الشيخ رمزي شاتيلا
تفسير سورة الكافرون
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطّاهرين، سَنَتَكَلَّمُ إن شاءَ اللَّه تعالى في تَفسير سورة الكافرون
أَعوذُ باللَّه مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
﴿قُل يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ﴾ قُل أي يَا مُحَمَّد، والكَافِرُونَ هُم أُنَاسٌ مَخصُوصُون وَهُم الَّذِينَ طَلَبُوا من النبيّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم طلبًا فاسِدًا، طَلبوا مِنهُ أَن يَعبُدَ أَوثَانَهُم أي أصنامَهُم سَنَة والرسول لا يفعلُ ذلِك وقالوا نحن نعبُدُوا إِلَهَك سَنَة فَأَنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلّ هَذِهِ السُّورَة إِخبَارًا بأَنَّ ذَلِكَ لا يَكُونُ.
﴿لا أَعبُدُ مَا تَعبُدُونَ﴾ أي إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لا يَعبُد أَصنامَهم لم يَعبُد أَصنامَهُم ولا يَعبُد أَصنامَهُم ولَن يَعبُد أَصنامَهُم.
﴿وَلا أَنتُم عَابِدُونَ مَا أَعبُدُ﴾ أَي لا تَعبُدُونَ اللَّه لا الآن ولا فيما يُستقبل إِذ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلّ عَلِمَ بعلمهِ الأزلي أنَّ هؤلاء لن يُؤمِنُوا والعياذ بالله.
﴿وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّم﴾ ﴿وَلا أَنتُم عَابِدُونَ مَا أَعبُدُ﴾ هَذَا تأكيد، فَائِدَتُهُ قَطعُ أَطمَاعِ الكُفَّار وَتَحقِيقُ الإِخبَار بِوَفَاتِهِم عَلَى الكُفرِ والعياذُ بالله وَأَنَّهُم لا يُسلِمُونَ أَبَدًا وَلا يُؤمِنُونَ.
﴿لَكُم دِينُكُم وَلِيَ دِينِ﴾ هذهِ الآيَةُ مَعناها التَّهدِيد معناها تهديدٌ لهم ﴿لَكُم دِينُكُم﴾ أَي البَاطِل وَهُوَ الشّركُ الَّذِي تَعتَقِدُونَهُ وَتَتَوَلونَهُ والعياذُ بالله ﴿وَلِيَ دِينِ﴾ أي أنا على الدّين الحَقّ الذي هُوَ دين الإِسلامُ، دين جميع الأنبياء.
وَمِثلُ ذَلِكَ فِي إِفَادَةِ التَّهدِيدِ والوَعِيدِ قَولُ الله عزَّ وجلّ ﴿فَمَن شَاءَ فَليُؤمِن وَمَن شَاءَ فَليَكفُر﴾، فَلَيسَ مَعنَى الآيَة أَنَّ مَن اختَارَ الإِيمَانَ كَمَن اختَارَ الكُفرَ، بَل إنّ مَن اختَارَ الكُفرَ مُؤَاخَذٌ بل من مات على الكفر هو مخلَّدٌ في نارِ جَهنَّم نسألُ الله السلامة وَمَن اختَارَ الإِيمَانَ فإنه يُثَاب، وهذا الذي يفوز ويربح في الآخرة. وَيَدُّلُ عَلَى أَنَّ هذه الآية تُفِيدُ التَّهدِيدَ بَقِيَّة الآيَةِ قَولُ الله عزَّ وجلّ ﴿إِنَّا أَعتَدنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِم سُرَادِقُهَا﴾، وهنا يجدُر التنبيه إلى أن العلماء قالوا من قال في الآيتين إنهما تفيدان أن لا مؤاخذةَ على من أَختار دينًا غيرَ الإسلام إنه يكفر والعياذ بالله لتكذيبه قولَ الله عزّ وجلّ ﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾[سورة آل عمران] نسأل اللهَ عزّ وجلّ السلامة نسأل الله عزَّ وجلّ أن يُثبتَنا على الإسلام. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.