شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله:
باب ما جاء في تكأة رسول الله
باب ما جاء في صفة أكل رسول الله
الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل ولله الثنّاء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
نكمل إن شاء الله في كتاب شمائل النبي عليه الصلاة والسلام للحافظ أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى.
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله قال باب ما جاء في تُكأة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( كيف كان يتكأ النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان جالسًا فأراد الإتكأ كيف كان يتكأ).
قال حدثنا عباس بن محمد الدوري البغدادي ( عباس بن محمد الدوري هذا رواي كتاب التاريخ عن يحيى بن معين) قال حدثنا إسحاق بن منصور عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن جابر بن سُمرة أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا على وسادة على يساره (متكئًا على وسادة من جهة اليسار يتكأ على وسادة من جهة اليسار) وبه قال حدثنا حُميد بن مسعدة قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا الجورير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أحدثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين ( يعني من أكبر الكبائر الإشراك بالله الأكبر على الإطلاق لأنه كفر وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر) قال: وجلس وكان متكئًا ( هنا موضع الشاهد وكان متكئًا إذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يتكئ حين يجلس أحيانًا إلى وسادة أو نحو ذلك جلس حتى يبين حتى يشد إنتباههم ويبين لهم أن ما سيقوله مهم) أو قول الزور قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا ليته سكت ( حتى تمنوا أن يسكت وذلك منعًا لضيق عنه لأنهم أرادوا أن لا يستمر على قولها فيتضايق عليه الصلاة والسلام منعًا لضيق عنه كراهة لما يزعجه وشفقة عليه لا أنهم تضايقوا من كلامه عليه الصلاة والسلام) وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا شريك عن علي بن الأقمت قال سمعت أبا جُحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمّا أنا فلا آكل متكئًا (ولم يكن يرضى عليه الصلاة والسلام أن يأكل متكئًا كان يجلس لطعام لا على شىء إلى يمينه أو يساره ولا على شىء موطئًا تحته ولا على شىء يريح في القعدة للأكل تحته كشأن الذي يريد أن يُكثر من الطعام وإنما كان يقعد جالسًا على قدمه اليسرى ناصبًا قدمه اليُمنى فيأكل ثم يقوم عليه الصلاة والسلام وهذه القعدة تمنع الإنسان من أن يُكثر من الطعام وينبغي أن يعتادها الإنسان ينبغي أن يعتاد أن يأكل على الأرض كما النبي عليه الصلاة والسلام يأكل وطعامه على الأرض لأنه إذا أكل وهو جالس على الكرسي يكثر من الكل ويجلس الجلسة التي ذركناها يعود نفسه ويعود أولاده على ذلك وهو أقرب للتواضع وأبعد عن الكبر)
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرنا سفيان عن علي بن الأقمر قال سمعت أبو جحيفة يقول:" لا آكل متكئًا (كالذي قبله كالحديث الذي قبله).
وبه قال حدثنا يوسف بن عيسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب
(حدثنا إسرائيل ليُعلم أن اسرائيل هو اسم نبي الله يعقوب يعقوب يُسمى أيضًا إسرائيل وهذا الاسم كان يُسمى به المسلمون يُسمي المسلمون بعضهم بعضًا به فهذا الاسم من حيث هو لا ينبغي أن يُذم وإنما سمى اليهود دولتهم دولة إسرائيل يريدون دولة يعقوب فإسرائيل هو اسم يعقوب عليه السلام كما جاء في كتاب الله تعالى في القرءان وغير ذلك إثبات أن اسمه كان إسرائيل فإذا أراد إنسان أن يذم اليهود الذين يحتلون فلسطين يتكلم عنهم بأسم الإسرائيلين مثلا أو ما شابه ذلك وأما إسرائيل فهو اسم نبي الله يعقوب عليه السلام) عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئًا على وسادة قال أبو عيسى لم يذكر وكيع فيه على يساره (في هذه الرواية لم يُذكر على يساره وقبل جاء رواية فيها ذكر على يساره) وهكذا رواه غير واحد عن إسرائيل نحو رواية وكيع ولا نعلم أحدًا ذكر فيه على يساره إلا ما روى إسحاق بن منصور عن إسرائيل (هكذا قال الترمذي هكذا تصور الترمذي أنه لم يذكر أحد لفظ على يساره إلا إسحاق بن منصور في روايته عن إسرائيل وليس الأمر كذلك بل تابعه عبد الله بن موسى عند الدارمي وعبد الرزاق في مصنفه وغيره أيضًا تابعه على ذكر اليسار رواية اليسار ليست رواية شاذة).
باب ما جاء في إتكأ صلى الله عليه وسلم
(إتكأه إستناده إلى أحد وهو واقف وهو يمشي في حال وقوفه في حال مشيه ونحو ذلك)
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمى عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكيًا ( مريضًا يعني) فخرج يتوكأ على أسامة ( يستند يتحامل ويستند إلى أُسامة بن زيد رضي الله عنهما) وعليه ثوب قطري (شرحنا قبل ثوب القطري الذي هو من صناعة قطر التي هي بلد في البحرين وبينا أن البحرين في ذلك الزمن اصطلح على تسمية ناحية واسعة به) قد توشح به (توشح به قلنا أخرجه من تحت إبطه الأيمن فجعل طرفه على كتفه الأيسر) فصلى بهم ( إذًا لما كان النبي عليه الصلاة والسلام مريضًا إتكأ على أسامة).
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا محمد بن المبارك قال حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي قال حدثنا جعفر بن برقان عن عطاء بن أبي رباح (عطاء بن أبي رباح قولهم بن أبي رباح انتقده بعض الحفاظ قال عن عطاء هذا هو الصواب من غير ذكر ابن أبي رباح) عن الفضل بن عباس أنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما قالوا ذلك لأن هذا الحديث ضعفه شديد هذا حديث شديد الضعف حتى إن بعض الحفاظ قال قريب من الموضوع بل بعض الحفاظ قال هو موضوع لا أصل له لذلك إنتقد الحافظ أحمد الغماري أحمد بن الصديق المعروف بالغماري رحمه الله تعالى الترمذي على إيراده هذا الحديث في الشمائل قال ما كان ينبغي أن يرده في المشائل مع شدة ضعفه التي يقارب بسببها أن يكون موضعًا أو هو موضوع الحافظ أحمد بن الصديق قال هو موضوع ومع ذلك نقرأه لكن ليعلم أن هذا الحديث لا ينبغي أن يروى) قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه وعلى رأسه عصابة صفراء (يعني خرقة عمامة خرقة يلف بها رأسه) فسلمت عليه فقال يا فضل قلت لبيك يا رسول الله قال استد بهذه لعصابة رأسي قال ففعلت ثم قعد فوضع كفه على منكبي ثم قام ودخل في المسجد وفي الحديث قصة (وكل هذا لم يحصل لم يحصل شىء من هذا إنما هو تركيب وافتراء)
باب ما جاء في صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم
( كيف كان يأكل عليه الصلاة والسلام ماذا كان يأكل وكيف كان يأكل) وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعق أصابعه ثلاثًا ( كان يلعق أصابعه ثلاث مرات يلعق أصابعه يلحث يأخذ ما عليها من بقايا الطعام يبدأ بالوسطى ثم المسبحة ثم الإبهام وأنا أعجب من بعض الناس إذا رأوا إنسانًا يفعل ذلك يتقززون وبقايا الطعام عجيب وبقايا الطعام الذي كان على أصابعهم هو نفس الطعام الذي أكلوه من أي شىء التقزز وهذا كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام ولا أدب أعلى من أدبه عليه الصلاة والسلام لا أدب قط أعلى من أدبه رضي بهذا من رضي وأبى من أبى كما جاء في الحديث:"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به صلى الله عليه وسلم").
وبه قال حدثنا الحسن بن علي الخلال قال حدثنا عفان قال حدثنا حمّاد بن سلمى عن ثابت عن أنس أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث (ولم يكن يستعمل في الأكل إلا أصابعه الثلاثة الإبهام والمسبحة والوسطى ولا يستعمل غيرها وهكذا ينبغي للمسلم إذا أكل أن لا يستعمل في أكله إلا هذه الثلاثة إلا ما كان لا يكفي فيه هذه الثلاثة لكن ينبغي أن يقتصر ما استطاع على هذه الثلاثة في الطعام في الأكل) وبه قال حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصبائي البغدادي قال حدثنا يعقوب بن إسحاق يعني الحضرمي قال حدثنا شعبة عن سفيان الثوري عن علي بن الأقمر عن أبي جُحيفة أنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أما أنا فلا آكل متكئًا" ( وهذا تقدم أعاده هنا لبيان أنه كان عليه الصلاة والسلام إذا أكل لا يتكأ على شىء إلى جانبه ولا يجعل تحته شيئًا موطئًا)
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن علي ابن الأقمر نحوه وبه قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن (وأنت تعرف أن رؤوس الأصابع هذه من أكثر الأجزاء حساسية في الإنسان ولذلك يستعملها الطبيب لنبض وغيره فإذا استعمل الإنسان أصابعه في الطعام يعرف بذلك حر الطعام من برده لأن ما لا تتحمله الأصابع لا يتحمله الفم فهذا من فائدة الأكل بالأصابع ومن فائدة الأكل بالأصابع أن الإنسان يعرف طهارتها من نجاستها على اليقين ويعرف نضافتها من اتساخها على اليقين وأما إذا أكل بالملعلقة والشوكة وما شابه ذلك فإنه لا يعرف ذلك إلا تخمينًا وظنًا وكان بعض المسلمين كلمه بعض أهل إنسان في دولة من الدول الغربية مع أن أهل الدولة كثيرًا ما يأكلون بأصابعهم لكن هذا الإنسان قال له لماذا تأكل بأصابعك ولا تأكل بالملعقة أو بالشوكة فقال: له لأنني متأكد من طهارة أصابعي ونظافتها ولست متأكدًا من ذاك فأسكته ما عاد له كلام ما وجد كلامًا يقوله)
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا الفضل بن ذكين قال حدثنا مصعب بن سليم قال سمعت أنس بن مالك يقول أُتي رسول الله صلى الله وسلم بتمر فرأيته يأكل وهو موقع من الجوع (معنى موقع يعني وهو جالس على وركيه ليس على الأرض على وركيه وهو مستوفث كأنه يريد ان يقوم فأكل من التمر وهو على هذه الحال صلى الله عليه وسلم ومن كان يأكل العَراق العَراق وهو العظم بلحمه من كان يأكل العَراق فإذا أراد مذهب التواضع فليأكل العَراق بيده ليمسكه بأصابعه وليأكله نهسًا بأسنانه فإن هذا مذهب التواضع ومن أراد أن يأكله بغير هذا من أراد أن يقطعه بالسكين ويأكله مستعملا السكين أو ما شابهها حتى لا يباشر اللحم بأصابعه ولا بشفتيه ولا بنحو ذلك فإنه يكون بهذا على غير مذهب المتواضعين مقلدًا للأعاجم وليس هذا حرامًا أن يأكل وليس استعمال السكين حرامًا وليس استعمال وما شابه ذلك حرامًا لكن من أراد مذهب التواضع فليأكل العَراق كما كان يأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم مستعملا أصابعه ينهس منه بأسنانه فإن هذا لا مخالفة للأدب فيه ولا فيه ما يخرج للإنسان عن أن يكون على هيئة مقبولة وعلى حال مقبولة إلا عند من كان من أهل الكِبر ومن كان يقدم عادات الأعاجم على عادات سيد الناس محمد عليه الصلاة والسلام ومن كان كذلك فلا اعتبار بقوله ولا اعتبار برأيه)
باب ما جاء في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم
(هذا الباب معقود لبيان الخبز الذي كان يأكله عليه الصلاة والسلام كيف كان ومن أي شىء إلى غير ذلك)
وبه قال حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم" (لم يشبع رسول الله ولا أهل بيته من خبز الشعير ليس خبز القمح بل خبز الشعير يومين متتالين يفهم من هذا أنه إذا كفاهم خبز الشعير يومًا لم يكفهم في الثاني في اليوم الذي يليه)
وبه قال حدثنا عباس بن محمد الدوري قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا حريج بن عثمان عن سُليم بن عامر قال سمعت أبا أمامة يقول: ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير (الخبز ما كان يزيد فغيره بالأولى أنه ما كان يزيد عن حاجته بخلاف ما يفعله كثير من الناس أنهم يطبخون زيادة عن حاجتهم ثم يرمون الزائد ولو أنهم أكلوا طبخوا بقدر حاجتهم وأكلوا حاجتهم وتصدقوا بكلفة هذ الزائد الذي يرمونه لكان خيرًا لهم أو لأنهم قسموا ما يطبخونه بينهم وبين أهل بيت من أهل الحاجة والخير)
وبه قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طويًا هو وأهله (طويًا يبيت الليالي المتتابعة ليلة بعد ليلة بعد ليلة ليس مرة فقط بل ليلة بعد ليلة بعد ليلة خاويًا يعني خالي البطن جائعًا خالي المعدة جائعًا) طاويًا هو وأهله (هو وأهله هو وأزواجه أيضًا)
لا يجدون عشاءًا وكان أكثر خبزهم خبز الشعير (وهذا منهم كان إختيارًا لأن الله تعالى أعطى نبيه عليه الصلاة والسلام ما يكفيه وأهله لكن هم كانوا يختارون أن يتصدقوا بما يعطيهم نبي الله عليه الصلاة والسلام وأن يبيتوا جائعين رضي الله عنهن)
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قال حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد أنه قيل له أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي (يعني يسألونه هل أكل النبي عليه الصلاة والسلام النقي الآن يبين ما هو النقي) قيل له أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي يعني الحوارة (النقي يعني الحوارة يعني الخبز الذي نقي ونُخل مرة بعد مرة حتى صار الطحين أبيض هذا الخبز المنقى هذا النقي الحوارة هل أكله النبي عليه الصلاة والسلام) فقال سهل ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي حتى لقي الله تعالى (ما رآه بعينيه فضلا عن أن يأكله ما رآه رؤية فكيف بأكله معناه ما أكل النقي إلى أن مات) فقيل له هل كانت لكم مناخل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (هل كان عندكم مناخل جمع منخل وهو الغربال هل كان عندكم هل كان عندكم غربايل تنخلون بها الشعير الطحين) قال لا ما كانت لنا مناخل فقيل كيف كنتم تصنعون بالشعير؟ (الشعير فيه الناعم والخشن وفيه القشر كيف كنتم تصنعون إذًا إذا طحن الشعير ) قال كنّا ننفخه فيطير منه ما طار ثم نعجنه (ننفخه نخرج الهواء من فمنا يطير وما يطير والباقي نعجنه هذا الخبز الذي كان يأكله عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم ولو قدم لبعض الناس منّا ما أظن يأكله بل لكثير من الناس)
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يونس عن قتادة عن أنس بن مالك أنه قال:" ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان ( الخوان هو الطاولة المنخفضة التي رجلها قصيرة حتى على طاولة قصيرة الرجل ما أكل النبي عليه الصلاة والسلام قط أبدًا مرة ما أكل) ولا في سُكرجة (أيضًا ما أكل في سكرجة السكرجة هو الطبق الصغير الذي يوضع مع الطعام على المائدة ويوضع فيه المقبلات وما يسهل الهضم وما شابه ذلك ما كانوا يحتاجون إلى هذه الأطباق الصغيرة لأنهم كانوا يأكلون من طبق واحد وهذا الصغير ماذا يسع ما كانوا يأكلون المقبلات ولا المسهلات أصلا ما كانوا يكثرون الطعام حتى يحتاجوا إليها)
ولا خبز له مرقق (ولا خبز له خبز ملين مرقق) قال فقلت لقتادة فعلى ما كانوا يأكلون (إذا على أي شىء كانوا يضعون الطعام ليأكلوا) قال على هذه السفر ( على السفرة على قطعة الجلد النطع وما شابه ذلك قطعة الجلد التي توضع على الأرض فيوضع عليها الطعام). وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال يونس الذي روى عن قتادة هو يونس الإسكاف.
وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا عبّاد بن عبّاد المهلبي عن مجالد عن الشعبي عن مسروق أنه قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فدعت لي بطعام (وقالت قدموا طعامًا لمسروق) وقالت ما أشبع من طعام فأشأ أن أبكي إلا بكيت (كل مرة أشبع من طعام ما أشأ إن أردت أن أبكي لبكيت كل مرة ) قلت لمَ قالت أذكر الحال التي فارق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا والله ما شبع من خبز ولا لحم مرتين في يوم ( يعني إذا أكل كفاية أول مرة المرة الثانية لا يأكل الكفاية وبالعكس ما أكل كفايته مرتين في يوم وكان عليه الصلاة والسلام لا يزيد عن مرتين في الأكل في اليوم)
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق أنه قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود عن عائشة أنها قالت ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض صلى الله عليه وسلم (وهذا تقدم).
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا عبد الله بن عمر وأبو معمر قال حدثنا عبد الوارث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أنه قال ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا أكل خبزًا مرققًا حتى مات عليه الصلاة والسلام (وهذا أيضًا تقدم)
صلى الله على سيدي رسول الله وسلم الله تبارك وتعالى أعلم