في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله عزّ وجلّ قال: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ}. وكانوا يقولون في القرءان إنه شعر وبعضهم قال والعياذ بالله في القرءان إنه أساطير الأولين أي أباطيل والعياذ بالله نسأل الله عزّ وجلّ السلامة والثبات على الإيمان. ثم قال عزّ وجلّ:{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} {يُؤْفَكُ} معناه يُصرف {يُؤْفَكُ عَنْهُ} أي يُصرف عن الإيمان بالقرءان والإيمان بمحمد { مَنْ أُفِكَ} أي من صُرف من شاء الله عزّ وجلّ له أن يصرف عن الحق من علم الله عزّ وجلّ أنه يصرف عن الحق هذا {يُؤْفَكُ} أي يصرف كما قال الله عزّ وجلّ فلا يوفق للإيمان ولا لإتباع محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال الله عزّ وجلّ: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} قتل معناه لعن ومن هم الخراصون الخراصون هم الذين كانوا يقولون في رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوالا مختلفة الخراصون هم الكذّابون هؤلاء لعنوا كما قال الله عزّ وجلّ:{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}{الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} وصفهم الله عزّ وجلّ أنهم في غمرة أي في جهل يغمرهم في جهالة تغمرهم ثم قال الله عزّ وجلّ في وصفهم{سَاهُونَ} أي هم غافلون عن ما أُمروا به من الإيمان. {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} كانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم أيّان يوم الدين أي متى يوم الدين أي متى يوم الجزاء هذا السؤال كان سؤال استهزاء منهم والعياذ بالله يسألونه يقولون له متى يوم القيامة ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. نسأل الله عزّ وجلّ السلامة . {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} هذا اليوم هو اليوم الذي يعذبون فيه في نار جهنم هذا اليوم هو اليوم الذي يدخلون فيه نار جهنم خالدين فيها والعياذ بالله. {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} تقول لهم الملائكة {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} ذوفوا العذاب ذوقوا هذا العذاب بسبب ما متم عليه من الكفر والعياذ بالله هَذَا أي هذا العذاب الذي أنتم فيه الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ أي كانوا يستعجلون به في الدنيا كانوا يطلبون أن ينزل عليهم العذاب إستهزاءًا وتكذيبًا كما قال الله عزّ وجلّ:{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} أنظروا إلى شدة العناد الذي كانوا فيه هذا القول اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ هو النضر بن الحارث فقاله من باب الإستهزاء والعناد والتكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم. فإذًا هم يطلبون العذاب يستعجلون العذاب تكذيبًا واستهزاءًا. نسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعًا إلى ما يحب ويرضى والله أعلم وأحكم.