قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله:
أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية أخلصوا النوايا لله عزّ وجلّ.
القهّار
من أسماء الله تبارك وتعالى القاهر والقهّار ومن خواص اسم الله القهّار كما ذكر بعض المشايخ الصوفية وهذا مجرب أن من أُصيب بوسواس يعني صار موسوسًا كان يقوى عليه الخاطر الخواطر الشيطانية فهذا يلزم اسم الله القهّار فيقول يا قهّار يا قهّار مع الخشوع والتدير بلفظ صحيح هذا سره كبير في دفع الخواطر الشيطانية ويقوي القلب بإذن الله تبارك وتعالى وفيه أيضًا قوة يقين فيصير عنده الغلبة بإذن الله لذلك ألزموه يا قهّار يا قهّار.
والله تعالى سمى نفسه القاهر وسمى نفسه القهار قال الله تعالى: {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة الرعد) قهر المخلوقات بالموت يتصرف فيهم كما يريد هذا معناه خلقهم ويدبرهم يتصرف فيهم على ما يشاء وعلى ما علم تبارك وتعالى.
فهل رأينا أحدًا من المسلمين سمى ولده عبد الجالس لا يوجد لأن الجلوس يكون لمن له نصف أعلى ونصف أسفل والله تعالى لا يوصف بالقعود ولا بالجلوس ولا بالإضجاع ولا بالإستلقاء لا كما ادعى اليهود فقالوا إن الله تعالى تعب واستراح على قفاه في يوم السبت هذا ضد القرءان وضد عقيدة موسى وعيسى وسائر النبيين لأن القعود يكون للملائكة للبهائم للجن للإنسان أما الله لا يوصف بالجلوس.
لكن الله يوصف بالقهر فهو القاهر والقهار والله تعالى وصف نفسه بالاستواء {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (سورة طه) أهل السنة لا ينكرون وصف الله بالاستواء ولكن يقولون على طريقتين.
الطريقة الأولى: قالوا:”استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر” وهذا كلام الإمام أحمد بن حنبل وهو من السلف الصالح وسيدنا الشافعي قال:” ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وسيدنا الإمام مالك يقول الاستواء معلوم وكيف عنه مرفوع مستحيل غير معقول والإيمان به واجب هيدا كلام السلف هيدا كلام الأئمة في ءاية الإستواء وبعض العلماء من أهل السنة وهم بالعشرات قالوا إن الرحمن استوى أي قهر وحفظ وأبقى أعطوا كلمة استوى معنى من المعاني اللائقة بالله وهي من اللغة العربية وموافقة لقول الله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} (سورة الشورى).
إذًا من أسماء الله القاهر والقهار سيدنا يوسف صلى الله عليه وسلم النبي الرسول الكريم كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:”هو الكريم بن الكريم ين الكريم بن الكريم” يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم صلى الله عليهم وسلم.
الله تعالى قال عنه حكاية عنه في القرءان قال لشخصين كانا سجنا معه في السجن وطالبا منه أن يفسر لهما رؤيا منام ولكن علمهم الأهم وهذا كان طريقة كل الأنبياء عليهم السلام إنو بعلموا الإسلام بعلموا العقيدة بعلموا التوحيد أولا بعلموا ما يليق بالله وما لا يليق بالله حتى يعتقد الإنسان ما يليق ويترك التشبيه والتجسيم والنقص الذي هو لا يليق بالله تبارك وتعالى ماذا قال لهما:{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} يعني هؤلاء الذين عبدوا الشمس والأصنام والكواكب والقمر والشيطان وفلانا وفلانًا هذا شرك هؤلاء لا يستحقون العبادة واما الله هو المستحق للعبادة وهو الواحد الذي لا شريك وقال: هو القهار ما معنى القهار؟
يعني خلق ويتصرف في خلقه على ما يريد أثبت أنه الخالق تبارك وتعالى وقال تعالى:{لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} ينادي ملك من الملائكة في أهل المحشر ويكون هذا الملك الله تعالى أمره أن يقول ويسمع الناس{لمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} فيقول هذا الملك هو يعني هذا الملك يجيب كذلك بأمر من الله هو يجيب {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} الله أكبر إذًا ذهب ملك الدنيا بما فيها وبقي ملك الواحد الديان سبحانه وتعالى يعني الله لا يزول سلطانه لا يزول ملكه صفته لا تزول هو الديان يعني الذي يحاسب العباد ألا نعرف يوم الدين يوم الدين يعني يوم الحساب الله الديان يعني الذي يحاسب العباد لا ملك ولا جني ولا إنسان يكون في هذا الله يحاسب كل الناس.
إذًا الله تعالى هو القهار قهر العباد بالموت أين الجبابرة أين الأكاسرة أين هؤلاء عند ظهور هذا الخطاب على أرض المحشر أين أهل الضلال والإلحاد أين إبليس ومن كان معه الله تعالى جعل النفوس يوم القيامة سبحان الخالق العظيم والأرواح والأجساد تتلقى هذا وتسمع فكل يعرف أن الله تبارك وتعالى هو الذي مالك الملوك القهار الذي قهر العباد.
تنبيه هنا يحسن التنبيه إلى ما في بعض التفاسير من أن الله يسأل يوم القيامة لمن الملك اليوم ثم هو يجيب لله الواحد القهار هذه رواية غير صحيحة وإنما الذي ينادي هو الملك بأمر من الله والضرر إذا شخص اعتقد أن الله يتكلم بحرف وصوت فهذا من أبشع الضلال وهذا مهلك لصاحبه اما إذا شخص اعتقد يقول بكلام الله أزلي أبدي ليس ككلامنا وليس مجزئًا ولا مركبًا هذا لا يكفر.
وقد جاء في الحديث:”ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان“. كل الناس يوم القيامة يكلمهم الله تعالى يعني يسمعهم كلامه الذي لا ككلامنا ولا يحل كلام الله في اذان الناس ولا يوصف الله تعالى بالسكوت بعد التكلم والتكلم بعد السكوت ولا أن كلامه لغة أوحرفًا أو صوتً كل هذا لا يليق بالله تبارك وتعالى مهما تصورت ببالك فكلام الله لا يشبه ذلك هذا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في مسئلة الكلام.
وكذلك في مسئلة الاستواء بعض الناس قالوا استوى استقر وبعضهم قالوا جلس وبعضهم قالوا حاذى كل هذا ضلال.
الله استوى يعني قهر الرحمن على العرش استوى قهر العرش ما معنى قهره خلقه ويتصرف فيه على ما يريد هو يمسك بقدرته من غير جوارح من غير مماسة ولولا أن الله جعله في هذا المكان في هذا الارتفاع لهوى وكسر السموات والأرض لكن الله حفظه في ذاك المكان وهو سقف الجنة الإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه لما سئل عن العرش قال هو سقف الجنة ما قال هو مسكن الله ما قال مكان يجلس فيه الله وكذلك أيضًا هذا العرش الكريم يقول فيه الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه:” إن الله خلق العرش إظهارًا لقدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته“. لأن المكان يكون للحجم أما الله فليس حجمًا.
في النهاية فائدة عظيمة ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تعارّى من الليل يعني قام في الليل استيقظ ليلا لأمر قال كان يقول هذه الجملة وهذه الجملة قولوها من قالها بنية حسنة عند الاستيقاظ في الليل يعني بعد نوم استيقظ بعد نوم قبل الصبح يقول هذه العبارة يغفر له الله أكبر لا تأخذ منك وقتًا طويلا يسير عمل قليل ولكنه عظيم ما هو هذا “لا إله إلا الله الواحد القهّار ربّ السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفّار“.
اللهم يا قهّار يا قهّار عليك بأعدائك أعداء نبيك أعداء هذا الدين أعدائنا يا الله يا الله يا الله ارحمنا برحمتك يا رحيم يا أكرم الأكرمين.