الصبر الصبر يا عباد الله
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله.
أما بعد،
فقد ورد في الحديث أن رجلا أو امراة أتت النبي ﷺ تعرض بنتا لها على رسول الله ﷺ ليتزوجها فصارت تصفها بالجمال إنها كذا وإنها كذا وإنها كذا من الجمال حتى قالت حتى إنها لم تمرض قط فقال النبي ﷺ:”لا حاجة لي فيها” الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتزوجها لأنه علم أن هذه المرأة حيث لم تُصب ببلاء قط الله تعالى ما أراد بها خيرا كبيرًا لو أن الله تعالى أراد بها خيرًا كبيرًا لابتلاها أليس قال ﷺ “من يرد الله به خيرا يُصب منه” أي يبتليه لذلك ما يظنه بعض الناس من أن الإنسان إذا كان متقلبا في الراحات والنعيم ولا يمرض إلا قليلا هذا من علامة حب الله لهذا الإنسان أو لهذا العبد هذا غير صحيح فالجهال الذين لم يفهموا الدين لم يتعلموا الدين كما يجب يظنون أن الذي تتكاثر عليه المصائب هو يكون قليل الحظ في الخيرات في الدرجات عند الله يظنون عكس الحقيقة بعضهم يقول آه هذا يصيبه كذا وكذا ليس عنده عند الله درجة، هذا غير صحيح، حتى إن بعض الناس حين يبدأون بالصلاة ويتركون المحرمات التي كانت يعملونها فيقولون هذه المصائب ما كانت تصيبنا قبل أن نقبل على الطاعة عندما أقبلنا على الطاعة أصابتنا هذه المصائب لأننا أقبلنا على الطاعة فيتشائمون بالعبادة والعياذ بالله تعالى والتشاؤم بطاعة الله كفرا والعياذ بالله تعالى وسبب هذا البعد عن تعلم علم الدين اليوم يسأل بعض الناس يقول هل الله يحبني أو لا يحبني لأنه يرى في نفسه التقلب في النعيم وفي الملذات.
علامة حب الله للعبد أن يكون متبعًا لسيدنا محمد ﷺ اتباعًا كاملا، من اتبع النبي عليه الصلاة والسلام اتباعًا كاملا هذا هو علامة حب الله لهذا الإنسان الله تعالى قال:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
فلذلك من اتبع النبي إتباعا كاملا هذا علامة حب الله لهذا الإنسان لذلك الأولياء اتبعوا النبي ﷺ اتباعًا كاملا فلذلك يفرحون بالبلاء ويفرحون بالمصائب التي تصيبهم يعرفون أنهم بصبرهم على هذه المصائب يكون لهم الرفعة، رفعة الدرجات عند الله سبحانه وتعالى فقد صح أن رسول الله ﷺ قال:”إن من الصالحين من فرحهم بالبلاء أشد من فرح الناس بالعطاء” الواحد منا إذا أُعطي هدية أليس يفرح؟ الأولياء يفرحون بالمصائب يفرحون بالمصائب والبلايا أشد من فرحنا بالعطاء بالهدية فمن شدة ما تمكن في نفوسهم الرضى عن الله يفرحون بالبلاء أكثر من فرح الناس بالعطاء هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم:{رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} معناه يسلمون لله تعالى تسليمًا كاملا مهما أصابهم من المصائب فإنهم لا يخرجون عن الرضا عن الله فهنا إن أصابتك المصائب تذكر أحوال الأولياء إن أصابتك المصائب أن أشد الناس بلاء في الدنيا الأنبياء وبعدهم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على حسب دينه لذلك المسلم الذي واقع في المعاصي وهو ضعيف في أمور الدين ويبقى في صحته وعافيته وتنعمه هذا حظه قليل في الآخرة أما المسلم إذا واقع بعض المعاصي تصيبه مصيبة هذا يكفر الله عنه في الدنيا بهذه المصائب وقد حصل أن رجلا في زمن رسول الله ﷺ كان يمشي في الطريق فرأى امرأة أعجبته فنظر إليها فبينما هو كذلك اصطدم رأسه بالجدار فطلع منه الدم فأتى رسول الله ﷺ قال له يا رسول الله ﷺ إني كنت أنظر إلى امراة أعجبتني فبينما أنا كذلك فصدم رأسي بجدار فطلع منه الدم فقال النبي عليه الصلاة والسلام أنت عبد أراد الله بك خيرا أي أن هذه الصدمة التي سببت لك خروج الدم كفارة عن تلك المعصية التي عملتها من نظرك إلى تلك المرأة.
نسأل الله تعالى أن يحسن حالنا وأن يغفر ذنوبنا إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين.