السَّلام عليكم ورَحمَةُ الله وبَرَكاتُه. أَهلًا ومَرحَبًا بِكُمْ يا أحباب. لا تَنسَوْا إخْلاصَ النِيَّة لله تَبارَك وتعالى. والآن وقد وصلنا إن شاء الله عزَّ وجلّ للسّؤالِ الرابع وسنقرأ الرابِع والخامس لله عزَّ وجل. بسم الله والحمدُ لله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
يقول المؤلف: لماذا أرسل الله الرسل؟
أّرسّلَ الله الرُّسُل ليُعَلّموا النَّاسَ مَصالِح دينِهم ودُنياهُم ولِدَعوَةِ النَّاس إلى عِبادة الله وأَنْ لا يُشركوا بِهِ شَيئَا قالَ تعالى ﴿فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيين مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِين﴾ الحَديث “أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيّونَ مِنْ قَبْلِي لا إِلَهَ إلَّا الله” رواهُ الإمامُ مَالِك في الموَطَئْ.
السؤال الخامِسْ: ما مَعنَى التَوحيد؟
هو إفرادُ القَدبمِ مِنَ المحدَث كَمَا قَالَ الإمامُ الجُنَيد ومُرَادُهُ بالقَديمِ الله الَّذي لابِدايَةَ لَه والمحدَثُ المخلوق قالَ تَعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئْ﴾ الحَدِيث سُئِلَ رَسولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم “أيُّ العَمَلِ أَفْضَل؟” فَقَالَ “إِيمَانٌ باللهِ وَرَسولِه” رَواه البُخارِيّ.
لِماذا أرسَلَ الله الرُّسُل صَلَّى الله عَلَيهِم وسَلَّم؟
أَرسَلَ الله الرُّسُل لِيُعَلِموا النَّاس مَصالِحَ دِينِهِم ودُنْياهُم. هَذَا فِيه بَيان أنَّ الأَنبِيَاء عَلِيهِمُ السَّلام مَأمُورون بالتَبليغ. الأَنبِياء نَوعَان أَنبِياء رُسُلْ وَأَنْبِياء غَيرُ رُسُلْ كِلاهُما أُمِرَ بالتبليغ وكِلاهُما أي النَّوعانِ يأمُرونَ النَّاسَ بالإسلام ويُعَلّمونَ النَّاسَ العَقيدَةَ الحَقَّة عَقيدَةَ الإسلام عَقِيدَةَ لا إِلَهَ إِلَّا الله. فالنبيُّ مَأمُورٌ بِالتَبليغ كَمَا أَنَّ النَّبيَّ الرَّسول مَأمُورٌ بِالتَبليغ. فَهَذِهِ الآيَةُ ﴿فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيينَ مُبَشِرينَ وَمُنْذِرِينْ﴾ فيها دَليل أَنَّ الأنبياءَ يُبَشّرون مَنْ آمَنَ بالجنَّةِ وينذرون من عَصَى وكَفَرَ بِالنَّارِ والعِياذُ باللهِ تعالى. والنبيُّ عليه الصًّلاةُ والسَّلام قال “النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصَّة وبَعِثتُ إلى النَّاسِ كافَّة”. كانَ النبيُّ قبلَ نَبِيِّنا عَلَيهِ الصَّلاة والسَّلام حين ينزلُ عليه الوحيّ يَقول لَه الملَك “أنت أُرسِلتَ في قَومِكَ”، وهذا النبيّ كان يُبَلِّغ من استطاعَ مِن غيرِ قَومِهِ كَذَلِك إيضافةً إلى قَومِهِ. أمّا نبيُّنا صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم فنزَلَ النَّصُّ عليه يعني الملَك قال لهُ أنتَ أُرسِلتَ في النَّاس كافَّة. فالنَّبيّ ما تَعريفُهُ؟ نبيٌ غيرُ رسول أوحي إليه بإتباعِ شَرعِ مَنْ قَبلَه وأُمِرَ بالتَّبليغ. النبيُّ الرسول هَذا إنسانٌ أوحِيَ إليه بنَسخِ شرعِ من كان قَبله أَو نَقولْ بِشَريعَةٍ جَديدَة بأحكامٍ جَديدَة. والأنبياء دينُهُم واحِد هُوَ الإسلام. “الأَنبِياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاة دِينُهُم واحِدْ وَأُمَّهَاتهُم شَتّى” قالَ عَليهِ الصَّلاة والسَّلام في تِتِمّةِ هذا الحَديث. “وَأَنَا أَولَى النَّاسِ بِعيسى ابنِ مَريَم لَيسَ بَيني وَبَينَهُ نَبِيّ” لأنَّهُ منذُ رُفِع صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم سيِّدُنا عيسى إلى السَّماء الثَّانيّة إلى أن بُعِث نبينا محمَّد خَاتَمُ النَّبِيّين صَلَّى الله عَليهِم وسَلَّم ما جاء نبِيٌّ بينهما فقالَ “أنا أَولَى النَّاس بِعيسى ابنُ مَريم” لأنَّه هُوَ أَخوهُ بالإِسلام. كلُّ الأنبياء عقيدتهم واحِدَة فلذلك شبَّهَهُمُ الرَّسولُ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم بالإخْوة لِعَلَّاة. في اللغةِ العربِيَّة نَقول إخْوَة أشِقَّاء يَعني لهُم نَفسِ الأَب والأُم. إخوة أَخْيافْ يَعني عِندَهُم أمٌّ واحِدة وآباء مُختلفة. وأمَّا الإخوَة لِعَلَّاة فهُم الّذين لهم أبٌ واحِد وأُمَّهاتِهِم مُختَلِفَة. شبَّهَهُم بماذا؟ بالإخوةِ لِعَلَّاة، يعني دينُهُم واحِد انتبهوا لا يُقال عَنِ الله أَبوهم! إنَّما دينُهُم واحِد الإسلام عَقيدَة واحِدَة تَوحيدُ الله، تَنزيهُ الله. وأمَّهاتُهُم شَتَّى يَعني شَرائِعهُم مُختلفَة، الأَحكام اختَلَفَت بَينَ شَريعَةٍ وأُخْرَى. والنَّبيُّ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم أَخبَرَ أنَّ الأنبياء كانَ أوَّلَهُم آدم. آدمُ عليهِ السَّلام اصطَفاهُ الله بالنُّبُوَّة ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى العَالَمِين﴾ هَذِهِ الآيَة تدُلُّ أَنَّ اصتِفَاءَ آدَم كَمَا اصتِفاء نوحٌ وابراهيم. فَنوح نَبيٌّ رَسول، آدَم نَبِيٌّ رَسول. آل إبراهيم جاءَ مِنهُم سَيِّدُنَا اسماعيل واسحَاق وكُلُّ الأَنبِياء بَعدَ سَيِّدِنا ابْراهِيم يعودُ نَسَبُهم إلى سيِّدِنَا ابْراهِيمْ صَلَّى الله عَليهِم وسلَّم. أمَّا آلُ عِمران فَهُو يعني المرادُ بهِ موسى عليه السَّلام وهارون صَلَّى الله عَليهِم وعلى نبيِّنا. ثم يا أَحباب الله بَعَثَ الأنبياء رحمة للعباد وليسَ واجبًا على الله بِعثَة النَّبِيين، إنَّما هَذَا فَضُل مِنَ الله، إِحْسان. ونِحنا يا َأحْباب مَا منِسْتَغني عَن الأَنْبِياء بِالعَقُلْ، العَقلْ بيِجِي شاهِدْ لِلشَّرِع بِدِلْ عَلَى صِدق مَا أَتى بِهِ الأَنبِيَاءْ. أمَّا هَؤلاءِ البَراهِمَة الذينَ قالوا نَستَغني عن الأنبياء والعياذ بالله قالوا بالعقُل هذا كلامُهُم لا شكَّ باطل فالأنبياء سَفارة، سُفراء سَفارة بين الحقِّ تعالى وبين الخلق. فالسبيل لمعرفة صِدقِ هذا الإنسان وأنه نبيٌّ المعجزة. هذه المعجزة خرقٌ للعادة لا تُعارض بالمثل تَدُلّ عَلَى صِدقِ هَذا الإِنسان كأنَّ الله قال “صَدَقَ عَبدِي هَذَا فِيمَا يُبَلِّغُهُ عَنّي”. ثمَّ يا أَحبابي الله عَزَّ وجَلّ أَرسَلَ الرُّسُلَ بالبَيِّنات وعَصَمَهُم صَلَّى الله عَليهِم وَسَلَّم. فَأَوّلُ الأَنبياءِ آدَم وَخاتمَهُم محمَّد صَلَّى الله عَليهِم وسَلَّم، كُلُّهُم جَائوا يَدعونَ لِعِبادَة الله. الله تعالى جَعَلَ الحِكمَة أن تختَلِفَ بعضُ الأَحكام. أمَّا من حيثُ العَقائِد أُصول العقيدة، لم تختَلِف يعني كلّهم يؤمنون بالله والكتب السماوِيَّة واليوم الآخِر وبالقدر خيره وشرّ وبالملآئكة والحساب وعذابِ القبر ونعيمِ القبر وأنَّ هناك في الآخرة أَخِذْ للكُتُبْ. كل إنسان يأخذ كتابه يوم القيامة. في ميزان توزَن عليه الأعمال. هذه أمور لم يختلف بها أنبياء الله.طيِّب قد يسألك واحد اختلفوا بماذا؟ ببعضِ الفُروع العَمَلِيَّة متل كانوا يُصَلّوا بإيّام سيّدنا آدم صلاة واحدة، سيدنا عيسى عليه السلام بشريعته كانوا يصلوا صلاتين، نحنا مِنصَلّي خمسة. بنو إسرائيل يعني اللي هنّ بنو يعقوب عليه السلام واللي كانوا مُسلمين هؤلاء كانوا يصلون في المكان المهَيَءْ للصَّلاة كانوا يِسَمّوها بِيَعْ وصَلَواتْ يعني مُفرَدها بيعَ وصَلوتَ. أمَّ نحنا أينما أَدركَتنا الصَّلاة فينا نْصَلّي لِأَنّو النَّبيّ عَليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام قَالَ “جُعِلَتْ لِيَ الأَرضُ مَسْجِدًا وَتُرْبَتُهَا طَهُورَا” فنِحْنَا عِنَّا كَمَانْ التَّيَمُمْ. إذا الوَاحَدْ مِنَّا لم يجِدِ الماء أَو كانَ يَضُرُّهُ الماء يَتَيَمَم كَمَا جَاءَ في القُرءانِ الكَريم. لَكِنْ مَنْ قَبلَنَا مِنَ الأُمَم كانوا ينتَظِرونَ وُجودَ الماءِ ما عَندُن كان تَيَمُمْ. كان بشريعِة سيدنا آدَم عليه بجوز للواحَد يتزوَّج أُختو تَوْأَمَتْ أَخيه أَمَّا تَوْأِمْتُو يعني أُختو مِنْ نَفْسِ البَطن حَرام. أَمَّا بَعدَ ذَلك بِشَريعَة سيِّدِنا شيث، الله تَعالى حَرَّمَ هَذا. كانْ بشريعَة سيدِنا يَعْقوب عَليهِ السَّلام، بجوز للواحَد أَنْ يجمَعَ بَينَ أُختَين يَعني تِتْزَوَّج إمْرَأَة وأُختَها بِنَفسِ الوَقت يكونوا تنَيْناتُن تَحِت عِصِمْتَك بقولوا عنَّا بالعامِيَّة. أَمّا نحنا بشريعتنا شريعة النبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام ما بتتزوَّج أُختَها إلَّا إذا طلقتَ الأُولَى أَو ماتَتْ فلا تجمع بينَ الأُختَيْن ولا بين المرأة وعمَّتِها ولا بين المرأة وخالتِها. هيدي الأحكام في الفُروع أمَّا كِلَّياتُن كانوا يُنزِّهون الله وبِيْعتِقْدُوا إنّو الله قادِر على كلِّ شئ عالمٌ بكلِّ شئ سَميع بَصير حَيٌّ مُريدٌ لهُ مَشيئَة وأَنَّه تَعالى لا يُشبِهُ الأَشياء، خالِقُ العالم لا خَالِقَ إلَّا هو، ما شَاءَ كان ومَا لم يَشَأ لم يكُن قَدَّرَ الخَيرَ وَالشَّرَ قَدَّرَ وُجودَنا كَأَجسام قَدَّرَ أَعمَالَنا قَدَّرَ الأَعمَال الإختِيارِيَّة والأَعمَال الإضطِرارِيَّة. فإذًا يا أَحباب النّبوَّةُ رَحمَةٌ مِنَ الله جَعَلَها الله تَعالى فيمَن شاءَ مِن خَلقِه. هُنَا انتَبِهوا! ماذا يَقول العُلُمَاء عَنِ النُّبُوَّة؟ يَقولون النبُوَّةُ غَيرُ مُكْتَسَبَة. ما معناهُ؟ يعني الواحد قد ما اشتغااال بالطَّاعات وعِمييل ما بيوصَل ليصير نبيّ. الله يجعَل النُّبُوَّة فيمَن شاءَ من عِبادِهِ. أمَّا الوِلايةُ مُكْتَسَبَة إنْتِ بِتْأَدّي الواجِبات بتِجْتِنِبْ المحرَّمات بتْكَتِّر من النَّوافِل، هاي طَريقِ الوِلايَة الإستِقامَة. فإذًا النّبوَّة يجِبُ عَلَينا ان نُعَظّمَ هذا المنصِب وحرام أن نستهزِأ بمَنصِبْ النُبُوَّة أو أن نستهزِء بنبِيٍّ واحِد هذا كأنَّه شتم كلَّ الأنبياء والعياذ بالله تبارك وتعالى.
السؤال الخامِسْ: ما مَعنَى التَوحيد؟
هذا التوحيد يا أحباب بعض النَّاس بعَبروا عَنّو على أَشياء أُخرى في هُناك عقيدة فاسدة يُقال لها عقيدة وحدة الوجود، هذه عقيدة بيعتُقدوا أنّوا العالم والله شئٌ واحد والعياذ بالله هذه عقيدة باطلة ضِدُّ القرآن وتُنسَب لبعض المشايخ الطيِّبين كأبي يزيد البَسْطامِيّ رحمه الله وكان من الصالحين وتُنْسَب للشَّيخ جَلال الدّين الرّوميّ وكانَ مِنَ الصَّالِحين وهُو بَريئٌ مِنْ هَذا وتُنسب كذلك هذه العقيدة للشَّيخ مُحيِ الدّين ابن عَرَبيّ وهو بريئٌ مِنها رحماتُ اللهِ عليهم. أمَّا بعضُ من قالها فَهُوَ كالحلَّاج. هَذا الحلَّاج والعياذُ باللهِ تَعالى كانَ يَقول”ما في جُبَّتي إلَّا الله” ويَعْمِل هيكْ يعني انوا الله ساكِنْ فيه والعِياذُ بالله . وكانَ يَكتُبُ أَحيانًا يُسمّي نَفسَهُ يَقول “مِنَ الرَّحمن الرَّحيم إلى فُلان” يُسمي نَفسَه الرَّحمَن، وهذا اسم خاص بالله تبارك وتعالى. وكان يَكتُبُ أَحيانًا وَيَقول أَكتُبُ مَا أُعَارِضُ بِهِ القُرآن يَعني مِثلَ القرآن. فَهَذا الإنسان سيدْنا الإمام أحمد الرّفاعيُّ الكَبير رضِيَ الله عنه قالَ فيه “لَو كانَ على الحَقّ ما قَالَ أَنَا الحَقّ” الله أكبر يعني هيدا إنسان باطِل دجَّال. لذلك حَكَموا عليه العُلَماء بإيَّامو وقَتَلَهُ الحاكِم وعَلَّقَ رَأسَهُ على قلعة دمشق جعلوه عِبرة حَرَقوه وزَتُّوا رمادو هيك بنهِر دِجلة إلى غَيرِ ذَلِك يا أَحْباب ليش؟ ليَكونَ عِبرةً لِغَيرِه. فالحاصِل مَا عَم نِحكي عَن هَذا الفَساد في المعتَقَد يَعني ما عَم مِنقول الآن وحدَة الوُجود بِسَمّوها أو الوِحْدَة المطلَقَة واللّي اليوم كتَار بيِعتِقدوها والعِياذُ باللهِ وتُفْتَرى على التَّصوف والتَصوّف الحقيقيّ بريئٌ مِنْها. أمَّا التوحيد فمرادُنا عِلمُ العَقيدَة، عَقيدَةِ أَهلِ السُّنَّة والجَّماعة عقيدةُ المسلمين هذه يا أحباب فيها تنزيهُ الله توحيدُ الله وَهذا المراد. فقال هو إفرادُ القديمِ من المحدَث. القديم يعني الله ما إلو بِدَايَة، والمحدَث يَعني المخلوق وَهُوَ كُلُّ ما سِوى الله. فأنت لا تُشَبِّهِ الله بالمخلوقين تَكون وَحَّدتَ الله تبارك وتعالى. الخالقُ لا يُشبِهُ المخلوق هيدي الكلمة يا أحباب إفرادُ القديم من المحدث هيدا كلام الإمام الجنيد البغادي رئيس الطائفة الصوفية في حياته رضي الله عنه إمام الصوفيَّة في أيامه كان في القرن الرابِع الهجريّ رحمه الله ذكر ذلك عنه القُشَيرِيّ في الرّسالة القُشيريَّة. شو مَعنى كَلامو الله لا يُشبه خَلْقَهُ؟ لا يُشبه القَمر لا يُشبه الضوء ولا الظَّلام لايُشبه الصور إنَّما هو خالِقُ الصُّوَرِ فلا يتَّصِفُ بالصور. ثمَّ يا أحباب الإمام ابو حنيفة رضي الله عنه ماذا يقول في هذا؟ “من قال إنَّ صِفاتِ الله مُحدَثة، مخلوقة يعني أو توقَّف فيها أو شكَّ فهو كافِر” يعني الذي يقول إنَّ الله تحدُث له صِفات هذا ما عرف الله أو يقول أنا لا أقول هي حادثة أو غيرُ حادثة كذلك هيدا إنسان كذَّبَ القرآن أو يشُكُّ يقول هي حادثة أوغير حادثة أيضًا هذا كّذَّب الإسلام فإذا المسلم ماذا يفعل؟ يجزِم بقلبه أنَّ الله تبارك وتعالى لا يُشبِه شيئًا ولا يُشبِهُهُ شئ. ثُمَّ يا أحبابي الله تعالى لا يتحيَّز في الجِهَةِ ولا المكان. المكان هو الفَراغ الَّذي يملَئُهُ الحَجِم. فالله تبارك وتعالى لا يُقالُ فيه حَجمٌ ولاجِسِم. فإذًا تَنَزَّه عَن الحُلولِ في المكان. الجِهَةُ هي الوُجْهَة والنَّاحِيَة التي كَذَلِك يحلُّ فيها الجِسِمْ. فمن نسب إلى الله تعالى كذلك الجسميَّة هذا يكونُ كذلِك ما وحَّدَ الله عزَّ وجلّ. الإِمامُ الرّفاعيُّ وهو مِن كِبار الأَولِياءِ الصَّالحين رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقول “التَّوحيد وُجْدَانْ تَعظيمٍ في القَلْبِ يَمْنَعُ مِنَ التَعطيل والتَشْبيه” يَعني بَدَّك إنت تُعتُقِد إعتِقاد بِقَلبَك مِن تَعظيمك لله لا بِتشَبْهُ بخلقِهِ ولا بتعطِّل ما بتنفي وجودَه ولا بتنفي صِفة من صفاتِهِ تبارك وتعالى. ثمَّ هذا العِلِم يا أحباب علم التوحيد، مع ذِكرِ الأدِلَّة العقليَّة والنقلِيَّة شو منقلّو؟ عِلمُ الكَلام. شو كَمان؟ عِلمُ أُصولِ الدّين. طَب هيدا ممدوح ولا مذموم؟ هذا ممدوح بل هو أعلى وأولى وأوجب وأهمّ العُلوم. ليش؟ فيه معرفة الله، مَعرفة الأَنبياء عليهِمُ السَّلام. الله قال ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك﴾ أولًا قُدِّم العِلمُ بالله وكان صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم يقول “أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِالله وَأَشَدّكُمْ لَهُ خَشْيَة” والإمام أبو الحسن البوشنجيّ رحمه الله يقول “التوحيد ان تعلم أنَّ الله تعالى غيرُ مُشبهٍ للذَّوات ولا مَنفِيَّة الصّفات” شو يعني هالكلام؟ يعني الله عزَّ وجلّ ذاته لا يُشبِه ذواتنا يعني حقيقته ليست كحقيقة الخلقِ نحنا حقيقتنا جسم أمَّا الله ليس كذلك لا يُتصوَّر في الأذهان. ويقول الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه وأرضاه “من قال الله جِسْمٌ لا كالأجسامِ كَفَرَ” نَقَلَ هَذا الكَلام عَنهُ صَاحِبُ الخِصَال. شو هو الجسم؟ هو ما تركَّبَ من أَجزاء فالمتركِب يحتاج لمن رَكِّبَهُ. والمحتاج إلى غَيرهِ عاجِز والعاجِز لا يكونُ إلاها. واللّي بيعرِف شو مَعنى الجِسِم هو مِتل أنا أعرف نَفسي لو ما بيَعرِف يشرح ما تركب من أَجزاء، لو ما بيعرِف يشرح ما له طول وعرضٌ وعمق وسمكٌ وتركيب لو مابيعرف يقولا، لكن فهمان شو معنى الجسم هذا كافر لو قال لا كالأجسام هيدي لا كالأجسام لاتُسَلِّمُهُ. وقال الإمامُ ذو النُّون المصريّ رَضِي الله عنه وأرضاه “مَهْمَا تَصَوَرتَ بِبَالِك فَاللهُ لَا يُشْبِهُ ذَلِك” وَقَالَ الإمامُ أَبو الحَسَن الأَشعرِيُّ إِمامُ أهلِ السُّنة والجماعة هيدا كان من الأولياء العُلماء كان جَدَّدَ للأمَّة الأدِلَّة في نُصرةِ عقيدِة أهلِ السنَّة والجماعة هو والإمام أبي مَنصورٍ البَغداديّ رضي الله عنهما. شو قال؟ قال” من اعتقد أنَّ الله جِسمٌ فهو غير عارفٍ بربه وإنّه كافرٌ به “فإذا يا أحباب اللي هو بيعتقد الجسميَّة في الله هذا ليس من المسلمين. والإمامُ أَحمد أيضًا ابن حنبل رَحِمَهُ الله يقول “الأَسمَاء مَأْخُوذَةٌ مِنَ الشَّريعَةِ واللُّغَة” يَعني منقول إنسان، إصبع، خاتم، سماء، َأرض. من وين جبنا هالأسماء؟ إمَّا من اللغة وإمَّا من الشَّرع. لا جاء في الشَّرع إطلاق الجسم على الله وباللغة هو لما كان مُركبًا. وكُلُّ هذا منفيٌّ عن الله. فبَطَل إطلاق الجسم على الله لأنَّ الله تعالى خارِجٌ عن ذلك كلِّه. وسيَّدُنا الإمامُ عليٌ رضي الله عنه وأرضاه ماذا يقول؟ “سَيَرْجِعُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عِنْدَ إِقْتِرابِ السَّاعَةِ كُفَّرا” يعني حَيِجي زَمَن يِطلَع في نَاسْ بِكونُوا عَلى الإِسلام أَو يَنتَسِبونَ زورًا إِلى الإِسلامِ وهِنّ وَالعِياذُ بِاللهِ تَعالى عَلى الضَّلالَةِ والكُفْر. قَاَل رَجُلٌ “يَا أَميرَ المُؤْمِنين كُفرُهُم بِمَاذَا؟” يَعني عَمْ تِحْكُمْ عَلَيهُن أَو عَمْ بِتْقولْ حَ يِطْلَعُو كُفَّار، طَيِبْ هِنّ كُفْرُنْ بِشُو حَيْكونْ؟ مَا نَوعُهُ؟ لأَنَّ الكُفر أَنواع. في كُفُر التَّكذِيب، في كُفْر التَّعطِيل، في كُفر التَّشبِيه. فَعَم بِقُلّو كُفرُهُم بماذا؟ أَبِالإِحْداثِ أَمْ بِالإِنكار؟ يعني يحدثون شيئًا في الدِّين يَنسبونَه للإسلامِ زورًا أم ينكرون ما ثَبَتَ؟ فقال “بَلْ بالإِنْكار يُنكِرون خَالِقَهُمْ” اللهُ أَكبر! كَيفَ يَكونُ إِنْكارُ الخَالِق؟ قال ” فَيَصِفونَهُ بالجِسمِ وَالأَعْضَاءْ” مَنْ قَالَ إِنَّ اللهَ جِسِم لَهُ طُول، عَرض هذا ما عَرف الله تبارك وتعالى يكون أنكر الخالق. ليه؟ لأنو بكون عبد صورةً فأنكر الخالق الذي لا صورة له. قال العلماء الذي شبَّه الله بخلقه هذا إنسانٌ يُقال فيه مُشرك. ويُقالُ فيه مُعطِّل يعني من حَيثيَّة هو أَشرَك بالله ليه؟ عَبَدَ غيرَ الله. عبد الصّورة اللي هو تخيَلْها. في ناس بيعتقدوا انّو الله تبارك وتعالى ضوء في ناس بيعتقدوا الله ظَلام في ناس بيعتقدوا كانوا انّو الله له صورة شاب أمرد يعني ما إلو شعِر ومنهم من يعتقد إنَّ الله له صورة شيخ أَشمط يعني شعرو أسود وأبيض. كلُّ هذا بالطل لأن الله خلق العالم ولا يُشبه العالم. قال الإمام جعفر الصَّادق رضي الله عنه وهذا كان من علماء أهل السُّنَّة والجَماعة من آل البيت رضي الله عنه”من زعم أنَّ الله في شئ أو على شئ أو من شئ فقد أَشرَك” يعني ما بكون هيدا على الإِسلام. وبيَّن لِيش، شو قَال رَحِمَهُ الله “فَلَو كَانَ في شَئٍ لَكَانَ مَحصورًا” أنا الآن في هذا المكان أنا محصور الذي يكون حالًّا في مكان يكون يكون محصورا وهذا لا يليق بلإله. الحورُ العين في الجنَّة محصورون. الزَّبانيَّة الموكلونَ بالنَّار محصورون كل من كان في مكان يكونُ محصورا والمحصورُ لا يكون إله “وَلَو كَانَ عَلى شَئٍ لَكَانَ مَحمُولًا” إلّي بكون على شئ هذا محمول إحتاج لمن حَمَلَه فإذًا الله تعالى مُنَزَّهٌ عن ذلك قال و”َلَو كَانَ مِن شئ لَكَانَ مُحدَثًا أَي مَخلُوقا” يَعني المَلائِكَة مِن نور الإِنْسُ خَلَقَهم الله تَعالى مِن طين الجِنُّ من نَّار. الَّذي يكون من شئ هذا مخلوق. والله قال ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ﴾ وهَذا نَقَلَهُ الإمامُ الرِّفاعِيُّ رَضِي الله عَنهُ عَن جَعفَر الصَّادِق رَضِيَ الله عنه في كِتابِه “البُرهان المؤيَّد” وقال الشَّافعيُّ رضي الله عنه “من انْتَهَضَ لِمَعرِفَةِ مُدَبِّرِهِ” واحَد أَرادَ أَن يَعرِفَ الله. فَهون تلات حالات بِيِذْكَرْهَا الإِمام الشَّافِعِيّ رَضِيَ الله عَنهُ يَقول “فانْتَهَى إِلى مَوجودٍ يَتَصَوَّرُهُ بِفِكرِهِ فَهُوَ مُشَبّه” يعني وصِل بالتفكير إلى صورة، وقَال هَيدي الله. هيدا إنسان مُشَبّه يعني مَنّو مُسلم. التَّاني قَال “وَمَنْ انْتَهَى إِلَى التَّعْطيلِ الصِّرفِ” يَعني الخالِص عَطَّل شو قال؟ “لا إله” والعياذُ بالله فَهُوَ مُعَطّل “ومَن انتَهَى إلى مَوجودٍ واعتَرفَ بالعَجزِ عَن إِدراكِه يَعني أَنا أُؤمن بوجودِ الله ولا أُحيطُ بِه عِلمًا لا يُشبِه الأَشاء، قالَ فَهُوَ مُوَحِّد. فَلِذَلِك يا أَحباب التَّوحيد هَذا العِلمُ اعمَلوا عَليهِ وانشروه بين النَّاس اثبتوا على هَذِه العَقيدَة الطيّبَة الّتيَ دَعَا إليه كلّ أَنبِياء الله كُلّ الصَّحابَةِ كانَ النَّبّي عليه الصَّلاة والسَّلام يَحرِصُ أن يُعَلِّمَ صِفاتِ الله أَي أَحَدٍ يَأتيه وَهَكَذَا مَجموع ما جاءَ عَنهُ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم. لِقَائُنا إن شاء الله تبارك وتعالى بالَّدرسِ المقبِل اخلِصوا النَّوايا. انشُروا هَذا العِلم يا أَحباب. اضبطوا كُتُبُكُم لله. ولا تنسَوني مِن الدُّعَاء. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات ولمشايخنا ولأهلنا وأهل الحقوق علينا. الله آتنا في الدنيا حسنة زفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.