fbpx

الشمائل المحمدية – الحلقة: 3

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشمائل المحمدية قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله باب خاتم النبوة الحمد لله رب العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى سائر النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل والصالحين. اليوم إن شاء الله تعالى كلامنا عن باب ما جاء في خاتم النبوة الذي كان بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب إلى كتفه الأيسر من الأيمن القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالإسناد إلى الإمام الترمذي قال باب ما جاء في خاتم النبوة الشيخ سمير : إنما أضيف إلى النبوة قيل خاتم لنبوة لأنه يدل عليها لأن من صفة خاتم النبيين من صفة نبي آخر الزمان في الكتب القديمة المنزلة أن بين كتفيه خاتم النبوة القارئ: قال حدثنا أبو الرجاء قتيبة بن سعيد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد بن عبد الرحمن قال سمعت سائد بن يزيد يقول ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع ( وجع يعني متألم في ألم) فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسي ( مسح النبي عليه الصلاة والسلام رأسه وبسبب هذه المسحة لم يشب بعد ذلك إلى أن مات ما أصاب رأسه شيب إلى أن مات) فدعا لي بالبركة (دعا النبي عليه الصلاة والسلام له بالبركة) فتوضأ فشربت من وَضوئه (الوَضوء بفتح الواو بقية الماء الذي توضأ به أراد البركة فشرب من الماء الذي مسته يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا بيان تبرك الصحابة بأثر النبي عليه الصلاة والسلام ليس فقط بذاته بل بما مسه عليه الصلاة والسلام بل كانوا يتبركون بنخامته النخامة هذا الذي يخرج من الصدر ونحوه كان عليه الصلاة والسلام إذا تنخم إذا أخرج ذلك قبل أن تصل إلى الأرض يتلقفها الصحابة بأيديهم يتبركون بها فالعجب من بعض أهل عصرنا مما ينتسب إلى الدين ويدعي الحفاظ على الإسلام ثم يحرم التبرك بأثر النبي عليه الصلاة والسلام وبما انفصل من بدنه صلى الله عليه وسلم وبعضهم قد يحرم التبرك بذاته عليه الصلاة والسلام هؤلاء بعيدون بعد السماء عن الأرض عما جاء به محمد صلوات ربي وسلامه عليه) القارئ: وقمت خلف ظهره الشيخ سمير: قال وقمت خلف ظهره القارئ: فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه الشيخ سمير: كما قلنا بين كتفيه على التقريب وإلا فالخاتم أميل إلى كتفه إلى أعلى كتفه الأيسر عليه الصلاة والسلام القارئ: فإذا هو مثل زر الحجلة الشيخ سمير: مثل زر الحجلة الحجلة هي شىء مثل القبة كانوا في الماضي يغضون به السرير وأحيانًا يُعمل للعروس يعني لمن يتزوج لمن يريد الدخول بالزوجة يُعمل له فوق السرير مثل القبة وهذا يكون له أزرار يُزر بها هذا الزر منها هو زر الحجلة لا يراد هنا بالحجلة أنثى الطائر المعروف لأ إنما المراد القبة شبه القبة التي تُعمل فوق السرير معناه لم كبيرًا لم يكن حجمه حجم الخاتم كبيرًا إنما كان مثل زر الحجلة على شكل قبضة اليد كان قطعة لحم ظاهرة على شكل قبضة اليد لكن أصغر صغيرة. القارئ: وبه قال حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقني قال حدثنا أيوب بن جابر عن سماك ابن حرب عن جابر بن سُمرة قال رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غُدة حمراء الشيخ سمير: لون جلدها أحمر غدة شىء قطعة لحم ظاهرة لونها لون جلدها أحمر هذا لا ينفي أنه كان حولها ثأليل وكان على هذه الغدة شعرات نابتة لذلك بعضهم عبّر بأن لونه كان أسود وليس هذا لون الخاتم نفسه إنما لون ما كان عليه من شعر ونحوه القارئ: مثل بيضة الحمامة الشيخ سمير: هكذا تشبه بيضة الحمامة كما قلنا مثل القبضة ولكن صغيرة بحجم بيضة الحمامة القارئ: وبه قال حدثنا أبو مصعب المدني قال حدثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رُميسة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربه لفعلت الشيخ سمير: أرادت أن تصف كم كانت قريبة من النبي عليه الصلاة والسلام أرادت أن تبين أنها كانت قريبة جدًا سمعت بوضوح قالت لو أردت أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه لفعلت وهذا فيه إثبات أنها رأته إثبات هذا الخاتم خاتم النبوة القارئ: يقول لسعد بن معاذ (يقول لسعد يقول عن سعد وكان سعد قد مات فلم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يخاطبه إنما كان يقول عنه) يوم مات اهتز له عرش الرحمن الشيخ سمير: أي تحرك العرش سرورًا واستبشارًا بقدوم روح سعد رضي الله عنه الله تعالى جعل في العرش حياة فهتز سرورًا واستبشارًا حياة من غير روح لا بروح إنما على وجه يليق به جعل فيه إدراكًا حياة وأدراكًا فهتز سرورًا بقدوم روح سعد يوم مات رضي الله تعالى عنه. القارئ: وبه قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي وعلي بن حُجر وغير واحد قالوا حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن عبد الله مولى غفر قال حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي ابن أبي طالب الشيخ سمير: ولد وولد بمعنى واحد أي من ذريته وهذا سبق أن ذكرناه قلنا هو من ذرية محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بمحمد بن الحنفية القارئ: من ولد علي بن طالب قال كان علي إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله الشيخ سمير: وكان قد تقدم ذكر قطعة من هذا الحديث القارئ: وقال بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين (صلى الله عليه وسلم أي آخر نبي يُبعث) وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عزرة بن ثابت قال حدثني علباء بن أحمر قال حدثني أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا أبا زيد ادنُ مني فامسح ظهري" (نعم يعني لأمر كان يحس به النبي عليه الصلاة والسلام طلب منه أن يمسح ظهره) فمسحت ظهره فوقعت أصابعي على الخاتم قلت وما الخاتم قال شعرات مجتمعات (فهذا يدل على أن الخاتم كان عليه خاتم النبوة كان عليه شعرات مجتمعات نبت عليه شعرات وقال شعرات بجمع المؤنث السالم حتى يقللها يعني ليس شعرًا كثيرًا إنما نبتت عليه شعرات قليلة لكنها مجتمعة متقاربة). القارئ: وبه قال حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزعي قال حدثنا علي بن حسين ابن واقد قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب الشيخ سمير: المائدة شىء يكون عليه طعام ما كان يوضع عليه الطعام إذا كان الطعام عليه يُسمى مائدة مع وجود الطعام عليه يسمى مائدة الخوان ونحوه إذا كان عليه طعام يُسمى مائدة سلمان الفارسي كان من أهل فارس ترك قومه طلبًا لدين الحق لزم بعض الرهبان ثم انتقل من واحد إلى واحد بعد موته وأخبره آخر راهب صحبه أن نبي آخر الزمان يكون مهاجره يهاجر إلى مدينة إلى بلد واقع بين حرتين يعني الحرة الحجارة السود المجتمعة والمدينة المنور واقعة بين حرتين فيها حرة شرقية وحرة غربية يعني من ناحية منها حجارة سود كثيرة ومن الناحية الأخرى أيضًا وقال له فيها نخل ذات نخل ثم إن سلمان أسره بعض العرب استبعده نقلوه رحلوا به إلى المدينة وصل إلى المدينة لما رأى المدينة عرف أنه ينطبق عليها صفة البلد الذي أخبره عنه ذلك الراهب مكث في المدينة منتظرًا هجرة النبي عليه الصلاة والسلام أن يهاجر آخر الزمان إليها وهو يعرف بعض العلامات التي كان أُخبر بها لما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام أراد سلمان أن يختبر هل هذه العلامات موجودة فيه أو لا من جملة العلامات أنه قيل له لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية إذا تُصدق عليه بصدقة لا يأكلها إذا أُهدي هدية يقبلها أراد سلمان أن يختبر ذلك فجاء بمائدة عليها رطب ولا ينفي أن يكون عليها غير ذلك ووضع أمام النبي عليه الصلاة والسلام هذه المائدة القارئ: فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان ما هذا قال صدقة عليك وعلى أصحابك الشيخ سمير: قال هذه صدقة لك ولأصحابك القارئ: فقال: ارفعها (ارفعها عني أنا لا آكل الصدقة) فإنا لا نأكل الصدقة" قال فرفعها فجاء الغد بمثله الشيخ سمير: وفي اليوم جاء بمثل ذلك بمائدة عليها رطب القارئ: فوضعه بين يدي رسول اله صلى الله عليه وسلم فقال:" ما هذا يا سلمان فقال هدية لك (فقال هدية أهديها لك) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ابسطوا" الشيخ سمير: ابسطوا يعني ابسطوا أيديكم مدوا أيديكم فكلوا أي وأكل هو عليه الصلاة والسلام أيضًا منها القارئ: ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير : وكان هذا من العلامات التي يعرفها سلمان أنه على ظهره عليه الصلاة والسلام خاتم النبوة نظر فرأى هذا الخاتم موجودًا فاكتملت العلامات التي كان يعرفها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام القارئ: فآمن به وكان لليهود الشيخ سمير: كان لليهود يعني كان الذي يملكه يهوديًا الذي يملك سلمان كان رجلا يهوديًا لقارئ: فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهما الشيخ سمير: اشتراه هنا معناه دله النبي عليه الصلاة والسلام على ما يصير به حرًا وأعانه ليس معناه أنه هو دفع المال فاشتراه لا إنما معناه بسببه صار سلمان حرًا هو قال:"له اشتر نفسك من سيدك". القارئ: على أن يغرس لهم نخيلا الشيخ سمير: فإذًا اتفقوا مع سلمان أنه إذا دفع لهم كذا من المال وغرس لهم كذا من النخيل حتى حمل النخيل وأثمر أنه يصير حرًا وهنا ملاحظة أن المدة غير معروفة حتى يحمل النخيل ويثمر متى يكون هذا هذا غير معلوم المكتابة لا تصح في الشرع الإسلامي على مدة غير معلومة لكن هذا كأنه كان شىيئا خاصًا بسلمان كان لسلمان في الشرع حال خاصة أبيح له فيها هذا الأمر كما أبيح لبعض الصحابة في بعض المرات أن يذبحوا عنزًا كانت لم تبلغ الحد الذي يجزئ في الأُضحية لكن أجزأت عنه في تلك المرة كما أبيح لعائشة أمر كما أبيح لصحابة أمر في الحج ثم كان محرمًا على من بعدهم أحيانًا الله تبارك وتعالى يأذن بأمر يخص به إنسان يكون الحكم خاصًا بهذا الإنسان في ذلك الوقت كأن هذا كان ما حصل مع سلمان حتى يصير حرًا خصه الله بصحة مكتابته مع أن المدة لم تكن معلومة. القارئ: فيعمل سلمان فيه حتى يُطعم الشيخ سمير: حتى يُخرج الثمر القارئ: فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل الشيخ سمير: أعانه النبي عليه الصلاة والسلام فغرس له النخل بيده القارئ: إلا نخلة واحدة غرسها عمر الشيخ سمير: ذكر هذه النخلة الواحدة التي غرسها عمر ليس موجودًا إلا في هذه الرواية أما باقي روايات الحديث ما فيها ذكر هذه النخلة فإذا على حسب هذه الرواية النبي عليه الصلاة والسلام غرس النخل لسلمان كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر وهذا البستان الذي غرس نخله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بين أهل المدينة معروف يقال هذا البستان الذي غرس نخله رسول الله صلى الله عليه وسلم بستان سلمان الفارسي. القارئ: فحملت النخيل من عامها الشيخ سمير :عادة النخيل إذا غرست لا تبلغ أوان الحمل في عام واحد لكن هذا كان معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قالوا لسلمان إذا أثمرت النخل تصير حرًا فحملت النخل في العام نفسه في ذلك العام القارئ: فحملت النخيل من عامها ولم تحمل نخلة الشيخ سمير: إلا واحدة إلا نخلة واحدة القارئ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن هذه الشيخ سمير : تعجب لماذا لم تحمل هذه كباقي النخل قارئ: فقال عمر يا رسول الله أنا غرستها الشيخ سمير: عمر قال أنا غرستها هذه ليست من غرسك يا رسول الله القارئ: فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير: أخرجها من الأرض ثم غرسها أعاد غرسها غرسها هو عليه الصلاة والسلام القارئ: فحملت من عامه الشيخ سمير: أي وصار سلمان حرًا بذلك المقصود من هذا الحديث ذكر الخاتم الذي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خاتم النبوة القارئ: وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بشر بن الوضاح قال حدثنا أبو عقيل الدورقي عن أبي نضرة قال سألت أبي سعيد الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني خاتم النبوة الشيخ سمير: معناه قلت له صفه لي يا أبا سعيد الشيخ سمير القاضي: فقال كان في ظهره بضعة ناشزة الشيخ سمير : البضعة قطعة لحم ناشزة ظاهرة كان في ظهره بضعة قد تكسر يقال بِضعة وبَضعة بضعة ناشزة قطعة لحم ظاهرة أليس قلنا مثل بيضة الحمامة القارئ: وبه قال حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري قال حدثنا حماد ابن زيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أُناس من أصحابه فدرت هكذا من خلفه الشيخ سمير: دار من خلفه أحب أن يرى الخاتم الذي بين كتفيه جاء من خلفه فقال لعلي أتمكن من رؤية الخاتم القارئ: فعرف الذي أريد الشيخ سمير: النبي عليه الصلاة والسلام كان يضع ردائًا عرف ما يريد هذا الصحابي فأرخ ألقى ردائه أنزل الرداء عن كتفيه القارئ: فألقى الرداء عن ظهره فرأيت موضع الخاتم على كتفيه مثل الجُمع الشيخ سمير: مجمع اليد الجمع مجمع اليد قبضة إذا جمعت أصابع يدك هذا يقال له الجمع لكن أصغر يشبه شكله لكن أصغر القارئ: حولها خيلان الشيخ سمير: نعم حولها خيلان يعني مثل التأليل جمع خال مثل الشامة القارئ: مثل التأليل فرجعت حتى استقبلته فقلت غفر الله لك يا رسول الله قال ولك فقال القوم أستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير: تعجبوا فرحوا له قالوا له النبي عليه الصلاة والسلام أستغفر لك نلت هذا الأمر القارئ: فقال نعم ولكم الشيخ سمير: قال نعم استغفر لي لكنه أيضًا استغفر لكم أنتم القارئ: ثم تلا هذه الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الشيخ سمير: وأنتم من جملة المؤمنين إذا النبي عليه الصلاة والسلام استغفر لكم لابد أنه أطاع ربه سبحانه فاستغفر عليه الصلاة والسلام لذنبه واستغفر للمؤمنين والمؤمنات باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير: الان ننتقل للكلام عن صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم القارئ: وبه قال حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن حميد عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه قال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أذنيه الشيخ سمير: وهذا محمول على اختلاف أحواله عليه الصلاة والسلام كيف إلى نصف أذنيه وقد جاء في روايات أخرى أنه كان نازلا عن شحمة أُذن أغلبه نازل عن شحمة الأذن وبعضه يصل إلى الكتف هذا محمول على اختلاف أحواله ما معناه أليس النبي عليه الصلاة والسلام كان اعتمر ذهب ليعتمر في العمرة حلق شعر رأسه بعض الصحابة رأه بعد أن كان طال شعره قبل أن يصل إلى كتفيه فقال إلى منتصف أذنيه وصفه على حسب ما رأى هو في بعض أحواله عليه الصلاة والسلام لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أزال شعره إلا لنسك إلا لحج أو عمرة القارئ: وبه قال حدثنا هنّاد بن الثري قال أخبرنا عبد الرحمن بن الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد وكان له شعر فوق الجمة الشيخ سمير: فوق الجمة لا يصل إلى الجمة يعني لا يصل إلى أن يكون جمة أي لا ينال كتفيه هذا أغلب شعره كما قلنا وإن كان بعضه ينال كتفيه القارئ: فوق الجمة ودون الوفرة الشيخ سمير: لكنه نازل عن شحمة الأذن وهكذا كان أغلب شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم القارئ: وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا أبو قضن قال حدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال الشيخ سمير: وهنا أريد الإشارة إلى أمر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام ما اغتسل إلا متزرًا كان إذا أراد أن يغتسل اتزر كان يضع الإزار وكذلك ما دخل الخلاء لقضاء الحاجة إلا متزرًا عليه صلاة ربي وسلامه القارئ: قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعًا بعيد ما بين المنكبين الشيخ سمير: هذا فسرناه قبل القارئ: وكانت جمته تضرب شحمة أذنية الشيخ سمير: أغلب شعره إلى شحمة أذنية لكن كان له جمة والجمة قلنا ما ينال الكتفين من الشعر القارئ: وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثني أبي عن قتادة رضي الله عنه قال قلت لأنس كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالجعد ولا بالسبط كان يبلغ شعره شحمة أذنيه (هكذاوسبق أن شرحناه) وبه قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها الشيخ سمير: أم هانئ أخت سيدنا علي بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم القارئ: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قدمة وله أربع غدائر الشيخ سمير القاضي: يعني كان شعره افترق أربع فرق صار أربع فرق بسبب طول السفر افترق شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أربع فرق هذا معنى كان له أربع غدائر وسيأتي في الحديث ما يبين الأمر زيادة بيان القارئ: وبه قال حدثنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إلى أنصاف أذنيه هذا شرحناه يعني في بعض الأحوال القارئ: وبه قال حدثنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزُهري قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبل شعره (كان يسبل شعره أي لا يفرقه لا يجعل له فرقًا) وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشىء الشيخ سمير: في أول الهجرة كان النبي عليه الصلاة والسلام يريد تألف أهل الكتاب كان في بعض الأمور يفعل كما يفعلون إذا هناك أمران مثلا الشعر إما أن يفرق وإما أن يسدل لا بد من أمر من الأمرين وكانت عادة المشركين عبدة الأوثان كانت عادتهم أن يفرقوه وكانت عادة أهل الكتاب أن لا يفرقوا هؤلاء كافرون وهؤلاء كافرون فالنبي عليه الصلاة والسلام في أول الهجرة كان يميلوا إلى موافقة أهل الكتاب تألفًا لهم فكان لا يفرق شعر رأسه إلى أن أمره الله بأن يفرق فلما أُمر بأن بفرق فرق عليه الصلاة والسلام شعره من الوسط القارئ: ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي عن إبراهيم بن نافع المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أمي هانئ قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا ضفائر أربع الشيخ سمير: ذا ضفائر أربع هنا في هذا الحديث في هذه الروية زيادة بيان الرواية الأولى أربع غدائر يعني أربع فرق ثم في هذه الرواية بيان أن النبي عليه الصلاة والسلام ضفرها أي عقصها عقص هذا الشعر فكان مضفروًا يعني وهذا في حال طول السفر وقلىة الاعتناء بالشعر كان يفعل هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام لأن غيابه عن المدينة طال وكان في السفر وكان لا يتسع له الوقت للإعتناء بأمر شعره ضفره عليه الصلاة والسلام منعًا لإتساخه. وعند هذا نتوقف والله تبارك وتعالى أعلم