fbpx

تفسير جزء الذاريات – النجم – الحلقة: 18

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمن الرحيـم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة النجم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24)} أي ليس للإنسان كل تمناه ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه ليس كل ما يتمناه الإنسان يجده الكفار الذين كانوا يعبدون الأصنام كانوا يتمنون أن تدافع عنهم هذه الأصنام وأن تدفع عنهم ما يخافونه لكن الحقيقة أن هذه الأصنام لا تستطيع أن تدفع شيئًا عن هؤلاء الكفار لا في الدنيا ولا في الآخرة ثم قال الله عزّ وجلّ: {فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25)} الله عزّ وجلّ هو مالك الدنيا والآخرة الآخرة سميت بذلك لتأخرها عن الدنيا أما هذه الدنيا هي دار الدنيا التي نعيش فيها سميت بذلك لدنوها لقربها منّا وهي الدار الأولى فالله عزّ وجلّ مالك الدنيا والآخرة أما هذه الأصنام لا تقدر على شىء فلأي شىء يعبدونها لماذا لا يعبدون الله وحده الذي خلق هذا العالم كله. ثم قال الله عزّ وجلّ: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26)} وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله. أولا الشفاعة لا تكون لأحد من الكافرين الكفار لا أحد يشفع لهم. والملائكة يوم القيامة يشفعون هم من الذين يشفعون الملائكة وغيرهم من الذين يشفعون لا يشفعون إلا حين يأذن الله لهم بالشفاعة {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} فإذًا هم يشفعون ولا يشفعون إلا للمؤمنين ولا يشفعون إلا حين يأذن الله عزّ وجلّ لهم بالشفاعة {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} هذا أيضًا يدل على ما نقوله من أنه لا أحد يشفع يوم القيامة إلا بعد أن يأذن الله عزّ وجلّ بذلك والشفاعة لمن الشفاعة للمؤمنين لا أحد يشفع للكفار الكفار لا أحد يشفع لهم يوم القيامة. فإذًا كم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء يأذن الله عزّ وجلّ لمن شاء له أن يشفع ويأذن الله عزّ وجلّ بالشفاعة فقط للمؤمنين أما الكفار فلا أحد يشفع لهم إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى أي لا يشفعون إلا لمن رضي الله له الشفاعة {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} إلا من رضي الله عزّ وجلّ أن يُشفع له ومن هو هو المؤمن أما الكفار كما قلنا لا أحد يشفع لهم. {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى (27)} المشركون الذين لا يؤمنون بالاخرة يسمون الملائكة تسمية الأنثى حين قالوا الملائكة بنات الله فهذه هي تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى والعياذ بالله والملائكة ليسوا ذكورًا ولا إناثًا لا يأكلون لا يشربون لا يتناكحون لا ينامون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. هؤلاء الذين قالوا الملائكة بنات الله وهذا كفر نسأل الله عزّ وجلّ السلامة ليس لهم دليل على ذلك هم يتبعون الظن وما تهوى أنفسهم كما ذكرنا فقال الله عزّ وجلّ: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ} هذا القول الذي يقولونه ليس لهم به علم أين دليلهم لا دليل لهم ماذا يتبعون {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ} هي ظنون يظنون ظنًّا أما الأدلة لا يملكونها ليس لهم أي دليل على صحة ما يقولونه {وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} هل يغني الظن من الحق شيئًا لا، العلم الحق بالأشياء بأدلتها هل الظن يغني عن ذلك لا يغني هم اتبعوا ظنونهم وما تهوى أنفسهم وقلدوا أبائهم وعبدوا الصنام وقالوا الملائكة بنات الله والعياذ بالله هذا الظن الذي هم فيه ويعيشون فيه هل يغنيهم من الحق شيئًا لا يغنيهم من الحق شيئًا فإنما يُعرف الحق بالعلم والأدلة وليس كما يفعلون هم بإتباع الظنون والهوى. ثم قال الله عزّ وجلّ: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أعرض عنهم يا محمد أعرض عن من تولى عن ذكرنا أي أعرض عن من تولى عن القرءان أي أعرض عن من تولى عن الإيمان بالقرءان ليس المراد هنا بالذكر مجرد الذكر باللسان لا المراد هنا بالإعراض الإعراض عن من لم يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرد إلا الحياة الدنيا فإنهم لا يؤمنون بالآخرة فهم لا يصدقون بالبعث ولا بالآخرة والجزاء نسأل الله السلامة. {ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِنَ الْعِلْمِ} هذا هو منتهى علمهم هذا هو ما وصلوا إليه لا يؤمنون لا يصدقون لا يرون إلا الحياة الدنيا يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون كما وصفهم الله عزّ وجلّ: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شىء يعلم أحوال الناس الله عزّ وجلّ أعلم بمن ضلّ ولله عزّ وجلّ أعلم بمن إهتدى فالله عزّ وجلّ قال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} فالإنسان خلقه الله عزّ وجلّ والله عزّ وجلّ لا يخفى عليه شىء فمن كان على الحق وعلى الهدى فهذا بعلم الله ومن أيضًا على الضلال والكفر والعياذ بالله فهذا أيضًا بعلم الله فالله عزّ وجلّ لا يخفى عليه شىء. نسال الله عزّ وجلّ السلامة والله أعلم وأحكم