fbpx

15 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشكر على نِعَم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد، فقد قال رسول الله ﷺ:”من أُبتلي فصبر وأُعطي فشكر وظُلم فغفر وظَلم فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” ولأن في الإعادة إفادة أعيد ما قال رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق:”من أُبتلي فصبر وأُعطي فشكر وظُلِمَ فغفر وظَلم فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”. الشكر على نعم الله الشكر نوعان شكر واجب وشكر مندوب مُستحب، الشكر المندوب منه أن تقول الحمد لله الشكر لله بلسانك هذا شكر مسنون مندوب أما الشكر الواجب ألا نستعمل نعم الله في معصيته هذا الشكر الواجب أن نستعمل لساننا في طاعة الله لا في معصية الله أن نتجنب المعصية بهذه النعم فلنذكر قصة اليوم نبين فيها ويظهر لكم فيها ما معنى الشكر على نعم الله فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه سمع النبي ﷺ يقول:”إن ثلاثةً من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى أبرص فقال الملك للأبرص أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس فمسحه فذهب عنه قذره وأُعطي لونا حسنا ثم قال له فأي المال أحب إليك قال الإبل أو البقر، الرواي شكَّ، فأُعطي ناقة عشراء فقال بارك الله لها فيك ثم أتى الأقرع أي الملك أتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس فمسحه وأُعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر فأُعطي بقرة حاملا وقال بارك الله لك فيها فأتى الأعمى أي الملك أتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال أي الأعمى أن يرد الله إلي بصري فأُبصِر الناس فمسحه فرد الله بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأُعطي شاتا والدة فأنتج هذان وأولد هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم ثم أي الملك أتى إلى الأول أتى الأبرص في صورته وهيأته أتى الأبرص أي الملك أتى الذي كان أبرص في صورته وهيأته فقال له: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ به في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال كأني أعرفك ألم تكن أبرصا يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابرٍ فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيأته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاةً أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عزّ وجلّ فقال أمسك مالك فإن ما أُبتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك هذا من الشكر على نعم الله تعالى أن ذاك الرجل بقي عليه نعمته، الله تعالى قال: ” إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” وقال أبو الحسن الكندي القاضي إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصيَ تزيل النعم والله تعالى أعلم وأحكم.