fbpx

17 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

درس لفضيلة الشيخ أحمد عجور بعنوان: من هو الشديد؟ من هو الشديد؟ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة اعيننا محمد عليه الصلاة والسلام قال:”ليس الشديد من غلب الناس ولكن الشديد من غلب نفسه“ الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. لا أدب أحسن من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاه الله تعالى أحسن الجزاء عن أمته فإن تعويد النفس على تحمل أذى الغير يكون وسيلة إلى الدرجات العلا وهو عظيم النفع في معاملة النفس بعضهم بعضا فإن من كفى نفسه عند الغضب أنقذ نفسه من مهالك كثيرة لاسيما فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال وهذا روي باسناد صحيح: “من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه خيره الله تعالى من الحور العين ما شاء.” أنظروا إلى هذا الفضل أنظروا إلى هذا الإكرام خيره الله تعالى من الحور العين ما شاء هذا من يكظم غيظه وهو مستطيع وهو قادر على أن ينفذه يعني كم من أُناس ليس لهم ليس عندهم ليس لهم كثير من صلاة النفل ولا كثير من صيام النفل أي السنة تعادل درجاتهم في الآخرة درجات الصوامين القوامين الذين لا يتحلون بحسن الخلق فمن تمكن في أداء الواجبات واجتناب المحرمات كان من خيار عباد الله ولو كان قليل الاجتهاد في النوافل لكن طبعا قليل من العمل موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من كثير من العمل الذي لا يوافق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم روى الامام مسلم أن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام قال:”من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” ما معناه أن أي عمل يعمله الانسان من صلاة أو صيام أو زكاة أو حج أو ذكر أو دعاء إذا لم يوافق ما جاء به رسول الله إذا لم يوافق ما جاء في شريعتنا فهو رد ما معنى فهو رد؟ أي فهو مردود يعني ربّ العالمين لا يقبله لأنه لم يوافق الشريعة بعض الناس يسألون كيف يكون العمل مقبولا عند الله تعالى؟ لا بد له من شروط ثلاثة: 1 – أن يكون الشخص مسلما وأن يكون عمله وافق شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام وأن تكون نيته لوجه الله تبارك وتعالى فترك الغضب كظم الغيظ هذا أمر مهم يساعدك على حفظ الدين. فالرسول عليه الصلاة والسلام نبينا كم أُوذي وكم تعرض إلى أذى من المشركين وروي أيضا عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال:”جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة فقال سهل للقوم أتدرون ما البردة ؟ فقال القوم هي شملة فقال سهل هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت المرأة يا رسول الله اكسوك هذه فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فلبسها فالرسول قبل من هذه المرأة البردة فما الذي حصل؟ فرآها أي عليه رجل فرأى البردة رجل من الصحابة فقال يا رسول الله ما أحسن هذه اكسونيها يعني هو رأى الرسول أخذ البردة لبسها بعد أن لبس النبي عليه الصلاة والسلام البردة هذا الصحابي طلب البردة من الرسول وقد لبسها فقال هذا الصحابي يا رسول الله ما أحسن هذه أكسنيها فقال النبي نعم فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل لامه أصحابه قالوا له ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه فقال والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني فقال سهل فكانت كفنه. أنظروا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاءته البردة وهو كان محتاجا إليها لما سئل أعطى هذه البردة لهذا الصحابي الذي سأله والصحابي الذي سأله إياها يريدها لتكون كفنه متبركًا بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذه البردة لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم عند أهل السنة والجماعة التبرك بالانبياء والصالحين والأولياء وبآثارهم أمر جائز متفق عليه ثم إن من طبيعة الناس أنهم لا يميلون إلى أن يلاموا و يعاتبوا ولا إلى أن يلومهم ويعاتبهم ويوبخهم عادة ولكي يحسن المرء معاملتهم جدير أن يعاملهم بالاحسان وأن لا يكثر من اللوم والعتاب. إن أردت أن تكسب ودّ فلان لا تكن كثير العتاب ليس كل ما تراه تقول له: لو فعلت ولماذا لم تفعل ولماذا لم تترك. قال الشاعر: إذا كنت في كل الأُمور معاتبًا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه. نسأل الله تعالى حسن الإتباع إنه على ما نسأله قدير. والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.