إسباغ التقدير الخالص
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
أما بعد،
فقد روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه أنه قال : قال لي رسول الله ﷺ:” سَل فقلتُ أسالكَ مرافقتك في الجنة فقال: أو غير ذلك قلتُ هو ذاك فقال رسول الله ﷺ فأعني على نفسك بكثرة السجود هو هذا الرجل ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه كان قدّم رسول الله خدمة صغيرة والرسول عليه الصلاة والسلام من كرم أخلاقه كان يحب أن يكافئ من عمل له معروفا ويحب أن يكافئه في الدنيا فقال له: سل أي سلني قال أسألك مرافقتك في الجنة وهذا شيء لم تجر به العادة بين البشر هذا شيء لم يطلبه واحد بحسب العادة من الآخر ما قال له يا رسول الله أسألك ناقة تحملني أستعين بها في أسفاري ما قال له يا رسول الله أسألك وأطلب منك فرسا أركبه وأستعين به في أسفاري طلب منه شيئا لم تجر به العادة بين الناس فقال له أسألك مرافقتك في الجنة الرسول عليه الصلاة والسلام ما قال له أشركت كفرت كيف تطلب مني هذا الأمر تطلب أمرا ما جرت به العادة بين الناس ما قال له ، هو طلب من رسول الله أن يرافقه في الجنة فقال له أو غير ذلك قال هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ما قال كيف تطلب مني ذلك وأنا عبد مثلك كيف تطلب مني ذلك ما قال له ذلك، فالرسول عليه الصلاة والسلام ما قال هذا شرك أو هذا كفر لأنه ليس عبادة لغير الله تعالى مجرد طلب، طلب أمر لم تجر به العادة بين الناس نعم هذا ما دخل في العبادة، ما معنى العبادة؟
العبادة نهاية التذلل أو أقصى غاية الخشوع والخضوع فمن صرف هذا لغير الله تعالى هنا يكون عبد غير الله هنا يكون عبد غير الله وكفر أما مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس كما فعل من؟ ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه حيث طلب من الرسول أن يرافقه في الجنة وهذا الطلب ما جرت به العادة بين الناس ونبينا عليه الصلاة والسلام ما قال له أشركت أو كفرت فإذا ليس عبادة لغير الله مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس ولا مجرد الاستعانة بغير الله ولا مجرد الاستغاثة بغير بالله ولا مجرد النداء لحي أو ميت أليس ورد كما في كتاب الأدب المفرد للبخاري أن سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب أصابه في رجله الخدر فقيل له اذكر أحب الناس إليك فقال عبد الله بن عمر يا محمد فتعافى في الحال عندما قال يا محمد تعافى في الحال هذا النداء لحي أو ميت؟ ما دخل في العبادة ما دخل في الشرك فإذا هؤلاء الذين يكفرون المسلمين إذا سمعوا مسلما يقول يا رسول الله أو يا نبي الله ويقولون له أشركت أو كفرت والعياذ بالله تعالى فهذا غلو مذموم هذا حروب المسلمين في الماضي التي سميت بحروب الردة في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ماذا كان شعار المسلمين في تلك الحروب؟
كان شعار المسلمين يا محمداه يا محمداه المسلمون في زمن الخليفة أبي بكر الصديق كان شعارهم يا محمداه فلذلك ينبغي الحذر وتنبه من هذا الكلام الذي يكون فيه من الغلو والغلو هو مجاوزة الحد فنعود إلى كلامنا فرسول الله ﷺ من كرم أخلاقه يحب أن يكافئ من عمل له عملا معروفا في الدنيا.
الحاصل فلنقتدي به ﷺ وكذلك فلنقل من أسدى لنا معروفا كلمة طيبة فإن الكلمة الطيبة صدقة نسأل الله تعالى حسن الاتباع والله تعالى أعلم وأحكم.