fbpx

26 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحُسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية. الحليم من أسماء الله تبارك وتعالى الحليم ومن واظب على هذا الاسم في ذكره تبارك وتعالى بلفظ صحيح بنية خالصة لوجه الكريم يرزق الصفح والأناة والحلم فإن الحلم إذا وصف به الإنسان هذا مدح حتى قال بعض العلماء في هذا:”زينة العلم الحلم” يعني إذا كان عنده علم يزيد نفعه إذا رُزق الحلم وهذا فيه صبر على من حوله من الطلبة والناس وفيه ترك الغضب ولا يستفزك الغضب هذه خصلة طيبة إذا رزقتها ولكن هذا لا يعني أنك توصف بنفس صفة الله لا هذا اتفاق بالاسم ولكن المعنى يختلف فمن وصف الله تعالى بوصف من صفات الخلق كفر ومن يقول إن العباد يتصفون بصفات الله كفر، هذا التعبير باطل فاسد حتى إن بعض المغالين يعني الذين عندهم غلو قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم له الاسماء الحُسنى التسعة والتسعون هي نفسها أسماء لله وأسماء للنبي هذا غلو هذا شرك هذا عبادة للنبي عليه الصلاة والسلام. الله تعالى أسمائه الحسنى قسمان كما بيّنا قسم يُسمى به غير الله يعني يجوز أن يتلقى على غير الله ولكن المعنى يختلف وقسم لا يُسمى به إلا الله هذا الاسم الحليم يجوز وصف غير الله به لكن المعنى يختلف. فصفات الله أزلية أبدية الله الحليم وهو ذو الصفح والأناة الله تعالى يُمهل ولا يهمل هذه عبارة تنتشر على ألسنة بعض الناس من العبارات الصحيحة في عبارات بتنتشر صحيحة وفي عبارات بتنتشر من كلام الناس فاسدة أنت لا تردد ولا تقل كل ما تسمع زن هذا الكلام بميزان الشرع الله تعالى لا يستفزه غضب ولا عصيان العصاة نحنا نستفز نحنا نفور ويغلي الدم عند الغضب وأما رضى الله وغضب الله ليسا بإنفعال ولا تأثر نفساني ولا تغير فقال الله تعالى:{وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} (سورة الحج). فالله يغفر الزلل يعني مهما كثر ذنب العبد الله يغفره إلا أن يشرك به يعني من مات على الشرك فلا يغفر له ولا يرحم لا في القبر ولا في الآخرة وأما ما دون الكفر من المعاصي فهذا من مات عليه فهو تحت مشيئة الله قد يُغفر لهذا الإنسان ولو جاء بمثل الأرض خطايا ما دون الكفر هذا لا بد أن يرحمه تبارك وتعالى ولو عذب مدة في نار جهنم والله لا يُعجل للمذنب الإنتقام إلا بما ورد في الشرع يعني بعض المعاصي أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله يُعجل على صاحبها العقاب في الدنيا ولكن أغلب المعاصي وأغلب الظالمين يُترك عذابهم إلى يوم القيامة قال رسول صلى الله عليه وسلم:”ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله لصحابه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم“. الله أكبر هتان المعصيتان يُعجل على صحابها العقاب في الدنيا. قطيعة الرحم أن لا يصل رحمه يقطع بلا عذر والرحم كل من كان من جهة أبيك وأمك من أقربائك هذا قطعه بلا عذر حرام من الكبائر ووصله فرض لله تبارك وتعالى. وأما البغي يراد به الظلم نوع من أنواع الظلم فهذا يُعجل على صحابه العقاب في هذه الدنيا. فالحلم إذا أُطلق على الله لا يكون بمعنى الانفعالات يعني غير ما يطلق على المخلوق نحنا بالنسبة لألنا في عنّا تأني وتسرع ونحو ذلك هذا في المخلوق. من خصال النبي مثلا عليه الصلاة والسلام أنه كان يتأن وكان عنده الحلم ولا يستفزه الجهال إذا جُهل عليه لا يُستفز كان عنده حلم يسبق حلمه غضبه كان مما يوصي به ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها:”ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما (يعني إلا أن يكون حرامًا) فإن كان إثمًا (يعني إن كان هالشي الذي خير بين هذا وهذا واحد منهم حرامًا) كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها (يعني إلا إذا وقع النّاس في معصية الله عندها يغضب لله صلى الله عليه وسلم) كان في واحد من علماء اليهود وجد في الكتب القديمة أن نبي آخر الزمان من صفاته لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا يعني إذا الناس آذوه هو بيصبر لله ويعفو ويصفح فأراد هذا العالم الحبر اليهودي واسمه كان زيد بن سعيه أراد أن يمتحن الرسول عليه الصلاة والسلام يعني حتى يرى هل هذا الوصف في محمد كما وجد في الكتب القديمة عن نبي آخر الزمان هل ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم فماذا فعل عامل الرسول عليه الصلاة والسلام بدين مؤجل يعني حط أجل معلوم حددوا وقت ثم قبل أن يحل الأجل بثلاثة أيام جاء هذا زيد بن سعيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم صار يطالبه للرسول بهذا الدين فالنبي كان يسمع لهذا الرجل ماذا فعل هذا الرجل طالب بالدين ونال من الرسول بالكلمات القبيحة فنال من الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمات قبيحة وشتائم فكان بالمجلس سيدنا عمربن الخطاب فقام أراد ان ينتقم منه وكاد أن يقتله النبي نهى عمر رضي الله عنه صلى الله على رسول الله الحليم الصبور عندها علم اليهودي أنّ سيدنا محمّدًا هو رسول الله حقًا أنه نبي الله أنه نبي آخر الزمان فنطق بالشهادتين ودخل في الإسلام. أنظروا كيف التعامل مع الغير الحلم الأناة خصلتان يحبهما الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقد ورد عن أم أبانة بنت الوازع عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس أنه قال لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحيلنا فنقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله وأنتظر المنظر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:”إن فيك خُلتين يحبهما الله الحلم والأناة قال يا رسول الله أنا أتخلى بهما أم الله جبلني عليهما يعني الرسول عليه الصلاة والسلام وصف هذا الرجل بخصلتين بصفتين يحبهما الله الحلم والأناة فقال له هل هذا جُعلت في من عادتي جُبلت عليها أم هي خلق أنا تخلقت به قال:”بل الله جبلك عليهما” فقال: الحمد لله الذي جبلني على خُلتين صفتين يحبهما الله ورسوله. لذلك يا أحباب عليكم بالأناة وعليكم بالصبر وعليكم بالحلم وعليكم لله تعالى بالعفو والصفح هكذا كان أنبياء الله وهكذا كان سيد الناس عليه الصلاة والسلام. وقد جاءفي وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام بالحلم كما في قول الله تعالى:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} (سورة التوبة). وما كان استغفار إبراهيم لأبيه انتبهوا إبراهيم نبي الله لم يستغفر لأبيه آزار الذي مات كافرًا لما علم أنه يموت على الكفر أو بعد أن مات وإنما كان استغفار إبراهيم لأبيه وكان أبوه ما زال حيّا ولم يوح لإبراهيم أن أباه يموت كافرًا فكان يرجو اهتداءه وكان استغفار إبراهيم لأبيه يعني يا الله أدخل أبي في الإسلام ليُغفر له هذا معناه ثم لما تبين أنه عدو لله يموت على ذلك تبرأ منه وما عاد يستغفر له وإن إبراهيم وصف بهذا لأواه حليم إنتبهوا ليس معنى أواه أن إبراهيم يقول آه آه آه في ذكر الله هذا باطل وإنما معناه كان كثير الخشوع والبكاء خشية من الله عزّ وجلّ ووصف الله سيدنا إسماعيل عليه السلام بقوله تعالى:{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} (سورة الصافات). إبراهيم عليه السلام بُشر بإسماعيل إبراهيم الأب وصف بأنه حليم وإسماعيل وُصف بأنه حليم وكان عنده صبر وانقادا لأمر الله تبارك وتعالى. وفي الختام أذكر فائدة: ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه أنه قال:” لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كربٌ أو شدةٌ أن أقولهن (يعني من بركات هذا الورد لرفع البلاء والشدة) لا إله إلا الله الكريم الحليم وسبحانه وتبارك ربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين“. أعيد للبركة لا إله إلا الله الكريم الحليم وسبحانه وتبارك ربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين. اللهمّ يا حليم يا عليم يا كريم يا عظيم يا ربّ العالمين حسن أخلاقنا وارزقنا الصبر والعفو والأناة يا الله يا الله وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.