fbpx

12 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

تحاشي الجدال المذموم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أهلا وسهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج الله تعالى قال: ” وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً ” معناه الإنسان كثير الجدل أي الجدل الذي ليس فيه خير أكثر الناس هذا حالهم فمن علامة قوة الرجل في دينه أن يترك ما لا فائدة فيه من الكلام أن يحفظ لسانه عن الكلام الذي لا خير فيه وقد روى ابن حبان أنه في صحف إبراهيم عليه السلام مذكور أنه على الإنسان أن يكون حافظا للسانه ولا يتكلم إلا فيما يعنيه يعني إلا في الشيء الذي يفيده الرسول ﷺ نبينا وحبينا الذي كان محفوظا كان طويل الصمت إلا من خير وهذا سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورد أنه أمسك لسانه وقال:”هذا الذي أوردني الموارد” فلنترك الجدال الذي لا يعود لمصلحة في الدين كما ذكرنا في حلقة سابقة وهذا الحديث فيه نفع عظيم لمن عمل به الذي رواه البيهقي أن النبي ﷺ قال:” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا“. الرسول عليه الصلاة والسلام ضامن وكافل بيتا في طرف الجنة لمن ترك الجدال الذي لا يعود لمصلحة في الدين لا يُراد به إحقاق حق ولا إبطال باطل الصمت في موضعه سلامة هذا اللسان لو قال قائل لماذا خلق الله لنا هذا اللسان؟ الجواب خلق الله لنا هذا اللسان لنستعمله في طاعته لنأمر به في المعروف وننهى به عن المنكر البعض قد يسأل ما هو المعروف؟ المعروف هو كل ما أمر الله به عباده يُسمى معروفا. وما هو المنكر؟ كل ما نهى الله عنه يسمى منكرا فهذا اللسان فلنستعمله بالأمر بالمعروف يا فلان صل يا فلان صم رمضان يا فلان أدي زكاة مالك وننهى به عن المنكر لا تشرب الخمر لا تأكل الربا لا تزن هذه من استعمل لسانه في ذلك كان له أجر عظيم عند الله تبارك وتعالى ثم فلنفكر في أنفسنا حتى نزداد يقينا بكمال قدرة الله تعالى نحن نتكلم بلحم هذا لسان قطعة من لحم هذا الغزالي يقول:”هذا اللسان نعمة عظيمة قطعة من لحم نتكلم بها هذا اللسان نعمة عظيمة جِرمه صغير وجُرمه كبير” أي أن حجمه صغير وجرمه كبير أحيانا يصدر منه من الذنوب الكبيرة والصغيرة وأحيانا والعياذ بالله تعالى البعض يكفر بلسانه هذا الذي يُسمى الكفر القولي ودليل ذلك من القرآن الكريم أن بعض الناس يكفر بلسانه بسبب كلمة قالها يكون خرج من الإسلام والعياذ بالله تعالى أليس الله تعالى قال: ” يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ” لذلك هذا الإمام النووي في كتاب روضة الطالبين في المجلد العاشر يذكر مثالا عن أمثلة الكفر باللسان حيث قال لو أن رجلا غضب على ولده أو غلامه فضربه ضربا شديدا فقال له رجل: ألست مسلما فقال معناه لماذا هذا الضرب الشديد ألست مسلما كيف تضرب ولدك هذا الضرب الشديد ألست مسلما، فقال لا متعمدا كفر ذكر ذلك النووي وهذا قال له لا لست بمسلم كفره الإمام النووي لقوله لا لست بمسلم لأنه جعل الإسلام الذي هو عليه كفرا وهذا له علاقة بحلقتنا السابقة عندما تكلمنا عن ترك الغضب مثل هذا الكلام لا خير فيه الذي قاله ذاك عن نفسه لست بمسلم هذا الكلام يجب تجنبه لذلك نترك ما لا ينفعنا من القول الرسول عليه الصلاة والسلام قال:”من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” يا سلام من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ما لا ينفعه من القول والعمل لذلك هناك أمور كثيرة يتكلم الواحد فيها ولا تنفعه فالمطلوب منا أن نحفظ ألسنتنا من كل ما يخالف شريعة الله تبارك وتعالى وهذا يحتاج إلى علم الدين لسانك أسدك إن أطلقته افترسك وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:” عليك بطول الصمت إلا من خير” “عليك بطول الصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك” هنيئا لمن التزم هنيئا لمن عمل بهذا العلم الشريف والله تعالى أعلم وأحكم وإلى حلقة قادمة بإذن الله تعالى من هذا البرنامج.